• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السلطة الرابعة والامن علاقة جدلية مترابطة .
                          • الكاتب : شيروان كامل الوائلي .

السلطة الرابعة والامن علاقة جدلية مترابطة

يطلق عليه السلطة الرابعة وبين اروقته يصنع الخبر او يندثر وعبر قنواته يتثقف الجمهور او يرسل الى عوالم لا علاقة لها بالخبر الصحيح 
الاعلام سيف ذو حدين .. فاذا كانت السلطات الثلاث الاولى تتوزع ما بين تشريعية وتنفيذية وقضائية .. فان الاعلام – ويا للعجب فعلا- يشتمل عليها كلها في جنباته .. ولعل احدى منافذه قد اخذت وعن استحقاق لقب (جلالة الملكة ... الصحافة) .. 
وكلما ازدادت ديموقراطية البلاد وازدهرت وتفرعت شجرتها .. كلما انتعش الاعلام وقنواته الصحفية والفضائية والمسموعة وعبر قنوات التواصل الاجتماعي التي تنتشر عبر الانترنت..
فاذا كان الاعلام سلطة من السلطات الاربعة او الخمسة التي تسّر البلاد فما اختلافه عن الاخريات وبماذا يتميز ؟؟
في الواقع .. ان كل السلطات هي مفوضة من الدولة بحكومتها والشعب .. الا الاعلام .. فهو السلطة الوحيدة التي لو امتنعت الحكومة ودولتها من اعطائها .. فان الشعب يفوضها به بكل رحابة صدر وقبول .. 
فالاعلام هو في نهاية وبداية المطاف صوت الشعب وهدفه تنوير الشعب وتحفيزه وحمايته ..
وكمثل كل سائر الامور في العالم .. هناك اعلام اصفر واعلام اسود ..
ولكننا هنا نتحدث عن دور الاعلام في الجوانب الامنية وما يجب ان يكون عليه ..
**
 
ان وظيفة الاعلام الاولى في كل مكان إظهار مكامن الخلل فى البلاد .. وليس إصدار الأحكام ..عليها فقط ان تجعل المواطن على علم وبإستمرار بكل مايحدث فى البلاد ..وهذا المسلك قطعا يزعج كل نظام شمولي تكمن مصلحته فى تغييب الشعب عن الدولة لفعل ما يحلو له دون رقيب ..هنا تصبح الصحافة هى السلطة الأولى بالنسبة للشعب
فما بالنا اذا ارتبط الاعلام بكافة اقنيته بمسألة الحفاظ على امن البلاد والعباد؟
**
 
وعلى الرغم من ان العراق يسير على نهج الديموقراطية والحرية التي اخطتها لنفسه منذ نيسان 2003 الا ان الاعلام فيه لا يزال بحاجة الى الكثير من الجهد ليرقى الى ما نصبو اليه في الاعلام الامني ..
فما الذي نريده من هكذا اعلام؟ 
**
يفترض ان يكون الاعلام جزء مكمل لحياة الناس بل ان كافة المشاريع المتعلقة بالتنمية والاقتصاد والسياسة تتطلب الاخذ بوسائل الاعلام المختلفة  
اما السياسة الاعلامية فيجب ان ترتبط بكل مفاصل الدولة اي ان تشمل كل جوانب حياة الوطن والمواطن .. وبالتالي يجب ان يكون تهدف الى تحقيق الامن الوطني من خلال الاحاطة بالخبر وابرازه وتقديمه للناس وبالتالي الاسهام الفعال في تحصين ابناء الوطن ضد الاعلام والفكر المعادي للوطن.
والى جانب هذه الامور لابد من الاشارة الى اهمية دور الاعلام في تنمية الوعي السياسي لدى الناس لغرض المامهم واستيعابهم لما يدور في العراق من خلال الشرح والتحليل وتعريفهم بالاسباب وطريقة التعامل معها. 
وعندما يخفق الاعلام في هذه الجوانب .. سيكون اعلاما منقوصا لا طائل من ورائه وهذا ما نراه في الكثير من الصحف والفضائيات
** 
 الاعلام الامني فرع متخصص من فروع الاعلام وله دور مهم في بناء الامن الوطني للدولة وفي تخطيط استراتيجيتها وهو دور يقوم على اساس التفاعل مع التحديات والتهديدات الموجهة للامن الوطني ، ومن اجل تأكيد استراتيجية الدولة في مواجهة هذه التحديات ..
ويتوجب على الاعلام الامني ان يكون له دور مؤثر في مواجهة مشاكل وقضايا المجتمع من خلال الاسهام في مناقشة هذه القضايا وايجاد الحلول المناسبة لها . ولا نجانب الواقع ان قلنا بان هذا الاعلام المتخصص له رسالة  مهمة في مواجهة  الغزو الفكري والثقافي المعادي الذي يستهدف النيل من وحدة واهداف الوطن
الا انه عندما يخفق في ايصال هذه الجوانب للناس يفقد اهلية وجوده ويصبح وجوده كعدمه 
 
** 
 
ولعل من اهم الادوار التي يتوجب على الاعلام ان يقوم بها  في الجانب الامني هو دوره الوقائي من خلال توعية ابناء المجتمع بطبيعة التحدّيات والمخاطر في المجتمع والتي باتت تشكل تهديداً لأمن المجتمع واستقراره..  
فالى جانب الارهاب والجريمة المنظمة والعنف الذي يتصدى له العراق برزت على السطح انواع اخرى وجديدة من الجرائم كالاتجار في المخدرات والاتجار بالبشر والسرقات على "الإنترنت" وجرائم غسل الأموال، 
لذلك يصبح لزاما على الاعلام توضيح هذا الجانب للناس لغرض حمايتهم وحماية المجتمع حتى لا يقع البعض فريسة بيد العصابات التي تمارس هذه النوعية من الجرائم. 
ومن المطلوب ايضا ان يصبح الإعلام احد الأدوات الرئيسية والمهمة في تنفيذ الكثير من الاستراتيجيات الامنية التي تهتم في مجملها بالدور التوعوي الذي يقوم به الإعلام ..وبدونه يختل التوازن المنشود وتضيع الجهود والنتائج. 
ان الدور الفاعل الذي يجب ان يقوم به الإعلام الأمني في هذه الجوانب مجتمعة يشير بوضوح إلى كونه مدخلاً رئيسيّاً لتحقيق الأمن بمفهومه الشامل الفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وهو الغاية التي نسعى اليها في بناء المجتمع 
 

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=14732
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18