• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حكم الميزان ، بين الاعسم والسوداني .
                          • الكاتب : حميد آل جويبر .

حكم الميزان ، بين الاعسم والسوداني

اقصى ما يربطني من علاقة مع الكاتبين هو حزمة عريضة من الالكترونات السائبة في هذا الفضاء اللامنتهي الذي ينقل لنا عبر الشبكة العنكبوتية ما غث وسمن . ولا اريد ان اظهر بمظهر المتشائم فاقول ان فئة الغث غلبت السمين من حيث الكم لاني اعرف مسبقا ان الرد سياتيني سريعا بان هذه السطور هي نموذج لهذا الغث المتراكم . استطيع ان ازعم بانني اتابع جميع ما يكتب هذان العراقيان الفاضلان من مقالات وحتى انني تشربت باسلوبهما في الكتابة ، بل يكفيني العنوان احيانا لاعرف من هو كاتب المقال ، اهو الاعسم أم السوداني . قلت انني لا تربطني اي علاقة بالرجلين ولا اظنهما - كما لا اظنني - بحاجة الى مثل تلك العلاقة فلديهما ما يغني عني ولدي ما يغني عنهما رغم فضلهما وعلو كعبهما في حرفة الكتابة . وقبل ان ابدا بعملية "الهبر" التي غالبا ما تاتي مباشرة بعد مقدمات تقليدية مملة ، اجد لزاما علي ان اؤكد ان اختياري للاستاذين الاعسم والسوداني انما هو اختيار لتيارين يملآن الفضاء الالكتروني بالكتابة . وما اسهل الكتابة في هذه الايام ، لان الشبكة العنكبوتية – غفر الله ذنبها – رفعت بلا استحياء كل الشروط حتى اصبح ينطبق علينا ما قاله المرحوم الدكتور سيد مصطفى جمال الدين قبل اكثر من نصف قرن من شروط الدخول الى الحوزات العلمية " وشروطها الا شروط تعوقه .... ونظامها الا نظام يسيطر " . فصار يكتب من هب ودب بلا رادع ولا مانع، ويكفي كيبورد تربعت على مفاتيحه حروف لغة الضاد "وابوك الله يرحمه". كمتابع لمقالات الاثنين  وهي - اي كتاباتهما - ليست الكترونية ، انما على صحف غراء كثيرة الانتشار ، ارى ان الفارق شاسع بين ما اقرأه – كمتلقي – لما تخطه يمين الاعسم وما يحرره السوداني حفظه الله وابقاه في الاردن الشقيقة . الاول يختصر ما امكن الاختصار متجنبا التكرار ما وسع له ذلك ، وثمة فكرة يطاردها في مقاله – وهو سياسي في الغالب – لا يهمه ان طال المقال او قصر ، ويجمل صنيعه الجميل اساسا بحكمة جميلة ليست بالضرورة تمس الموضوع من قريب او بعيد ، لكنها حكمة ، والحكمة لا تحتاج الى مكان فانى وجدها الانسان ، اي انسان ، فهو احق باقتناصها . اما اخونا في الله السوداني فهو يقر بعظمة لسانه بانه مضطر في الكثير من الاحيان الى ملء مساحة محددة له في جريدة الزمان كي يحلل خبزته الهنيئة المريئة مع الاستاذ البزاز ، ولعلنا نلتمس في ذلك بعض العذر له في ظل ظروف اقتصادية يئن منها جميع المستضعفين في الارض من امثاله وامثالي . وكان صاحبنا يجد بعض مادة لمواضيعه عندما كانت القوات الاميركية تجوب العراق طولا وعرضا، اما اليوم فقد سقط من يديه هذا العذر الوجيه . تتهمني بالتحامل ؟ ؟ ؟ حسنا ... اذهب الى تراث الاخ السوداني "المقالاتي" لتحكم بنفسك حكم الميزانِ بين سمين اضراب الاعسم وغث عصبة السوداني . اؤكد انني اتحدث بخاصة عن مقالات الاستاذ السوداني وليس محاولاته الشعرية او القصصية ، فاني والله مقصر جدا في متابعتها ، لكنني متاكد من انها محاولات ناجحة لاني قرأت له اكثر من مقال يذكـّر بها ، مع حرص واضح على ذكر اسماء عدد من المبدعين العراقيين المقيمين في مقاهي ربة عمّون على ذمة التاريخ والمبدع علي السوداني    
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=14749
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28