• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العلاقة الوطيدة بيننا وبين أطفالنا يجب أن تبدأ مبكرا....... .
                          • الكاتب : د . رافد علاء الخزاعي .

العلاقة الوطيدة بيننا وبين أطفالنا يجب أن تبدأ مبكرا.......

مبكرا جدا؛....... لتكون صحية ومزدهرة.......
ان العلاقة بين الاب وابنائه يجب ان تبداء من مراحل مبكرة  أي مرحلة الاستعداد للزواج فهو سوف يختار الام المنتظرة فيجب ان تكون متوافقة في السلوك والتعليم والمشاعر مع متطلبات  الاب الذي يريد ان يبداء  بتشكيل العائلة الجديدة المرتكزة على الحب والتوافق العاطفي والنفسي .....
 
 ان الدافع الاول وهو الحاجة الفطرية والغريزية لوجود الشريك الملائم والمناسب الذي يقوم على الود والتعاون والتفاهم البناء فالرجل منذ الوهلة الأولى يبحث عن المرأة المخلصة له والتي تحفزه الى بذل النشاط وتعينه على دوام العمل كما أن المرأة أيضا تبحث عن الرجل الذي يؤمن بها وبرسالتها وتطمئن أليه في معاشرته أليها وتمنحه القوة والثقة في مواجهة أعباء الحياة .
والدافع الثاني هو حاجة الإنسان (الرجل والمرأة) الى من يحقق له التوازن بين القوى المختلفة بصفة عامة في هذا المجتمع فالرجل والمرأة لديهم نزوع ورغبة في تلقي العناية من الغير ففي الزواج إشباع لهذه الغريزة تماما فحينما تهتم المرأة بشئون الرجل ( الزوج) والأشراف على أموره الشخصية ففي هذه الحالة تشبع رغبة الزوج في إحساسه وشعوره بالاهتمام كذلك ما نراه من ميل الرجل الى أن تكون له امرأة يحميها ويرعاها ويغار عليها في الوقت الذي هو فيه مستعد تمام الاستعداد لتلقي رعايتها وحبها وهذا يتفق تماما مع الآية الكريمة ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ). فللولد حق على أبيه في اختيار أمه، وله حق على أمه في قضية اختيار أبيه.
 
ان النضج الجنسي للزوجين وحده غير كاف لاقامة وبناء أسرة سعيدة ، ومن ثم فان الحياة الزوجية لا تتأسس على الدوافع الجنسية وحدها وانما تعتمد على دعامته الأساسية والرئيسية ألا وهي النضج النفسي للزوجين فيجب التمهل والتريث قبل الأقدام على هذه الخطوة المصيرية فان الآراء الخاصة بعلماء النفس لا تتعارض مع وجهة النظر الدينية لأن الزواج ليس هو القدرة الجنسية فحسب بل يهتم الدين ويحرص كل الحرص على النضج النفسي للزوجين لاقامة وبناء حياة أسرية مستقرة فان هذا وحده لا يكفي أيضا فلا بد من وجود القدرة المادية لشبابنا على تكاليف الزواج والنهوض بأعبائه ومسئولياته وهذه أمور تستلزم الى جانب القدرة المادية وجود أيضا الخبرة الشخصية والثقافية وهذه أمور نسبيه تختلف من شخص لآخر وذلك لان العمر العقلي وهو الخبرة الشخصية والنضج النفسي أولى بالاعتبار فقد تتوافر هذه القدرات لدى شخص ما دون الآخر فعندما تتوافر كل هذه القدرات لدى شخص ما فحينئذ يكون كل من الفتى والفتاة أهلا للزواج. ولذلك يؤكد علماء النفس والمجتمع على ان عمر الزواج المثالي هو مابين العشرين عاما والخمسة وعشرين عاما.
 
ان علماء النفس يؤكدون على إلا يكون بين الطرفين فرق كبير في تكامل الشخصية أو تفاوت كبير في المستويات الاجتماعية والثقافية والعقلية لان هذا التفاوت قد يؤدي فيما بعد الى التنافر فلا بد من أن يتم الزواج بناء على اختيار ديني وثقافي واجتماعي فلا بد من التريث والتبصر في الاختيار المناسب للزيجة فالزواج الذي لا يراعى فيه ذلك يكون محكوما عليه بالفشل ولذلك فأني أوصى شبابنا وأخواتنا بصحة الاختيار على الأساس الديني أولا والثقافي والاجتماعي ثانيا وفقا لقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ( تنكح المرأة لاربع : لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها فأظفر بذات الدين تربت يداك ). وقال ايضا (تخيروا لنطفكم فانكحوا الأكفاء وانكحوا إليهم). ومن الأمور المهمة التي تتكفل بنجاح دور الأب في وظيفة الأبوة بعد الاحساس بها والإيمان بدوره الفعال مسألة «الحب»، فالأب الذي لا يحب أولاده فإنه سوف يعيش دوره كأب من دون معنى، أي يعيش دوراً خالياً من أي حياة أو روح، والأبناء إنما جلّ ما يريدونه من الأب اهتماماً ممزوجاً بالحب والحياة، هم يريدون اهتماماً مع حب وإلا كان اهتماماً من رجل عادي مثله مثل أي رجل وليس بوصفه أباً، والصحيح القول بأن الاهتمام القليل مع الحب بالنسبة لنجاح وظيفة الأب أفضل وانجح من الاهتمام من دون حب لماذا؟؟ لأن الأبناء يعيشون أكثر من شعور في ظل الاهتمام الأبوي مع الحب فهم يعيشون حالة الاهتمام جنباً إلى جنب مع حالة الأبوة الحنونة.
وأكثر ما يدفع الأب إلى حب الأبناء هو حبه لأمهم أما إذا كان مبغضاً لأمهم فسينعكس هذا البغض على الأولاد.
 
