• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المشهد الاخير ... .
                          • الكاتب : الشيخ محمد مهدي الاصفي (طاب ثراه) .

المشهد الاخير ...

وما احرى بنا أن نتأمل في آيات الله القران في وسط هذه الغفلة والغرور الذي يكتنفنا من كل جانب لعل الله أن يجلي عن قلوبنا هذه الغفلة .
وان الانسان لفي غفلته وطيشه وساعة الحساب منه رويدا وهو لايشعر بها حتى تحل به ( إقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون ) 
فيقف الانسان بعد هذه الغفلة الطويلة والنكران الطويل لنعم الله وفضله موقف السؤال عن نعم الله تعالى عليه وعن مقابلته لنعم الله : 
( وقفوهم إنهم مسؤلون)
( ثم لتسلئن يؤمنذ عن النعيم ) 
هناك ينبؤهم الله تعالى بطيشهم وغرورهم وكفرهم وعصاينهم في الدنيا وقد نساه واحصاه الله حسابا دقيقا ( فينبؤهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه ) 
وأي موقف عسير هذا الموقف امام ركام من السيئات تراكمت على الانسان بمرور الزمن وهو في غفلته وقد نساها ولكن الله تعالى لم ينسها وقد احصاها الله دقيقا ليواجه بها . وهنالك تشهد عليهم جوارحهم واعضاؤهم حيث تسكت السنتهم فلايملكون جوابا ولارادا ولافرارا من ذنوبهم وسيائتهم  : 
(حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ

وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ

وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ)

هنالك يعرضون على الله تعالى عرضا لاتخفى على الله منهم يؤمنذ خافية ( يؤمنذ تعرضون لاتخفى منكم خافية ) 
وياله من موقف فاضح ومخزي ان يعرض الانسان يؤمنذ على الله وعلى الشهداء من الانبياء وعلى الناس لاتخفى منه عليهم خافية 
فيعرض عليهم كتاب اعمالهم حافلا بكل سيئاتهم لايكاد يغادر صغيرة من اعمالهم ولاكبيرة :
( و وضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا.) 
واعظم مافي هذا الموقف الرهيب هو ان يتجسد للانسان عمله في الدنيا امامه في صورة محسوسة مرئية ويحضر اليه عمله فلايمكن ان ينفيه ولايمكن ان يتحرر منه ولايمكن ان ينكره (( ووجدوا ماعملوا حاضرا ...))




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=151578
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 01 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18