• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أخطاء محاضرة "الأخ رشيد" عن الإله – ( 3 7 ) .
                          • الكاتب : نبيل محمد حسن الكرخي .

أخطاء محاضرة "الأخ رشيد" عن الإله – ( 3 7 )

بسم الله الرحمن الرحيم
 
عقيدة الفداء
ترتبط عقيدة الفداء بمفهوم ابتدعه بولس يسمى الخطيئة الاصلية، وليس لهذا المفهوم وجود قبله، ولا تحدث عنه المسيح!! ثم ظهر المصطلح بعد ذلك على يد اوغسطينوس!
جاء في موسوعة الويكيبيديا: (مفهوم الخطيئة الأصلية أشير إليه لأول مرة في القرن الثاني من قبل إيرينيئوس، في جدل مع بعض الغنوصيين. قام غيره من آباء الكنيسة مثل أوغسطينوس أيضا بتشكيل وتطوير العقيدة، حيث رأى أنها استنادا إلى ما ورد في العهد الجديد من تعاليم بولس الرسول (رومية 5:12-21 و1 كورنثوس 15:21-22) وآية العهد القديم مزمور 51:5. اعتبر ترتليان، قبريانوس، أمبروز وأمبروسايستر أن البشرية أسهمت في خطيئة آدم، وأن هذه الخطيئة تنتقل من جيل لجيل. حظت صياغة أوغسطينوس لعقيدة الخطيئة الأصلية بعد 412 م بشعبية كبيرة بين البروتستانت الإصلاحيين مثل مارتن لوثر وجان كالفن، الذي ساووا بين الخطيئة الأصلية والرغبة المضرة (أو "الشهوة")، مؤكدين أن الأمر يستمر حتى بعد المعمودية ويدمر تماما الحرية في فعل الخير. قبل 412 م، رأى أغسطينوس أن الإرادة الحرة تضعف ولكن لا تتدمر بسبب الخطيئة الأصلية. ولكن بعد 412 م تغير ذلك الرأي إلى فقدان البشر الإرادة الحرة تماما ما عدا الخطيئة. وتؤمن الكالفينية الأوغسطينية الحديثة بهذا الرأي الثاني. قام أوغسطينوس بتحديد موقع الخطيئة نفسها في السائل المنوي للذكور، مبررا ذلك بأن: عندما أكل آدم وحواء من الفاكهة خجلا وغطيا أعضاءهما التناسلية، وهذا هو المكان الذي تم نقل الخطيئة الأصلية منه إلى جميع الأجيال المقبلة، ويسوع المسيح وحده، الذي لم ينتج من سائل منوي بشري، ليس لديه العيب الذي انتقل من آدم. كانت فكرة أوغسطينوس تستند إلى أفكار العالم القديم الخاصة بعلم الأحياء، والتي تنص على أن الحيوانات المنوية الذكرية تحتوي على الطفل الذي لم يولد بعد بأكمله، وأن رحم الأم ليس أكثر من غرفة رعاية ينمو فيها. الحركة البنسينية والتي أعلنتها الكنيسة الكاثوليكية كهرطقة رأت أيضا أن الخطيئة الأصلية دمرت حرية الإرادة. بدلا من ذلك، ترى الكنيسة الكاثوليكية أن "المعمودية من خلال إضفاء الحياة من نعمة المسيح، تمحو الخطيئة الأصلية وترجع الإنسان مرة أخرى نحو الله، ولكن العواقب بالنسبة للطبيعة، الضعيفة والتي تميل إلى الشر، تستمر في الإنسان مما يستدعي معركة روحية." وأن "رغم كونها أصبحت ضعيفة ومتقلصة بسبب سقوط آدم، فالإرادة الحرة لم تدمر بعد)[1].
وقال الأب بولس الفغالي {بعد حوالي 12 صفحة يشرح فيها الخطيئة الأصلية!}: (لا يعطينا  التعليم في الخطيئة الأصلية جوابًا مريحًا حول مسألة أصل الشّر في العالم. فمن أراد، بفضل هذا التعليم، أن يجد أعذارًا لخطاياه الشخصية، سيسمع عكس ذلك حين يقرأ النصوص الكتابية:
لا نستطيع أن نريح نفوسنا من مسؤولية الخطيئة لكي نضعها على غيرنا. لا على البشر ولا على قوى فوق البشر. لا نص بيبليًا ولا نص حاسمًا في الكنيسة يتحدّث عن الخطيئة الأصلية في حدّ ذاتها. بل هناك حديث عن الخطيئة الأصلية في علاقتها مع الخلاص وعمل الفداء في يسوع المسيح. إن قلب التعليم عن الخطيئة الأصليّة يعلن أن المسيح هو فادي جميع البشر، لأن جميع البشر يحتاجون إلى فداء الله)[2]
اذا كان الله قد فدى البشر بتقديم ابنه قرباناً ليخلصهم من الخطيئة الاصلية، فكان يجب ان لا يكون المسيح وارثاً لتلك الخطيئة، فمن تمسه تلك الخطيئة لا يمكنه ان يتخلص منها الا بفداء إلهي! اليست هذه هي عقيدة المسيحيين؟!! فكان يتوجب على الاقنوم الثاني ان يتجسد بجسد بشري لا يمت بالنسب الى آدم، بينما المسيح يمت بالنسب الى آدم من خلال امه مريم العذراء! ولكي يكون الفداء كاملاً كان يتوجب ان يكون الجسد مقدساً بلا أدنى شائبة خطيئة، وهو ما لم يحصل في المسيح لأنه ورث خطيئة آدم من جهة امه!!
يقولون ان الخطيئة الاصلية ادخلت الموت الى العالم عن طريق معصية آدم، كما في سفر التكوين، حسناً إذا كان المسيح هو الذي بفدائه ألغى الخطيئة الاصلية ألم يكن يتوجب على هذا الفداء أمرين: الأول ان يقضي على الموت لكي نقتنع فعلاً أنه خلّصنا من الخطيئة الأصلية؟!! والثاني ان يقضي على الخطيئة عند البشر فلا يعودوا يخطئون!! بينما الواقع ان الموت موجود ومستمر وخطايا البشر مستمرة معهم! فما هو الأثر العملي في حياتنا الحالية لفداء المسيح وكيف يخلِّص المؤمنين به؟ إن كان يخلصهم في الاخرة فلا أثر إذن في الدنيا لفداءه، فهو كأي قضية إيمانية مثلا الايمان بأن المسيح إله أو ان الروح القدس أقنوم، فلن يرى المؤمنون أثر هذا الإيمان الا في الآخرة في يوم الدينونة! فلأي شيء قدَّم الإله ابنه قرباناً مقدساً؟ لأي شيء ضحّى المسيح بنفسه على الصليب بحسب عقيدتهم؟!  
وقد ورد في العهد القديم في سفر حزقيال (18: 20): (النفس التي تخطئ هي تموت. الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن. بر البار عليه يكون، وشر الشرير عليه يكون).
وفيه معنى مقارب لما في الاسلام من قوله تعالى: ((وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ))[3].
فلماذا غاب مفهوم الخطيئة الاصلية في العهد القديم وظهر فجأة عند بولس واتباعه؟!
*****
في كل ما قرأت عن الخطيئة الاصلية اعجبني هذا النص، مع التحفظ على ما فيه من انتقاص للنبي آدم (عليه السلام): (في سقطة آدم وحواء، يقول البابا بندكتس السادس عشر: علينا أن نفهم أننا نحمل فينا قطرة من سم طريقة التفكير الذي يبيّنها كتاب التكوين: الإنسان لا يثق بالله، أغوي بكلمات الحيّة، خالجه الريب، بأن الله منافس يحدّ من حريتنا، وبأننا لا نكون بشرًا بالمعنى الكامل، إلا إذا حططنا من قدر الله. وعندما يقوم بذلك، يثق بالكذبة بدل الحقيقة ويلقي هكذا بحياته في الفراغ، في الموت)[4]. نعم حينما لا يثق الإنسان بالله عزَّ وجلَّ ولا يطبق شريعته لأنه يتصور أنها تحد من حريته وانه لا يكون إنساناً كاملاً إلا إذا كملت حريته فيما يشاء من الاهواء والانفعالات!  فحينئذٍ تبرز الخطيئة في حياة الإنسان. إذن فكرة الحرية المطلقة هي الخطيئة الاصلية التي يتوارثها البشر، فمن يرفضها ينجو من الهلاك ومن يتقمصها ينال الويل يوم الدينونة. فالبشر يمكن أن يتوارثوا الافكار وليس المعاصي.
 
