إن صح هذا الكتاب .. فهذه رسالة مختصرة للسيد عبد الإله النائلي المحترم : 

يقول الإمام علي عليه السلام ( عَلَيْكَ بِالْأَنَاةِ فَإِنَّ الْمُتَأَنِّيَ حَرِيٌّ بِالْإِصَابَةِ ) . 

كتابكم الصادر بتاريخ اليوم 26 / 10 / 2020 حول طلب نقل جثمان الشهيد أبو مهدي المهندس رحمه الله .. من روضة الشهداء في مقبرة وادي السلام الى العتبة العلوية المقدسة .. كان كتاباً مستعجلاً و يبدو أنه لم يأخذ أبسط استحقاقه من النقاش والمشورة بل كان ارتجالياً بامتياز .

وذلك لثلاثة أسباب يُفترض أنها من البديهيات لديكم !! 

 1. لاشك أن استحقاق الشهيد المهندس المدافع عن العتبات أن يكون مثواه في حرمها الطاهر  .. لكن وجود قبره _ كما تمنى هو _ بين قبور الشهداء .. له دلالة رمزية وفيه دروس للأجيال القادمة .. فإن منظراً واحداً قد يقول ما لا تقوله مئات الكتب .

 2. لقد أرسل كتابكم رسالة خاطئة ومؤلمة الى المحبين .. بأن قبر الشهيد في خطر دائم ولا حرمة له ولا اعتبار .. و لا يمكن حفظه من العبث إلا بنقله الى الحرم العلوي !!

ولست أدري على أي معطيات استندتم .. فروضات الشهداء بحمد الله عامرة بالزائرين والمحبين . 

و حتى مع وجود بعض المحاولات العابثة لبعض الصبيان المنحرفين .. هل يكون جوابها أن ننقل الجثمان وكأن الاستهداف واقع لامفر منه ؟!!

 3. وأرسلتم رسالة خاطئة الى الخصوم والشامتين .. وكأن المحبين بعد أن خرجوا لتشييع الشهيدين بعشرات الآلاف .. تركوهم في خانة النسيان .. معرضين للانتهاك والعبث .. و الناس غافلون أو متفرجون ولا حول لنا ولا قوة !! 

أي هدية يتمناها العدو الداعشي البعثي أفضل من هكذا خبر ؟!!

وملخص الكلام : من كان في مثل موقعكم ينبغي أن يحسب حساب كل كلمة وكل موقف .. وأن يتأكد من الوقائع على الأرض ويرى بنفسه ولا يعتمد على القيل والقال ومواقع التواصل  ..  مادام في مصدر القرار . 

لقد تبرعت بمقترح غريب ولا مبرر له بكل المقاييس .. فنرجو أن يكون هناك توضيح للملابسات التي دعتكم لذلك .. وأن تتحملوا مسؤولية الانطباع الخاطئ الذي أوصلتموه للجمهور .