• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : مسرحية ... آه لو كنت هناك .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

مسرحية ... آه لو كنت هناك

 1                                 

( بيوت متفرقة متناثرة بين واجهة المسرح / صوت بشر بن حذلم وهو ينادي )

:ـ ( يا أهل يثرب لامقام لكم بها    

                   قتل الحسين  فأدمعي مدرار 

الجسم منه بكربلاء مضرج

            والرأس منه على القناة يدار )

اصوات :ـ

ما الذي حدث ؟

              ماذا هناك ؟

  الشاعر المعاصر :ـ 

( مع نفسه )

هو بشر بن حذلم  يتوسد  الزفرات انينا ( ينادي خلفه  )

:ـ  عماه  بشر .. قف يا بشر .... يا بشر بن حذلم   

انا رجل من ابناء القرن الواحد والعشرين ...ربما انا الآن ظل انسان  جاء من حواشي الحروب  ..

انا نزف التواريخ وانين القرون النازفة  جاء يبحث عن سفر  الحضور ، عن يقين  يستظل به ،

صوت بشر بن حذلم :ـ (من بعيد )

( يا اهل يثرب  لامقام لكم بها ... )

2

الشاعر :ـ أعبر القرون اليك ، ابحث عنك  ، علك تزودني  باطلالة  نور                 

 صوت بشر :ـ

 (قتل الحسين  فأدمعي مدرار)

 الشاعر :ـ ترقد بين عينيك مشاهد  لاتصدأ ،

ابحث عنك بشر .. يا عم بشر .. يا بشر بن حذلم

صوت بشر :ـ

( الجسم منه بكربلاء مضرج )

الشاعر :ـ  كلما تنزفني  الجراح ،اصحو  على جبروت  الزمان ... عنفوان المكان  ، واجري  خلف هيبة الذكرى  التي لا تشيخ  وكأني  أكتشف الآن  ان السؤال  هوية  الولع الشغوف فاسأل

صوت بشر بن حذلم :ـ 

( والرأس منه على القناة يدار )

الشاعر:ـ انى لك هذا الصوت  الناعي يا بشر ؟

على شفتيك يصحو النداء  عند كل فجر شهم السمات ،

يتشجر فينا هذا الصوت ضمائر صحوة لاتموت

جنائن ورد تعطر  الاجواء.... بيا حسين ،

 والحزن يغتال  الضجيج... وأنا استرق الأنين  من نافذة الحسرات

 

3

وكأنك  وشم من صوت، تجوب  المدن كلها  من اقصى  حتف لأدنى  ولادة خير  ليعبر نعيك قارات الموت ..

اصوات:ـ  ماذا هناك؟

ماذا هناك؟

رجل :ـ اشعر  ان المدينة  بدأت  تتآكل شيئا  فشيء

كأن  عبرة حزن تخنقها الآن

ضجيج ... لاأدري  أين ؟

رجل 2.:ـ .صمت  لاادري أين ؟

المدينةتعيش على رمق  ترهقه الظنون

صوت بشر :ـ

( يا أهل يثرب لامقام لكم بها )

الشاعر :ـ  (يرى  بشر في احدى زوايا المسرح / يوقفه )

بشر يا بشر ،

ترجل  عن صهوة هذا  النعي  ... عسى  هذا النزف  يستكين ولو  لشهقة  حازمة ،

هذا التقى يا سيدي بشر هو  الذي بقى  يدير باصابعه  ايامنا  العابرة 

4

هو مشجب الغيرة  وعنفوان المصير ،

( يتقرب اليه يجلس عند ركبتيه )  أم البنين يا سيدي (بشر)  في كل  الازمنة ، لاتفارق ادمع  السؤال  ،

بشربن حذلم :ـ  واي مقتل  فارقته  النبوءة  التي شمخت  من اعماق الجراح  ،

( صوت ... مهيوب ):ـ انظر لي  أمرأة  لها مهابة التواريخ  أولدتها  الفحولة  غيثا من نسائم  البشر  يا عقيل ،

الشاعر :ـ اتدري يا بشر  .. ان اسمها  يكتب  بحروف مدماة ويقرأ  بنبرة باكية  الملامح لاتخلو  من الدمع  ،

بشر بن حذلم :ـ  ( متابعا) عبق يسكن  الجراح  ويوقظ المحبة  في فردوس  اليقين ،

اراد الله سبحانه  تعالى  ، ان يعوض بها غياب الزهراء  عن بيت سخي  الجراح ، أم البنين شجى يطل على انين حملته الدلالات  الما بقامة  جذر مملوء بالشجاعة والكرامة والزهو

ام البنين عليها السلام :ـ ( تقف مقابل  مرتكز النور ) يا امير المؤمنين  لاتسميني فاطمة  بالله عليك .. خشية على  اليتامى ان  يتذكرون  امهم ويتأثرون  بذلك ،