 وايضا يجب ان يكون الاستعداد الذهني  والفكري والعاطفي  مستحضرا من مرحلة الحمل والفرحة الاولى من الزوجة ببشارة المولد عبر مرحلة الوحام  او مايسمى باسم "الوَحَم" أو "مرض الصّبح" والتشهي وكره الطعام اعتقد ان الوحم رغم لم نجد له تفسير علمي لحد الان ولكن يعتقد بعض العلماء والباحثين في هذا المجال بأن السبب يعود إلى أن حب أغذية معينة لها علاقة بمواقف مرت بها الحامل فقد لا يكون الوحم من الأغذية فقط، فبعض الحوامل قد تأكل الثلج و الطين والفحم والطباشير وهذه حالات نادرة أو وتتمنى أخريات فاكهة الشتاء في الصيف أو العكس . و يعزو الدارسون كذلك إلى الارتفاع السريع لهرمون الحمل (G H C) المفروزة من المشيمة، وبعض الدراسات الحديثة تؤكد علاقة الاستروجين أيضاً كما أن ارتفاع هرمون الحمل في الدم، والتمدد السريع لعضلات الرحم، والاسترخاء النسبي لنسيج عضلة القناة الهضمية ، وزيادة حموضة المعدة، . على الاغلب كل النساء تمر بمعانات  الوحم اثناء الحمل ، وتختلف درجته ، فمن المعروف أن الوحم الأكثر شيوعاً في الحمل الأول، والأسباب عضوية ومعنوية، فمن الناحية العضوية فإن جسم الحامل لأول مرة يكون أقل استعداداً لزيادة الهرمون والتغيرات الأخرى عن جسم من سبق لها الحمل، ومن الناحية العضوية فالحوامل للمرة الأولى أكثر عرضة للقلق والخوف الذي يسبب اضطرابات معدية بعكس اللواتي سبق لهن الحمل. 
وتشهد فترة الحمل حدوث تغيرات انفعالية تكون واضحة تماماً في المرحلة المبكرة منه، مثل شعور بعض النساء بعدم القدرة على التركيز والشعور بالدوار والإغماء، كما تصاب بعضهن بنوبات من الاكتئاب والحزن وتعكير في المزاج وحدة الطبع وتشعر بالغثيان وميل للقيء خصوصا في الصباح. 
وقد تشعر بعض السيدات باشمئزاز ونفور شديدين تجاه بعض أنواع الطعام وكما ذكرنا تشتهي أنواع أخرى قد تبدو غريبة ومن الصعب الحصول عليها مثل البطيخ في غير موسمه . 
يصحب الوحم ميل للقيء خصوصاً في الصباح وفي أسابيع الحمل الأولى. والوحم لا يحتاج إلى علاج إلا إذا استعصى القيء واستمر بشكل يؤثر على صحة الحامل؛ ففي مثل هذه الحالة ينبغي عرض الأمر على الطبيبة المختصة. 
قد يطغى الوحم على حاسة الشم فتشعر أنها لا تحتمل رائحة البصل أو رائحة الدجاج وهو يُطهى، أو رائحة اللحم أو رائحة العطور, كما يمكن أن يطغى الوحم على حاستي النظر والسمع وذلك من فرط حساسية المرأة ويبلغ الوحم ذروته بين الأسبوع الثاني والثاني عشر من الحمل، وتنتهي فترة الوحم من تلقاء نفسها وفي معظم الأحيان قبل انتهاء الشهر الثالث للحمل. 
أشير هنا إلى ما يلعبه العامل النفسي من دور مهم في مثل هذه الحالات، فلا بد أحيانا من إبعاد كل المؤثرات النفسية والمادية التي قد تثير القيء عند الحامل، ولا بد من تفهم الأهل وتقبلهم لمثل هذه الأمور، لأن لها تأثيراً على نجاح العلاج وأن تفكر بقدوم المولود الجديد الذي سيضفي على حياة الزوجين السعادة. وأن الحامل تحتاج لكل مساعدة وعلى الزوج بالدرجة الأولى، وعليه تفهم الوضع النفسي الذي تمر به زوجته ودعمها عاطفياً ومعنوياً. تُعرف علامات الحمل في مظاهر الغثيان والقيء والاشتهاء المفرط لبعض أنواع الأغذية أو النفور من أنواع أخرى. وغالبا ما يظهر الوحم في الأشهر الثلاثة الأولى (ما بين 7 و 12 أسبوعا من الحمل). وتختلف المؤشرات الطبّية حسب شدة الغثيان والقيء باختلاف البنية الجسدية، وترتبط كذلك بنوعية الأغذية المُتناولة. وتنقطع الشكوى من الغثيان والقيء عند أغلب النّساء مع بداية الشهر الرّابع للحمل، وتستمر لدى القليل منهن خلال الشهرين الخامس والسادس. 
وكشفت الأبحاث في الآونة الأخيرة أنّ هذه الظاهرة تخفي خلفها رحمة عظيمة مُستترة مِن لَدن الخالق سبحانه، فهي ظاهرة زاخرة بالحِكم. أجل، إنّ الوحم ليس قلَقًا أو مرضًا، بل هو درع فيزْيولوجي يحمي الطفل. 
إن الأبحاث التي أثبتت أن الوحم في سيره العادي مفيدٌ للأم من جهة وللجنين في مرحلة نموّه من جهة أخرى، لقيت استغرابًا في الوهلة الأولى؛ فقد كان الرّأي السائد -إلى يومنا هذا- يتمثل في ضرورة إجراء معالجة طبية إذا ما أدّى الوحم إلى قيء مكثف مما ينجرّ عنه فقدان في توازن السّوائل في الجسم بسبب حدوث نقص في كمّية الأملاح والفيتامينات. ويطلق على هذا النوع من القيء والغثيان الشديدين في لغة الطب اسم "hyperemesis gravid arum".
 
