• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لقاء الابراهيميان قرب مهد التوحيد .
                          • الكاتب : محسن الشمري .

لقاء الابراهيميان قرب مهد التوحيد

اور الكلدانية مسقط راس النبي ابراهيم عليه السلام قبل اكثر من 4000 عام والذي حنف عن عبادة الالهة المتعددة  الى عبادة الله الواحد الاحد،حنف عن الشرك الى التوحيد، كما آباءه الانبياء ادم ونوح وباقي الانبياء  عليهم السلام واتباعهم من الذين سبقوه ك ومن سار على الطريق الذي رسمه كل من اتى من بعده من الانبياء والاولياء والصالحين وباقي الموحدين من الابراهيميين من يهود ومسيح ومسلمين.

 

  إن زيارة البابا السادس والستين بعد المئتين  فرنسيس المرتقبة الى العراق في ربيع 2021م هي الاولى في تاريخ البابوية الذي يمتد الى سنة 67م وهو تاريخ صلب الرسول بطرس في المكان الحالي لكاتدرائية روما في الفاتيكان بايطاليا حيث امر الامبرطور الروماني نيرون بعملية صلب بطرس الرسول والتلميذ والراعي انتقاماً لكشف الاعيب الساحر سيمون الذي يعد الصديق والرفيق الاقرب بين رعايا الامبراطورية.

 

إن  اهمية الزيارة المنتظرة الى العراق تاتي في الرمزية العالمية لعنوان البابا الذي ترادفه القاب عديدة جاءت عبر التاريخ، والان يعتقد بها اكثر من 1.3مليار مسيحي كاثوليكي في كل بلدان العالم وهذه الالقاب: (الاب ورمز المحبة والسلام والراعي ونائب المسيح والحبر الاعظم وسيد دولة الفاتيكان وصاحب القداسة ورئيس اساقفة الكنائس في العالم واسقف هامة الكنائس والكنيسة الاصلية)، حيث تتبع اسقفية روما كل الاسقفيات في العالم بما فيها الاربع اسقفيات التاريخية الكبرى وهي:

 

1- اسقفية انطاكيا بتركيا التي شيدت فيها كنيسة على مكان الكهف الذي القى فيه القديس بطرس مجلسه الاول سنة 42م.

 

2-اسقفية الاسكندرية بمصر التي شيدت بمكان بيت انيانوس المؤمن الاول بالمسيحية في افريقيا بعد وصول الرسول مرقس اليها في سنة62م.

 

3-اسقفية القسطنطينة في اسطنبول بتركيا والتي كانت تسمى اسيا الوسطى والذي شيد كنيسة ايا صوفيا هو الإمبراطور قسطنطين الاول (المولود في صربيا 306م) لنقل كرسي البابوية من روما الى اسطنبول بعد اعتناقه المسيحية وتحويل دين الامبراطورية الى المسيحية. 

 

4-اسقفية القدس الذي انشات في 1870م.

 

إن البابا فرنسيس من اصل ايطالي وارجنتيني المولد(1936م بوينس ايرس)، هاجرت اسرته هرباً من الفاشية في اوائل القرن العشرين.

 

محطات الزيارة للعراق تشمل خمس محافظات عراقية(بغداد، وذي قار، والنجف  واربيل، والموصل) ولكل محطة خصوصيتها التاريخية، ان اور مهد  ومحطة انطلاق التوحيد قبل اكثر من 4000عام وروما راس التوحيد في العالم الغربي منذ حوالي 2000عام فهذا المسار بين محطات قطار الموحدين يمر بين ثنايا حطمتها انانية الانظمة الحاكمة التي مزقت المودة المتبادلة والصداقة والاخوة بين الناس، ونشرت الكراهية من اجل نفوذ واموال لا قيمة لها تجاة الم وحزن اي انسان، وتبقى مدينة الموصل شاهدة كما غيرها وتصرخ بوجوه الساسة والانظمة الحاكمة التي تتقاتل بدون قيم ومبادئ جاءت بها الاديان الابراهيمية والتي ورثاها ويحملاها بابا الفاتيكان والمرجع الاعلى.

