• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وبدأتْ حواراتُ الانتخاباتِ ؛ فما المطلوبُ ؟ .
                          • الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود .

وبدأتْ حواراتُ الانتخاباتِ ؛ فما المطلوبُ ؟

ربَّما لديكُمُ من الآراءِ والمطالبِ في هذا الموضوعِ الخَطِرِ سوى ما ستجدونَه في مقالي هذا ؛ فشكرًا لكم عمَّا تَرَوْنَ. وهذا ما أَراهُ فيما لو تحقَّق إِجراءُ الانتخاباتِ فِعلًا:

 

١- جماهيرُ واعيةٌ لها ضميرٌ حيٌّ يُريدُ الإِصلاحَ فِعْلًا بنبْذِ العملاءِ والفاسدين ، ودعمِ الوطنيين الكفوئين ؛ فإِنَّ (جهودَ المتظاهرين الوطنيين السلميِّين حقًّا) يجِبُ أَنْ تُؤتِيَ أُكُلَها في معترَكِ الانتخاباتِ ماداموا يُريدونَ وطنًا ؛ وإِلَّا فإِنَّها أُكذوبةٌ على مَنْ يُصدِّقُها أَنْ يبقَىٰ يُراوحُ في مكانِه!

٢- صِدْقٌ ووفاءٌ وموقفٌ واحدٌ وكلمةٌ واحدةٌ لا تُباعُ ولا تُثنَّىٰ عند الناسِ ؛ فعندما يَكونون في العَلَنِ مع مرشَّحٍ وجب أَلَّا يكونوا في السِّرِّ مع غيرِه ؛ فمِنَ العَيبِ أَنْ يُعطَىٰ العَهْدُ لأَكثرَ من واحدٍ ﴿...وأَوفوا بالعَهدِ إِنَّ العَهدَ كانَ مَسؤُولًا﴾ [الإسراء/٣٤]. وعلى كلِّ مَنْ هكذا نهجُه أَن يُراجعَ مصداقَ (كلمةِ الرجالِ) هل يمتلِكُه ؟!

٣- إِجماعٌ على إِثباتِ الشخصيةِ الإِصلاحيةِ للناخبِ نفسِه بالذهابِ وأَداءِ الانتخابِ بلا تردُّدٍ ، وبلا تأَثُّرٍ بإِرادةٍ خارجيةٍ عمياءَ ؛ فالاستمارةُ المتروكةُ لها سوقُها الذي تُباعُ فيه والوزرُ على مَنْ تركَها.

٤- إِجماعٌ تمهيديٌّ على مجموعةٍ من المرشَّحين في الدائرةِ الانتخابيةِ الواحدة فقط ممَّن لهم دينُهم السَّمْحُ وتواضعُهم وأَخلاقُهم الكريمةُ وحضورُهم ورأيُهم ونزاهتُهم وثقافتُهم وعزيمتُهم وفِكرُهم ، ثم يجري التمحيصُ حتى الوصولِ إِلى مَن يستحقُّ فعلًا ؛ فيُرشَّحُ الأَفضلُ بلا تردُّدٍ سواءٌ أَكانَ من العشيرةِ ، أَوِ من المنطقةِ.

٥- الترشيحُ فرديٌّ باسمِ الشخصِ نفسِه فمَن يحصُلُ على مئةِ أَلفِ صوتٍ - بحسبِ القانونِ الأَخيرِ للانتخاباتِ - تكونُ له هو فقط ولن يَمنَحَ صوتًا واحدًا منها لغيرِه ؛ لأَنَّه لا توجَدُ قائمةٌ تضمُّه وإِنْ كان مرشَّحًا ضمنَ تحالُفٍ محدَّدٍ أَو كتلةٍ معينةٍ. والذي يَحصُلُ على مئةِ صوتٍ فقط لن تُنقِذَه أَصواتُ غيرِه مطلقًا ؛ فكلُّ مرشَّحٍ وثِقْـلُه الجماهيريُّ المختصُّ به فقط.