لا تُعرف الأسباب الحقيقية للوحم، لكن من المعلوم أنّ التغيّرات الهرمونية واختلاف سكر الدّم في فترة الحمل يلعب دورًا مهمّا في ذلك. ومادة الأستروجان التي تسجل زيادة في بدايات الحمل والتي تفرز من المشيمة (وهي طريق التّواصل بين الأم والطفل) ترهف حاسَّة الشمّ وتجعلها كثيرة التأثر بما تشمه. لذا تزداد حاسّة الشم قوّة لدى النساء الحوامل اللائي لديهن كمية أكبر من مادّة الأستروجان في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. كما أنّ الأستروجان وهرمونات البروكسترون
 
 (progesterone) من شأنها زيادة الحساسية لـ"المنطقة المنشطة" للـ"كمورابسابتورات" الواقعة في الدماغ، ويؤدي هذا الأمر إلى الكشف عن التوكسينات (السّموم) الموجودة في الدم بكمّية قليلة جدّا. وعندما تكتشف هذه المنطقة في الدماغ وجود السّموم الموجودة في الدم تحرّك أحاسيس الغثيان والقيء على الفور. كما أنّ هناك تقارير أثبتت أنّ البكتيريا المسماة بـ الحلزونية المعوية"helicobacterpylory" تلعب دورًا مهمًّا في وقوع إثارتهما بشكل مكثّف. 
وإذا اعتبرنا كلاًّ من الغثيان والقيء نظاما دفاعيا للبنية الجسدية ضد الأجسام الغريبة، فإنّ العلامات الطبّية للوحم من الغثيان والقيء تصبح موضع نقاش حول ما إذا كانت مرَضا أم لا. والتغيرات في الأستروجان والبروكسترون وسائر الهرمونات، ليست سوى ردود أفعال عصبيةهرمونية يقوم بها الجسم في إطار النّظام الدفاعي. وقد أثبتت الأبحاث الأخيرة التي أجريت على النّساء الحوامل من اللواتي عشن الوحم واللواتي لم يعشنه، أن الهرمونات المتزايدة ليست عاملا في حدوث الوحم، كما لا نجد أيّ دليل يوحي بأنّ محاولة تذليل شكاوى النّساء حول الشعور بالاشمئزاز والغثيان نحو أغذية معيّنة سوف ينفع الجنينَ والحمل. بل على العكس من ذلك، فإنّ الأبحاث الأخيرة أثبتت أنّ هذا الوضع ليس مرَضيّا، وإنما هو نظام دفاعيّ ذو فوائد مهمّة للجنين الذي ينمو في رحم الأم.
غالبا ما يمر الحمل دون أي تأثيرات تذكر على الحمل أو الجنين طالما أنها لم تؤثر على تغذية الأم الحامل، لكن في بعض الحالات تكون القيء شديدة ومتكررة تمنع الحامل من الطعام فهي كلما أكلت ولو قليلا من الطعام تصاب بقيء شديدة، وفي هذه الحالة فإن القيء إذ استمرت لعدة أيام فقد تؤدي لنقص تغذية وجفاف عند الحامل إن لم تعالج باكرا فقد يؤثر في القلب، وتؤدي لهبوط الدورة الدموية، ويحدث شح في البول، واضطرابات في شوادر الدم في المراحل المتأخرة، وطبعا هذه حالات نادرة، وغالبا ما يتم تدارك هذه المضاعفات بإتباع النصائح الطبية.
 