الشاعر :ـ امرأة زاخرة  بالمحبة  وفيض وجد لايشح ، فيا حبذا  لو استنارت  زوجات الأ ب بهذا النبع ، والتوق  ترقب انين  ابنائها  لتستنهض  الليل  عناقيد حنين ، 

5

بشر :ـ  هي  صولة نبي  يا رجل  حملتها  تقى إمام ..اختار  من نقاء البداوة  نصرة لاتخيب  .. فأختصرت النقاوة كلها في حضن سؤال  ،

ام البنين  :ـ ( تقف امام بشر بن حذلم ) اخبرني  عن ولدي الحسين ؟

الشاعر:ـ الذهول يراود فورة هذا الصمت  الذي اعتراك يا بشر ، فأجب !! والا همسات  وجهك  توحي بحشرجة  النحيب  وكأن الارض  ابتلعت شقاوة  الكلمات  ..

بشر بن حذلم :ـ

لاأدري يا صاحبي ، كيف أجيب وانا لاأملك سوى  فطنة الرعشات  وقد  صغتها مواسآة تمرد القلب ...( مع الشاعر ) من اي زمان جئت وتسللت الى جراحي  المكبوتة عبر قرون ،

الشاعر :ـ  ماذا اجبتها يا بشر ؟

بشر بن حذلم :ـ  عظم الله  لك الاجر  يا أم  البنين ، في ولدك  عثمان

الشاعر :ـ وكأن  بريق الحسرات  يمر على اشلاء صوتك يا ابن حذلم وانت تراقب عن كثب قلب أم قطعته النائبات لكنك لم تحسب للجوى حساب !!

6

بشير بن حذلم :ـ انفرط القلب  لحظتها  ( ينظر الى الأرض )  انفرط كل شيء في وما عدت اطيق الوقوف ،  كم نحتاج  من صبر لنقف  امام  هذا الشموخ  العجيب  امرأة تحمل  هيبة الوجع افقا يحاصره الوقار ،

 ام البنين  عليها السلام :ـ اتراني  سألتك عن عثمان  ؟ أم تراني سالتك  عن جعفر ؟ اني اسألك عن ولدي ؟

 الشاعر :ـ (  بفضول  الشاعر )

خذني ارجوك لعوالم هذا الالق  المتوهج في الحكاية  ، هاهو الدمع نذرفه الآن  يصرخ فينا يا حسين .. ياحسين  ،

 من المؤكد ان  هناك مسافة كافية لكي نكون !!!

بشر بن حذلم :ـ  ( ينظر الى الشاعر ) اثقل مافي  الكلام .... حين ينزف  دم الحيرة  واشلاء  المنطق المطعون بالثبور  ... يقتل  جرأة كل نعي جسور ..

الشاعر :ـ  أشم رائحة  الموقف  الآن  ، بل كاني ارآه  ، كانت السماء  لحظتها  تسترق الحديث ،

بشر :ـ  بأي صوت  سانعي لها الحسين ؟

الشاعر :ـ خذ صوتي يا بشر ( اصوات ) خذ صوتي انا ،  ... ( صوت آخر ) .. صوتي .. ( صوت آخر )

7

انا

... لقد فتت  قلبها يا بشر  

بشر بن حذلم :ـ   أنعي من ؟ وانا امام امرأة  تحمل  ثقل التواريخ  كلها  .. هل سانعي لها الرسول ؟ أم انعي  لها البتول ؟ ام يا ترى  انعي  لها امير  المؤمنين ... والله  كأن رؤوسهم كلها أختزلت في رأس الحسين .

الشاعر :ـ  قرون كثيرة  ومساحات واسعة من الحزن  والعويل تركتها خلفي وجئتك عسى ان تحتويني  يا بشر

بشر :ـ  دعني  يا صاحبي فالتواريخ  عندكم  تذكر ناعيا  لايهمه  مهما ينقل  من اخبار  سوى  ما يعتاش  عليه ، وانت لاتدري  لحظتها  لو وقفت  كل لغات  العالم معي لعجزت  ان تنظر  لعيني  أم البنين  .. صدقني  حينها  شعرت  بأن  كل الابجديات  خرساء ، 

الشاعر :ـ نحن حملناك يا بشر  غصن ولاء لايذبل ، تعمر في مجالسنا  ، شاعر مجيد  نطوقك  بقلائد  المحبة  وتردد في كل  استفاقة حزن ( يحاول ان يسحب الجمهور ليرددها معه )

( يا أهل يثرب لامقام لكم بها    

                   قتل الحسين  فأدمعي مدرار 

الجسم منه بكربلاء مضرج

            والرأس منه على القناة يدار )

 الشاعر :ـ  هذه الناس  قطوف دانية  تتنفس بين يديك .