التوبة في الفكر المسيحي:
في سفر يشوع بن سيراخ (18: 21): (قبل المرض كن متواضعاً، وعند ارتكاب الخطايا أرِ توبتك).
في أرميا (31: 18): (تَوِّبْنِي فأتوب، لأنك أنت الرب إلهي).
في سفر الحكمة (11: 24): (لكنك ترحم الجميع، لأنك قادر على كل شيء، وتتغاضى عن خطايا الناس لكي يتوبوا).
في سفر يوئيل (2: 12و13): (ولكن الآن، يقول الرب، ارجعوا إلي بكل قلوبكم، وبالصوم والبكاء والنوح ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف رحيم، بطيء الغضب وكثير الرأفة ويندم على الشر).
وفي انجيل لوقا (9: 13): (لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة إلى التوبة).
وفي رسالة القديس إغناطيوس الانطاكي الى افسس (10: 1): (صلوا بلا انقطاع من أجل باقي البشرية أيضاً، ليعثروا على الله، لأن فيهم رجاءاً من أجل التوبة. لهذا اسمحوا لهم أن يتهذبوا بواسطتكم، باعمالكم على الأقل)[5].
يقول القديس اوغسطين: (لأن الايمان المسيحي يحرّم علينا أن نقطع الرجاء، أن نيأس من توبة إنسان وندامته وإصلاحه فنغلق عليه باب التوبة والعودة الى الله)[6]. 
يقول القديس اوغسطين: (ولقد جاء في الكتاب أيضاً: "تهلك الناطقين بالكذب" (مزمور 5: 7) )،،،،، (لأن هنالك نوعاً من الكذب، على حد قول النبي، لا غفران عليه، أي حين يرفض الانسان الاعتراف بخطاياه ويؤثر التنكّر لها على التوبة الى الله والإقرار بها. وكذلك قد لا تكون خطيئته ذات أهمية إن كان يتوق الى ان يظهر باراً، وما تنكّر للاعتراف بإعتباره دواءً لها. وعليه فهذا ما يشير إليه التمييز بين الألفاظ القائلة: "لقد أبغضت جميع فاعلي الأثم" (مزمور5: 6) لكنّك لن تهلكهم إن قالوا الحقيقة في الاعتراف والتوبة، وصولاً عملاً بتلك الحقيقة، الى النور وفقاً لما جاء في إنجيل يوحنا: "فأمّا الذي يعمل الحق فإنّه يُقبل الى النور لكي يظهر اعماله لأنها مصنوعة في الله" (يوحنا 3: 21) وسوف تهلك ليس مَن يعملون كل ما تبغضه وحسب، بل الذين ينطقون أيضاً بالكذب ملتمسين برّاً كاذباً، رافضين الإقرار بخطاياهم والاعتراف بها)[7].
ويقول البابا فرنسيس رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم: (ذاك الروح القدس الذي أرسله السيد المسيح والآب، يمنح مغفرة الخطايا ويقدِّس جميع التائبين الذين يفتحون قلوبهم بثقة لقبول عطية الله)[8].
ويقول المطران بنيامين Veniamin مطران مينسك وزاسلافسك (Minsk and Zaslavsk) بطريارك بيلاروسيا للكنيسة الآرثوذكسية الخلقيدونية: (في الواقع، لا يصوم جميع المسيحيين الأرثوذكس هذه الأيام. كثيرون لم يطهِّروا أرواحهم بالتوبة لفترة طويلة. إن الرغبة في جعل حياة المرء أفضل أمر طبيعي تمامًا بالنسبة للإنسان، ولكن عندما يفشل المرء في طلب المساعدة من أعلى بينما يبذل جهودًا بشرية فقط، فإن النتيجة ستكون مماثلة لتلك الخاصة ببناة برج بابل (تكوين11: 1-9))[9]. وتحدث عن التوبة فقال: (وأهم شيء آخر، والذي بدونه لا عودة للعالم، هو التوبة عن الذنوب المرتكبة. تذكر أن الكلمة اليونانية metanoia، والتي تُترجم تقليديًا على أنها "توبة"، تعني حرفياً "تغيير الفكر". تدعو كنيسة المسيح كل منا إلى إدراك خطايانا، وتحقيق الرغبة في مغفرته، واللجوء إلى سر الاعتراف، والأهم من ذلك، تحقيق ثمار التوبة (متى 3: 8) - التكفير عن ذلك. الذنب الذي اقترفناه وعواقبه السلبية. تغيير العقول، تغيير القلوب من الشر إلى الخير، من الأكاذيب إلى الحقيقة، من الانفصال إلى الوحدة، من الإدانة إلى الفهم - هذه هي التغييرات التي يحتاجها مجتمعنا في المقام الأول)[10].
كلام صريح بطلب التوبة والمغفرة، كما هو حال نصوص العهد القديم، وكما هو في الاسلام. وتبقى عقيدة الخطيئة الاصلية تائهة لا يعرفون لها أثراً في الدنيا ولا في الآخرة بوجود التوبة والمغفرة.
 
إلغاء العمل بشريعة العهد القديم
في انجيل متى (5: 17-19) جاء في الموعظة على الجبل، قال المسيح: («لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل. فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل. فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا، يدعى أصغر في ملكوت السماوات. وأما من عمل وعلم، فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات)! فماذا حصل من قبل بولس واتباعه؟! اصدروا تعليماتهم لمعتنقي المسيحية وفق افكار بولس الى عدم العمل بالشريعة والاكتفاء بالايمان وحده!! أليس هذا نقض للناموس والشريعة!! ولماذا هذه التفرقة بين المسيحي من اصول يهودية والمسيحي من اصول وثنية (غير يهودية)؟! أي دين يعامل الناس بحسب ديانتهم التي جاؤا منها!! ففي المجلس المسيحي الاول الذي انعقد سنة 50م بسبب قضية الختان، حيث جاء في اعمال الرسل (15: 1و2): (وانحدر قوم من اليهودية، وجعلوا يعلمون الإخوة أنه «إن لم تختتنوا حسب عادة موسى، لا يمكنكم أن تخلصوا». فلما حصل لبولس وبرنابا منازعة ومباحثة ليست بقليلة معهم، رتبوا أن يصعد بولس وبرنابا وأناس آخرون منهم إلى الرسل والمشايخ إلى أورشليم من أجل هذه المسألة). ثم قرروا كما في (15: 28 و29): (لأنه قد رأى الروح القدس ونحن، أن لا نضع عليكم ثقلا أكثر، غير هذه الأشياء الواجبة: أن تمتنعوا عما ذبح للأصنام، وعن الدم، والمخنوق، والزنا، التي إن حفظتم أنفسكم منها فنعما تفعلون. كونوا معافين»)! فقرروا الغاء الختان بخصوص المعتنقين للمسيحية من الأمم (الوثنيين)! بينما قبل ظهور مسيحية بولس كان أي إنسان يعتنق اليهودية يكون ملزماً بشريعة وطقوس اليهود جميعها. هذه اول خطوة حدثت في مجلس اورشليم سنة 50م، ثم بعد ذلك ظهر تيارات داخل اتباع بولس انفسهم، فبولس يقول ان الانسان ينال البر بالايمان المنفصل عن العمل بالشريعة! وتيار آخر نجده في رسالة يعقوب يفيد أن البر يكون بالايمان والاعمال معاً. ما نريد التركيز عليه في هذه الفقرة هو ان بولس نفسه كان اول المخالفين لموعظة الجبل التي تدعوا للتمسك الحرفي للشريعة (الناموس) والعمل بها. فحق ان ندعو بولس بـ (بولس الأصغر) لما جاء في موعظة الجبل: (فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا، يدعى أصغر في ملكوت السماوات)! وبولس ليس فقط يبشِّر بترك العمل بالشريعة بل جعلها احدى اسباب ظهور الخطيئة لأنه إذ لا شريعة فلا خطيئة على حد تعبيره! حيث قال في رسالته الى اهل رومية (7: 7و8): (فماذا نقول؟ هل الناموس خطية؟ حاشا! بل لم أعرف الخطية إلا بالناموس. فإنني لم أعرف الشهوة لو لم يقل الناموس: «لا تشته». ولكن الخطية وهي متخذة فرصة بالوصية أنشأت في كل شهوة. لأن بدون الناموس الخطية ميتة)!! إنَّه فعلاً بولس الأصغر!!
والقديس اغناطيوس الانطاكي ايضاً يقول في رسالته الى مغنيسيا (8: 1): (لأننا إن داومنا على الحياة وفقاً لليهودية فإننا نقرُ أننا لم نقبل النعمة)[11]!... (من السُخف الشديد أن نعترف بيسوع المسيح ونمارس اليهودية. لأن المسيحية لا تؤمن باليهودية. بل اليهودية هي التي تؤمن بالمسيحية. حيث آمن كل لسان[12] واجتمع معاً أمام الله)[13]! سبحان الله، الم يصلهم كلام المسيح عن خطيئة نقض الشريعة أم هو الاتباع الأعمى لبولس وتعاليمه؟!
لقد ابطلوا العمل بشريعة موسى واطلقوا عليها اسماً يوحي الى ذهن المسيحي انها لم تعد تصلح للتطبيق فأسموها: (العهد القديم) وفي المقابل لم يشرّع لهم بولس ولا اي من اصحاب الرسائل المذكورة في العهد الجديد اي شريعة حقيقية متكاملة بديلة! فكانت حياتهم من الناحية العملية قائمة على الايمان فقط بخلاف الناحية النظرية حيث يذهبون الى ان المؤمن ينال البِرّ بالايمان والاعمال معاً!! ولذلك نجدهم بعد قرون وبمرور الزمن بدأوا يضعون لأنقسهم قوانين جديدة تنظم حياتهم تكاد نكون اعقد من قوانين وشريعة موسى في التوراة!! ليخرجوا انفسهم من هذا المأزق!!
 
