• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عنوان صحيفة المؤمن حب علي .
                          • الكاتب : عبود مزهر الكرخي .

عنوان صحيفة المؤمن حب علي

مع إطلالات عيد الله الأكبر عيد الغدير الأغر واسمُهُ في السماءِ يومُ العهدِ المعهودِ وفي الأرضِ يومُ الميثاقِ المأخوذِ والجمعِ المشهودِ(1). وهنا نشير الى مسألة مهمة في بيعة غدير خم فهو في الحقيقة(يوم تجديد الميثاق والعهد)وليس هو أنشاء عهد وميثاق جديد بل أن الله سبحانه وتعالى كان قد ذكر بهذا الميثاق والعهد وقام الرسول الأعظم محمد(ص) بتذكير الناس بهذا الميثاق والعهد لأن رب السماوات والأرض قد أخذ هذا الميثاق في عالم الذر. والسؤال من منا يتذكر هذا الميثاق؟!! ولهذا في الغدير جدد نبي الله هذا الميثاق المأخوذ وذكر الناس به ولم ينشئ عهداً جديداً. ولو رجعنا إلى خطبة الغدير حيث يقول للناس : { ( ألست أولى بكم من أنفسكم ) قالوا: ( بلى ) .. لاحظ كلمة ( ألست ) ، وكلمة ( بلى ) في الحديث ولاحظها أيضا في الآية الكريمة:( ألست ) بربكم... قالوا: (بلى)...نفس ما ورد في الحديث الشريف، ولذلك يطلق على هذا العالم أي عالم الذر (عالم ألست)..فكل مافعله الرسول الأعظم أنه جدد الميثاق المأخوذ في السماء حتى لا يقول أحد : (إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ) .. } أي لا يجوز لأحد أن يحتج يوم القيامة أنه كان غافلًا أو ناسيًا هذا العهدَ !!. وإلا فمن منا يتذكر ميثاقا أخذه الله في السماء قبل مولدنا ؟ !! ..
ومن هنا كان عيد الغدير أعظم الأعياد وأولاها بالاحتفال والتهنئة، وهو كما قال عنه الامام الرضا عليه السلام عن ابيه عن جده { ان يوم الغدير في السماء اشهر منه في الارض }(2).
وهو ينطلق من الآية الشريفة المذكورة في سورة المائدة في القرآن الكريم { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }(3).
والتي تجمع اغلب المصادر على أنها نزلت بحق الأمام علي(ع) وفي بيعة غدير خم ومن قبل كل الفرق. وقد وثق الكثير من فقهاء ومفسري أبناء العامة أن هذه الآية نزلت في الأمام علي(ع) يوم الغدير(4)، وقد ما ذكره العلاّمة العيني في عمدة القارئ(5) دون أي استنكار أو رد أو تضعيف لحديث أبي سعيد الخدري هذا يوم غدير خم في علي بن أبي طالب (عليه السلام). وما رواه السيوطي(6).
ولو راجعنا التاريخ نجد ان كل الصحابة قد هنأوا الإمام أمير في الغدير وممن هنأه في مقدّم الصحابة: عمر بن الخطاب، كلٌ يقول: بخ بخ لك يابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة(7).
ولو رجعنا الى حديث نبوي شريف مهم لنبي الرحمة محمد(ص) في حق الأمام علي وهو { عنوان صحيفة المؤمن يوم القيامة حب علي }. والمصادر والاسانيد تشير لصحة هذا الحديث كثيرة وقد الحقت تلك الأسانيد في ذيل المقالة لأثبات صحة هذا الحديث النبوي الشريف(8).
يوضح سمو المكانة العالية التي يملكها سيد الوصيين وأمام المتقين والتي يجب أن تكون محبة أمير المؤمنين مغروسة عند كل مؤمن ومؤمنة وليس بلقلقة اللسان بل أن يجب أن تكون من الناحية الفعلية والعملية. والتي لو راجعنا كتب اهل السنة والعامة حيث قال ابن عبد البر في الاستيعاب: "وقال أحمد بن حنبل وإسماعيل بن إسحاق القاضي: "لم يرو في فضائل أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما روي في فضائل علي بن أبي طالب"(9).
