• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : النصوص والخطابات المؤسّسة للمذاهب الإسلامية .
                          • الكاتب : حبيب محمد تقي .

النصوص والخطابات المؤسّسة للمذاهب الإسلامية

بدءًا بالمذهب الشافعي ومروراً بالحنفي والمالكي والحنبلي ، وإنتهاءًا بالإثنى عشري الجعفري . تعد تلك النصوص والخطابات ، بذاتها المرجعية الفكرية والتنظيرية ، لمجمل تيارات الإسلام السياسي ، المتأتية منها ، والمتواجدة على الساحة ، في العديد من البلدان ذات الغالبية أو الصبغة المسلمة . ومن تلك النصوص والخطابات ، تستمد وتحدد تعاملاتها ومواقفها من قضايا الحاكم والمحكوم ، والوطن والمواطنة ، والسيادة وهوية السلطة القائدة للدولة كمضمون وشكل .

ولمعرفة وفهم إشتغالات وتوجهات تلك التيارات التي تتكئ وتتعكز على مذاهبها الخمس الفقهية وبوصلتها ، يتطلب أولاً الإطلاع والإلمام بالنصوص والخطابات المؤسّسة للمذاهب ومن ثمة لتياراتها السياسية.

خصاً ونصاً النصوص والخطابات ، ذات الصلة بقضايا الحاكم والمحكوم ، والوطن والمواطنة ، والسيادة وهوية السلطة القائدة للدولة كمضمون وشكل.

ففهم ومفهوم المواطنة الواردة في تلك النصوص والخطابات الفقهية بمذاهبها الخمس . قائمة على أساس ديني وإنحياز وولاء مذهبي صرف .

وتدفع بإتجاه أن تكون الدولة وسلطتها دينية مذهبية. بل وتذهب الى أبعد من ذلك .

إذ تدعو الى اعتبار مرجعيتها الفقهية المذهبية ، بصفتها المؤتمنة على مقاصد شريعتها ومذهبها ، الأساس الذي يرتكن إليه في صياغة الحقوق والواجبات والقوانين لتحقيق المواطنة.

وأن يكون لذات المرجعية دور في بلورة وتنمية مفهوم المواطنة من خلال فقه المواطنة الديني والمذهبي ومن رحم الشريعة ليشكل مرجعية فتوائية ملزمة .

كما تدعو أيضاً ، الى تسيد وسيادة دين ومذهب مرجعيتها على الناس، بعقائدها هيَّ ، وبسيادة مفاهيمها و عداوتها، وولاءاتها. وبالتماهي مع ما تدعو إليه تلك النصوص والخطابات، تصبح السيادة كتحصيل حاصل مؤسسة على فهم متعالي وقطبي إقصائي.

كما تلزم المحكوم بطاعة الحاكم المتماشي والمتناغم والمبايع والمبارك منها ، ومنها خصاً وحصراً.

وتجتهد في تأسيس حصانة لنفسها لتعزز لها مكانة فوق القانون . من خلال فرض قدسيتها ومعصوميتها ، كخط أحمر يمنع تجاوزه سواء بالملاحقة القضائية أو بالهجو أو النقد.

نصوص وخطابات بمجملها تصغر الإنسان كقيمة وتعظم العبودية وبمسوغات في جوهرها تسيء الى المعنى المعنوي والروحي للدين كحاجة متوارثة لمعظمنا غير مؤهلين الفطام منها بعد .

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=146978
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 08 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28