• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : زينب عليها السلام صنعت طف ثانية .
                          • الكاتب : حسان زيد اللامي .

زينب عليها السلام صنعت طف ثانية

   لو نتحدث عن الفاجعة الاليمة اللذين مروا بها اهل بيت الرسالة في يوم عاشوراء، ولاسيما سيدتي ومولاتي زينب عليها السلام التي شهِدت هذه الواقعة بكل ظروفها ومعانتها نفسيا ومعنويا وجسديا وعقليا ولكن جرى القضاء في ذلك ولابد انه امرٌ محتوم في أن الامام الحسين عليه السلام يذبح من الوريد الى الوريد ونساء اهل بيت رسول الله تُسبى وتفر من خيمة الى خيمة، لذلك الامام الحسين عليه السلام يقول (خُط الموت على ولد ادم كمخط القلادة على جِيد الفتاة). فهذا أمر الله ولا بد أن يتم. لكن الامام حمل اختهُ زينب أمانة وهذه الامانة كانت ثقيلة على زينب ولكن اوفت العهد والتزمت بما امرها ولي امرها الامام المعصوم.

بعد الفاجعة وتأسير اهل بيت الرسالة الى الشام وكان في مُقدمتهم الامام زين العابدين عليه السلام وكانت زينب في هذه الحالة هي الام والعمة والمُربية والحريصة على بنات الرسالة وعند دخولها قصر يزين عليه لعائن الله كانت شامخة ومنتصرة وهذا لن يأتي عبثا ولا تكبرا وانما الدم انتصر على السيف وأيضا زينب هي تعي ما قام به اخيها الحسين عليه السلام فهي عالمة غير معلمة كما قالها الامام زين العابدين عليه السلام، لذلك لعبت دور كبير في صناعة معركة طف ثانية عندما خطبت خطبة مليئة بالبلاغة والفصاحة والشجاعة واطاحت عرش يزيد وكانت تتحدث وكأنها تعلم ما يحدث في الحاظر والمستقبل حيث انها تتحدث بلسان ابيها امير المؤمنين علي بن ابي طالب بكل شموخ وشجاعة عندما قالت (ظَنَنْتَ يَا يَزِيدُ حِينَ أَخَذْتَ عَلَيْنَا أَقْطَارَ الْأَرْضِ، وَضَيَّقْتَ عَلَيْنَا آفَاقَ السَّمَاءِ، فَأَصْبَحْنَا لَكَ فِي إِسَارٍ، نُسَاقُ إِلَيْكَ سَوْقاً فِي قِطَارٍ، وَأَنْتَ عَلَيْنَاذُو اقْتِدَارٍ، أَنَّ بِنَا مِنَ اللَّهِ هَوَاناً وَعَلَيْكَ مِنْهُ كَرَامَةً وَامْتِنَاناً وَأَنَّ ذَلِكَ لِعِظَمِ خَطَرِكَ وَجَلَالَةِ قَدْرِكَ؟؟ فَشَمَخْتَ بِأَنْفِكَ وَنَظَرْتَ فِي عِطْفٍ، تَضْرِبُ أَصْدَرَيْكَ فَرِحاً وَتَنْفُضُ مِدْرَوَيْكَ مَرِحاً حِينَ رَأَيْتَ الدُّنْيَا لَكَ مُسْتَوْسِقَةً وَالْأُمُورَ لَدَيْكَ مُتَّسِقَةً وَحِينَ صَفِيَ لَكَ مُلْكُنَا وَخَلَصَ لَكَ سُلْطَانُنَا.) . كما انها عليها السلام قالت (والله لن تمحوا ذكرنا) إذن فهي على دراية من ذلك لانها على حق ومن كان مع الحق كان الله معه. لذلك كان هناك كاتب بريطاني كان يقرأ كُتب وقصص التاريخ ولاسيما عن اهل البيت فعندما قرأ خطبة زينب في مجلس يزيد كانت تدور في عقلهِ عدة اسئلة ويقول ما هذه المرأة قُتلوا اهل بيتها امامها اولادها اخوتها وقطعوا رؤؤسهم ثم اخذوهم ٱسارى الى الشام فبان أثر التعب والجوع والعطش والسفر منذ مجيئهم من المدينة رغم كل هذه الظروف المريرة اكيدا لايستطيع أحد في العالم أن يتحملها ولكنها تخطب خطبة أمام عرش عظيم وتقول والله لن تمحوا ذكرنا .

ويقول الكاتب البريطاني أيضا أن هذا التهديد المباشر من هكذا امرأة عظيمة ليس لعرش يزيد فحسب وانما حتى على عروشنا في الوقت الحاظر سواء امريكا بريطانيا واسرائيل. كما أن يزيد هو مثل قادتنا أيضا يشربون الخمر ويلعبون القمار فنحن هكذا وزينب شبهتها بمريم بنت عمران ولكن مريم لم تكن هكذا. كما عبر الكاتب البريطاني فيقول يجب قتل زينب هذه  وكل امرأة زينبية يجب أن تُقتل لانها سوف تُشكل خطر على عروشنا طالما تمتلك هكذا شجاعة وبلاغة وقادرة على تغيير جذري في المجتمع. لذلك ايقنتُ لماذا الحسين أخذ معه هذه اللبوة واعطاها هذه المسؤولية الكبيرة لتوصل رسالتها للعالم أجمع.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=148494
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 09 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28