• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قصة المرجع المجهول .
                          • الكاتب : احمد مصطفى يعقوب .

قصة المرجع المجهول

قال تعالى {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }الرعد11 صدق الله العلي العظيم , الآية المباركة تخبرنا أن الله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم , فهل غيرنا أنفسنا حتى نحلم بتغيير العالم ومحاربة الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية ؟ هناك أناس يحلمون بمحاربة الكيان الصهيوني ويريدون تحرير القدس والمسجد الأقصى لكنهم في نفس الوقت يشنون حملات على اخوانهم من نفس المذهب بل ان كلمة اخواننا لا تستخدم الا لمن يخالفهم بالعقيدة  فعلى سبيل المثال كان في البحرين الحبيبة جماعات يصعدون أسطح البيوت ويصرخون لبيك فلان(وفلان) اسم مرجعهم ويرشقون مواكب التطبير بالحجارة بينما يصرخ المطبرون لبيك يا حسين لبيك يا حسين لبيك يا حسين , وفي الكويت ينشرون فتوى عدم جواز التعدي على رموز اهل الخلاف لكنهم في المقابل يشتمون أي مرجع من المراجع الذين يخالفون توجههم السياسي وأي محام يتعرض لرمز من رموزهم فيشنون حملات شرسه عليه بطريقة جعل اطفالهم يشتمونه في تويتر ومواقع التواصل الإجتماعي بينما يقوم الكبار بالإتصال عليه لتهدئة الوضع فيصبح بذلك في أعين الناس وكأنه قد تم اسكاته وتخويفه فيصبحون بذلك ابطالا , ويركضون للصلاة خلف من خالفهم وان كفرهم وشتم امهاتهم بينما يحرمون الصلاة خلف من يخالف توجهاتهم السياسية , ويلعبون ألعابا قذرة ضد من يخالف توجهاتهم وسياساتهم وتراهم أسودا على تحريم التطبير ومنعه بينما في رد الشبهات كالنعامة وتراهم يحاولون تخريب أي تجمع لنصرة المذهب ويستخدمون أساليب التنازل بدلا من ذلك , انه حزب بلا دين حزب ميكيافيلي الغاية عنده تبرر الوسيلة ولا كلام معهم لأنهم لا دين لهم انما عنصرية بغيضة وطاعة عمياء حتى ان أشكالهم تتشابه وتصرفاتهم متشابهة لكن الكلام مع بعض الذين يؤيدون منع التطبير ويحاربون الشعائر الحسينية أو يقولون ان هذا رأي المرجع الفلاني فلا يجوز التعرض له بينما يحق لهم في المقابل محاربة من يدافع عن التطبير فالذين يقومون بممارسة شعيرة التطبير لا يجبرون من لا يمارسها ولا يرشقونه بالحجارة ولا يشتمونه لكن الأحزاب السياسية التي تحرم التطبير تحارب وترشق وتشتم مواكب التطبير وعندما ندافع حق حقهم في ممارسة هذه الشعيرة تجد من يشتمك ويدعي أنه محايد لكنه يصمت صمت الأموات عندما تشتم مواكب التطبير ويتهمك باثارة الفتنة !! فاياك ثم اياك أن تؤيد من يمنع مواكب التطبير ويحرمها ويرشقها بالحجارة ويلحس أحذية النواصب , فان الحسين عليه السلام خط أحمر وشعائره خط أحمر واليك هذه القصة التي ينقلها المرجع الديني المظلوم آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله الشريف , ففي كتاب إحياء عاشوراء وهو عبارة عن مجموعة من المحاضرات دونتها هيئة أنصار الحجة السنوية طبع مكتب الإعلام الإسلامي , الطبعة الثانية 1430 , ص140 -142 : المشهور بين الفقهاء كراهية اللباس الاسود وكراهية الصلاة فيه إلا أن الفقهاء يرون أن هذه الكراهية لا تبقى اذا كان لبس السواد من أجل الحزن للإمام الحسين عليه السلام بل تتبدل إلى إستحباب أي إنه وإن كان هذا العمل مكروها في نفسه _وليس حراما طبعا_ إلا أنه إذا كان من أجل سيد الشهداء عليه السلام والحزن على مصابه فسيكون مستحبا فضلا عن رفع الكراهة , ...