إنتاج شريعة جديدة
لم ينقض المسيح شريعة موسى، بل هذّب تطبيقها، كما في شريعة السبت. ولكن بولس وأتباعه نبذوها كليّاً وبدأوا بإنتاج شريعة جديدة بذريعة صعوبة تطبيق الختان على الوثنيين المعتنقين للايمان! ومن هذا بدأوا بإهمال الشريعة كلها، وابتداءاً من مجلس اورشليم الأول سنة 50م، المشار اليه في اعمال الرسل (15: 1-29)، ثم ظهور رسائل بولس التي كانت تنادي بان الانسان ينال البر بالايمان وحده المنفصل عن العمل بالشريعة! بدأ المسيحيون يهجرون العمل بالشريعة، وينفصلون كلّياً عن اليهود، فلا شريعة مشتركة ولا صليب مشترك!! وبدأوا يستعيضون عنها بتعاليم بولس المذكورة في رسائله، بالاضافة الى مقررات مجلس اورشليم سنة 50م والمبينة في اعمال الرسل (15: 28 و29): (لأنه قد رأى الروح القدس ونحن، أن لا نضع عليكم ثقلا أكثر، غير هذه الأشياء الواجبة: أن تمتنعوا عما ذبح للأصنام، وعن الدم، والمخنوق، والزنا، التي إن حفظتم أنفسكم منها فنعما تفعلون. كونوا معافين»)، فلم يعد للختان الإبراهيمي وجود في المسيحية! ولا توراة موسى ولا يوم السبت لهما إلتزام عندهم!! 
وبمرور الزمن بدأت تظهر في المجتمعات المسيحية حاجات إنسانية يجب ان يكون لها تنظيم ديني، الامر الذي نهض بأعباءه القساوسة عبر مجاميعهم المتعددة! فبدأوا من خلال مجامعهم يضعون قوانين دينية اصبحت شريعة جديدة لهم، وفيها تفاصيل كثيرة بل ومعقّدة، بنفس مستوى تعقيد التفاصيل في التوراة أو اكثر! وأصبح زمن التشريع عند المسيحيين مفتوح، فليس هناك وقت محدد لإكتمال التشريع المسيحي، ففي كل عصر يمكن أن تظهر تعاليم جديدة من قبل البابوات أو القديسين، وسنذكر بعض الأمثلة على ذلك. رغم ان انجيل متى نسب للمسيح قوله في (28:19): (وعلّموهم حفظ جميع ما أوصيتكم به) فلم يتطرق الى تعليم جديد يوحى اليهم من خلال انبياء او رسل جُدُد بل تعاليمه هو نفسه!
فمن الامثلة على ظهور تعاليم دينية جديدة عند المسيحيين بمرور الزمن: ظهور قانون الايمان المسيحي من خلال المجامع المسيحية وتطويره كلما انعقد وكلما ظهرت عندهم مشكلة عقائدية، وظهور مفهوم الأقانيم واعتبار الروح القدس إقنوماً ثالثاً، واختيار اسفار العهد الجديد، وتعاليم كثيرة جداً يتم إقرارها من خلال المجاميع المسيحية المسكونيّة والمكانية! وهناك تعاليم مهمة ظهرت عبر "الرؤى"! من قبيل ثوب الطوباويّة مريم العذراء سيدّة الكرمل. المُصادَق عليها من جمعيّة العبادة الإلهيّة ونظام الأسرار في 10 نيسان 1999م[14]!! وقصة ثوب سيدة الكرمل المثيرة للجدل نبينها من خلال المقتبس التالي: "16 تموز - تذكار ثوب سيدة الكرمل: إن سيدتنا مريم العذراء قد ظهرت لسمعان ستوك رئيس الآباء الكرمليين في اواسط القرن الثالث عشر، وسلمته الثوب الكرملي وقالت له:  "ان كل من لبس هذا الثوب، وتلا الصلوات المفروضة يحصل على شفاعتي وانا انجيه من عذابات المطهر". يُصنَع هذا الثوب من قطعة صوف بني اللون يُعلَّق في العنق تحت الاثواب، وقد انتشرت هذه العبادة، بوقت وجيز، في الشرق والغرب.  وشيدت كنائس عديدة على اسم سيدة الكرمل.  والمتعبدون لها يدعون "اخوية ثوب الكرمل".  وقد نشطها واثبتها الاحبار الاعظمن[15] ومنحوها غفارين عديدة.  رزقنا الله بركات هذا الثوب"[16]!
وعن ارتداء ثوب الكرمل: (واجبات ارتداء هذا الثوب وشروطه:
1- يجب أن ينال الشخص الثّوب من كاهن كرمليّ، أو كاهن مفوّض من الكنيسة، بعد أن يباركه للمرّة الأولى وعندما يبلئ[17] يمكن ارتداء غيره دون الحاجة الى المباركة من جديد.
2 – كلّ من ينال الثوب عن طريق الكاهن او المفوّض يجب عليه أن يحمل دائماً ثوب العذراء في عنقه، (تحت قميصه) ولا ينزعه أبدًا حتّى خلال النّوم، فقط عند الاستحمام.
(لا يجب تعليق الثوب كذخيرة مقدّسة في مكانٍ ما…)
3- عليه أن يصلّي يوميًّا 7 مرّات “أبانا” + “السلام عليكِ” + “المجد للآب..”
4 – يجب أن يكرّم العذراء مريم، ويشارك في رتبة القدّاس في أعيادها الكبرى:
ـ عيد البشارة: 25 آذار.
ـ عيد سـيّدة الكرمل: 16 تموز.
ـ عيد انتقال العذراء إلى السّماء بالنفس والجسد: 15 آب.
ـ عيد الحبل بلا دنس: 8 كانون الأول.
5- يجب على المكرّس أن يعيش وصايا الله والكنيسة، ويمارس الأسرار بانتظام (لا سيّما الإعتراف والقدّاس) ويُنمي إيمانه ومحبّته للمسيح. وأن يتأمّل في الكتاب المقدّس والكُتب الرّوحيّة.
6- يجب على كلّ من يرتدي ثوب العذراء أن يمتثل بأعمالها ويجتهد في اكتساب فضائلها، لا سيّما التواضع والطّهارة، وبشكلٍ خاصٍ: الحشمة الكاملة في اللّباس والسّلوك؛ منها عدم الذّهاب إلى الشواطئ والبحار حيث خطايا الدّنس.
7- ينال مرتدو الثّوب غفرانًا كامًلا (إعفاء من عقاب المطهر) إذا تقدّم لمنبر الإعتراف وأقرّ بخطاياه كاملة (إعتراف صحيح)
وشارك بالذبيحة الإلهيّة، في أعياد العذراء المذكورة أعلاه (نقطة رقم 4)
وفي أعياد قدّيسي الكرمل:
ـ يوحنّا الصّليب (14 كانون الأوّل)
ـ تريزيا الأفيليّة (15 تشرين الأول)
ـ تريزيا الطّفل يسوع (1 تشرين الأوّل)
ـ سيمون ستوك (16 أيّار)
ـ وفي عيد النّبيّ إيليّا (20 تمّوز)
 
ومن اقوالهم بخصوص هذا الثوب:
قال القديس سمعان ستوك: “حافظوا على هذا الوعد في قلوبكم واجتهدوا أن تبقوا أمناء لدعوتكم من خلال أفعالٍ تليق بكم، ولا تيأسوا. واظِبوا على الصّلاة واشكروا الله دون انقطاع على رحمته وعلى هذه النعمة”!
وقال البابا بيوس الثاني عشر : “كلّ من يلبس الثوب يُعبّر عن اتّحاده وتعلّقه بمريم”!
كما قال البابا القديس يوحنا بولس الثاني: “يعبّر مرتدو الثوب عن عزمهم على صوغ حياتهم على مثال مريم، العذراء الكليّة الطهارة، الأمّ والشفيعة والأخت، قابلين كلمة الله بقلبٍ نقيِّ، ومكرّسين ذواتهم بغيرة لخدمة إخوتهم”!
وقال البابا يوحنا الثاني والعشرون، في وثيقة رسمية أصدرها عام 1322: “كل من يرتدي هذا الثوب ينجو من عذابات المطهر، في السبت الأول من السبت الذي يلي موته”)[18]!!
وأيضاً نجد تعليم منع الركوع في ايام معينة!!: (حسب التقليد المسيحيّ، عملًا بالقانون 20 من مجمع نيقية (سنة 325) المسيحيّون لا يركعون طيلة زمن الفصح، من أحد القيامة حتى أحد العنصرة الذي نعود فيه إلى الرّكوع والسجود برتبة خاصّة. الوقوف، في زمن الفصح، هو لذكرى قيامة يسوع المسيح وانتصاره على الخطيئة والموت، وللتعبير عن فرح القيامة. الوقوف علامة الانتصار. هكذا رأى اسطفانوس ساعة مثوله أمام المجلس «يسوع واقفًا عن يمين الله» (اعمال7: 55) )[19]!!
ويتحدثون عن الرموز المسيحية ومنها المبخرة فيقولون: (يُشار بالمبخرة إلى السيّدة العذراء التي قبلت الرب في حشاها البريء من الدّنس ولم تحترقْ من حرارة لاهوته. وبسلاسل المبخرة يُشار إلى الأقانيم الثلاثة المتساوية في الجوهر والقدرة والجودة. وبالحلقة التي تجتمع بها السلاسل، إلى الطّبيعة الإلهيّة الواحدة بثلاثة أقانيم. أمّا في كيفيّة التبخيرخلال الإحتفالات الليتورجيّة، يجب، توحيدًا للعمل اللّيتورجي في كلّ كنائسنا المارونيّة، التقيّد بإرشادات الكتب الطّقسيّة، محافظةً على الرّمزيّة والمشاركة الواعية)[20]!!
ويمكن لمن يرغب بالمزيد مراجعة كتاب (مجموع قوانين الأنبا ميخائيل مطران دمياط في القرن الثاني عشر الميلادي). 
ومن الامثلة ايضاً ظهور عقيدة عصمة البابا سنة 1870م في المجمع الفاتيكاني الاول والذي ادى الى انشقاق الكنيسة الكاثوليكية وظهور ما يعرف بالكنيسة الكاثوليكية القديمة وهي منتشرة الآن في انحاء اوربا وامريكا.
أيها المسيحيون، أين الإله من كل ذلك؟!!
 
