• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التعليم فريضة وتركه معصية .
                          • الكاتب : مهند الجنابي .

التعليم فريضة وتركه معصية

طلب العلم في جميع نواميس الحياة وقواميسها حاجة ملحة وما نصت عليه الشرائع السماوية هو دليلا قاطع على سموه ،فكان لزاما على ولاة الامر سواء الزعامات الدينية او المجتمعية او السياسية ان تتعاطى مع هذا الموضوع باعتباره غاية تهون دونه الغايات  ويكونوا أول الساعين في الاهتمام في هذا الجاني المضيء من الحياة البشرية من خلال البرامج التوعوية التي تعطي قدسية للجانب العلمي والتربوي والمستمدة من المفاهيم الاسلامية التي جعلت مكانة مهمة للتعليم في جميع ادبياتها ،فطلب العلم من السنن المحمدية التي لابد من السير على خطاها والتي اصبحت فرضا على كل مسلم ومسلمة كذلك هو الحال في الرسالات السماوية الاخرى والتي لها ذات الدلالة والاهمية في حياة الانسان ،ولذلك فان التخلف عن التعليم يعتبر وفقا للنصوص الشرعية التي اوردنا بعضا منها او لم نورد البعض الاخر خروجا عن القيد الشرعي والذي سيترتب عنه تبعات قد تصل بصاحبها الى حد الخطيئة ،كونها تعتبر احد اهم عناصر الجهل والتخلف العلمي الذي قد يصاحبه جهل في امور الدين والسلوك الشرعي وطرائق التعايش السمي داخل المجتمعات البشرية، فالعراق بلد الحظارات على مر العصور الماضية ولكن مانتج من اثار عبثية لسلوكيات بعض الحكومات المتعاقبة على ادارت شؤون الدولة ،هو تفشي الفقر الذي نتج عنه اهمال الجانب التعليمي على حساب البحث عن قوت الحياة من الماكل والملبس وباقي مستلزمات الحياة الضرورية كذلك تفشي البطالة التي باتت تشكل احد اهم معوقات التقدم العلمي واصبت ظاهرة مجتمعية ،وبسبب هذه التراكمات التي ورثها الشعب العراقي فقد انهار الجهاز التربوي والتعليمي بحدود اللامعقول ،فتفشت الامية بصورة مريبة كونها لم تقتصر على كبار السن من المجتمع العراقي بل تخطى ذلك المد الكارثي الى ابعد مدياته حتى تقوقعت تحت ضلاله الفئات العمرية الصغير التي تبداءفي السابعة من العمر واحيانا لاتنتهي الى اجل معلوم كونها سترافق الاجيال في حياتهم وفي حلِهم وترحالهم 0 ستقضي على مستقبل البلاد وطموحات تقدمه التي من المفترض ان تواكب العصر المتمدن ، عصر الحداثة العلمية ، لذلك لايمكن ايقاف هذا المد من امية التعليم الذي سيرافقه متلازمتي الجهل والتخلف الاَ ان تتبني الحكومة العراقية مشروع نهضوي من خلال القضاء على المسببات والعوامل التي ينشأ من خلالها الفقر كالقضاء على البطالة بانواعها المقنعة او الحقيقية خصوصا اذا ما علمناأن بلدا مثل العراق يمتلك من الغنى والثروات الاقتصادية ما يجعله قادرا على تجاوز هذه الآفة المجتمعية اذا كانت الحكومات العراقية التي تتعاقب على ادارة دفة الحكم جادة في تنشيط الواقع العلمي ولديها الحرص الوطني لتهيئة الظروف المناخية السياسية المناسبة للاستقرار الامني والاقتصادي للشعب الذي يعطي دفعا للتعايش السلمي المجتمعي، لتتمكن بعدها تلك الحكومات من فرض  اجراءات الزامية التعليم ، كذلك فان الدور الديني لايقل اهمية من الدور الحكومي كون التعليم كما اسلفنا من السنن المحمدية التي تكون واجبة الطاعة والتنفيذ ومن يتخلف عنها فقد ظل سواء السبيل وانزلق عن الهدي الاسلامي ، ومن خلال الوعظ والارشاد لهذه المفاهيم القيمية التي ينشرها علماء الدين كرسالة روحانية تنبعث من الوجدانية العقائدية العقلانية التي توحي للمتلقي بان المتخلف عن التعليم قد خرج عن مسار الامر المحمدي الى يوم الدين لان التعليم يقرب الانسان من ربه ويبعده عن الكبائر والمعاصي ، اما الاسرة فهي الحاظنة الرئيسية للطفل التي لها الدور الملازم في شرح اهمية التعلم خاصة في السني الاولى من حياته وعليها تقع مسؤولية مواظبة ابنائها على التعليم ولانها ستتحمل جزءا كبيرا في انحرافه السلوكي مع تقادم العمر اذا ماتسرب عن التعليم وعليها كذلك ان تعي ان الصد عن التعليم خطيئة شرعية واخلاقية ومجتمعية تنبذها جميع الاديان والشرائع السماوية وكذلك المجتمعات البشرية        




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=15298
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29