وما رواه الحاكم النيسابورى بسندٍ معتبر أن الإمام الحسن المجتبى سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطب الناس حين استشهد علي بن أبي طالب فقال بعد الحمد والثناء على الله: { لقد قُبض في هذه الليلة رجل لا يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعطيه رايته فيقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح الله عليه...}(10).
ولإكمال الحجة في مقالنا البحثي حيث قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «حُبُّ عليٍّ براءةٌ من النار»(24).وهذا الحديث مسنود ومن قبل كافة الفرق الإسلامية العامة والخاصة والأسانيد موجودة أسفل المقال(11). وهو يدلل على ولاية الأمام علي(ع) وحبه هي نجاة من النار وبراءة منها يوم القيامة ولا يجوز على الصراط الا من كانت صحيفته حب علي لأنه هو الصراط المستقيم.
ونختم مبحثا بما قاله احمد بن حنبل عن الامام علي بن أبي طالب(ع) بحق الخلافة حيث يقول (يا هؤلاء قد أكثرتم في علي والخلافة والخلافة وعلي، أن الخلافة لم تزين عليا، بل علي زينها)(12). وفعلاً أن الأمام كان ليس طالب للحكم بل هو أمام مفترض الطاعة وهي ولي الله ورسوله وهو أمام الموحدين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ أنظر مجمع البحرين 2/269. انظر مجمع البحرين 4/465.
2 ـ مسند الإمام الرضا (ع) - الشيخ عزيز الله عطاردي - ج ٢ - الصفحة ٢٤٥. مناقب آل ابي طالب : ج3 ص42.
3 ـ [المائدة : 67].
4 ـ النسائي، السنن الكبرى: ص25. فتح التقدير(2/60). وغيرها الكثير من المصادر
5 ـ شرح صحيح البخاري (18 / 206).
6 ـ الدر المنثور (2/298).
7 ـ ابن حنبل، مسند أحمد بن حنبل: ج4، ص281؛ المفيد، الإرشاد: ص94. ـ
8 ـ تاريخ بغداد: ٤ / ٤١٠ / ٢٣١٤، تاريخ دمشق: ٥ / ٢٣٠ / ١٢٦٢، المناقب لابن المغازلي: ٢٤٣ / ٢٩٠. الفضائل لابن شاذان: 97. موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الكتاب والسنة والتاريخ محمد الريشهري بمساعدة محمد كاظم الطباطبائي ومحمود الطباطبائي المجلد الحادي عشر - ج ١١ - الصفحة ١٩٦. قم: دار الحديث، 1421. منشورات المكتبة الشيعية. مناقب آل أبي طالب ج2 ص151. ورواه العلامة المولى عليّ المتّقي الهندي في «كنز العمال»: (ج 12 ص 202 ط. حيدرآباد). والعلامة السيّد أحمد زيني دحلان في «الفتح المبين»: (ص 155 ط. الميمنية بمصر). والعلامة الصفوري في «المحاسن المجتمعة»: (ص 160 ـ عن الإحقاق ج 17 ص 226). والعلامة شاه وليّ الله في «قرّة العين»: (234 ط. بشاور). والعلامة النبهاني في «الفتح الكبير»: (ج 2 ص 245 ط. مصطفى البابي الحلبي بالقاهرة). والعلامة الشيخ محمد علي الأنسي في «الدر والّلآل»: (ص 96 ط. بيروت). والعلامة السيد علي شهاب الدين الهمداني الحسيني في «مودة القربى»: (ص 62 ط. لاهور). والحافظ الخطيب البغدادي في «تأريخ بغداد»: (ج 4 ص 410 ط. السعادة بمصر). والعلامة ابن شيرويه الديلمي في «الفردوس»: (على ما في الإحقاق ج 7 ص 249). والحافظ ابن عساكر الدمشقي في تاريخه على ما في «منتخبه»: (ج 1 ص 454 ط. الترقي بدمشق). والعلامة المحدّث ابن حسنويه الموصليّ في «درّ بحر المناقب»: (ص 36). والحافظ ابن حجر العسقلاني في «لسان الميزان»: (ج 4 ص 471 ط. حيدرآباد الدكن). والحافظ ابن حجر الهيثمي في «الصواعق المحرقة»: (ص 125 ح 32 ط. الثانية). ـ والعلامة الصفوري في «نزهة