• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الاخ رشيد واخطاؤه في محاضرته الانجيل الذي لم اكن اعرفه - (2) .
                          • الكاتب : نبيل محمد حسن الكرخي .

الاخ رشيد واخطاؤه في محاضرته الانجيل الذي لم اكن اعرفه - (2)

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول رشيد حمامي – وننقل كلامه في هذا المقال بإختصار - انه عندما كان مسلماً كانت فكرته ان الانجيل هو كتاب ينزل منه كل يوم آيات يذكرها المسيح لأتباعه ويكتبونها، وان هذه هي فكرة كل مسلم عن الانجيل!!
ويقول انه اكتشف ان معنى الانجيل هو المسيح! فالمسيح كان يبشر بنفسه! وان الانجيل ليس كتابا منفصلا منزل من السماء بل هو البشارة بالمسيح! وان الانجيل هو البشارة بولادة المخلِّص!
ويقول ان الانجيل يعني كل نقل لأخبار المسيح لأنه نقل للبشارة، فنحن انجيل لأننا ننقل الانجيل وكل انسان او كاسيت ينقله يسمى انجيل!! فالانجيل ليس مجرد كتاب بل هو حياة المسيح!!
ويقول: بولس لم يكتب انجيل وارسله الى الناس بل قال كلام لهم وكلامه هذا يسمى انجيل!!
ويقول: ان المسلم يؤمن بأن الانجيل تعرض للتحريف! ويقول ان الانجيل الذي يفترضه المسلمون انه نزل على المسيح بقي سنة او خمس سنوات فهل من المعقول ان يكون كل هذا التخطيط الالهي لأجل الانجيل والملائكة وبعث المسيح فقط ليبقى كلامه هذه الفترة القصيرة؟! فربنا عمل مشروع للبشرية اسمه الانجيل ويتركه ليبقى فقط خمسة سنوات! إذا هو افشل شخص يعمل مشاريع! منطقياً لا يمكن ان ربنا يبعث كتب ورسل لمشروع يبقى اربع او خمس سنين فقط! ويترك البشرية 600 سنة ان يأتي الشخص الذي سيصحح! 
ويقول: هل معقول ان ربنا يرى شخص يحرف كلامه ويبقى يتفرج! مستحيل!! فمن يتهم الانجيل بالتحريف يتهم الله بعدم القدرة على حفظ كلامه! 
ويقول: الذي يتهم الانجيل بالتحريف يتهم المسيح انه جاء عبثاً!
ويقول: ولا مرة سمعت احدا يقول القرآن غيرني!!!!!
ويقول لحد الان المسلمين المساكين تائهين في صفحات التوراة والانجيل باحثين عن اي نبوءة لينسبوهة لمحمد!! لأن آيات القرآن وضغتهم في مشكلة (النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل)!
وتحدث عن الخلافات بين الصحابة وتورط بعضهم بدماء البعض الآخر! واتخذه دليلاً على اللعنة التي اصابتهم والتي بيَّنها بولس في رسالته الى غلاطية!!
وجواب كلامه هذا يمكن ان نلخصه بالفقرات التالية:
موقف المسلمين من الانجيل.
معنى الانجيل عند المسيحيين.
هل المقصود بالانجيل انه بشارة المسيح؟
هل كان لبولس انجيل؟
هل تعرض الانجيل للتحريف؟
هل يسمح الإله بتحريف كلامه؟
هل القول بتحريف الانجيل يعني عبث مجيء المسيح؟
هل يغيّر القرآن حياة الانسان؟
هل بشّر الكتاب المقدس بمجيء رسول الاسلام؟
هل الخلافات بين الصحابة بسبب مخالفتهم للمسيحية؟
 
وسنناقش هذه الفقرات ونبين الاخطاء التي وقع رشيد حمامي فيها.