تغييب العقل بمزاعم انَّه لا يمكنه إدراك الحقائق الدينية!
ولقد وجدنا علماء المسيحية يقولون ان فهم تركيب الله من أب وأبن وروح قدس والعلاقة بينهم من ولادة وانبثاق غير معقولة للانسان ولا يمكنه ادراك كيفيتها! فبخصوص هذا السؤال: (ما هو الفرق بين الولادة والأنبثاق؟) سُئِل "البابا أثناسيوس الرسولي" هذا السؤال فقال: "لا أعرف، لأن الكتاب المقدس لم يوضح الفرق بين الولادة والانبثاق[21]! أقول: إذا كانت العقيدة المسيحية تبشرنا بالغموض وبما لا دليل عليه وبما لا يقبله عقلنا، فكيف يطلبون منا "الايمان غير المعقول"؟!!!
وليس الفرق بين الولادة والانبثاق هو فقط غير المعقول في المسيحية، بل يشمل هذا الامر حصول المسيح على صفات إلهية وبشرية في نفس الوقت بدون اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير على حد تعبيرهم!! فيقولون: "ولكن كيف صار هذا الاتحاد، أو كيف يكون لطبيعة السيد المسيح الواحدة صفات اللاهوت وصفات الناسوت معاً بدون اختلاط وبدون امتزاج وبدون تغيير، أو كيف يكون للسيد المسيح صفات الطبيعتين ولا تكون له الطبيعتان، هذا ما لا نعرفه!! إنه سر من الأسرار الالهية، لا يمكن أن نفهمه أو نعيه أو نحتويه في عقولنا. من هنا سمي في الاصطلاح الكنسي بسر التجسد الالهي. فنحن نؤمن بنوع من الاتحاد يفوق كل فهم بشري وكل تصور. قد تكون هذه مشكلة كبيرة بالنسبة للعقل الفلسفي أو للعقل المادي، وقد يكون فيها تناقض، وقد يكون فيها ما يتعارض مع قوانين العقل والمنطق والحس والمادة والمصطلحات الفلسفية. كل هذا قد يكون صحيحاً، ولكننا نصدق ونؤمن بتجربة باطنية روحية صوفية عالية على كل منطق وعقل. أن هذا أمر ممكن، ذلك لأن الله أراده، وإذا أراد الله شيئاً فهو ممكن، وحتى لو كان هذا غير معقول للعقل فإنه معقول للعقل الروحاني الذي لا يعرف لقدرة الله حدوداً. وهذا هو (( الايمان الذي بلا فحص )) الذي يصرخ من أجله الكاهن القبطي في القداس الالهي"[22]!! (الايمان بلا فحص)!! هل هذا ما يبشّر به المسيحيون العالم!!؟ الايمان بلا فحص يعني الايمان غير المعقول!! نعم للعقل حدود لا يتمكن ان يتخطاها لأنه ليس مؤهلاً لتعقلها، مثل البحث في كنه الذات الإلهية المقدسة، فالعقل قاصر بحواسه الخمسة المادية عن إدراك كنه الذات الإلهية الأزلية. أما القضايا التي يفهمها الانسان من قبيل الاتحاد والاختلاط والامتزاج والتغيير فلا يصح ان نقول انه غير مختلط بطريقة لا نفهم كيفيتها، ولا انه غير ممتزج بطريقة لا نفهمها! ولا ان لشخص واحد طبيعتين إلهية وبشرية في نفس الوقت، ولا تفارقه هاتان الطبيعتان حتى في الموت مع ان احداهما هي نقيض الاخرى، فالطبيعة البشرية تموت وتفنى والطبيعة الالهية دائمة الحياة وغير فانية بل ازلية، فكيف يموت المسيح على الصليب ويموت لاهوته وناسوته معاً!! ثم يقولون ان هذا هو "الايمان بلا فحص"!! وكيف سيحاسبنا الإله بعد الموت وفق أي معيار؟! إذا لم يكن وفق معيار العقل والمواهب العقلية التي انعم بها علينا، فأي معيار سيكون هو الحكم لكيلا يكون هناك ظلم في الحساب؟! - وحاشا لله سبحانه من الظلم - هل من المعقول أن يرسل الإله رسولاً هو أبنه لينشر بيننا ديناً لا يمكن تعقله ولكي نؤمن إيماناً بإله مركّب من جوهر وروح وثلاثة اقانيم بطريقة ليست غير معقولة فحسب بل وتخالف القواعد العقلية البديهية التي انعم الله علينا بها ووضعها في عقولنا منذ ولادتنا ونمونا!! ثم يحاسبنا يوم القيامة لماذا لم تؤمنوا به!! فما هي فائدة وجود العقل في الانسان إذا كان المطلوب هو الايمان بأمور غير عقلائية أي لا يدركها العقل ويدرك صوابها وحقانيتها من عدمها؟! وإذا لم يكن لإدراك ومعرفة الخطأ والصواب والحق والباطل بالرجوع الى القضايا البديهية والمكتسبات المعرفية المنطقية، فلأي شيء نستعمل العقل إذن؟! 
ففي الاسلام يكون الحساب على قدر المواهب التي وهبنا الله تبارك وتعالى اياها، وهي العقل وفرعه الحواس. فلسنا مطالبين بإيمان ما بعد حدود العقل، من قبيل الايمان بكنه الذات الإلهية، لأن معرفة هذا مستحيل. فنحاسب على كل ما يمكن للانسان تعقله وفي مقدمتها وجود الله عزَّ وجلَّ وصفاته وشريعته. اما في المسيحية فالايمان فقط يكون بوجود الإله، اما الإيمان بصفاته من قبيل تكوّن الذات الإلهية الواحدة من جوهر وروح وثلاثة أقانيم مستقلة في شؤونها الواحد عن الآخر ومتساوية في القيمة الإلهية ومختلفة في الخواص والصفات، فأحدها هو العقل والاخر هو الحكمة والاخر هو الروح!!؟ وعلاقتها مع بعضها، وعلاقة الناسوت واللاهوت بخصوص الاقنوم الثاني المسمى بالمسيح! فكل هذا غير معقول، ويطلبون الايمان به رغم انه غير معقول!!؟ هذا هو الفرق بين الايمان الاسلامي العقلائي والايمان المسيحي غير العقلائي!!
وينقل يوسف كرم عن أوغسطين عقيدته المبنية على نظره عقلائية للإله فيورد تفكيراً عميقاً وفيه صواب كبير جداً وقريب من مذهب آل البيت (عليهم السلام) في القول بأن صفات الله عين ذاته : (وإذا قلنا إن الله محل المعاني، وإذا أضفنا إليه صفاتٍ، فليس يعني هذا أن في الله كثرة، وأن الصفات متحققة فيه على نحو تحققها في المخلوقات، فإن الله بسيط كل البساطة، وما نتصوره فيه هو عين الجوهر الإلهي، بل يجب الاحتراز من تسميته جوهرًا، لئلا يذهب الفكر إلى أن الله موضوع لصفات أو أعراض متمايزة منه، والأليق أن نقول «الذات»؛ لأن هذا اللفظ لا يتضمن سوى معنى الوجود، والله هو الموجود إلى أعظم حد، فلا بد أن تكون صفاته عين ذاته، إذ إن الحاصل على كمال ما دون أن يكون هو ذلك الكمال، فهو مشارك فيه، ولا يستغرقه كله، ويمكن أن يفقده، فيكون كماله متمايزًا منه، وتكون كمالاته متمايزة بعضها من بعض. وإذن فالله «عظيم (مثلًا) لا بعظمة مغايرة له، بل بعظمة هي عين ذاته»، وهكذا يقال بالإضافة إلى الحياة والعقل والسعادة والقدرة، وعلى هذا النحو تتحد كل صفة إلهية بالذات الإلهية، ومن ثمة تتحد الصفات فيما بينها. وإذا كان الله معقولًا فليس يعني ذلك أننا ندركه تمام الإدراك، وأن حديثنا عنه ينطبق عليه بالتواطؤ: «لا لفظ أو لا شيء يقال على الله كما ينبغي لله»، وإنما يصبح اللفظ ملائمًا لله على نحو ما بعد تحويل معناه تحويلًا عميقًا: مثال ذلك «الغضب» فما هو في الله سوى القدرة على العقاب دون الاضطراب الحاصل فينا، ومثل «الغيرة» فما هي سوى العدالة مجردة، ومثل «الندم» فما هو سوى سبق علم الله بشيء يحدث بعد شيء، ومثل «العلم» فما هو سوى بهاء حقيقة ثابتة شاملة دون ما نشاهد في العلم الإنساني من تغير وانتقال من فكرة إلى فكرة، ومن تذكر واقتصار على بعض الموضوعات، فالألفاظ تصلح للدلالة على الله بشرط أن نستبعد من مدلولها ما يلازمه من نقص في المخلوقات، وحينئذ يتاح لنا التأمل في الله دون محاولة التعبير عنه، بحيث يتلخص موقفنا في هذه العبارة الجامعة: «إن تصورنا لله أكثر حقية من تسميتنا له، وإن وجود الله أكثر حقية من تصورنا له»، وهذا هو الموقف الحق بين التجسيم والتشبيه من جهة، وبين التنزيه المطلق على طريقة أفلوطين الذي يجعل الله بمثابة النقطة الهندسية، من جهة أخرى)[23]. ومن المؤسف ان عقلاً مفكراً مثل عقل أوغسطين لا يتمكن من الانفلات من عقيدة الصليب فيرجع ليؤمن بإله متأنسن!! ومع ذلك يمكن أن نستفيد من هذا النص ان أوغسطين عندما استعمل عقله يمتنع عن القول بان لله جوهر بخلاف العهد الجديد الذي ورد فيه في الرسالة الى العبرانيين: (1: 1-3): (الله، بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديما، بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه، الذي جعله وارثا لكل شيء، الذي به أيضا عمل العالمين،الذي، وهو بهاء مجده، ورسم جوهره)! بينما غيره من علماء المسيحية لا يتورعون عن وصف الذات الإلهية بالجوهر!! والقضية ليست فلسفية لكي يقال هذا هو الفرق بين الدين والفلسفة، بل هي قضية عقلية يتفق عليها العقلاء جميعاً.
وحتى إنْ وُجِدَ بعض العقل والمنطق عند احد المسيحيين ينبري القساوسة الآخرون له ليتهمونه بالهرطقة، فهذا سابليوس حاول استخدام عقله فقال أن هناك أقنوماً واحداً بثلاثة أسماء، فأنبرى علماء المسيحية ليتهموه بالهرطقة!! يقول الأنبا بيشوي، مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري ورئيس دير القديسة دميانة بالبراري: (قال سابليوس أن الله لما خلقنا كان يسمى ألآب ولما خلّصنا كان يسمى الابن ولما قدّسنا كان يسمى الروح القدس. وأن ألآب هو الابن هو الروح القدس، أقنوم واحد بثلاثة أسماء. وبهذا فقد مفهوم الثالوث، فهو آمن بالتجسد والفداء لكنه لم يؤمن بحقيقة أن الابن هو ابن وأن ألآب هو آب، أي ألغى حقيقة الابن واعتبره مجرد اسم وليس حقيقة. هل في التشبيه السابق نستطيع أن نقول أن أ هو ب[24]؟ بالطبع لا، لأن أ إذا انطبق على ب يصير المثلث خط مستقيم. وإذا انطبقت النفط أ، ب، ج سيتحول المثلث إلى نقطة مساحتها صفر وبهذا يؤول الذهب إلى صفر، أي ينعدم الجوهر وينعدم التمايز. هكذا إذا طبقنا نفس الأمر على الثالوث: وحدانية الجوهر وتمايز الأقانيم: 
ألآب: هو الله من حيث الجوهر، وهو الأصل من حيث الأقنوم.
الابن: هو الله من حيث الجوهر، وهو المولود من حيث الأقنوم.
الروح القدس: هو الله من حيث الجوهر، وهو المنبثق من حيث الأقنوم.
 