وكان "مارجي بروفت" من جامعة كاليفورينا - باركلي أول من لفت النّظر إلى هذا الموضوع في عام 1955م. رأى هذا الباحث أن الوحم يمثل آليّة رحمةٍ إلهية هدفها حماية الجنين الذي ينشأ داخل جسم الإنسان بشكل معجز، وأنه يحمي الجنين من السّموم الطبيعية في الأغذية. وحسب الإثباتات والاكتشافات فإنّ التي تتجنب بدافع الوحم تناولَ بعض الأغذية في فترات حسّاسة خلال الحمل تتمتع بحظّ عال لإنجاب مولود سليم. 
وتحتلّ حالات الإعاقة عند الإنجاب مكانة هامّة في يومنا أيضا، حيث نجد في أمريكا الشمالية أن نسبة تتراوح بين 2% إلى 3% من حالات الإنجاب السنوي تدخل في إطار الإعاقة عند الإنجاب. ورغم اكتشاف الأسباب الجينية لبعض هذه الإعاقات التي تقع عند الإنجاب والتي تتكوّن خلال فترة الحمل، إلاّ أنّ أسباب ثلثَيها غير معروفة. وحسب رأي "بروفت" فإنّ السّبب في ذلك هو تناول الأغذية بشكل عشوائيّ خلال الحمل، وكذلك الغذاء غير المنتظم لدى النساء غير الواحِمات. 
وأثبت الباحث بجامعة كورنال "باول شارمان وزملاؤه عام 2000م بأدّلة مقنعة أنّ للوحم حِكمًا هامة لدى 80 % من النّساءالحوامل.
أقر شارمان وفريقُه أن الحكمة من وراء الحساسيّة المفرطة للجسم البيولوجي نحو أغذية معينة هو حماية الأمّ والجنين معًا من السّموم الطبيعية المحتمل وجودها في الأغذية، وكذلك من الموتاجينات (المواد المضرة التي تتسبب في طفرات وراثية). والشعورُ بالغثيان والقيء (الوحم) في بدايات الحمل يمنع الأمّ من تناول الخُضر والأغذية المحتمل احتواؤها على مخاطر السّموم. وهكذا يظل الطفل البريء في ظلّ الرحمة والعناية عند نموّه، وهو نفس ما يحدُث بتوجيه إلهيّ لكثير من الحيوانات المحرومة من العقل والعلم عندما تبحث عن أغذية معينة.
وثبت أن احتمال إسقاط الجنين لدى النساء اللواتي يعشن الوحم المعتاد بالقيء والغثيان ضعيف جدًّا، في حين تظل مخاطر إسقاط الجنين وإنجابِ طفل معاق لدى النساء اللّواتي لا يعشن الوحم نسبة مرتفعةً. وقام "فلاكسمان" و"شرمان" بتحليل نتائج 56 بحثا أجريت على 79.000 امرأة حاملاً من 16 دولة للتوصّل إلى هذه الاستنتاجات. وكانت نسبة 65% من النّساء الحوامل يشعرن باشمئزاز وتهرع وغثيان ضدّ نوع واحد من الأغذية على الأقل، و16% من النّساء الواحِمات يشعرن باشمئزاز ضدّ المَشروبات الكافائينية (الكافائين هي المادّة المنبّهة في البنّ)، و8% منهنّ ضدّ الأزهار وخضر معيّنة مثل القرنبيط والكرنب، و4% منهن ضدّ الأغذية الحارة والأغذية التي تحتوي على توابل.
والعجيب في كلّ هذا هو احتواء جميع هذه الخضر والأغذية ذات التوابل على سموم طبيعية. وتعد السّموم الطبيعية في النباتات وجها آخر للرحمة والشفقة، حيث تحميها من الحشرات والبكتيريا المضرة والمؤدية إلى الأمراض. لكن هذه الخضر تحمل في طياتها مخاطر تتمثل في إلحاق الضرر بالجنين الذي لا يملك أيّ نظام دفاعيّ في مرحلة نموه. ويدعم الشعورُ بالغثيان والاشمئزاز المتكون في جسم الأم منعَ تسرّب هذه الأغذية إلى الجسم مما يساعد على نمو الطفل بشكل صحي. و28% من الحوامل الواحمات يشعرن باشمئزاز وغثيان ضدّ الأغذية الحيوانية. وقد قارن الباحثون في "جامعة كورنال" بين السّجلات والاكتشافات المتعلقة بالوحم في 27 مجتمعا مختلفا لتأييد إثباتاتهم. ووجدوا ظاهرة الوحم في 7 مجتمعات من بين 27 مجتمعا، ولم تكن تظهر كمشكلة طبية سريرية، لأنّ أهلها تعوّدوا على استهلاك الذّرة والأرز والبطاطا فضلا عن اللحوم، بينما عمّت الشكاوى الطبية السريرية المتعلقة بالوحم في 20 مجتمعا منها. وكان السبب في ذلك يرجع أساسا إلى استهلاك الأغذية الحيوانية واللحوم غالبًا في المأكولات التقليدية لهذه المجتمعات. 
وبما أن غذاء الجنين يأتي من البروتينات الموجودة في اللّحم لدى النساء الحوامل اللواتي يستهلكن اللّحوم، فإنه من المحتمل أن تُلحق الكائنات الطفيلية والبكتيريا المتسببة في الأمراض داخل اللحوم أضرارا بالجنين. لذا يجب منع هذه الأغذية من التّسرب إلى جسم الجنين، الأمر الذي يكوّن شعورا باشمئزاز وغثيان ضدّ الأغذية المضرّة، وذلك بوقوع زيادة في قدرة الشمّ والطعم بمئات الأضعَاف.
رغم أن الشعور بالاشمئزاز والغثيان حالة عرضيّة وحدث مؤقّت لدى كثير من النساء، فإنه مع ذلك يحمل أهمية كبيرة بالنسبة إلى مرحلة الحمل. وتعد فترة تزايد الشكاوى جرّاء الوحم أخطر فترة خلال الحمل، حيث تزداد حساسية الجنين ضد المواد الكيميائية خلال الأشهر الثلاثة الأولى للحمل نظرا لتكون الأعضاء فيه.
ويتم الضغط في هذه الفترة على نظام المناعة للأمّ كي لا يَرفض الجنين، وذلك عبر إحداث تغيير حيويّ وإعجازيّ، وبذلك يلتصق الجنين بجدران الرّحم التصاقا شبيهًا بانتشار جذور الشجرة في التراب. ولئن كان هذا الضّغط أمرًا إيجابيا للطفل، إلا أنه قد يكون سلبيا للأمّ التي تصبح -في هذه الحالة- عُرضة للجراثيم المسببة للأمراض. ولذلك يتحوّل جهاز الالتقاط في دماغ الأمّ إلى وضع حساس جدًّا، كي لا تقبل الأمّ الحامل الأغذية الفاسدة والمحتوية على البكتيريا في الفترة التي يقع فيها الضغط على نظام المناعة.
 