 
موقف المسلمين من الانجيل
ينسب رشيد حمامي للمسلمين ما لا يقولونه، وكان عليه ان ينسب ذلك لنفسه فقط، فهو حينما كان مسلماً كان يظن ان الانجيل نزل مثل القرآن الكريم شفاها ثم تم جمعه، وليس جميع المسلمين يظنون ذلك. فيا رشيد اذا كانت عندك فكرة خاطئة تكونت في ذهنك عن موضوع معين فيمكنك ان تنسبها لنفسك فقط وأن تبحثها في مصادرها المعتبرة، لا أن تنسبها للمسلمين الذين لا يعرفون ما نسبته لهم. فالمسلمون من اهل السنة والشيعة الامامية متفقون على ان الانجيل نزل ككتاب واحد من الله سبحانه وتعالى، وكما يقول العلماء: جملة واحدة أي دفعة واحدة، والقرآن الكريم هو الكتاب السماوي الوحيد الذي نزل متفرقاً أو منجماً بتعبير العلماء. ولذلك طلب المشركون ان ينزل القرآن دفعة واحدة كما نزلت بقية الكتب على الانبياء قبله! قال تعالى: ((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَة)). وكذلك نقرأ في تفاسير المسلمين ان التوراة والانجيل نزلا دفعة واحدة لا كنزول القرآن الكريم. 
قال النسفي: (و إنما قيل نزل الكتاب وأنزل التوراة والإنجيل لأن القرآن نزل منجما ونزل الكتابان جملة)[1]. وكذلك ورد في الكشاف للزمخشري[2]، وفتح القدير للشوكاني[3]، وتفسير جوامع الجامع للشيخ الطبرسي[4]، وغيرهم.
فالانجيل كتاب سماوي وهو كلام الله سبحانه نزل دفعة واحدة على المسيح (عليه السلام).
 
معنى الانجيل عند المسيحيين
ليس رشيد حمامي هو المسيحي الوحيد الذي يقول ان الانجيل هو البشارة التي جاء بها المسيح، بل عموم المسيحيون يقولون بذلك. فقد جاء في التعليق على مرقس (1:1) في طبعة العهد الجديد التي اشرف عليها الأب بولس الفغالي: (الانجيل هو الخبر الطيب الذي يحدثنا عن خلاص قدّمه الله عبر حياة يسوع وموته وقيامته)[5].
لو تتبعنا المواضع التي وردت فيها كلمة (انجيل) في العهد الجديد سنجد بما لا يقبل الشك ان المقصود به كتاب معيّن. ولا تجدي نفعاً محاولات طمس المعنى الظاهري للنصوص والقول بأن معنى الانجيل هو البشارة والبشارة المقصود بها المسيح (عليه السلام)!
لقد كان الجيل الاول المسيحي، بولس واتباعه، يعلمون ان هناك كتاباً اسمه الانجيل انزل على المسيح (عليه السلام) ولذلك عندما كتبوا الاناجيل واعمال الرسل ورسائلهم كتبهم التي فيها سيرة المسيح اطلقوا عليها اسم (انجيل) لتكون بديلا عن انجيل المسيح الذي عند الحواريين اتباع المسيح (عليه السلام) وتلاميذه، فكان انجيل متى وانجيل لوقا وانجيل مرقس وانجيل يوحنا بالاضافة الى الاناجيل التي لا تعترف بها الكنائس الخمسة الكبرى[6] من قبيل: انجيل بولس وانجيل بطرس وانجيل توما وانجيل يهوذا وانجيل برنابا وغيرها.
ويحاول المسيحيون القول بان معنى الانجيل هو البشارة! ولكن لو استبدلنا كلمة الانجيل بالبشارة فلن يتم معنى مقبول للعديد من الجمل! كما ان هناك سفار تحتوي على المفردتين معاً (انجيل) و(بشارة) مما يدل على انهما يمتلكان معنيين مختلفين، لأن المخطوطات القديمة كتبتهما بلفظين مختلفين. 
وقد ورد في العهد الجديد نفسه كلمة (الإنجيل) أو (إنجيل المسيح) أو (إنجيل الله) في (67) موضع في دلالة واضحة لأقتباس كتّاب العهد الجديد لهذه الكلمة من الموروث الديني الذي تركه المسيح عيسى (عليه السلام)، والمواضع التي ورد فيها ذكر كلمة (الإنجيل) أو (إنجيل المسيح) أو (إنجيل الله) وما شابهها ، في العهد الجديد هي التالي، وستبين لنا من خلالها صحة استنتاجنا: لماذا لم يكتبوا في هذه المواضع الـ (57) في الترجمات بلغات متعددة كلمة (بشارة) بدلاً من انجيل، في حين انه وردت كلمة (بشارة) في (5) مواضع في نفس الاسفار التي وردت بها كلمة (إنجيل) ؟! ذلك لأنهم يعرفون ان المقصود به كتاباً معيناً اسمه الانجيل وليس معناها البشارة:
1.     في انجيل متى (26: 13): (الحق أقول لكم: حيثما يكرز[7] بهذا الإنجيل في كل العالم، يخبر أيضا بما فعلته هذه تذكارا لها).