الله له جوهر واحد في ثلاثة أقانيم متساوية في الجوهر. تشترك الأقانيم معاً في جميع خواص الجوهر الإلهي الواحد وتتمايز فيما بينها بالخواص الأقنومية.
الأب: هو الأصل أو الينبوع في الثالوث وهو أصل الجوهر وأصل الكينونة بالنسبة للأقنومين الآخرين.
الابن: هو مولود من ألآب ولكن ليس مجرد صفة بل أقنوم له كينونة حقيقية وغير منفصل عن ألآب لأنه كلمة الله.
الروح القدس: ينبثق من ألآب ولكنه ليس مجرد صفة، بل أقنوم له كينونة حقيقية وغير منفصل عن ألآب لأنه روح الله.
من الخطورة أن نعتبر أن الأقانيم هي مجرد صفات الله و كأن الجوهر يخص ألآب وحده، وبهذا ننفي الجوهر عن الابن والروح القدس، أو ننفي كينونتهما، ويتحولان إلى صفات لأقنوم إلهي وحيد هو أقنوم ألآب وهذه هي هرطقة سابليوس) [25]!! وكأنَّ هذا الكلام ليس بهرطقة!!؟
وهذا آريوس قال ان المسيح خلق العالم ولكن ليس لأنه إله أو أبن الإله بل لأنه أول المخلوقات او المخلوق الأول وهو الذي خلق العالم! بنفس قول الفلاسفة بنظرية الصادرالاول التي تقول (الواحد لا يصدر عنه الا واحد)[26]! فأتهموه أيضاً بالهرطقة! بينما هي نظرية أقرب الى التوحيد من نظرية الاقانيم الثلاثة!
وجاء شهود يهوه وهم مثل بقية المسيحيين يؤمنون بكامل اسفار العهد الجديد، ولكن يختلفون معهم في ترجمة بعض المواضع وفهم مواضع أخرى! ففهموا من العهد الجديد ما لم يفهمه بقية المسيحيين، فقالوا ان الروح القدس ليس أقنوماً، ومن شواهدهم ما ورد في اعمال الرسل (7: 55) فقالوا: "وحين ابصر الشهيد المسيحي استفانوس رؤيا سماوية،‏ لم يرَ فيها ثلاث شخصيات بل اثنتين فقط.‏ يذكر الكتاب المقدس:‏ «اذ كان [استفانوس] ممتلئا روحا قدسا،‏ حدق الى السماء وأبصر مجد الله ويسوع واقفا عن يمين الله».‏ (‏اعمال ٧:‏٥٥‏)‏ وفي هذه الحادثة نرى ان الروح القدس هو قوة الله الفعالة التي مكَّنت استفانوس ان يرى هذه الرؤيا العجائبية".."تقول دائرة المعارف البريطانية:‏ ‏«التعريف القائل بأن الروح القدس اقنوم قائم بذاته...صدر عام ٣٨١ ب‌م في مجمع القسطنطينية»،‏ اي بعد ٢٥٠ سنة على موت آخر الرسل"[27]. 
وقالوا ان المسيح ليس هو الله ولا معادلاً لله تعالى: "كان اعداء يسوع يتّهمونه بأنه يجعل نفسه معادلا لله.‏ (‏يوحنا ٥:‏١٨؛‏ ١٠:‏٣٠-‏٣٣‏)‏ لكنّ يسوع لم يدَّعِ قط انه مساوٍ لله القادر على كل شيء.‏ بل قال:‏ «الآب اعظم مني».‏ —‏ يوحنا ١٤:‏٢٨‏.‏ كما ان اتباع يسوع الاوائل لم يعتبروه الله القادر على كل شيء.‏ فالرسول بولس مثلا كتب ان الله ‹رفّع يسوع الى مركز اعلى› بعدما اقامه من الاموات.‏ من الواضح اذًا ان بولس لم يؤمن ان يسوع هو الله القادر على كل شيء.‏ فلو كان الامر كذلك،‏ فكيف لله ان يرفّع يسوع الى مركز اعلى؟‏!‏ —‏ فيلبي ٢:‏٩‏"[28].
وقال شهود يهوه ان المسيح هو اول مخلوق خلقه الله، والمخلوق الوحيد الذي خلقه الله مباشرة، فقالوا: "يسوع هو ابن يهوه الاحب الى قلبه،‏ وذلك لأسباب وجيهة.‏ فيسوع هو «بكر كل خليقة»،‏ اي اول ما خلق الله.‏ * (‏كولوسي ١:‏١٥‏)‏ وهنالك امر آخر يجعل يسوع ابنا مميزا،‏ فهو ‹الابن المولود الوحيد›،‏ اي انه الوحيد الذي خلقه الله مباشرة.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ وهو ايضا الوحيد الذي استخدمه الله عندما خلق سائر الاشياء.‏ (‏كولوسي ١:‏١٦‏)‏ بالاضافة الى ذلك،‏ يُدعى يسوع ايضا «الكلمة».‏ (‏يوحنا ١:‏١٤‏)‏ وتُظهر هذه التسمية انه كان الناطق باسم الله.‏ فلا شك انه حمل رسائل الله وإرشاداته الى ابناء الآب الآخرين،‏ سواء كانوا روحانيين ام بشراً".."ولكن يعتقد البعض ان الابن البكر معادل لله،‏ فهل هذا صحيح؟‏ كلا،‏ لأن هذا لا ينسجم مع تعاليم الكتاب المقدس.‏ فكما رأينا في الفقرة السابقة،‏ الابن مخلوق.‏ اذًا،‏ من الواضح ان له بداية،‏ في حين ان يهوه الله لا بداية له ولا نهاية.‏ (‏مزمور ٩٠:‏٢‏)‏ حتى الابن المولود  الوحيد لم يفكر مطلقا في ان يكون معادلا لأبيه.‏ ويعلّم الكتاب المقدس ان الآب اعظم من الابن.‏ ‏(‏اقرأ يوحنا ١٤:‏٢٨؛‏ ١ كورنثوس ١١:‏٣‏)‏ فيهوه وحده هو «القادر على كل شيء».‏ (‏تكوين ١٧:‏١‏)‏ لذلك لا احد يعادله"[29].
فاتهموهم بالهرطقة أيضاً!!
 
الإله يخفي حقيقته خشية اليهود!!
هناك عدّة نصوص في العهد الجديد تبين أنَّ المسيح كان ينهى الشياطين والذين يشافيهم وتلاميذه أنفسهم عن إذاعة أنه المسيح أبن الله!! أو حتى أنّه المسيح!! 
فلنقرأ هذه النصوص التي اشرنا اليها لنناقش حقيقة ما ورد فيها:
في مرقس (1: 34): (فشفى كثيرين كانوا مرضى بأمراض مختلفة، وأخرج شياطين كثيرة، ولم يدع الشياطين يتكلمون لأنهم عرفوه)!! كيف لم يدعهم؟ في نصوص أخرى انه طلب منهم ذلك!! متجاهلين أن المسيح لو كان فعلاً "ابن الله" لعمدت الشياطين الى آخر حيل الأغواء لديها ولنادت: مالنا ولك ايها الساحر! مالنا ولك يا كبير الشياطين!! لكي تستمر في إغواء الناس. 
في انجيل مرقس (3: 11و12): (والأرواح النجسة حينما نظرته خرت له وصرخت قائلة: «إنك أنت ابن الله!»، وأوصاهم كثيرا أن لا يظهروه)!! لاحظوا قول كاتب انجيل مرقس: (وأوصاهم) وكأنما كان يتحدث مع تلاميذه!!؟ بالحقيقة هذه العبارة اثارتني فراجعت بقية الترجمات العربية وغيرها فوجدت في "الترجمة العربية المبسطة" 2004م، يكتبونها: (فيحذرها بشدّة من أن تكشف من هو)! وفي طبعة الآباء الدومينيكان 1875م: (وكان ينتهرهم كثيراً أن لا يظهروه)! وفي طبعة الكتاب المقدس 1811م: (وكان ينتهرهم كثيراً الا يظهروا فعله)! وفي ترجمة العهد الجديد طبعة روما 1591م: (وكان ينهاهم كثيراً الّا يظهروا فعله)! فكانت هاتان الترجمتان تتحدثان عن عدم إظهار معجزات المسيح (فعله) لا عنوانه كمسيح أو "ابن الله"!! وفي طبعة العهد الجديد (مطرانية الاقباط الآرثوذكس في بورسعيد، 2006م): (وأوصاهم كثيراً أن لا يُظهِروه)!
ووجدت عدة طبعات غير عربية تذكر انه (أوصاهم) أو (اوصاهم بشدّة)!! منها:
ـ نسخة الملك جيمس الشهيرة King James Version (KJV)
ـ American Standard Version (ASV)
ـ 21st Century King James Version (KJ21)
ـ Blue Red and Gold Letter (BRG) Bible 
ـ Amplified Bible, Classic Edition (AMPC)
ـ Douay-Rheims 1899 American Edition (DRA)
ـ Jubilee Bible 2000 (JUB)
ـ Authorized (King James) Version (AKJV)
ـ New Matthew Bible (NMB)
 
وفي طبعات فرنسية كتبوها: (il leur recommandait)!! وهي الطبعات:
ـ Louis Segond (LSG)
ـ Nouvelle Edition de Genève – NEG1979 (NEG1979)
ـ Segond 21 (SG21)
 