والشعور بالنفور والغثيان من رائحة القهوة مؤشّر مهم على الحمل، لأن القهوة تحتوي على ما يزيد على ألف نوع من السّموم، ومنها الكافَيين. كما تحتوي أنواع الشّاي النباتي على التوكسينات الطبيعية مثلما هو الأمر بالنسبة إلى التوابل. ويحتوي الجزر الغنـيّ من حيث الفيتامينات على مادة كيميائية تعـرف بـاسم "بسـورالين" (psoralin)، ويحتـوي الفِطر عـلى "الهيدرازين" (hydrazine) ونبات الرّيحان على مادة سامّة تسمى "إسترغول" (astragal) وهي تؤدي إلى تغيّرات وراثية. ويحتوي الكرنب الأحمر والزّهور والكرنب الأبيض على مادة مسبّبة للتّحولات وتعرف باسم "I-isothiocyanate". وتحتـوي قشـور البطاطا والطماطم على مـادة "السولانين" (solanin). وتفرز هذه النباتات كلّ تلك المواد السامّة المذكورة من أجل حماية نفسها من الأعداء. وعلى سبيل المثال، ترتفع نسبة الإعاقة لدى جدي الماعز إذا استهلكت الماعز الحامل نباتا عشبيًّا يعرف باسـم "Lupines’ "الفول المرّ" الغنـيّ بالسموم الطبيعية بكمّية كبيرة.
وبفضل الأنزيمات المغيرة لتركيبة السّموم الموجودة في الكبد، فإنّ جسم الإنسان يستطيع أن يجابه التأثيرات السلبية لهذه الخضر والفواكه عند استهلاكه، بينما تمثل هذه الأنزيمات خطرا جادًّا على الجنين النامي في رحم الأم، لأن الجنين لم يحصل بعدُ على الآلية الفيزيولوجية والأنظمة المضادة لتلك السموم الطبيعية في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، فلا مفرّ إذن من أن تُلحق هذه الأغذية التي تحتوي على السّموم الطبيعية والتي تستهلكها الأمّ أضرارا بالجنين. ويكمُن الحلّ إذنْ في ضرورة عدم تناول الأمّ لهذه الأنواع من الأغذية، ومن هنا يتحوّل جهازا التّذوق والشّم لدى الأم إلى وضع حساس جدًّا.
وبما أن المواد المؤثرة داخل التوابل مضادة للجراثيم والطفيليات فإنّ استعمالها في الأطعمة مفيد للكبار وغير الحوامل من النساء من حيث الوقاية، خاصّة. واستهلاك النّاس المقيمين في أقاليم ساخنة ذات مأكولات حارّة وغنية بالتّوابل قرار صائب، لأنّ التّوابل الحارة تقلل من مخاطِر فساد اللّحوم مبكّرًا، وبالتالي تقلّل من خطر الكائنات المسبّبة للأمراض بسبب الحرارة. وتقوم التوابل الحارة داخل الأطعمة بدور تطهيري ضد الجراثيم. 
غير أنّ هذا الوضع المفيد للنّاس العاديّـين يشكل خطرًا هاما على الحوامل، لأن أغلبية التوابل تحتوي على سموم طبيعية إلى جانب مواد مضادة للجراثيم، ومن المحتمل جدًّا أن تُلحق هذه السمومُ الطبيعية التي تتميّز بخاصية "التحْويل الوراثي" ضررا بالبرنامج الجيني للجنين الذي يسجّل نموًّا عبر انقسام سريع في الخلايا. وتشعر الحامل باشمئزاز وغثيان ضدّ الأطعمة ذات التوابل، وبذلك يحتمي الطفل من أخطار التوابل المتوقعة، بينما تتبدَّد أضرار هذه السموم لدى الكبار وغير الحوامِل من قبل الأنزيمات المضادة للسموم والتي توجد في السيتوكرومات الموجودة في الكبد. كما أنّ عدم امتلاك غير الحامل عضوًا مثل الجنين الذي يكبر بسرعة كبيرة، ويكون حساسا إزاء مؤثرات التحول الوراثي (الموتاجينية) يعتبر آليةَ وقايةٍ إضافية.
 