8

بشر بن حذلم :ـ  ولكي أضمر  علامة السؤال .. الذي  هو هوية جذر مؤمن  ـ.. فلم يبق لي شيء غير المواساة ( مع ام البنين )

:ـ عظم  الله  لك الأجر  بإبي الفضل العباس  يا أم البنين

بشر بن حذلم :ـ ( مع الشاعر ) سالت مدامعها  ويح  قلبي ـ نزيفا يذيب  كل علامات السؤال

أم البنين عليها السلام :ـ  ويحك  لقد قطعت انياط  قلبي  فأجبني كيف حال ولدي  الحسين ؟

بشر بن حذلم ( يدور حول نفسه بارتباك ـ ) ( مع الشاعر )

:ـ هل رايت  من قبل  وهج  أمرأة  اكبر  من معنى  الكون .. يذوب  فيها الوفاء  مواقف حب ورشاد ويقين ؟

أم البنين عليها السلام :ـ يا ابن حذلم  اعلم ان اولادي وجميع من تحت السماء فداء  لأبي عبد الله الحسين .. يا ابن حذلم أخبرني  عن الحسين ،

بشر بن حذلم :ـ ( مع الشاعر )  دم يقطر  من القلب ، ماذا اقول  لها والدنيا  تصرخ بي ... اياك فالجرح  اعمق مما تظن يا بشر ، ..( بر هة صمت )  والضمير  هذا الناطور  اليقظ  في كل موال ينهضني  .. بشر  اخبرها  الامر .. لابد لها ان تعلم  فالحرمان ولود  ( مع البنين ) …

9

. ( بتردد) سيدتي ام البنين  عظم الله لك الاجر  بمولاي الحسين ( صوت بكاء عال ) .. فلقد خلفناه بارض كربلاء  جثة  بلا راس  ..

( تختفي ام البنين ويظهر الطفل وحده  ـ يمسك  بيد بشر  بن حذلم  )

الشاعر :ـ  ( مع الجمهور )أم البنين امرأة تدفع ابناءها  مشاريع  فداء  والله هي درس  لن ينسى  جاء للعالم  شمسا  لاتغيب ...

بشر بن حذلم :ـ   ما دمت انت  الذي جئت  تسأل  عن واقعة النعي

الشاعر :ـ نعم

   بشر بن حذلم :ـ فخذ مني  شيئا لم تذكره  التواريخ  ولا دونته  يراعات  الرواة ..

الشاعر :ـ .. يا الله

 بشر بن حذلم :ـ  سأحدثك  وفيّ غصة تأريخ مذبوح ...(برهة صمت  ـــ  يمسح دموع عينيه )  كنت لحظتها  أنظر  لأفق  امرأة  تحمل  على كتفها  طفلا توسدته  الدمعات  ينظر صوبي تارة وتارة  صوب جدته  أم البنين

الشاعر :ـ  اعتقد انه الفضل بن العباس عليهما السلام

بشر بن حذلم :ـ  كان كفلقة  قمر زاهر  في ليلة التمام  خلته والله  يسألني يا عم  كيف حال الرضيع ؟

10

 ( برهة صمت )

هو لم يسألني  عن أبيه ، لكنه سألني

 الطفل :ـ  هل حقا يا عم ذبحوه ؟

بشر بن حذلم :ـ  وفاج في لجة الف سؤال  ..

الطفل :ـ . كيف يظمأ  يا عم  من هو نهر البركات؟ ...

بشر بن حذلم :ـ (يبكي )

 الطفل :ـ  وهل حقا رموه  بسهم ؟

الطفل :ـ  وكيف ياعم دفنوه؟

بشر بن حذلم :ـ هو لم يسألني  عن أبيه لكنه .. تمنى لو  كان بقربه هناك ..

الطفل :ـ يا عم أه  لوكنت هناك .. بقربه ..

 لكنت افتديه  يسارا  ويمين

 واحمل  مدامعي  قربة من وعد  تقي

 وليستقر  السهم بعيني

  أو يشج رأسي عمد ..

أو ... او  أو

 لأنام  كما أبي شهيدا على ضفاف الفرات !!!!

الشاعر :ـ حدثني يا بشر عن الذي  جرى  لحظتها  لمولاتنا  أم البنين ؟

11

صوت أم البنين :ـ ليتني كنت هناك ،

بشر بن حذلم  :ـ في منعطف  النشيج  ـ

 زخر  النواح فواجعا 

في قلبها  الكبير  فراحت  باكية

 الى بيت زينب عليها السلام وهي تنادي  ..

واحسيناه ـ واسيداه ..واولداه ..

 وبين اوجاع الصبر آهة لأربعة شهداء

  خلفوا في صدر أمهم العويل ..

( يلتفت  بشر بن حذلم  ويدخل عمق المسرح )

بشر بن حذلم :ـ

( يا أهل يثرب لامقام لكم بها    

                   قتل الحسين  فأدمعي مدرار 

الجسم منه بكربلاء مضرج

            والرأس منه على القناة يدار )

12




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=151567
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 01 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28