بينما في طبعات اخرى بمختلف اللغات كتبوها: "انتهرهم"!!
 وقد توسعنا قليلاً في هذه النقطة لنبين للقاريء ان كل عبارة في الكتاب المقدس يجب ان يدقق في اصلها في اللغات القديمة وكيفية ترجمتها في اللغة الواحدة بين طبعات كثيرة وفي مذاهب متعددة كاثوليكية وآرثوذكسية بيزنطية وآرثوذكسية مشرقية وبروتستانتية، لكي يتمكن ان يصل لقناعة عن النص الاصلي الذي كتبه كاتب انجيل مرقس او متى او لوقا او يوحنا او اي سفر آخر من اسفار العهد الجديد او الكتاب المقدس!! وهي مهمة شاقة لا تتاح لأغلب البشر!! فهل هذا هو الدين الذي يريدنا الله سبحانه ان نتبعه وكتابه المقدس مليء بالفوضى والترجمات البشرية المختلفة والمتناقضة، وغير العقلانية في احيان كثيرة!! فضلاً عن اختلاف مخطوطاته بلغاته الاصلية وهي اختلافات بالآلاف؟!! وما هذه الاختلافات في الطبعات الحديثة الا إنعكاس للاختلافات في المخطوطات الاصلية!! وليتذكر القاريء انه لن يمكنه ابداً قرائة الكتاب المقدس وفق اي مخطوطة اصلية، ولا يجرؤ علماء المسيحية ان يطبعوا مخطوطة واحدة من المخطوطات الاصلية ليتداولها المسيحيون بدون ان يدخلوا تعديلات عليها لأن في كل مخطوطة اختلافات لا تقبل أي كنيسة بتبنيها كنص مقدس بدون إدخال تعديلات توافق عقيدتها ورؤيتها الكنسيّة!!!؟
نعود الى موضوعنا، ففي انجيل مرقس (8: 30): (فقال لهم: «وأنتم، من تقولون إني أنا؟» فأجاب بطرس وقال له: «أنت المسيح!» فانتهرهم كي لا يقولوا لأحد عنه).
ويعلل المسيحيون ذلك بقولهم: (لأن اليهود كانوا يتوهمون ان المسيح زعيم سياسي وملك من ملوك الدنيا (يوحنا15:6) في حين ان رسالة يسوع رسالة روحانية غايتها خلاص الناس من الخطيئة وادخالهم في ملكوت الله)[30]!!
وفي التفسير التطبيقي: (لم يكن يسوع يريد أن تجعلهُ الشياطين معروفاً كالمسيح، لأنها تعزز الفكرة الشعبية الخاطئة، فقد كانت الجموع الغفيرة تتطلع الى قائد سياسي عسكري يحررهم من سلطة روما، وكانوا يظنون ان المسيح الذي تنبّأ عنه أنبياء العهد القديم، سيكون على هذه الصورة. أما يسوع فأراد أن يُعلِّم الناس أن مُلكْ المسيح ملك روحي وليس ملكاً سياسياً)[31].
هذه التعليلات تثير الاستغراب أكثر من النصوص التي تحاول تفسيرها! فإذا كانت حقيقة رسالة المسيح هي رسالة روحانية وليس مُلكاً سياسياً ألم يكن يجدر بـ "مسيح الأناجيل" أن يوضح هذا لهم ويصحح فكرهم الديني بدلاً من تركه اليهود الى اليوم ينتظرون المسيح المخلّص السياسي!! ألا يتحمل هو نفسه بهذه الحالة مسؤولية بقاء اليهود يهوداً بأجيالهم المتعاقبة، وعدم إيمانهم به، كيف لا وهو قد أخفى حقيقته عنهم ولم يصحح أفكارهم الدينية!!
واما قولهم في التفسير التطبيقي: (لم يكن يسوع يريد أن تجعلهُ الشياطين معروفاً كالمسيح، لأنها تعزز الفكرة الشعبية الخاطئة)! فهم يتحدثون عن الشياطين وكأنها مصدر ثقة وقبول من الناس، وليست وسيلة للوسوسة والإغواء ليقودوا الناس الى معصية الله سبحانه!! فلو كان المسيح فعلاً "ابن الله" أو "الاقنوم الثاني" لما كشفت الشياطين هذه الحقائق المزعومة لأن الشياطين تروّج للباطل وليس للحق ولا تعمل على إظهار الحقائق، فلو كان المسيح كذلك لقالوا عنه انه ساحر او دجال او حتى مجنون – كما قال ذلك فعلاً أقارب المسيح[32] ! – ولكن الشياطين وسوست للناس أنَّه (ابن الله) فهل تعرفون معنى ذلك؟
وإذا اخفى الإله حقيقته المزعومة، فلماذا يلوم البشر على عدم الإيمان به؟!!!
 
البرّ بالايمان فقط أم بالايمان والاعمال 
وهناك مشكلة اخرى في العهد الجديد، لا تخص بصورة مباشرة موضوع (صفات الله) ولكن لها ارتباط به، وهو موضوع هل ان الانسان ينال البرّ بالايمان فقط أم بالايمان والاعمال معاً. والعهد الجديد فيه هذان الاتجاهان، ولو كان وحياً إلهياً لما حصل فيه هذا الاضطراب! فبصورة رئيسية هناك تيار بولس واتباعه والذي كان يقول كما في رسالته الى اهل رومية (3: 20- 4: 3): (فلِذلِكَ لَن يُبَرّرَ عِندَه أَحَدٌ مِنَ البَشَرِ إِذا عَمِلَ بِحَسَبِ الشَّريعة، فالشَّريعةُ إلاَّ سَبيلٌ إِلى مَعرِفَةِ الخَطيئَة. أَمَّا الآن فقَد أَظهِرَ بِرُّ اللّهِ بِمَعزِلٍ عنِ الشَّريعة، تَشهَدُ لَه الشَّريعةُ والأَنبياء، هو بِرُّ الله وطَريقُه الإِيمانُ بِيَسوعَ المسيح، لِجَميعِ الَّذينَ آمَنوا، لا فَرْق. ذلِكَ بِأَنَّ جَميعَ النَّاسِ قد خَطِئُوا فحُرِموا مَجْدَ الله، ولكِنَّهم بُرِّروا مَجَّانًا بِنِعمَتِه، بِحُكمِ الفِداءِ الَّذي تَمَّ في المَسيحِ يَسوع، ذاكَ الَّذي جَعلَه اللهُ كَفَّارةً في دَمِه بِالإِيمان ليُظهِرَ بِرَّه، بإِغْضائِه عنِ الخَطايا الماضِيَةِ في حِلمِه تَعالى، لِيُظهِرَ بِرَّه في الزَّمَنِ الحاضِر فيَكونَ هو بارًّا وُيبَرِّرَ من كانَ مِن أَهلِ الإِيمانِ بِيَسوع. فأَينَ السَّبيلُ إِلى الافتِخار؟ لا مَجالَ لَه. وبأَيَّ شَريعة؟ أَبِشَريعةِ الأَعمال؟ لا، بل بِشَريعةِ الإِيمان ونَحنُ نَرى أَنَّ الإِنسانَ يُبَرَّرُ بالإِيمانِ بمَعزِلٍ عن أَعمالِ الشَّريعة. أوَ يَكونُ اللهُ إِلهَ اليَهودِ وَحْدَهم؟ أَما هو إِلهُ الوَثَنِّيينَ أَيضاً؟ بَلى, هو إِلهُ الوَثَنِّيِينَ أيضاً, لأَنَّ اللهَ أَحَد, بالإِيمانِ يُبَرِّرُ المَخْتون وبالإِيمانِ يُبَرِّرُ الأَقلَف. أَفَتُبطِلُ الشَّريعةَ بِالإِيمان؟ مَعاذَ الله ! بل نُثبِتُ الشَّريعة. فماذا نَقولُ في جَدِّنا إِبراهيم؟ ماذا نالَ مِن جِهَةِ الجَسَد؟ فلَو نالَ إِبراهيمُ البِرَّ بِالأَعمال لَكانَ لَه سَبيلٌ إِلى الاِفتِخار بِذلك, ولكِن لَيسَ عِندَ الله. فماذا يَقولُ الكِتاب؟ (( إنَّ إِبراهيمَ آمَنَ باللهِ فحُسِبَ لَه ذلِكَ بِرَّاً )). فَمن قامَ بِعَمَل, لا تُحسَبُ أُجرَتُه نِعمَةً بل حَقا, في حِينِ أَنَّ الَّذي لا يَقومُ بِعَمَل, بل يُؤمِنُ بِمَن يُبَرِّرُ الكافِر, فإِيمانُه يُحْسَبُ بِرّاً. وهكذا يُشيدُ داوُدُ بِسَعادةِ الإِنسانِ الَّذي يَنسِبُ اللهُ إِليه البِرَّ بِمَعزِلٍ عنِ الأَعمال : (( طُوبى لِلَّذينَ عُفِيَ عن آثامِهم وغُفِرَت لَهم خَطاياهُم! طُوبى لِلرَّجُلِ الَّذي لا يُحاسِبُه الرَّبُّ بِخَطيئة)))! 
بينما في رسالة يعقوب وهو من انصار نيل البر بالاعمال فيقول في (2: 14): (ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد إن له إيماناً ولكن ليس له أعمال، هل يقدر الإيمان أن يخلصه؟). وفي (2: 18-26): (لكن يقول قائل: «أنت لك إيمان، وأنا لي أعمال» أرني إيمانك بدون أعمالك، وأنا أريك بأعمالي إيماني. أنت تؤمن أن الله واحد. حسنا تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون! ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت؟ ألم يتبرر إبراهيم أبونا بالأعمال، إذ قدم إسحاق ابنه على المذبح؟ فترى أن الإيمان عمل مع أعماله، وبالأعمال أكمل الإيمان، وتم الكتاب القائل: «فآمن إبراهيم بالله فحسب له برا» ودعي خليل الله. ترون إذا أنه بالأعمال يتبرر الإنسان، لابالإيمان وحده. كذلك راحاب الزانية أيضا، أما تبررت بالأعمال، إذ قبلت الرسل وأخرجتهم في طريق آخر؟ لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت، هكذا الإيمان أيضا بدون أعمال ميت).
فتيار بولس من دعاة الايمان افرز المبشرين المسيحيين الذين ينادون بأن الايمان بالمسيح والصليب والفداء يكفي ان يخلص الانسان من الخطيئة الاصلية، ومن جميع خطاياه، لماذا؟ لأن" الله محبة"، فهو يحب الانسان لدرجة ان ضحّى بأبنه (الأقنوم الثاني) من اجل ان ينال الانسان الخلاص من الخطيئة، وما على الانسان سوى (الايمان) فقط، وهو ما فعله "الاخ رشيد" في محاضرته هذه!؟ بينما علماء المسيحية نجدهم حذرين من الانزلاق بهذا المنزلق الخطير! فيتحدثون عن انَّه بالاضافة الى الايمان يجب ان يلتزم المسيحي بالاعمال الصالحة ويتجنب الخطايا ويتحدثون عن التوبة وعن مخافة الله، وهو الحديث الذي لا تجده في عادةً في كلام المبشرين المسيحيين!! ففي موقع البابا فرانسيس نقرأ هذا النص: (يؤمن الكاثوليّك بأن الإيمان والأعمال الصّالحة لازمة للخلاص على حدّ سواء، لأن هذه هي تعاليم يسوع المسيح.اقرأ مت 31:25-46  الذي يصف دينونة يوم القيامة بأنها تستند إلى الأعمال الخيريّة، الوصية الأولى والعظمى،كما تمّ تقديمها من قبل الرّبّ نفسه،  هي أن نحبّ الرّبّ الإله من كلّ القلب والعقل والرّوح والقوّة، والوصية الثّانية هي أن يحبّ الإنسان قريبه كنفسه. أجاب الرّبّ يسوع عندما سأله الشّاب الغني:” ماذا يجب عليّ أن أصنع لأرث الحياة الأبديّة، أجاب يسوع :”أحفظ الوصايا”. (مت 19 : 17). هكذا وعلى الرّغم من أن الإيمان هو بداية، فإنه ليس من الوفاء الكامل لإرادة الله. دعونا نتساءل: في أيّ موضع في الكتاب المقدس كُتِبَ أن الإيمان وحدَهُ يبرّر؟ عندما كتب القديس بولس الرّسول: “إذ نحسب أن الإنسان يتبرّر بالإيمان بدون أعمال النّاموس” ( رو 3 : 28 )، كان يشير إلى الأعمال التي يتمّيز بها الناموس اليهوديّ القديم، إذ استشهد بالختان على سبيل المثال)[33]. 
فدعوى أنَّ "الله محبة" مستمدة من رسالة يوحنا الاولى (4: 7و8): (أيها الأحباء، لنحب بعضنا بعضا، لأن المحبة هي من الله، وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله. ومن لا يحب لم يعرف الله، لأن الله محبة). وفيها ايضاً (4: 16-21): (ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التي لله فينا. الله محبة، ومن يثبت في المحبة، يثبت في الله والله فيه. بهذا تكملت المحبة فينا: أن يكون لنا ثقة في يوم الدين، لأنه كما هو في هذا العالم، هكذا نحن أيضا. لا خوف في المحبة، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج لأن الخوف له عذاب. وأما من خاف فلم يتكمل في المحبة. نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولا. إن قال أحد: «إني أحب الله» وأبغض أخاه، فهو كاذب. لأن من لا يحب أخاه الذي أبصره، كيف يقدر أن يحب الله الذي لم يبصره؟ ولنا هذه الوصية منه: أن من يحب الله يحب أخاه أيضاً).
ولنا ملاحظتان على ما ورد في النص آنفاً من رسالة يوحنا الأولى:
الملاحظة الأولى: صحيح ان هذه الرسالة جزء من قانون العهد الجديد، وانها مقدسة عند المسيحيين، ولكن هذا لا يمنع أن نبحث في شخصية مؤلفها بإعتبار انها انتجت عقيدة مهمة عند المسيحيين! لنجد أن العديد من علماء المسيحية انفسهم ليس لديهم يقين عن شخصية يوحنا هذا مَنْ يكون[34]؟ فهل يصح أن يتبنّى الإنسان عقيدة كاملة عنوانها (الله محبّة) من شخص يجهلون من هو وما هو حاله؟ 
الملاحظة الثانية: ان موضوع (الله محبّة) يدور حول محبة المسيحي لأخيه المسيحي، وهذا هو موضوع النص الذي تضمنته رسالة يوحنا. وبذلك لا يصح أن يتم تعميم الموضوع ليشمل جميع العالم بما يحتويه من بشر ملحدين وعصاة ومصرين على الاصطفاف الى جانب الشياطين في العنصرية والجريمة والقتل ونشر الضلال والفجور والانحطاط الاخلاقي! فهل يجرؤ مسيحي على سبيل المثال ان يقول ان الله تعالى يحب هتلر، على سبيل المثال!!
 
