• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قراءة في مجموعة (الى حيث انت)  للشاعر السعودي حسين الجامع .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

قراءة في مجموعة (الى حيث انت)  للشاعر السعودي حسين الجامع

  الصورة الذهنية انطباع الشيء في الذهن، حضور صورة الشيء في الذهنية وفي معناها اللغوي التمثيل وفي جوهر المعنى الانعكاس، وعاملها النقد كانطباع ذهني باعتباره تصوراً محدوداً يحتفظ به الانسان في ذهنه هذا التصور يختزل تفاصيل كثيرة في مشهد واحد في مجموعة (الى حيث أنت) للشاعر حسين الجامع فيقول: 

(الى علاكا شددت الروح والجسد ... وعدت اركز قلبي في الهوى وتدا) 
ويقول فيها: 
(رعيا لطهرك محفورا على مقل ... من الجمال أفاض العشق واتحدا 
ومن جبينك يشتار السجود رؤى ... كأنه ما رأى إلاكَ قد سجدا) 
فقصيدة الذهن تحتاج الى الاحاسيس والمشاعر والانفعالات الهادئة ليس فيها ثورية اللغة الخطابية. 
الصورة الذهنية تحتاج الى التكامل المشهدي القصيدة/ الاحالات النصية الى المرجع الخارجي/ فاعلية الحدث/ الرموز/ والقصيدة الذهنية كامرتها الحقيقية هي الادراك، وخاصة ان المتلقي لديه المشهد التاريخي او التصورات عن المشهد التاريخي المجسد في نصية التلقي، ولذلك تكون للذهنية مؤثرات تنفع المتلقي قد تنور معلوماته التاريخية وقد تميز مشاهده حينما ترسم له المشهد: 
(نزهت قدسك ان يدنو الى رحم ... يوما تقرب للأوثان او سجدا 
ما حيلتي عند من زاغت بصائرهم ... فأوقفوا الريب في درب الهدى رصدا) 
السعي لإدراك الحقائق يتميز القصد الشعري بأكثر من ميزة أولاً ميزة اظهار الحقائق التاريخية لتجلي الرموز المقدسة لينال سعيه حرقة المبدأ وثواب مسعاه، والمسعى الثاني هو كسب قيمة التلقي وروحية الانتماء بعد المتلقي هناك تقسيم للمورد التاريخي من أي مصدر كان وروحية القصيدة يخاطب النبي (ص) في قصيدة حكايات محمدية: 
(كنت في البدء والخليقة غيب ... وكأن الوجود تحت ردائك 
 سيدي أنت أنت كون من الحب ... وهذا الولاء من اجزائك) 
القصيدة الذهنية لا تستطيع ان تستقر في ذهنية المتلقي اذا لم تمتلك عملية الاقناع خلق التصور الحسي والمعنوي يعني نحن بحاجة الى الصورة الذهنية العقلانية بعيدا عن التغريبية غير المفهومة من اجل السعي للتلقي الشمولي وليس النخبوي ونشر الحقيقة التاريخية المدعمة بالقبول، ونحتاج الى ترسيخ المعنى وليس تزويق الحقيقة؛ لأننا في الشعر الولائي بحاجة الى هداية الجمهور وليس خداعه لكن الصور الشعرية الذهنية لها طابعها التخيلي القريب عن الفهم العام وللصور المطبوعة في ذهنية الناس عبر الأجيال:
 (يوم ان جاءه (الأمين) رسولا ... وهو في خلوة بغار حرائه
يعبد الله شاخصا للسماوات ... يذيب ابتهاله في دعائه) 
 فالناس تقارن بين الصورة الشعرية والحقيقة من خلال مراجعات الإجراءات بما في ذلك الوسعة التخيلية، والجميل أن شخصيات الرموز المقدسة جميعها مرتبطة بالتعالق الذهني أئمة عاشوا مسارا موحدا لم يتناقض فيه رمز عن مساعي رمز آخر، ويرى بعض النقاد ان من شروط الصورة الذهنية ان ترتبط الرموز بسلوك اجتماعي:
 (وأنت و(المصطفى) نفس مقدسة ... يفوح من طهرها مجد واحساب 
وانت و(البضعة الزهراء) وارفة ... من الصفاء وظل الله جلباب 
وانت انت بطولات واوسمة ... يحار في وصفها فكر وكتاب) 
والصورة الذهنية هي الصورة الفعلية التي تتكون في اذهان الناس عن الاحداث التاريخية والرموز او قد يشوبها بعض التشويش بسبب الاعلام المندس والمسنود بالتوثيق الرسمي السلطوي على مر العهود، لكنها تمثل رأي الشاعر ومواقفه: 
(فلا وربك ما زاغت بصائرنا ... ولا استبد بها وهم ولا خرفُ 
ما بين (أمّ القرى) والبيت شرّفها ... وبين قدس (علي) تزخرُ التحفُ) 
 الحدث التاريخي له خصاله الإعلامية الموثقة واغلبها يخالف ذهنية الناس حيث تعرضت تلك الاحداث التاريخية الى الكثير من التزييف وحملت في الذهنية العامة بصور مؤثرة الصور الذهنية تعكس الواقع بما يراه الشاعر ويفعلها ليخلق لها أجواء التأثير المبدعة: 
(ولبسنا الخشوع في حضرة القد ... س زكيّا يفوحُ من جلبابك 
انت من علّم الملائكة النس ... ك فطافت على شموخ قبابك)




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=153798
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18