• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التقارب الاسلامي المسيحي.. اقطابه ال البيت (عليهم السلام) .
                          • الكاتب : عباس قاسم عطية المرياني .

التقارب الاسلامي المسيحي.. اقطابه ال البيت (عليهم السلام)

عندما تغص وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي عن اسباب التقارب المسيحي الاسلامي وبالخصوص مع اتباع ال البيت، ورغم كل المحاولات والسبل التي ارادت تفكيك هذا التقارب او التواصل لكن دون جدوى، بل على العكس من ذلك زادت منه لأسباب عدة منها، موقف المرجعية الدينية الثابت من الاخوة المسيحيون ودفاعها عنهم طيلة مدة ما تعرضوا له في العراق، فضلاً عن بطولات الحشد الشعبي والجيش والقوات الامنية الذين طالما ضحوا ولا زالوا يضحون من اجل حمايتهم، وحرب داعش خير مثال على ذلك.

يا ترى ما سبب هذا الترابط والتواصل؟ هل هو وليد اللحظة، ام له جذور تاريخية؟

منذ بدايات ظهور الاسلام وهجرة بعض اتباعه الى الحبشة لِمّا تعرضوا له من أبناء جلدتهم من قريش أصبحت هناك علاقة ود وتواصل وتقارب بين الطائفتين، وكان لرسالة النبي محمد (صل الله عليه واله وسلم) التي بعثها للنجاشي الأثر البالغ، فضلاً عن بلاغة وفصاحة جعفر بن ابي طالب (عليهم السلام) وشجاعته الاثر الاكبر في كسب ود النجاشي الذي آوى المسلمين وحماهم من بطش قريش حتى اسلامهِ بعد ذلك.

زيادة على ذلك ان حادثة المباهلة وما وجده النصارى من مكانة وعظمة لآل البيت عندما أراد النبي محمد (صل الله عليه واله وسلم) ان يباهل بهم، فأبوا النصارى ذلك لما رأوه من قدسية هؤلاء عند الله.

والامثلة الأخرى على ذلك قصة النصراني صاحب الدير الذي شاهد الامام علي (عليه السلام) عند مسيرة الى صفين وهو يرفع الصخرة ونبعت منه عين ماء شرب منه جيشه، فعَلم النصراني ان هذا لا يحدث الا للصالحين؛ واسلم على اثر ذلك بين يدي الامام واستشهد معه في صفين.

ووهب النصراني هذا السفر البطولي الخالد الذي سجله التاريخ بأحرف من ذهب؛ حين ترك امه وزوجته وكل ما يملك ليلتحق بركب الأمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء حتى استشهد بين يديه خير شهادة تذكر.

ويدون لنا التاريخ ايضاً صفحة من صفحات هذا الترابط والتقارب مع صاحب الدير الذي مر به مسير السبايا من ال البيت (عليهم السلام) الى الشام ومبيتهم في هذا الموضع، وكيف عرف صاحب الدير قيمة وقدسية رأس الامام الحسين (عليه السلام)؛ فدفع الأموال لكي يبت الرأس عنده وجلس الليل كله ينحته، ويذكر ان هذا النحت هو نفسه المعروض حالياً في متاحف اوروبا، وحتى مكان الدير يعتبر حالياً من الاماكن المقدسة لدى المسلمون والمسيحيون في الشام.

والامثلة والحوادث التاريخية ما بين ال البيت وشيعتهم مع الاخوة المسيحيون تملئ كتب التاريخ تحتاج الى مباحث وكتب لتحويها، واخرها السفر البطولي لحشدنا وجيشنا الابطال في تحرير وحماية الكنائس المسيحية في الموصل والمناطق الأخرى، وحتى ترميمها من قبل اتباع ال البيت (عليهم السلام).

فلا نتعجب من هذا التقارب والترابط فيما بينهم في الوقت الحاضر، ولتصمت اصوات النشاز التي لا زالت تطبل على الوتر الطائفي وتطالب وتدعي لماذا علماء المسيح تزور المرجعية الدينية في النجف الاشرف دون باقي المرجعيات الإسلامية؟ نقول له هذا امتداد تاريخي عميق له ابعاد ومواقف مسجلة بقت راسخة ليومنا هذا، كما ان المرجعية الدينية هي من تمثل الإسلام الحقيقي باعتدالها وحبها للسلام.

وسيكون يوماً ما لهذا الترابط والتقارب والتأخي عملية اندماج وانصهار تولد نتائج عظيمة على الإنسانية جمعاء، عندما يخرج مهدي الامة (عجل الله فرجه) ويلتحق به السيد المسيح (عليه السلام) لقيادة العالم الى الخير والامن والسلام.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=152799
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 03 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16