والأغذية التي لا تشتهيها النساء الحوامل ويشعرن ضدّها باشمئزاز أكثر خلال فترة الحمل هي اللحم والسمك والدجاج والبيض بالدّرجة الأولى، لأن هناك احتمالا كبيرًا أن تحتوي هذه الأغذية على البكتيريا والكائنات الطفيلية (إذا استثنينا حالات الصّيانة الصحية الحديثة والتغليف الغذائي الجيد). ومثلا نرى في بدايات فساد الأغذية أنها تحمل طفيليّات تكسوبلازما بارازيتينا وهي طفيليات وحيدة الخلية وتنتقل إلى الإنسان من القطط. وإذا تناولتها الأم مع الأغذية في بدايات الحمل فإن ذلك يؤدّي إلى إصابتها بالعدوى وإلى إسقاط جنينها. ومن هذه الناحية نرى أنّ الوحم الذي يظهر في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل هو نظام دفاعيّ فطري يحمي الطفل من هذه الأخطار كلّها. وقد أصبح الكثير من الأطباء يقرّون اليوم أنّه من الخطأ تسمية الوحم الذي يسمى بالأنجليزية "morning sickness" بمعنى ("مرض الصبح") مرضًا، لأنّ الوحم ليس مرضًا، وإنما هو واقع تناغم فيزيولوجي تتجلى فيه الرّحمة والعناية نحو الطفل بكل وضوح. وهذا يعني أنه لا حاجة لتناول النّساء الحوامل أدوية ضدّ الغثيان.
 رغم كثر الدراسات وهنالك موروث شعبي يصف بعض التغيرات الجلدية في المولد من وحم والدته انها رسالة للاهتمام بالحامل من قبل زوجها واهلها واهل زوجها وستتكاثر النصائح عليها هنالك مرحلة تبداء من قبل الزوج في بث الحنان وعدم جعل الزوجه عصبية وعدم اتعابها خوفا على فلذات الكبد المودعة في ظلمات ثلاث.
انها تمر بمراحل مع اول رفسه للجنين , في اول دقة قلب , او في حركة او تقلص رحمي هنالك في الاسبوع الثاني عشر بثت الروح وقبلها في الاسبوع الثامن من العمر الجنيني يعتقد بث السمع...لذلك يحرص على البسملة والتعويذ على بطن الحامل  او محاكاة الجنين او المولود المنتظر بلطف  ومن خلاله بث مشاعر  الحب والحنان والمودة للام والجنين في هذا الوقت المهم في التكوين الجنيني  الجسمي والعاطفي  من خلال الانعكاسات النفسية للام الحامل  كما أشارات الدراسات النفسية الحديثة للدور العظيم للاستقرار النفسي والعاطفي على نفسية المولد التي تمتد  الى  عمر متقدم .
 
ويكبر الجنين وتكبر بطن الام وصعوباتها ان وهن الام وشدة  ظروف الحمل  الصحية لما فيه من تغيرات فسيولوجية ويبقى الحنان الاسري الداعم للام الحامل وخصوصا من الزوج المحب المساند الذي هو مشروع الاب للمستقبل كلما نشاء  الجنين في نفسية هادئة في زمن الحمل كلما خرج الطفل مكتمل الصحة قوي الشخصية متزن عاطفيأ, كلما كان حياة الام اثناء الحمل صعبة وقلقة والخوف من المستقبل  كلما كان الطفل عصبيا لقد اثبتت الدراسات النفسية  الحديثة حول التأثير النفسي على الحامل  الذي يترك أثرا واضحا  على شخصية المولود المستقبلية.
وتستمر العلاقة في حياة الاب والام مع الجنين .ان  كما هنالك امراض تنقل عبر المشيمة هنالك ايضا عواطف لم يكتشفها العلم لحد الان انه ترابط روحيأ لان الهرمونات كلها تنتقل عبر المشيمة للجنين.
ان الجنين يتاثر بالاصوات عبر الام كدقات قلبها لانها مؤنسه له في السكون وفي الظلام الذي يعيشه  في الضلمات الثلاث  وكذلك في محادثة الاب للجنين عبر  الهمس على بطن الحامل  وقد دلت بعض التجارب لذلك خرج بعض اولاد قراء القراءن كحفظة للقراءن في عمر مبكر...
ولنا مثال حسن في الامام محمد الباقر بن الامام السجاد عليهم السلام والامام محمد الجواد عليه السلام انهم حفظوا القران في عمر مبكر وكذلك حفظوا الفقه وكان في عمر مبكر معلمين للناس.
يرى المعماري الخلاق الأردني راسم بدران أن علاقته الاستثنائية مع ابنه المهندس جمال بدأت منذ أن كان في بطن أمه. يقول راسم في محاضرته في الغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية، التي حضرها مئات المهندسين والمهندسات الشباب الذين يعشقون أسلوبه المعماري الفريد: كنت أضع له موسيقى موزارت بإسراف وهو جنين في أحشاء أمه
ويؤمن راسم أن الألحان التي التقطها جمال وهو يتكون في داخل أمه ساهمت في تعلق ابنه بالموسيقى، وجعلته أصغر عازف في الأردن قبل أن يكمل سبع سنوات. ويرتبط جمال بعلاقة خاصة مع أبيه أسفرت عن مشاريع هندسية وفنية مشتركة ومبهرة
ان العلاقة مع اطفالي بدات بخوفي المبكر عليهم  بعد زواجي في 1992 هنالك منغصات  مستقبل العراق المجهول الذي خرج من حرب الخليج الثانية  مع مايحمله تغيرات بيئية  والتلوث من اليورانيوم المنضب  والحصار الاقتصادي الغاشم  والعوز والجوع , رجعت من الدوام في يوم ربيعي لتفرحني والدتي بالخبر ان زوجتي حامل في حملها الاول ولقيت زوجتي فرحة ومتوحمة  لتشتهي التفاح  نعم تفاح في عام 1993 زمن الحصار الظالم من الخوف والعوز وكنت وقتها اخدم في الرطبة ايج ثري لقد نزلت لسوق بغداد الجديدة الشهير وهو كان في ثمانيات القرن الماضي من احسن اسواق الفاكهة لابحث عن التفاح وتفاح الاصفر ليس احمر ....اول بائع اعرفه سالته عن التفاح كلي تحلم دكتور احنه خلي ندبر الباذنجان لان التفاح كان وقتها فاكهه راسمالية
المهم بائع واخر وهم يبتسمون لحين لقيت احدهم صديق لي قال دكتور اني اعلمك تروح لو حافظ القاضي لو الصالحية لانها كراج السفر لعمان المحطة الوحيد المسموح للعراقي السفر من خلالها وتلكه اهناك ورحت وفي خفية لاستنجد  صديق صاحب مكتب هناك سالته قال لي تبشر دكتور بس دير بالك لايشوفوك الامن.....المهم حصلت على كيلوا تفاح اصفر بسعر نصف راتبي وقتها وبخوف خوفا من تطلع الوحمة بجنينا الاول...
وهنالك اكلمها عبر بطن امها قصائدا واشعارا وايات قرأنية وكنت وقتها استحضر للقبول على الدكتوراة وكم قراءة في غرفة النوم وهي تعيش معنا وهي جنينة.
 
