• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل آية (ولا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى) استثنت العتبة العباسية ؟!  .
                          • الكاتب : ابو تراب مولاي .

هل آية (ولا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى) استثنت العتبة العباسية ؟! 

 لو كانت هناك عشيرة عدد أبنائها عشرة أو عشرون ألفاً، وأحدُ أبنائها قتل شخصاً خطأً أو تسرُّعاً بل قل: عمداً ..

وكان القتل ليس من سيرة تلك العشيرة ولا هي تحرّض عليه ولا تدفع إليه بل كان تصرّفاً شخصياً من ذلك الشخص نفسه.
ولما سمع شيخ العشيرة أظهر انزعاجه وعدم رضاه بما حصل وأمر على الفور أن يسلَّم القاتل إلى الجهات الأمنية والقضاء ليرَوا حكم القانون فيه.
وحينئذٍ.. هل يحقُّ لأحدٍ أن يصفَ هذه العشيرة بأنها قاتلة مجرمة؟ سواءٌ بحكم الشرع أو القانون أو العقل أو العشيرة ؟
أما المنطق الشرعي فيقول : ( ولا تزرُ وَازرَةٌ وزرَ أُخْرَىٰ).
وأما القانون فيجرّم القاتل والمحرّض ، والمفروض أنّ العشيرة وشيخها لم يحرّضوا وليس من شأنهم ذلك.
وأما وفق الأعراف العشائرية العادلة، فإننا - كأبناء عشائر - لم نسمع أن وُصِفَت عشيرة كاملة بوصف الإجرام لجناية أحد أفرادها، ما دامت العشيرة رافضة لذلك التصرُّف.
وحكم العقل لم يخرج عما سبق من عدم صحة تجريم الكل بجريرة الشخص.

هذا.. وإذا وضعنا في الحساب أنّ هذه العشيرة تعمل لخدمة الناس وتقف لهم عند الشدائد فسيكون الحكم بتجريمها جريمة. 
نعم هناك معيارٌ واحد نستطيع من خلاله أن نجرّم الكل بجريرة شخصٍ واحد، وهو معيار الحقد والضغينة وعدم الإنصاف .

الآن طبّق هذا الكلام - الذي لا أعتقد أنّ عاقلاً منصفاً سيرفضه - على حادث القتل الذي صدر من أحد منتسبي حفظ النظام للعتبة العباسية المقدسة خطأً أو اشتباهاً أو تسرّعاً. 
وهل يصح تجريم العتبة ككل بخطأ - أو قل بجريرة - شخصٍ واحد منتسبٍ إليها؟!
خصوصاً إذا تذكرنا جيداً الأمرَين اللذَين ذكرناهما في مثال العشيرة :
١. العتبة العباسية ليس من منهجها التحريض ولا هي جزء من المشكلة الأمنية، بل هي جزء من الحل بالنظر إلى خدماتها الجليلة تجاه الشعب والوطن ووقوفها معهما في الأزمات، كالأزمة الأمنية إبان الغزو الداعشي والأزمة الصحية الحالية ووقوفها المساند للمتظاهرين السلمين وغير ذلك مما لا يمكن إنكاره إلا لمن غلّف قلبه بالأحقاد أو سيطر على عقله الإعلام التسقيطي. 
٢. العتبة سلّمت القاتل فوراً إلى الجهات المختصة بعد فصله من العتبة إثر الحادث، وأصدرت بياناً عن ملابسات الموضوع ولم تدافع فيه عن القاتل بل أوكلت ذلك للقضاء.
ويضاف إلى هذَين الأمرين :
٣. في نظام العمل في العتبة العباسية - كما أخبرني أحد المسؤولين فيها والذي اتصلت به للاستفسار عن ملابسات الحادث - أنه لا ترخيص للمنتسبين "كل المنتسبين" بحمل السلاح أصلاً، فضلاً عن عدم الترخيص في إطلاق النار، وبالتالي هو تصرّف فردي من منتسب في حفظ النظام.

القصة الحقيقة للحادث بعد التحرّي والسؤال عن أدق التفاصيل :
الزمان / وقت متأخر من الليل. 
المكان / موقع تابع للعتبة العباسية بعيد عنها خارج مدينة كربلاء في منطقة الحزام الأخضر يقوم بأعمال تطوير الحزام لتحسين البيئة ولتخفيف تأثير العواصف الترابية على مدينة كربلاء، حيث المنطقة تقع قريبة من الصحراء.  ويتكفل بحماية ذلك الموقع منتسبو قسم حفظ النظام في العتبة. 
في هذا الوقت وفي هذا المكان شوهدت سيارة تقلّ أشخاصاً قرب الموقع فخاطبهم حماية الموقع بنداء للتعريف عن أنفسهم وسبب تواجدهم في هذا المكان وبمثل هذا الوقت. 
الشباب حينما سمعوا النداء هربوا فلاحقهم جماعة حفظ النظام ليعرفوا حقيقتهم وهويتهم، لأنّ الموقع خارج مدينة كربلاء وتفصله عن منطقة النخيب صحراء بمسافة أكثر من ١٠٠ كم ، وهروب سيارة في مثل هذا المكان وبهذا الوقت يثير الريبة والشك. وهذا لا يبرر إطلاق النار باتجاه السيارة أبداً .
وللأسف أحد أفراد قسم حفظ النظام وخلال مطاردة السيارة المشكوك بأمرها أطلق النار بالخطأ مما أدى إلى قتل هذا الشاب رحمه الله وألهم ذويه الصبر والسلوان.
 


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : رعد أبو ياسر الطليباوي ، في 2020/07/25 .

من الإنصاف أن نقول لولا العتبتين الحسينية والعباسية ووقوفهما الى جانب الشعب العراقي وبكل أطيافه وبلا تمييز وفي أحلك الضروف وأشدها لانهار العراق أمنيا"وأقتصاديا"وصحيا".
حفظ اللة مرجعيتنا الرشيدة وأبقاها



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=146693
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 07 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29