وكان أحد العلماء الماضين لا يرى استحباب لبس السواد حتى على الإمام الحسين عليه السلام بل يرى أن اللباس الأسود يبقى على كراهيته وإن كان للإمام الحسين عليه السلام ولا بأس بذلك فهذا اجتهاده الفقهي ولكنه كان يضرب لذلك مثالا غير مناسب لا أحب أن أذكره , ورغم أنه كان عالما جيدا وله كتاب فقهي طبع قبل حوالي قرن طبعة حجرية ولدي نسخة منه ولقد نقلت عنه في بعض كتبي ولم أكن أطلع بعد على مثاله غير المناسب في مسألة لبس السواد على الإمام الحسين عليه السلام , لكن ما كان يثير عجبي وتساؤلي دائما أنه لم كان مغمورا فلم ار من يذكره أو ينقل عنه أحد رغم مرور بضع طبقات من الفقهاء بعده , حتى أنني ذكرت مطلبا أيام شبابي أمام أحد كبار مراجع قم في تلك الأيام فاستغرب وقال أين يوجد هذا ؟ فذكرت له المصدر , فقال : إنني لم أسمع به ولا بمؤلفه !! فكنت أتعجب لذلك حتى وقعت على المثال الذي يضربه في كراهة لبس السواد على الإمام الحسين عليه السلام فعرفت السبب وراء انطماس ذكره وأن كل المشكلة تعود لهذه الكلمات غير اللائقة التي أطلقها في خصوص إحدى الشعائر الحسينية وإن كان بحسن نية طبعا فأصبح مجهولا حتى في الحوزات العلمية أي أن الله تعالى جازاه على مستوى فعلته في الدنيا . طبعا : لا يعاقب على ذلك في الآخرة لأنه اجتهاده . وقد خشيت أن أصاب بنكبته لنقلي عنه وإشارتي إليه فعمدت إلى ما نقلته عنه فحذفتها من كتبي لأن العلم لا يتوقف على شخص بعينه ولا على هذه الموارد وحدها . المهم إن حسن النية وحدها ليست كافية في التعامل مع قضايا سيد الشهداء عليه السلام بل يلزم حسن العمل أيضا لأن أدنى اشتباه وإن كان غير متعمد وعلى سبيل القصور سيكون له أثر وضعي سلبي شئنا أم أبينا والشواهد على ذلك كثيرة فحذار حذار من التعرض للشعائر الحسينية وان كان بحسن نية فإن الله تعامل مع الإمام الحسين عليه السلام بصورة استثنائية فيجب علينا أن نتعامل مع قضاياه وشعائره بصورة استثنائية أيضا ولا نكن سلبيين أبدا بأن نقول : لا تفعلوا هذا ولا تفعلوا ذاك بل لنكن إيجابيين دائما ونسعى لتقديم ما هو الأفضل والأنقى والأكثر والأعظم في هذا المجال . انتهى كلامه دام ظله . فغياك ثم إياك أن تدافع عن الذين يحاربون الشعائر الحسينية والقصة التي ذكرناها تذكرني بألفاظ خطيب المنبر الذي وصف مواكب التطبير بالنعاج وكان يريد القائهم في البالوعة ووالله لو كان هذا الكلام ضد المخالفين لوجدته في قمة الأدب والذوق والأخلاق لكنهم أسود علينا وعلى النواصب نعامة ولو كان كلامه في قضية أخرى لاتهم بقلة الأدب والذوق لكن لأن كلامه ينفع لتحقيق مصالح بعض الجمعيات التنازلية وبعض جبناء الشيعة فتجد مليون مدافع عنه وألف نابح ينبح عليك ان انتقدت اسلوبه الشرس علينا والناعم مع غيرنا فعندما يتكلم عن مالك بن