 وقد اخذت منا انا وامها من ايامنا وليالينا اسابيع لنحدد لها اسما مناسبا متوافق موسيقيا  ولفظيا ومعنويا مع اسمي ,لان على الاب ان يختار اسما من الأسماء الحسنة والجيدة والتي لا يعترض عليها الأبناء عادة عندما يكبرون.
وهكذا تعاملت معهم على التوالي لقد تعلمت ان اجمل اللحظات والاوقات هي مانعيشها في تربية اولادنا هي رسالة متوارثة نؤديها كما ادئها ابائن وقد شجعت زوجتي على الرضاعة الطبيعية  لها وكنت دائما اجلس بجانبها واردد لها اهمية الرضاعة الطبيعية   وكنت احملها بين ذراعي، واهدهدها واهمس لها ببعض الكلمات، لكن حين تكون قد أكلت وشبعت حتى احصل على انتباهها الكامل. كما أنّ انتظارها حتى تأكل للاهتمام بها، وذلك لاساعد زوجتي في أخذ قسط من الراحة بعد الرضاعة حتى ياتي الحيب في الرضعة الجديدة من نفسية صافية محبة . وكانت تروادني افكار متوارثة ان الرجل الذي يقدّم تضحيات ويختار العائلة على التطوّر المهني إنّما يفعل ذلك لأنّه عاجز عن النجاح في مهنته. إلا أنّنا نشهد اليوم بداية تحوّل في المعايير الثقافيّة في المجتمع. فقد ارتفع عدد الرجال الذين يجدون في الأبوّة معنى لحياتهم ما يعزّز موقع الآباء. حتّى أنّ بعض الرجال يتخلّون عن الارتقاء المهني لقضاء وقت أطول مع أسرهم لأنّهم يحبّون إحساس الأبوّة وليس لأنّهم غير أكفاء مهنياً. كذلك زاد عدد الرجال الذين يعتبرون أنّ لعب دور الأب المثالي هو إنجاز جوهري في حياتهم. لان اجمل فترة في حياة اطفالي هي فترة نموهم وهم صغار  استطيع ان ارسخ فيهم القيم والمعايير التي تنفعهم في الاداء المستقبلي على ان ظروف حياتهم المستقبلية تختلف عن ماعشناه في حياتنا ان خياراتنا ان نكون اباء مثاليين , او نسير على خطى ابائنا,  لاني بالتاكيد ساعرف قيمة وابي عندما اصبحت والداً.  او من الطبيعي التفكير بأنّك ستسير على خطى والدك في الأمور السيئة والجيدة على السواء. لكن ليس ضرورياً أن يكون والدك مثالك الأوّل في مسألة الأبوّة. فهو يشكّل جزءاً صغيراً من صورة الأب التي تريدها لنفسك. لذلك ضليت ابحث عن نماذج أخرى التقيتَ بها في حياتي او شاهدتها عبر السينما او التلفاز  بمن فيها الأساتذة، والزملاء، والأصدقاء، او خالي أو عمي، ولكني في الاخير استطعت ان ابلور هويتي الخاصة كوالد. 
 
ليس هناك دليل على وجود نموذج أبوّة واحد يُحتذى به. فالأمر يختلف باختلاف الحضارات والثقافات. ففي بعض الثقافات الأفريقيّة، "الأب" هو مجموعة رجال وليس فرداً واحداً. يبني المجتمع هويّة الأبوّة بهدف تلبية حاجات الثقافات الفرديّة. وهذا بالضبط ما فعله أجدادنا. بالنسبة إليهم، الأب المثالي هو الذي يؤمّن للعائلة المأوى والمأكل والتعليم. والأرجح أنّ آباءنا لم يقضوا معنا الوقت الذي نرغب بتمضيته مع أطفالنا. إلا أنّهم قاموا بما يعتبرونه الأفضل لنا وفق الحاجات العائليّة والاجتماعية التي كانت سائدة في زمنهم. 
 
أنت أيضاً عليكَ اختيار الأنسب لعائلتك. اعتبر الأبوّة دوراً تتطوّر فيه تدريجاً مع اكتشافك المزيد حول هذا الدور. يمكنك الإبقاء على الإيجابيّات التي ميّزت عائلتك وإضافة لمستك ومقاربتك الخاصّة.
 
أكدت الابحاث العلمية أن مشاعر الابوة وما تحمله من دفء ومسئولية تلقى على كاهل الاباء تلعب دورا هاما فى تغيير تركيبة مخ الاباء فقد كشفت الابحاث التى أجريت على القرود النقاب عن وجود اختلافات فى التركيبة الخاصة للمخ بين الاباء والقرود الذين لم يتزوجوا.
 
