• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ما بين بلعم بن باعوراء  والحيدري  .
                          • الكاتب : الشيخ عطشان الماجدي .

ما بين بلعم بن باعوراء  والحيدري 

(( واتل عليهم نبأ الذي اتيناه اياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ))
مما عرفته البشرية ودرجت عليه منذ غابر الازمنة . واضحت سنة متداولة في ذاكرة الامم ، امورا وقضايا تأريخية ادركتها الشعوب على مر العصور ، وما كانت عليه الوقائع والأحداث  ليومها الحاضر في مختلف الميادين ، ولا سيما في مجال تحصيل العلوم المختلفة و منها الالهية ونحن نخصها هنا ، ولها مثالا سطر في القرآن الكريم  وهو بلعم بن باعوراء فجعله الباري عز وجل عنوانا لمن يسير على شاكلته . حيث ان هناك من كان مستقيما ذو ماض مشرف وعمرا حافلا  بالانجاز ثم انحرف  ، مستويا بالفكر والعقيدة والممارسات الاجتماعية ولكنه ضل سواء السبيل  ، ارتقى مصاف العلماء الاعلام ولعله يعد من كبرائهم  وبعدها مال عن طريق الحق متخذا مسالك الشيطان  ، و له الباع الطويل  في الصلاح وهداية الناس وخدمة الدين ، وفتن به من فتن ولكنه جنح وهوى ضالا مضلا ، ليس اشتباها لنجد له العذر ، و لا اخطاء رجع عنها ،  بل هوى النفس او حب الشهرة والظهور او حب المال الفرعوني او الحسد ، ولربما اجتمع منها ما اجتمع في نفسه فأنساه ذكر الرحمن متبعا لخطى الشيطان ، انما التباسا بعد ظهور وغموضا افقده الوضوح . وان كان عالما بارعا يشار اليه بالبنان ك (بلعم بن باعوراء)  و تأثير كبير بالانفس ، مطلوبا محبوبا ، وهذه زلة منه سبقتها زلات وفلتات و عثرات وكبوات و الامام علي (ع) يقول زلة العالم تفسد عوالم . وما تحدث به على مدى السنوات الاخيرة من تعد دون تردد  واباطيل لم يتحير في قذفها جزافا ،  واكاذيب لم يتلعثم في الصاقها ورميها كيفما شاء ، واستهجان وبصوت عال لا ارتباك فيه ، ارتاح لها الحاسدون واستبشر بها المتربصون ، وسخرية اضحكت ثاكلا وافرحت شامتا ،  مغالطات جمة بحق اهل البيت عليهم السلام ومذهبهم الشريف و اساطين المذهب وبعض الشعائر  وتبرئة يزيد اللعين ، حيث ابتهج لها الشقي ، وأقر ناظر الناصبي ورقص طربا لها اعداء المذهب  ، يمكننا القول بفساد عقيدته وهو من علماء السوء وقد ورد عن النبي عيسى (ع) : مثل علماء السوء مثل صخرة وقعت على فم النهر لا هي تشرب الماء ولا هي تترك الماء يخلص الى الزرع . لأن العالم يجب ان يتسم بالحكمة والصلاح والوقار والاعتدال والانتظام والاستقامة ، لا انه يخالف فعله قوله الدال على علمه  . قال الامام علي (ع ): كفى بالعالم جهلا ان ينافي علمه عمله .
ونحن نأسف للجهود التي بذلت من الحوزات العلمية واساتذتها عليه وعلى امثاله  وقد ضيع كل شيء . والامام علي(ع) قال: من اضاع علمه فقد التطم . وقد وقع بسببه من وقع بالتباس واختلاط بعد ان انحرف عن جادة الحق وحاد شططا واضل غيره فقد اغتروا اغترارا  او آنسوا به او وجدوه بوقا لأفكارهم الانحرافية ، فمنهم معاديا للإسلام ووجد متصديا من اهله ، ومنهم محاربا لأهل البيت عليهم السلام  ووجد من يطعن بهم وهو محسوب عليهم نسبا وانتماء ، ومنهم من يبطن الضغينة للعلماء فاصبح مجاهرا بسببه ، ومنهم وجد ضالته فيه في عدم اخراج الحقوق الشرعية  ، ومنهم غير ذلك  ... ونبينا محمد صلى الله عليه وآله يقول: انما اخاف عليكم كل منافق عليم يتكلم بالحكمة ويعمل بالجور . ونصيحتي لكل شخص طلبها او اراد النصيحة ان يتمسك بهدي المرجعية العليا حرسها الله تعالى بعينه التي لاتنام ومطيعا لها ولا يخالفها او يرد عليها ولا يشك بها بل يقوي موقفها ويساندها بكل ما يتمكن ففي ذلك النجاح والصلاح والهدى  .
مبتعدا عن علماء السوء الوارد بحقهم حديث النبي صلى الله عليه وآله : ويل لأمتي من علماء السوء .
 واليوم مرجعنا الاعلى الامام المفدى السيد السيستاني( مد ظله) لم نرَ  ولم  نسمع منه  كلمة او موقفا او فعلا يدلل على التشكيك او جعل الناس في المتاهات او رميهم في المطبات او الانحراف والشطط  ، بل كان ولازال (دام ظله) نبراسا ومنارا للهدى والايمان والالفة والاخوة والمحبة وافنى عمره الشريف في خدمة الناس مبتعدا عن حب الدنيا وزبرجها ، لا محاباة عنده ، ولا نزعة ترضي نفسه ، يحذر من الزيغ والانحدار ، ويوصي بالاعتدال والاستقامة ، ويرشد الى التعقل والطهارة ، همه هداية الناس ، وصلاح امرهم ، لا التواء في منهجه ، ولا زوغان في مسلكه . وهكذا تعلمنا الايام ان منهجية بلعم مستمرة مادام حب الدنيا في الصدور ، ويتبع مسلكه من يحب الظهور ، ويقتفي اثره المنحرفون ، ويحذو حذوه الضالون . و لنقرأ  قول الامام الباقر (ع ) : الاصل في ذلك بلعم ، ثم ضربه الله مثلا لكل مؤثر هواه على هوى الله من اهل القبلة .  ولأجل ذلك اخذنا من مصادر اسلامية اخرى  .


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : عبد المحسن ، في 2020/10/25 .

جزاكم الله شيخنا الجليل على هذا المقال ..
أنا من المتابعين للسيد الحيدري ومن المواكبين لحركته وتحوله من أداة نافعة للمذهب الى خنجر في قلب التشيع حتى أسعد العرعور وأمثاله ، والرد عليه وابطال سحره واجب العلماء لئلا تكون للجاهلين حجة في اتباعه… دمتم برعاية الله



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=149270
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 10 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28