٦- عدمُ الرضوخِ للشهوةِ الماليةِ فالهديةُ والرشوةُ وبيعُ الصوتِ تجارةٌ مؤقتةٌ تزولُ فورًا مقابلَ بيعِ القضيةِ الوطنيةِ بمصداقِ تخلِّي الفائزِ عمَّن وقف معه طمعًا بعد الفوزِ وكأنه لا يعرِفُ المنطقةَ التي انتخبته ولا ناسَها ولا مناسباتِهم! ونحن نُريدُ حياةً طيِّبةً كما يَعيشُها مواطنو دُولِ الجوارِ ولاسيما (استقرارٌ أَمنيٌّ ، وخدماتٌ وافيةٌ ، وشارعٌ معبَّدٌ نظيفٌ ، ومدرسةٌ متكاملةٌ ، وضميرٌ وظيفيٌّ حيٌّ) ، وعدمُ الرضوخِ للوعودِ الكاذبةِ بتعيينٍ وهميٍّ في ظلِّ انعدامِ الأَموالِ اللازمةِ الآنَ.

٧- ثمةَ مغرياتٌ وظَّفها بعضُ المرشَّحين الذين فازوا سابقًا نتيجةَ دعمِ جهاتِهِمُ السياسيةِ والخارجيةِ الداعمةِ لهم وقد زالت تلكَ المغرياتُ الآنَ ؛ فلا سلطةَ لهم الآنَ على (التجارةِ بالجهادِ والمجاهدين الذي حفِظوا هيبةَ الدِّينِ والوطنِ والشعبِ )من جهةٍ ، ولا سلطةَ لهم على التعيينِ والنقلِ والتهديدِ والإِقصاءِ من جهةٍ أُخرى.

٨- ثمة مَنْ تولَّى قيادةً فسعَى في الأَرضِ فسادًا وخرابًا ؛ فهل مُهِرَ الوطنُ له وحدَه ؟! إِنَّ الأَحزابَ والكتلَ والتياراتِ واقعٌ سياسيٌّ عالميٌّ وليس العراقُ بمعزِلٍ عنها تنظيميًّا ؛ لكن يَجِبُ التصحيحُ بما يُستطاعُ تدريجًا من طرحِ السُّرَّاقِ والجُهَّالِ أَرضًا يَخْلُ للأَكْفاءِ فقط وجهُ العراقِ. وليس من المعقولِ العيشُ في وهْمٍ مَيْتٍ.

٩- مَنْ يَظُنُّ أَنَّه يجوزُ له أَلَّا ينتخِبَ ، أَو أَنْ ينتَخِبَ على مزاجِه الشخصيِّ بلا قِيَمٍ ولا مبادِئَ فهو واهمٌ أَشدَّ الوَهمِ.

١٠- العراقُ لا يُصلِحُه السلاحُ والانقلابُ والتصارُعُ فكلُّها مُهلِكاتٌ يَضيعُ بها المساكينُ ويغتَنِمُها ذوو السَّكاكين فضلًا عن أَنَّها من أَدبيَّاتِ القرنِ الماضي في بلدِنا ولم يَعُدْ لها ما يُحقِّقُها الآنَ ؛ فالعراقُ لا يُصلِحُه إِلَّا الموقفُ السلميُّ الوطنيُّ الموحَّدُ والاختيارُ الأَصحُّ الذي لا مانعَ منه مطلقًا.

هل نُريدُ نحن تغييرَ واقعِنا ومعيشتِنا نحوَ الأَفضلِ؟ نعم ؛ إِذًا فهذا الحكمُ الإِلهيُّ اللازمُ: ﴿ذلكَ بأَنَّ اللٰهَ لم يَكُ مُغَيِّرًا نعمَةً أَنعَمها على قومٍ حتَّى يُغيِّروا ما بأَنفُسِهِم وأَنَّ اللٰهَ سميعٌ عليمٌ﴾ [الأنفال/٥٣]




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=150387
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 11 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28