وفي المقابل ورد في نفس انجيل متى كلمة (بشارة) وكالتالي: 
     في انجيل متى (4: 23): (وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب). 
     وفي انجيل متى (9: 35): (وكان يسوع يطوف المدن كلها والقرى يعلم في مجامعها، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب). 
     وفي انجيل متى (24: 14): (ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم. ثم يأتي المنتهى).
ومن الجدير بالذكر ان اللاهوتي الشهير يوحنا ذهبي الفم (347–407)م عندما شرح هذا الموضع من انجيل متى (26: 13) استخدم كلمة (انجيل)[8] ولم يستخدم كلمة بشارة ولا بشرى، وهو قد عاش في الفترة قبل ظهور الاسلام. فلم يكن حينئذٍ يضرّه ان يكون للمسيح انجيل شفوي أو مكتوب. وهو يستخدم لفظ (الانجيل) لأكثر من مرّة في تفسيره لإنجيل متى[9]، وفي نفس هذا الكتاب يستخدم يوحنا فم الذهب تارة أخرى عبارة (يكرز ببشارة الملكوت)[10]! مما يعني انه يقصد بكلمة (انجيل) معنى غير معنى البشارة او البشرى، والا فلماذا يستخدم تارة كلمة انجيل وتارة كلمة بشارة؟!!
 
2.     في إنجيل مرقس (1:1): (بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله). 
3.     في انجيل مرقس (1: 14): (وبعدما أسلم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله). ثم في إنجيل مرقس (1: 15): (ويقول: «قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل»)! ف نفس الموضع تارة يستخدم كلمة (بشارة) وتارة كلمة (انجيل) مما يبين بوضوح ان المقصود بالانجيل معنى آخر غير معنى (البشارة).
4.     في إنجيل مرقس (8: 35): (فإن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل فهو يخلصها).
5.     في إنجيل مرقس (10: 29و30): (فأجاب يسوع وقال: الحق أقول لكم: ليس أحد ترك بيتا أو إخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو امرأة أو أولادا أو حقولا، لأجلي ولأجل الإنجيل، إلا ويأخذ مئة ضعف الآن في هذا الزمان).
6.     في إنجيل مرقس (13: 10): (وينبغي أن يكرز أولا بالإنجيل في جميع الأمم).
7.     في إنجيل مرقس (14: 9): (الحق أقول لكم: حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم، يخبر أيضا بما فعلته هذه، تذكارا لها).
8.     في إنجيل مرقس (16: 15): (وقال لهم: اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها). 
9.     في اعمال الرسل (15: 7): (فبعد ما حصلت مباحثة كثيرة قام بطرس وقال لهم: «أيها الرجال الإخوة، أنتم تعلمون أنه منذ أيام قديمة اختار الله بيننا أنه بفمي يسمع الأمم كلمة الإنجيل ويؤمنون). وفي موضع آخر يقول - في اعمال الرسل (20: 24) - يقول: (ولكنني لست أحتسب لشيء، ولا نفسي ثمينة عندي، حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع، لأشهد ببشارة نعمة الله).
10.  في رسالة بولس إلى أهل روما (1:1): (بولس، عبد ليسوع المسيح، المدعو رسولا، المفرز لإنجيل الله).
11.  في رسالة بولس إلى أهل روما (9:1): (فإن الله الذي أعبده بروحي، في إنجيل ابنه، شاهد لي كيف بلا انقطاع أذكركم).
12.  في رسالة بولس إلى أهل روما (1: 16): (لأني لست أستحي بإنجيل المسيح، لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن: لليهودي أولا ثم لليوناني).
13.  في رسالة بولس إلى أهل روما (2: 16): (في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب إنجيلي بيسوع المسيح).
14.  في رسالة بولس إلى أهل روما (10: 16): (لكن ليس الجميع قد أطاعوا الإنجيل، لأن إشعياء يقول: «يا رب من صدق خبرنا؟»).
