بعد اعلان انفصال منظمة بدر عن قيادة وتيار شهيد المحراب قدس سره الشريف، تكون بعض الامور قد توضحت، والمواقف قد تحددت، ولم يعد ما هو خاف على كل ذي لب وعقل. السيد هادي العامري قرر وضع عنوان بدر الواسع والعريض تحت ابطه والذهاب به الى المجهول... التأريخ لايرحم .. تلك مقولة قالها عظماء ورددها وامن بها الحكماء على مر الازمان والعصور.. التاريخ لايرحم لمن يخطأ وينحرف ويجانب الصواب..خصوصا اذا كان متعمدا وقاصدا، او منفعلا ومتسرعا.. او وصوليا وانتهازيا ومصلحيا..

عمي واحدا من مجاهدي بدر الاوائل ومازال مؤمنا بهذا الخط الشريف، وطالما تحدث لي ولاخرين من افراد العائلة عن قصص الفداء والتضحية والشجاعة، وكان محور احاديثه دوما شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم، وكيف كان يزور معسكرات المجاهدين ويبقى معهم لفترات طويلة وينام حيث ينامون ويأكل ما يأكلون ويفعل ما يفعلون وكأنه واحدا منهم وهو كان كذلك بالفعل.. يقول انه لم يكن قائدا بمفهوم القائد المتعارف عليه، يصدر الاوامر والتوجيهات وينتظر النتائج ويعاقب ويحاسب، بل انه كان قائدا ونموذجا في الممارسة والسلوك والعمل.. ماينقله عمي المجاهد عن شهيد المحراب فعلا شيء يستحق الاجلال والاحترام والتقدير.. عمي يقول ان انفصال منظمة بدر عن تيار شهيد المحراب كارثة بالنسبة لتيار جهادي رسمه وصاغ تأريخه بدماء الشرفاء.. ويزيد على ذلك متساءلا بأسى والم كيف لنا ان نفرط بحكمة الحكيم وننساق وراء تيه العامري؟؟..