وأوضح الباحثون أن قرود القشة (هو القرد الامريكى صغير الحجم) من المتزوجين يختلف تركيبة المخ والهرمونات والموصلات العصبية لديهم بالمقارنة بالقرود من غير المتزوجين ويرى الباحثون أن هناك الحاجة للاجراء مزيد من الابحاث حول هذه النظرية ومدى صحتها فيما يتعلق بالحيوانات الثديية والانسان.
وتشير الابحاث إلى أن هذه التغيرات تدفع الاباء من قرود القشة إلى العناية بصورة أكبر بأطفالهم والحرص على حمايتهم والحنو عليهم مع توفير الطعام حيث يحرص قرد القشة على حمل أطفاله معظم الوقت خلال الثلاثة أشهر الاولى من ولادتهم.
وأوضحت إليزابيث جولد أستاذ علم النفس بجامعة / بريستون / الامريكية والمشرفة على الابحاث أن المقارنة التى عقدت بين القرود الاباء وأقرانهم ممن لم ينجبواأشارت إلى ارتفاع كثافة المواصلات والروابط العصبية بخاصة فى المنطقة المسئولة عن الروابط الاسرية والاجتماعية كما لوحظ تزايد أعداد الموصلات العصبية المتعلقة بالعلاقات الاجتماعية والمشاعر الابوية بالمقارنة بأقرانهم ممن لم ينجبوا.
 
 فكيف هو الحال بالانسان  الذي كرمه الله بافضل الخلق والتقويم ان الابوة الصالحة هي الممر الحقيقي لبناء المجتمع الامثل , إن شخصية الأب وصفاته وطباعه وأفعاله الصادرة منه انطلاقاً من هذه الشخصية والصفات والطباع وغيرها هي بالحقيقة مرآة قهرية للأبناء حيث إنها ترسم لهم صورة الشخص الذي لا ريب سيتقمصون شخصيته الصفتية، ورسم هذه الصورة على هذه المرآة التي لا يمكن خلوها من الحياة الأسرية وبنحو عملي يعود إلى الأب وهو الذي يستطيع عملياً رسم صورة سليمة ومثالية ويستطيع في المقابل رسم صورة مريضة ومنحطة صفتياً.
وعلى هذا فإنه يلزم على الأب النظر إلى نفسه أولاً وقبل كل شي‏ء فإن كان متظللاً بالظلال الوارفة للدين السليم  من التحريف، والمنظومة القيمية الصحيحة، وكان عاملاً بمقتضياتها بنحو عملي وتفصيلي فعندها عليه انتهاج الخطوات المهمة والتي على أساسها ينجح في وظيفته كأب ناجح، ومن الخطوات المهمة في هذا المجال كون الأب ممن يعيش حس الأبوة في ذاته أي أنه ممن لديه القناعة التامة والراسخة بوجوده كأب وذلك لأن الكثير من الرجال يتعاطون مع وجوداتهم كآباء وكأنهم ليسوا آباء، ولذا فمن المهم هنا أن يعيش الأب حس الأبوة في ذاته ويقتنع تماماً بأنه أب بحيث يفرق بين مرحلة ما قبل الأبوة ومرحلة الأبوة.
 
ان على الأب وبعد السير بما ذكرنا مراعاة «المرحلية» بالنسبة للأبناء فيعيش مع الأبناء بحسب مراحلهم العمرية من جهة، وظروف مراحلهم العمرية من جهة أخرى، ولكنه على الأب أن يسبق الحالة «المرحلية» للأبناء وأن يبادر إلى معاجلتهم بالأدب، وهذه المعاجلة القبلية سوف تكون بمثابة الضربة القاصمة لأي خلل يمكن أن يطرأ على فشل الأب في وظيفته مستقبلياً ومع تقادم الأيام والأعوام وهذا ما نستفيده من قول الإمام علي(ع) لأحد أولاده حينما قال له(وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شي‏ء إلا قبلته. فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتعل لبّك لتستقبل بجد رأيك من الأمر ما قد كفاك أهل التجارب بغيته وتجربته، فتكون قد كفيت مؤونة الطلب، وعوفيت من علاج التجربة، فأتاك من ذلك ما قد كنا نأتيه، واستبان لك ما ربما اظلم علينا منه).
وبعد هذه المبادرة بالأدب من قبل الأب يكون بذلك قد أسس أولاده على أساس متين متصف بالشرافة والصلاح، ولكن هذا يتوقف على المراد من الأدب.
 
ولا بد للأب أن يعلم بأن الولد منه وما يرتكبه الولد جراء فشل الأب في وظيفة يرتد عليه سلباً وهكذا يرتد عليه ايجاباً فيما لو نجح الأب في وظيفته، ومن هنا قالوا «الولد يأتي بالسب لأبيه» وقالوا «الولد سر أبيه» وغير ذلك.
يقول الإمام علي بن الحسين (ع): «وحق ولدك أن تعلم أنه منك، ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره، وأنك مسؤول عما وليته به من حسن الأدب والدلالة على ربه عز وجل، والمعونة على طاعته، فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الاحسان إليه، معاقب على الاساءة إليه  او يكون الابن الصالح  كصدقة جارية مثمرة بالحسنات والرحمة لوالديه.
 
لان الأسرة هي ممر اجباري لتشكل المجتمع ونستطيع القول بأن الأسرة هي عبارة عن مجتمع صغير، ولما كان الاجتماع الكبير للبشرية لا يمكن انعقاده إلا ببركة هذا المجتمع الصغير «الأسرة» فإن تسلل الصلاح والفساد إليه عبر هذا الممر الجبري أمر بيّن وأكيد، ولهذا فإن صلاح الأسرة يضمن صلاح المجتمع وفسادها يجر الفساد إليه.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=15155
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29