15.  في رسالة بولس إلى أهل روما (11: 28): (من جهة الإنجيل هم أعداء من أجلكم، وأما من جهة الاختيار فهم أحباء من أجل الآباء).
16.  في رسالة بولس إلى أهل روما (15: 16): (حتى أكون خادما ليسوع المسيح لأجل الأمم، مباشرا لإنجيل الله ككاهن، ليكون قربان الأمم مقبولا مقدسا بالروح القدس).
17.  في رسالة بولس إلى أهل روما (15: 19): (بقوة آيات وعجائب، بقوة روح الله. حتى إني من أورشليم وما حولها إلى إلليريكون[11]، قد أكملت التبشير بإنجيل المسيح).
18.  في رسالة بولس إلى أهل روما (29:15): (وأنا أعلم أني إذا جئت إليكم، سأجيء في ملء بركة إنجيل المسيح).
19.  في رسالة بولس إلى أهل روما (16: 25): (وللقادر أن يثبتكم، حسب إنجيلي والكرازة بيسوع المسيح، حسب إعلان السر الذي كان مكتوما في الأزمنة الأزلية).
20.  في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس (4: 15): (لأنه وإن كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح، لكن ليس آباء كثيرون. لأني أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل).
21.  في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس (9: 12): (إن كان آخرون شركاء في السلطان عليكم، أفلسنا نحن بالأولى؟ لكننا لم نستعمل هذا السلطان، بل نتحمل كل شيء لئلا نجعل عائقا لإنجيل المسيح).
22.  في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس (9: 14): (هكذا أيضا أمر الرب: أن الذين ينادون بالإنجيل، من الإنجيل يعيشون).
23.  في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس (18:9): (فما هو اجري إذ و أنا ابشر اجعل انجيل المسيح بلا نفقة حتى لم استعمل سلطاني في الانجيل).
24.  في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس (9: 23): (وهذا أنا أفعله لأجل الإنجيل، لأكون شريكا فيه).
25.  في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس (15: 1): (وأعرفكم أيها الإخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به، وقبلتموه، وتقومون فيه).
26.  في رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس (12:2): (ولكن لما جئت إلى ترواس، لأجل إنجيل المسيح، وانفتح لي باب في الرب).
27.  في رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس (4: 3و4): (ولكن إن كان إنجيلنا مكتوما، فإنما هو مكتوم في الهالكين، الذين فيهم إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين، لئلا تضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح، الذي هو صورة الله).
28.  في رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس (8: 18 و19): (وأرسلنا معه الأخ الذي مدحه في الإنجيل في جميع الكنائس. وليس ذلك فقط، بل هو منتخب أيضا من الكنائس رفيقا لنا في السفر، مع هذه النعمة المخدومة منا لمجد ذات الرب الواحد، ولنشاطكم).
29.  في رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس (9: 13): (إذ هم باختبار هذه الخدمة، يمجدون الله على طاعة اعترافكم لإنجيل المسيح، وسخاء التوزيع لهم وللجميع).
30.  في رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس (14:10): (لأننا لا نمدد أنفسنا كأننا لسنا نبلغ إليكم. إذ قد وصلنا إليكم أيضا في إنجيل المسيح).
31.  في رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس (11: 4): (فإنه إن كان الآتي يكرز بيسوع آخر لم نكرز به، أو كنتم تأخذون روحا آخر لم تأخذوه، أو إنجيلا آخر لم تقبلوه، فحسنا كنتم تحتملون).
32.  في رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس (11: 7): (أم أخطأت خطية إذ أذللت نفسي كي ترتفعوا أنتم، لأني بشرتكم مجانا بإنجيل الله؟).
33.  في رسالة بولس إلى أهل غلاطية (6:1 و7): (إني أتعجب أنكم تنتقلون هكذا سريعا عن الذي دعاكم بنعمة المسيح إلى إنجيل آخر، ليس هو آخر، غير أنه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون أن يحولوا إنجيل المسيح).
34.  في رسالة بولس إلى أهل غلاطية ( 11:1): (وأعرفكم أيها الإخوة الإنجيل الذي بشرت به، أنه ليس بحسب إنسان).