أنس يكون في قمة الإحترام والتقدير ولا يصفه الا بالإمام مالك وقد يترحم عليه أما عندما يصل الموضوع الى التطبير ومواكبه رغم أن مواكب التطبير تضم العلماء فعندما طبرنا في الحوزة في هذا العام كان السيد مجتبى الشيرازي والشيخ فاضل الحيدري والسيد مصطفى القزويني والشيخ رجب وغيرهم من العلماء الذين رأيناهم او سمعنا بهم ويؤيدون التطبير مثل الشيخ الوحيد الخراساني وغيره فالموضوع يكون مختلفا في هذه المرة فشجاعة الشيعي وقوته لا تظهر الا عند شتم الشيعة فيصفهم بالعمالة واثارة الفتنة والخ بينما يصف أهل الخلاف باخواننا !! ويرددون مقولة لا تقولوا اخواننا بل قولوا انفسنا وهذه المقالة ان صحت نسبتها الى السيد السيستاني فينبغي تطبيقها على البيت الشيعي أولا ثم نتحد من غيرنا ونصفهم بأنهم أنفسنا . واذا رأيت أصحاب الفكر التنازلي فانهم لا يبتسمون حتى في وجهك في مجالسهم لكن تفتح أفواههم وكأنها مغارة علي بابا اذا دخل عليهم المخالف هذا على الرغم من نهي أئمتنا عن مجالسة النواصب فقد ورد عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال : من وصل لنا قاطعا أو قطع لنا واصلا أو مدح لنا عائبا واكرم لنا مخالفا فليس منا ولسنا منه , وعنه عليه السلام : من والى أعداء الله فقد عادى أولياء الله ومن عادى أولياء الله فقد عادى الله تبارك وتعالى وحق على الله أن يدخله في نار جهنم . فهل تنطبق مثل هذه الروايات على الذين يرشقون مواكب التطبير بالحجارة ؟ وهل تنطبق على من شتم مواكب التطبير مع ما تحتويه من العلماء الذين هم أولياء الله ؟ وهل يجوز أن تشتم اخوك المؤمن وان كان في نظرك فاسقا ؟ فكيف بمن يقوم بهذا الفعل قربة الى الله تعالى ورغبة منه في احياء أمر آل محمد عليهم السلام وان كنت لا تعتقد بذلك وتعتقد أنه بدعة فهل يجوز لك سبه وتفسيقه ورشقه بالحجارة ؟ ولماذا يشنع البعض على السيد مجتبى حفظه الله لسبه أعداء الله بينما ترقعون وتأولون كلام من أراد رمي مواكب التطبير في البالوعة ودعسهم بقدمه ووصفهم بالنعاج واتهمهم بالإساءة الى القضية الحسينية فمدح النواصب والترقيع لأبي حنيفة النعمان وسب مواكب التطبير بهذه الألفاظ على المنبر الحسيني لا يضر القضية الحسينية بينما مواكب التطبير تضر القضية الحسينية هذا هو مقياسهم المغلوط !!! فاياك أن تحاول الدفاع عن هؤلاء فقد ورد إذا مدح الفاجر اهتز العرش وغضب الرب , وعن الصادق عليه السلام : إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الظلمة وأعوانهم ومن لاق لهم دواتا وربط كيسا أو مد لهم مدة قلم فاحشروهم معهم . فغيروا انفسكم قبل أن تحاولوا تغيير الآخرين وانقدوا كل من قام بفعل قبيح مهما كان تاريخه على المنبر وغيره ان كان الخطأ خطأ شنيعا هذا وصلى الله على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
كاتب كويتي
 
الكويت في 21 مارس 2012
 
مدونة تنوير الكويت http://tanwerq8.blogspot.com
 
تويتر @bomariam111
 
البريد الإلكتروني ahmadmustafay@hotmail.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=15365
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28