المجالس»: (ج 2 ص 208 ط. القاهرة)، قال: عن أنس(رضي الله عنه)، عن النّبي(صلى الله عليه وآله) «صحيفة المؤمن حبّ عليّ بن أبي طالب». والعلامة السيوطي في «ذيل الّلآلي»: (ص 63). والعلامة السيوطي في «الجامع الصغير»: ج 2 ص 145 ط. مصطفى محمّد بمصر). والعلامة ابن حجر الهيثمي في «الصواعق المحرقة»: (ص 75 ط. الميمنية). والعلامة المولى عليّ المتّقي الهندي في «منتخب كنز العمال»: (المطبوع بهامش المسند ـ ج 5). والعلامة السيّد علي الهمداني في «المودّات»: (على ما في الإحقاق: 7 ص 250). والعلامة المولى محمّد صالح الكشفي الترمذي في «المناقب المرتضوية»: (ص 21). والعلامة المناوي في «كنوز الحقائق»: (ص 99 ط. بولاق). والعلامة البدخشي في «مفتاح النجا»: (ص 61). والعلامة القندوزي في «ينابيع المودة»: (ص 91 و 125 ط. اسلامبول) من طريق ابن المغازلي، وفي (ص 180). من كنوز الحقائق، وفي (ص 186) عن الجامع الصغير، وفي (ص 231) من طريق صاحب الفردوس، وفي (ص 251) عن الزهري عن أنس، وفي (ص 284) من طريق الخطيب عن أنس. وشجرة طوبى: (ص 154) بعين السند والمتن. والعلامة الحمزاوي في «مشارق الأنوار في فوز أهل الإعتبار»: (ص 91 ط. الشرقية بمصر). والعلامة بهجت أفندي في «تاريخ آل محمّد»: (ص 121 ط. الرابعة ـ مطبعة آفتاب): قال(صلى الله عليه وآله): «عنوان صحيفة المؤمن حبّ عليّ بن ابي طالب». والعلامة الأمرتسري في «أرجح المطالب»: (ص 522 ط. لاهور)، روى عن أنس بن مالك(رضي الله عنه)، قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «عنوان صحيفة المؤمن حبّ عليّ بن أبي طالب» أخرجه الديلمي. والبحار ج 39: ص 229 ح 3 وص 284 ح 71. والروضة: 10. والفضائل: 119. وبشارة المصطفى: 189 والمناقب لإبن شهر آشوب 1:343.
9 ـ وكذلك أحمد بن شعيب بن علي النسائي"، ج2/266. وذكر ذلك ابن حجر في الصواعق المحرقة 72، والعسقلاني في كتابه فتح الباري في شرح صحيح البخاري ج8/71، والشبلنجي في نور الأبصار.
10 ـ الحاكم النيسابورى بسندٍ معتبر ج3/172. روى هذا الحديث أحمد بن حنبل بسنده عن هبيره ورواه المحب الطبري في ذخائر العقبى وقال أخرجه أحمد وخرَّجه أبو حاتم، ورواه ابن سعد في الطبقات وأبو نعيم في حلية الأولياء والنسائي في الخصائص والمتقي الهندي في كنز العمال وغيرهم.
11 ـ ورواه المناوي في «كنوز الحقائق»: (ص 67 ط. بولاق بمصر). ورواه القندوزي في «ينابيع المودة»: (ص 180 ط. اسلامبول). ورواه السيد علي شهاب الدين الهمداني في «مودة القربى»: (ص 63 ط. لاهور). ورواه العلامة عبد الله الشافعي في «المناقب» من طريق الديلمي بعين ما تقدّم. ورواه السيد محمود الدركزيني التفرشي في «نزل السائرين»: (على ما نقله في الإحقاق ج 7 ص 148). ورواه العلامة الرحماني الهمداني في «الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام)»: (ح 6 ص 346). ورواه العلامة العيني الحيدرآبادي الحنفي في «مناقب سيّدنا عليّ»: (ص 33 ط. أعلم پريس) عن المقداد، وفي البحار: (ج 39 ص 304) عن النبي(صلى الله عليه وآله) قال «حبُّ عليّ يخمد النيران».
12 ـ (تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر، ج42، ص446).

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=146927
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 08 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29