35.  في رسالة بولس إلى أهل غلاطية (2:2): (وإنما صعدت بموجب إعلان، وعرضت عليهم الإنجيل الذي أكرز به بين الأمم، ولكن بالانفراد على المعتبرين[12]، لئلا أكون أسعى أو قد سعيت باطلا).
36.  في رسالة بولس إلى أهل غلاطية (2: 5): (الذين لم نذعن لهم بالخضوع ولا ساعة، ليبقى عندكم حق الإنجيل).
37.  في رسالة بولس إلى أهل غلاطية (2: 7): (بل بالعكس، إذ رأوا أني اؤتمنت على إنجيل الغرلة كما بطرس على إنجيل الختان).
38.  في رسالة بولس إلى أهل غلاطية (2: 14): (لكن لما رأيت أنهم لا يسلكون باستقامة حسب حق الإنجيل، قلت لبطرس قدام الجميع: «إن كنت وأنت يهودي تعيش أمميا لا يهوديا، فلماذا تلزم الأمم أن يتهودوا؟»).
39.  في رسالة بولس إلى أهل أفسس (13:1): (الذي فيه أيضا أنتم، إذ سمعتم كلمة الحق، إنجيل خلاصكم، الذي فيه أيضا إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس).
40.  في رسالة بولس إلى أهل أفسس (3: 6): (أن الأمم شركاء في الميراث والجسد ونوال موعده في المسيح بالإنجيل). 
41.  في رسالة بولس إلى أهل أفسس (6: 15): (وحاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام).
42.  في رسالة بولس إلى أهل أفسس (6: 19): (ولأجلي، لكي يعطى لي كلام عند افتتاح فمي، لأعلم جهارا بسر الإنجيل). 
43.  في رسالة بولس الى اهل كولسي (1: 5): (من أجل الرجاء الموضوع لكم في السماوات، الذي سمعتم به قبلا في كلمة حق الإنجيل).
44.  في رسالة بولس الى اهل كولسي (1: 23): (إن ثبتم على الإيمان، متأسسين وراسخين وغير منتقلين عن رجاء الإنجيل، الذي سمعتموه، المكروز به في كل الخليقة التي تحت السماء، الذي صرت أنا بولس خادما له).
45.  في رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي(1: 5): (أن إنجيلنا لم يصر لكم بالكلام فقط، بل بالقوة أيضا، وبالروح القدس، وبيقين شديد، كما تعرفون أي رجال كنا بينكم من أجلكم).
46.  في رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي (2:2): (بل بعد ما تألمنا قبلا وبغي علينا كما تعلمون، في فيلبي، جاهرنا في إلهنا أن نكلمكم بإنجيل الله، في جهاد كثير).
47.  في رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي (4:2): (بل كما استحسنا من الله أن نؤتمن على الإنجيل، هكذا نتكلم، لا كأننا نرضي الناس بل الله الذي يختبر قلوبنا). 
48.  في رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي (2: 8و9): (هكذا إذ كنا حانين إليكم، كنا نرضى أن نعطيكم، لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضا، لأنكم صرتم محبوبين إلينا. فإنكم تذكرون أيها الإخوة تعبنا وكدنا، إذ كنا نكرز لكم بإنجيل الله، ونحن عاملون ليلا ونهارا كي لا نثقل على أحد منكم).
49.  في رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي (3: 2): (فأرسلنا تيموثاوس أخانا، وخادم الله، والعامل معنا في إنجيل المسيح، حتى يثبتكم ويعظكم لأجل إيمانكم).
50.  في رسالة بولس الثانية إلى أهل تسالونيكي (8:1): (في نار لهيب، معطيا نقمة للذين لا يعرفون الله، والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح).
51.  في رسالة بولس الثانية إلى أهل تسالونيكي (2: 14): (الأمر الذي دعاكم إليه بإنجيلنا، لاقتناء مجد ربنا يسوع المسيح).
52.  في رسالة بولس الاولى الى تيموثاوس (1: 11): (حسب إنجيل مجد الله المبارك الذي اؤتمنت أنا عليه).
53.  في رسالة بولس الثانية الى تيموثاوس (1: 8): (فلا تخجل بشهادة ربنا، ولا بي أنا أسيره، بل اشترك في احتمال المشقات لأجل الإنجيل بحسب قوة الله).