 

إن من برنامج الزيارة فائقة الاهمية للعراق؛ لقاء في النجف بين البابا فرنسيس والمرجع الاعلى علي السيستاني الذي تتبعه كل الحوزات ومراكز بحوث متخصصة في قارات العالم الخمس، هذا اللقاء له اوصاف وابعاد كثيرة ومتنوعة، ومنها انه يجمع شخصان منتخبان وفق الية رصينة معتمدة منذ قرون طويلة ويمثلان الجانب الروحي والاجتماعي للموحدين من اتباعهما والعابر للحدود والقوميات والاعراق فيجتمع على شخصيهما من فرقته السياسة والحدود والمكان.

 

الاديان السماوية جاءت لتنظيم العلاقة بين الانسان والانسان الاخر وباقي المخلوقات والثروات دون احتكار وتحرير العقل وفق نظام يستند على العدل باب التوحيد الاوسع.

 

السلام مطلب لكل انسان والبابا والمرجع الاعلى رمزان عالميان للسلام في عالم مضرب تتلاقف شعوبه انانية الساسة وسوء ادارتهم بصورة عامة والعراق والمنطقة بشكل خاص، حيث تتصارع على اراضيه قوى تستخدم الدين تارة شعار لقتل واقصاء الاخر وتارة اخرى تستخدم القومية وغيرها من الشعارات التي تسببت بفناء وتهجير عشرات الملايين من سكان مهد التوحيد والحضارات.

 

الاسلام كلمة مشتقة من السلم ومعناه السلام الذي يحصل عندما يسلم الانسان نفسه كاملا لله واللقاء تكريس لمفهوم السلام العالمي وترجمه لفهم مشترك بين رمزين عالميين يعملان طوال حياتهما من اجل نشر المحبة والعمل المشترك والعدالة الاجتماعية بين الشعب الواحد وبين الشعوب الاخرى والبدء بمرحلة جديدة تعود على شعوب المنطقة والعالم بالخير والامان.

 

العراق صمام امان المنطقة كما هو مهد التوحيد والحضارات والعالم يدرك اهمية العراق فعندما تلاقفته ايدي الساسة وعزلته عن المجتمع الدولي لم تنجو طائفة  او دولة من انهيار الامن والسلام فيه والزيارة المنتظرة من كل شعوب المنطقة بانها صفحة جديدة من اندماج شعوب المنطقة بالعالم والالتحاق بركب الحضارة العالمية.

 

الحضارة الغربية بدات من حيث انتهى العالم وتسود وتتمدد بشكل مستمر وتقود العالم في القرون الخمسة الماضية بعد تجاوزها مرحلة الحروب الدامية فيما بين اممها وقومياتها بأمرين:

 

1-تبلور مفهوم الدولة في جامعاتها ومراكز بحوثها على يد فلاسفة من مختلف الدول الاوربية.

 

2-صلح ويستفاليا1648م الذي وضع نهاية لحروب طاحنة استمرت لعقود بين الدول الاوربية.

 

الثورة الفرنسية وانتقالها الى عدة دول اخرى ،كانت نتاج التقدم في الوعي الافقي والعمودي بين ابناء الشعب الفرنسي وخروجه مطالبا بحقوقه في الثروات وانتقلت الى باقي شعوب العالم ففتحت الثورة الفرنسية الابواب على مصراعيها لانهاء الاستعمار في كل قارات الارض.  

 

الحضارة الغربية الحالية مزجت مابين التفوق اليهودي في ادارة الموارد البشرية والتفوق المسيحي في ادارة الموارد الطبيعية فكانت الطفرات الصناعية المستمرة في كل المجالات ومساهمة الجامعات ومراكز البحوث التي اصبحت حواضن ومفاقس للعلم والابتكاروالتطوير.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=152746
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 03 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29