• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إِلى أَبنائِنا الطلبةِ الأَعزاءِ المتخرِّجين من الصفِّ السادسِ الإِعداديِّ بفروعِه الثلاثةِ .
                          • الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود .

إِلى أَبنائِنا الطلبةِ الأَعزاءِ المتخرِّجين من الصفِّ السادسِ الإِعداديِّ بفروعِه الثلاثةِ

السلامُ عليكم ورحمةُ اللٰهِ وبركاتُه:

وفقكمُ اللٰهُ تعالى للحصولِ على الجامعةِ والكليةِ و(القسمِ/الفرعِ) العلميِّ الذي تُناسبُه إِمكاناتُكمُ العلميةُ والمعرفيةُ والفنيةُ والنفسيةُ من جهةٍ ، ومعدَّلُكمُ التحصيليُّ النهائيُّ من جهةٍ أُخرى، واعلمُوا أَنَّ انميازَكم ورِفعةَ شأنِكم لا يكونُ بحصولِكم على الكليةِ و(القسمِ/الفرعِ) العلميِّ الأَعلى والأَفضل (بحسبِ مقاييسِكم وأَمزِجتِكم وأَمانيِّكم) مطلقًا ، بل إِنَّ انميازَكم ورِفعةَ شأنِكم يكونُ بإِبداعِكم في القسمِ/الفرعِ الذي تُقبَلون فيه أُصوليًّا ، وباحترامِكم لذواتِكم وبثقتِكم بنفوسِكم من أَنَّكم أَهلٌ لهذا التخصصِ العلميِّ (أَيًّا كان) الذي له أَثرُه في تطويرِ الحياةِ ، وبناءِ الفردِ والمجتمعِ.

فليس الانميازُ بأَنْ تكونَ في كليةِ الطبِّ ، أَو هندسةِ النفطِ ، أَو الهندسةِ المعماريةِ أَو المدنيةِ ، أَو علومِ الحاسباتِ ، أَو في قسمِ الرياضياتِ ، أَوِ اللغتَينِ العربيةِ أَوِ الإِنگليزيةِ ، أَو علومِ الحياةِ ، أَوِ الفيزياءِ والكيمياءِ ، أَو.... فكم ممَّن قُبِل في جهةٍ منها وكان مصيرُه الفشلُ بسببِ قتلِه قدراتِه المعرفيةَ والشخصيةَ بيدِه !

التربويُّ ، والفنَّانُ ، والروائيُّ ، والرياضيُّ ، وذو الإِدارةِ والاقتصادِ ، والعلومِ الإِسلاميةِ ، والقانونيُّ ، والآدابيُّ ، والزراعيُّ ، والبيطريُّ ، والسياسيُّ ، و... هو الذي يحتاجُه بلدُه ومجتمعُه ؛ ليوظِّفَ لهما إِخلاصَه وخبراتِه الإِبداعيةَ التي قد يكونُ فيها على أَرفعِ مستوى معرفيٍّ يجعلُه أَفضلَ بكثيرٍ ممَّن حصل على تخصصٍّ كان يتمنَّاهُ سابقًا ويظُنُّه أَفضلَ من تخصصِه.

وكم من مبدعٍ قد درس في تخصصٍ يجهلُ الفردُ والمجتمعُ أَهميتَه ولكنه تحصَّل فيه على شهادةِ الدكتوراه ، ونال درجةَ (أُستاذ/بروفِسور) ؛ وصار عِلمُه منارًا لطلبةِ المعرفةِ في العالمِ كلِّه !

١- اختاروا الكليةَ المناسبةَ معدَّلَكم القريبةَ عن سَكنِكم كيلا تُعذِّبوا أَهلَكم ، ولا تُحرِجوا المؤسسةَ التعليميةَ الخاضعةَ للضوابطِ المركزيةِ الأُصوليةِ.

٢- اختاروا الكليةَ المناسبةَ معدَّلَكم وهي الأَفضلُ لكم البعيدةَ عن سَكنِكم شرطَ أَن تكونَ في أَقربِ جامعةٍ لكم كليةٌ مناظرةٌ لها تمامًا في الاسمِ ، والنظامِ الدراسيِّ (سنوي ، فصلي/كورسات ، مقررات ، تكاملي...) كي يُمكنَكمُ الانتقالُ إِلى تلكَ الكليةِ القريبةِ من سَكنِكم في الصفِّ الثاني.

٣- حذارِ من اختيارِ كليةٍ في جامعةِ محافظةٍ بعيدةٍ عن سكنِكم لا يتطابقُ نظامُها الدراسيُّ ، أَو مناهجُها العلميةُ مع الكليةِ القريبةِ من سَكنِكم المناظرةِ لها بالاسمِ فقط ؛ لأَنَّ الطالبَ لن يُنقَلَ منها مطلقًا إِلَّا إِذا نجح إِلى الصفِّ الثاني في كليتِه الأَصلِ ، وعاد إِلى الصفِّ الأَولِ في الكليةِ التي انتقل إِليها. فمثلًا لا يُمكنُ نقلُ طالبٍ ناجحٍ من الصفِّ الأَولِ إِلى الصفِّ الثاني في كليةِ الطبِّ بجامعةِ ميسانَ التي تُدرِّسُ بالنظامِ السنويِّ إِلى أَيِّ كليةِ طبٍّ من الأَربعِ في جامعاتِ (كربلاءَ ، وبابلَ ، والكوفةِ) التي تُدرِّسُ بالنظامِ الفصليِّ/الكورسات ، أَوِ التكامليِّ إِلَّا إِذا عاد الطالبُ إِلى الصفِّ الأَولِ وضحَّى بسنةٍ دراسيةٍ مضت. وقد سعيتُ جاهدًا مع الجهاتِ المعنيةِ كلِّها هذه الأَيامَ لتنسيقِ نقلِ طالبةٍ كريمةٍ من كليةِ الطبِّ بجامعةِ ميسانَ إِلى نظيرتِها في إِحدى جامعتَي بابلَ أَو كربلاءَ فلم تحصُلِ النتيجةُ الإِيجابيةُ للسببِ الذي ذكرتُه.

اقنَعُوا بما تمكنتُم أَنتم منه ، واشكروا للٰهِ عن نعمتِه التي حباكم بها ، وتوكلوا على اللٰهِ ، واملَؤُوا استمارتِكم بتأَنٍّ ومزاجٍ مرتاحٍ وأَنتم تُفكِّرون ببناءِ ذواتِكم فكريًّا ، وتحقيقِ وجودِكم معرفيًّا ، وليس بالتعيينِ ومدى حصادِ الأَموالِ من الوظيفةِ ؛ فبئسَ الدراسةُ دراسةٌ غايتُها التعيينُ والمالُ. التعيينُ واكتسابُ المالِ حقٌّ من حقوقِكم التي تُنالُ بنجاحٍ لاحقًا عندما تكونُ النيةُ أَساسًا رضا اللٰهِ تعالى ثم إِصلاحَ الذاتِ والمجتمعِ والوطن وتطويرَهم.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=149396
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 10 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29