54.  في رسالة بولس الثانية الى تيموثاوس (1: 10): (وإنما أظهرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح، الذي أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل).
55.  في رسالة بولس الثانية الى تيموثاوس (2: 8): (اذكر يسوع المسيح المقام من الأموات، من نسل داود بحسب إنجيلي).
56.  رسالة بولس الى فليمون (1: 13): (الذي كنت أشاء أن أمسكه عندي لكي يخدمني عوضا عنك في قيود الإنجيل).
والملفت في الامر ان طبعة الكتاب المقدس الصادر عن (دار الكتاب الشريف) استبدل جميع المواضع التي وردت فيها كلمة (انجيل) بكلمة (البشرى) عدا هذا الموضع في رسالة فيلمون فقد كتبه كما هو! وكتب العبارة هكذا: (فإني كنت احب ان يبقى معي هنا ليخدمني نيابة عنك وانا مسجون في سبيل الانجيل)!
57.  في رسالة بطرس الأولى (17:4): (لأنه الوقت لابتداء القضاء من بيت الله. فإن كان أولا منا، فما هي نهاية الذين لا يطيعون إنجيل الله؟).
 
ولم ترد في انجيل لوقا وانجيل يوحنا كلمة (انجيل) ولا كلمة (بشارة)!!؟ فاللذان كتباهما اطلقا عليهما عنوان (إنجيل) لأنهما يعرفان ان الانجيل هو كتاب وليس مجرد بشارة، كما انهما في اللغة الاصلية (اليونانية) لم يسمياه بشارة لوقا ولا بشارة يوحنا لأن مقصودهما هو محاكاة انجيل المسيح (عليه السلام) بكتابة انجيل يخص عقيدتهما!
بل ان كتب التراث المسيحي في القرون الاولى اربعة اصناف: اما اناجيل او رسائل او اعمال او رؤى! والاعمال المقصود بها سيرة حياة تلاميذ المسيح واتباعهم في نقلهم ودعوتهم لتعاليم المسيح. ولو كان المقصود بكتابتهم للانجيل هو حكاية تعاليم المسيح وبشارته ودعوته لأطلقوا عليها اسم اعمال المسيح، ولكنهم اختاروا فيما يخص المسيح اطلاق اسم انجيل لأرتباط هذا الاسم بالمسيح من خلال الكتاب السماوي الذي نزل عليه واطلقوا اسم اعمال على سيرة تلاميذه.
 
فمحاولة علماء المسيحية تاويل كلمة الإنجيل بإرجاعها إلى معنى (البشارة) تعد ضمن التحريف المفضوح الذي يندرج في سلسلة تحريفاتهم المستمرة ضمن ما أطلقنا عليه في كتابنا (حقائق انجيلية) بـ (التحريف بالترجمة) وقد أكّد تحريفهم المذكور أنه في بعض المواضع التي ذكرناها لا يستقيم المعنى بعد إستبدال كلمة (إنجيل) بكلمة (بشارة) ، فضلاً عن تعارض مفهوم البشارة مع مفهوم العزاء ، فلو كان المؤمن بالعهد الجديد يعيش أجواء البشارة بالخلاص فلماذا وعدهم المسيح بإرسال معزّي لهم ، فقال في إنجيل يوحنا (16:14) : (وسأطلب من الآب أن يعطيكم معزياً آخر يبقى معكم إلى الأبد) ، ومعروف أن المعزّي إنما يحتاج إليه في أجواء الحزن والظلم لا في أجواء البشارة والسرور. فالصحيح هو أستعمال كلمة (الإنجيل) المأخوذة من أسم الكتاب الذي كان يبشر به المسيح عليه السلام.
لقد توارث المسيحيون مصطلح (الإنجيل) لكونه يطلق على الكتاب الذي فيه التعاليم التي صدرت عن المسيح. ولذلك اطلقوه على كتاب متى وأيضاً على كتاب مرقس وكتاب لوقا وكتاب يوحنا ، كلٌ على حدة ، ولم يطلقوه على اعمال الرسل ولا رسائل بولس وبطرس ويعقوب ويوحنا ويهوذا، رغم ان الجميع يحمل البشارة بحسب فكرهم الديني، لكن مصطلح الانجيل لا يطلق الا على التعاليم التي صدرت مباشرة من المسيح، حتى أصبح جزءاً من الموروث الديني والثقافي عندهم ولم يعد بسهولة التخلص من هذا الموروث بإستبدال كلمة (إنجيل) بكلمة (بشارة) ، فالذين يستعملون هذه الكلمة (البشارة) ما زالوا يسمون الأسفار الأربعة في العهد الجديد بالأناجيل الأربعة ، وليس البشارات الأربعة ، لأن أسم الأنجيل لا يمكن استبدال معناه بمعنى البشارة الا على سبيل التحريف! 