ولذلك فقد رسم المبشرون المسيحيون صورة بشرية للإله بحسب ما يريدون ويتمنون، ليرغِّبوا غير المسيحيين بالمسيحية ويجملونها في اعينهم – كما أنخدع بذلك "الاخ رشيد"! في طريق ارتداده عن الاسلام - فحاولوا ان يصغّروا من حجم الخطيئة وعقابها، فجعلوها مغفورة بمجرد الإيمان بالصليب والفداء!! وكذلك حجبوا صفات الغضب عن الإله ولم ينشروها لأنها تتعارض مع مفهوم الفداء، فكيف يغضب الإله من البشر وهو نفسه قد فدى ابنه من اجلهم!! فالأساس عندهم هو عقيدة الخلاص والفداء على الصليب، وتبعاً لذلك تم اخفاء صفات الإله الحقيقية المذكورة في العهد القديم لكيلا تمس جوهر عقيدة الفداء التي جاء بها بولس! وبعد جمع اسفار العهدين القديم والجديد في كتاب واحد وجد المبشرون المسيحيون أنفسهم في مأزق بخصوص كيفية الجمع بين عقيدة العهد القديم مع عقيدة العهد الجديد، خصوصاً في موضوع صفات الله عزَّ وجلَّ، وعدم ظهور الاقانيم الثلاثة بصورة واضحة في العهد القديم!
ورشيد حمامي بإعتبار قرائته السطحية للعهد الجديد، نجده يعترف انه تتلمذ على المسيحية من خلال دروس عبر برامج اذاعة مونت كارلو البشيرية! فأطلعوه على الجانب "اللامع" في المسيحية – و"ما كل ما يلمع ذهب"، كما في المثل! - من قبيل البهرجات المزيفة لمحبة الإله بفدائه البشر بإبنه! وتقديمه أبنه قرباناً ليتمكن من محو خطايا الناس!! وشعارات "الله محبة"!! وانه يكره الشر ولا يضل احداً ولا ينتقم من احد!! رغم ان هذا مخالف لما ورد في العهد القديم عندهم!! ولكنهم لم يطلعوه على حقيقة أنَّ إله المسيحيين وصفاته هو نفسه إله المسلمين وصفاته وهو الإله الواحد الأحد خالق السموات والأرض، وان الله رحيم ورؤوف وأيضاً هو جبار السموات والارض والمنتقم والذي يهدي ويضل، كما في العهد القديم أيضاً كذلك في القرآن. فترسَّخت في ذهنه مفاهيم مشوهة عن إله المسلمين! وبدأ يهاجم الاسلام بعد ان لم يفهم حقيقة صفات الله سبحانه المذكورة في النصوص القرآنية والاحاديث النبوية الشريفة. استعجل رفضها ليس طلباً للعقل والمنطق بل اتباعاً للهوى، وتحقيقاً للعقد النفسية التي تكتنفه والتي تصرخ في دواخله لرفض الاسلام والانتقال منه والارتداد عنه!!
بالمناسبة فقد قال بولس في رسالته الاولى الى اهل كورنثوس (16: 22): (ان كان احد لا يحب الرب يسوع المسيح فليكن ملعوناً)!! اليست هذه ادانة للعالم!! اين المحبة المسيحية إذن!!
 
المسيح هو الخالق!
في انجيل يوحنا (1: 3): (كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان)! و في (1: 10): (كان في العالم وكُوّن العالم به) فيكون المسيح هو الخالق!! وليس الأب. 
وفي التفسير التطبيقي للكتاب المقدس: (يسوع المسيح هو خالق الحياة)[35]! وأيضاً: (مع ان المسيح هو خالق العالم، لم يعرفه الناس الذين خلقهم "10:1")[36]!
وكذلك قال البابا شنودة الثالث زعيم الكنيسة القبطية: (لا شَك أن الخالق هو الله. وقصة الخليقة تبدأ بعبارة " في البدء خلق الله السموات والأرض" (تك1: 1). والإصحاح الأول من سفر التكوين يشرح كيف خلق الله كل شيء. وفي سفر إشعياء يقول الله "أنا الرب صانع كل شيء، ناشر السموات باسط الأرض" (اش44: 24). " أنا الرب صانع كل هذه" (اش45: 7).
1- ومع ذلك هناك آيات في الكتاب تذكر أن المسيح هو الخالق:
أ- (يو1: 3) يقول يوحنا الإنجيلي عن السيد المسيح " كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان " وهنا لا يذكر فقط أنه الخالق، إنما أيضًا بغيره ما كانت هناك خليقة. ويقول أيضًا " كان في العالم، وكون العالم به" (يو1: 10)..
ب- (عب1: 1) ويقول بولس الرسول " الذي به عمل العالمين".
ج- (كو1: 16) ويقول أيضًا " فإن فيه خلق الكل، ما في السموات وما على الأرض، ما يرى وما لا يرى، سواء كانوا عروشًا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خلق.
د- (1كو8: 6) ويقول أيضًا " به جميع الأشياء ونحن به".
فدائما تجد الإرتباك بين نصوص العهد الجديد وعقيدة علماء المسيحيين، لأنهم يحاولون عقلنة عقيدتهم فتصطدم تلك العقلنة مع النصوص الموروثة)[37]!!
بينما في قانون الايمان القبطي نفسه يقول: (نؤمن بإله واحد – الله ألآب ضابط الكل – خالق السماء والأرض – ما يرى وما لا يرى – نؤمن بربٍ واحد يسوع المسيح – ابن الله الوحيد – المولود من ألآب قبل كل الدهور – نور من نور – إله حق من إله حق – مولود غير مخلوق – مساوي للآب في الجوهر – الذي به كان كل شيء – هذا الذي من أجلنا نحن البشر – ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس، ومن العذراء مريم وتأنس – وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي إلخ)[38]! فيقول ان الأب هو الخالق، ويعود ليقول عن المسيح: (الذي به كان كل شيء)!!؟ ارتباك واضح فيمن هو خالق السموات والارض!! بينما الموضوع محسوم عند شهود يهوه كما ذكرنا آنفاً!
بالمناسبة فإن اسطورة انبثاق الروح القدس عن الأب ابتدعها الكاتب المجهول لإنجيل يوحنا حيث قال كما في انجيل يوحنا ( 15: ): (ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي). فعقيدة انبثاق الروح القدس من الأب قالها شخص مجهول في كتابه الذي نسبوه ليوحنا، ويختلفون من هو يوحنا هذا[39]!! ومن جهة اخرى فإن هذه العبارة فيها إشكال آخر، لأنها تخص نبوءة الفارقليط النبي الموعود، فتم طمس ملامحها وادخال هذه التعابير فيها للتغطية على ان المسيح ليس آخر الرسل وأن هناك نبياً عظيماً سيأتي من بعده! 
يقول القس السابق عبد الاحد داود في كتابه (محمد في الكتاب المقدس) ان النص الصحيح الذي يحتمل صدوره هو: (وسوف أذهب الى الاب وهو سيرسل لكم رسولاً آخر – أو الرسول الأخير – سيكون أسمه البرقليطوس ويبقى معكم الى الأبد)[40].
ومن الملفت ان القديس اغناطيوس الانطاكي لم يذكر الروح القدس في رسائله السبع سوى ثلاث مرّات، واحدة في رسالته الى أهل افسس (9: 2): (لأنكم حجارة هيكل، معدة قبلاً لبناء الله الأب، مرتفعين الى الاعالي برافعة يسوع المسيح، التي هي الصليب، مستخدمين الروح القدس حبلاً، يرفعكم إيمانكم الى العلا، والمحبة هي الطريق الذي يقودكم الى الله)[41]. والثانية في رسالة اغناطيوس ايضا الى اهل افسس (18: 2): (إن إلهنا، يسوع المسيح، حبلت به مريم، حسب خطة الله، من نسل داود والروح القدس)[42]. والثالثة في رسالته الى أهل فيلادلفيا جاء فيها وهو يتحدث عن كنيسة فيلادلفيا: (خصوصاً وهم واحد مع الأسقف والقساوسة الشيوخ والشمامسة الذين معهم المعينين بفكر يسوع المسيح، الذي أقامهم بأمانٍ بحسب مشيئته الذاتية بروحه القدوس)[43]!! ولم يعطِ اي نص من هذه النصوص الثلاثة للروح القدس معنى الإلوهية أو إنه الأقنوم الثالث، وعدم اهتمام القديس اغناطيوس الانطاكي بذكر الروح القدس حينما يذكر الأب والإبن، يكشف بوضوح أن الروح القدس لم تكن قد تمت ترقيته آنذاك الى "مرتبة الإله" و"الأقنوم الثالث"، وإنما تم ذلك بعد وفاته بزمن حيث قيل انه توفي في الفترة (98-117)م[44]!!
_________________
الهوامش:

[1] موقع الويكيبيديا، تحت عنوان (الخطيئة الأصلية)، عبر الرابط: 
أضغط هنا 
[2] الفصل المخصص للخطيئة الاصلية في كتاب الخوراسقف بولس الفغالي وعنوانه (في رحاب الكتاب - العهد الأول (1998))، المنشور في موقعه الشخصي عبر الرابط:
اضغط هنا 
[3] الآية (18) من سورة فاطر.
[4] مقال بعنوان (ما هي الخطيئة الأصليّة؟ ما علاقتنا بسقوط آدم وحواء في الخطيئة؟)، منشور في موقع ارشيف راديو الفاتيكان، (http://www.archivioradiovaticana.va/)، عبر الرابط:
اضغط هنا 
[5] الآباء الرسوليين، رسائل إغناطيوس الانطاكي / ترجمة د. جرجس كامل يوسف / مراجعة وإضافة هوامش: مينا فؤاد توفيق / دار النشر الاسقفية في القاهرة / الطبعة الأولى، 2012م - ص26.
[6] تعليم المبتدئين أصول الدين المسيحي، في الحياة السعيدة، في الكذب / القديس اوغسطينُس / ترجمة الخورأسقف يوحنا الحلو / طبع بموافقة بولس دحدح النائب الرسولي للّاتين في لبنان / دار المشرق، بيروت / طبعة اولى، 2007  - ص158.
[7] تعليم المبتدئين أصول الدين المسيحي، في الحياة السعيدة، في الكذب / القديس اوغسطينُس / ترجمة الخورأسقف يوحنا الحلو / طبع بموافقة بولس دحدح النائب الرسولي للّاتين في لبنان / دار المشرق، بيروت / طبعة اولى، 2007  - ص168 و169.
[8] النص الكامل لصلاة "التبشير الملائكي" التي القاها البابا فرنسيس يوم الأحد 24 أيار 2020، والمنشورة تحت عنوان: (من حضور يسوع بيننا تأتي قوّتنا وثباتنا وفرحنا)، في الموقع الالكتروني: (zenit)، عبر الرابط:
 أضغط هنا 
[9] مقال بعنوان (Епископ Минский Вениамин: Сейчас совершается духовная борьба за наше Отечество)، منشور في موقع الكنيسة الآرثوذكسية الروسية (Русская Православная Церковь)، بتاريخ 26/8/2020م، عبر الرابط:
https://mospat.ru/ru/2020/08/27/news186043/
[10] المصدر السابق.
[11] الآباء الرسوليين، رسائل إغناطيوس الانطاكي / ترجمة د. جرجس كامل يوسف / مراجعة وإضافة هوامش: مينا فؤاد توفيق / دار النشر الاسقفية في القاهرة / الطبعة الأولى، 2012م – ص42.
[12] يُشار في هذا الموضع الى ما ورد في اشعياء (66: 18): (وأنا أجازي أعمالهم وأفكارهم. حدث لجمع كل الأمم والألسنة، فيأتون ويرون مجدي).
[13] الآباء الرسوليين، رسائل إغناطيوس الانطاكي / ترجمة د. جرجس كامل يوسف / مراجعة وإضافة هوامش: مينا فؤاد توفيق / دار النشر الاسقفية في القاهرة / الطبعة الأولى، 2012م – ص44.
[14] مقال بعنوان (ثوب سيدة الكرمل.. الطقوس لبركة ووَضع ثوب الطوباويّة مريم العذراء سيدّة الكرمل)، منشور في موقع (Agora leaks)، عبر الرابط: https://agoraleaks.com/?p=61279
[15] هكذا وردت في المصدر، والظاهر الصحيح هو (الاعظمون). وكذلك وردت كلمة (غفارين) بعدها في المصدر بهذا اللفظ!
[16] مقال بعنوان (16 تموز - تذكار ثوب سيدة الكرمل)، منشور في موقع (عيلة مار شربل)، عبر الرابط:
 https://www.ayletmarcharbel.org/content/the-robe-of-carmel
[17] هكذا وردت في المصدر، والظاهر ان المقصود (يبلى) أي يصبح بالياً.
[18] مقال بعنوان (ظهور سيّدة الكرمل وثوبها الخلاصيّ) منشور في موقع (قلب مريم المتألم الطاهر)، عبر الرابط:
http://www.heartofmaryarabic.com/?p=817
[19] مقال بعنوان (الوقوف في زمن الفصح)، منشور في موقع عيلة مار شربل، عبر الرابط:
 https://www.ayletmarcharbel.org/Standing-during-Easter-Time
[20] مقال بعنوان (المبخرة)، منشور في موقع عيلة مار شربل، عبر الرابط:
 https://www.ayletmarcharbel.org/Incense
[21] مقال بعنوان (80- ما هو الفرق بين الولادة والانبثاق؟ ) مستلّ من كتاب أسئلة حول حتمية التثليث والتوحيد - أ. حلمي القمص يعقوب، منشور في موقع الانبا تكلا هيمانوت، تراث الكنيسة القبطية الآرثوذكسية، عبر الرابط: 
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/trinity-and-unity/birth-or-procession.html
[22] تعليم كنيسة الاسكندرية فيما يختص بطبيعة السيد المسيح / وهيب عطا الله جرجس/ يونيو1961م– ص17 و18.
[23] تاريخ الفلسفة الأوربية في العصر الوسيط / يوسف كرم، عبر الرابط:
https://www.hindawi.org/books/74748240/1.2/
[24] انظروا كيف يحاول استخدام العقل والمنطق في موضوع، ويقولون في مواضع أخرى ان حقيقة الاقانيم الثلاثة غير قابلة للتعقل ولا لإخضاعها للمنطق!! إنها الإنتقائية يمارسونها حيثما دارت أهوائهم!!
[25] مقال بعنوان (مساوي في الجوهر أم واحد في الجوهر)، منشور في موقع معهد الدراسات القبطية قسم اللاهوت، تدريس الأنبا بيشوي، مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري ورئيس دير القديسة دميانة بالبراري، عبر الرابط:
http://www.coptic-church.org/HolyCr.htm 
[26] ناقشنا تهافت هذه النظرية الفلسفية بكتابنا الألكتروني (شمس الشيعة وغربال العرفان).
[27] مقال بعنوان (ما هو الروح القدس؟‏)، منشور في الموقع الالكتروني لشهود يهوه (https://www.jw.org)، عبر الرابط:
أضغط هنا
[28] مقال بعنوان (هل يسوع هو الله القادر على كل شيء؟‏)، منشور في الموقع الالكتروني لشهود يهوه (https://www.jw.org)، عبر الرابط:
اضغط هنا 
[29] مقال بعنوان (من هو يسوع المسيح؟)، منشور في الموقع الالكتروني لشهود يهوه (https://www.jw.org)، عبر الرابط:
أضغط هنا 
[30] العهد الجديد (بولس باسيم) – هامش ص 158 و159.
[31] التفسير التطبيقي للكتاب المقدس – ص1988.
[32] في انجيل مرقس (3: 21): (ولما سمع أقرباؤه خرجوا ليمسكوه، لأنهم قالوا: «إنه مختل!»).
[33] مقال بعنوان (س13: لماذا يؤمن الكاثوليّك بأن الأعمال الصّالحة ضروريّة للخلاص، ألم يقل بولس الرّسول لأهل رومية أن الإيمان وحده يكفي ؟)، منشور في موقع البابا فرانسيس، عبر الرابط:
أضغط هنا 
[34] مقدمة للعهد الجديد / ديفيد أ. دِه سيلفا – ج1 ص(623-625).
[35] التفسير التطبيقي للكتاب المقدس – ص2168.
[36] المصدر السابق – ص2169.
[37] مقال بعنوان: (كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث - 11- قدرته على الخلق)، منشور في موقع الانبا تكلا همانوت القبطي الىرثوذكسي، عبر الرابط:
أضغط هنا 
[38] موقع الانبا تكلا هيمانوت القبطي الآرثوذكسي، مقال تحت عنوان (قانون الإيمان المقدس الأرثوذكسي)، عبر الرابط:
اضغط هنا
[39] مقدمة للعهد الجديد / ديفيد أ. دِه سيلفا – ج1 ص(536-539).
[40] محمد (ص) كما ورد في كتاب اليهود والنصارى / عبد الاحد داود / ترجمة محمد فاروق الزين / مكتبة العبيكات في الرياض / الطبعة الاولى، 1997م - ص194.
[41] الآباء الرسوليين، رسائل إغناطيوس الانطاكي / ترجمة د. جرجس كامل يوسف / مراجعة وإضافة هوامش: مينا فؤاد توفيق / دار النشر الاسقفية في القاهرة / الطبعة الأولى، 2012م – ص26.
[42] الآباء الرسوليين، رسائل إغناطيوس الانطاكي / ترجمة د. جرجس كامل يوسف / مراجعة وإضافة هوامش: مينا فؤاد توفيق / دار النشر الاسقفية في القاهرة / الطبعة الأولى، 2012م – ص32.
[43] الآباء الرسوليين، رسائل إغناطيوس الانطاكي / ترجمة د. جرجس كامل يوسف / مراجعة وإضافة هوامش: مينا فؤاد توفيق / دار النشر الاسقفية في القاهرة / الطبعة الأولى، 2012م – ص72.
[44] الآباء الرسوليين، رسائل إغناطيوس الانطاكي / ترجمة د. جرجس كامل يوسف / مراجعة وإضافة هوامش: مينا فؤاد توفيق / دار النشر الاسقفية في القاهرة / الطبعة الأولى، 2012م – ص4.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=150005
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 11 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28