ولتقريب الفكرة نقول ان كلمة (القرآن) هي مصدر القراءة، يقول العلامة الطبرسي: (القرآن : معناه القراءة في الأصل، وهو مصدرُ قرأتُ ، أي تَلَوْتُ، وهو المَرْوِي عن إبن عباس، و قيل هو مصدرُ قرأتُ الشيء، أي جَمَعْتُ بعضهُ إلى بعض)[13]. وقال السيد محمد باقر الحكيم: (واما تسميته بالقرآن فهي تشير الى حفظه في الصدور نتيجة لكثرة قراءته وترداده على الألسن، لأن القرآن مصدر القراءة، وفي القراءة استكثار واستظهار للنص)[14]. فهذا هو الاصل اللغوي لأشتقاق لفظ (القرآن) فأصبح مصطلحاً اسلامية يسمى به كلام الله سبحانه النازل على رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). وكلمة إنجيل في أصل تسميتها تحمل في اللغة الآرامية التي نزل بها الانجيل معنى البشارة واشتقت منها، ولكن لفظ (انجيل) اصبح مصطلحاً آرامياً يطلق على الكتاب النازل على المسيح بن مريم (عليهما السلام)، ولذلك حينما استعمله كتّاب الاناجيل الاربعة واسفار العهد الجديد استعملوه كمصطلح كما مرّ علينا، فلم يغيروا لفظ (انجيل) بالاضافة الى استعمالهم لفظ (بشارة) ومشتقاتها في مواضع اخرى في نفس اسفار العهد الجديد، كما مرَّ علينا.
 
ومن جانب آخر، فالمسيحيون يعترفون بوظيفة نبوية للمسيح، وانه في تجسده وناسوته بحسب عقيدتهم كانت له وظيفة نبوية كبشر،الى جانب وظيفته اللاهوتية! ونعرف ان انبياء بني اسرائيل كان يوحى اليهم، كما حصل لداود واشعياء وارميا ودانيال، فما المانع ان يكون هناك وحي للمسيح من خلال وظيفته النبوية وان هذا الوحي الذي نزل على المسيح او من خلال المسيح يسمى انجيلاً؟
 
هل ان المقصود بالانجيل انه بشارة المسيح؟
اذا كان المقصود ان بشارة المسيح تسمى إنجيل، فلماذا تسمى رسائل بولس ولم تسمى اناجيل بولس وهي تنقل البشارة بالمسيح!! ولماذا تسمى اعمال الرسل ولم تسمى اناجيل الرسل وهي تنقل بشارة الرسل للامم الاخرى بالمسيح!؟ مجرد ادعاءات لا ترقى الى مستوى الواقع والاقناع.
فهناك العشرات او المئات من الكتب المسيحية المؤلفة حول حياة المسيح والصليب والفداء، فهل تقبل ان يقال عنها جميعاً انها اناجيل؟! لا اظن ان المسيحيين يقبلون بكلامك هذا. حسناً بين يدي الآن كتاب اسمه (كتاب المسيح، حياته أعماله) تاليف الأب متى المسكين، هل تقبل ان نطلق عليه أسم "إنجيل متى المسكين"؟! 
لا تتلاعب بعقول مستمعيك يا رشيد!
 
هل كان لبولس انجيل؟
يرفض رشيد حمامي ان يكون لبولس إنجيل أي كتاب مستقل يبشر به كما هو حال الاناجيل الاربعة! ويعلل رفضه بعد ان استشهد بما ورد في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس (15: 1) قول بولس: (وأعرفكم أيها الإخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به، وقبلتموه، وتقومون فيه). فقال رشيد: أنَّ بولس لم ياخذ لهم كتاب بل كلمهم بكلام شفوي! وأن بولس يقول لهم انه سلمهم البشارة كما تلقاها من تلاميذ المسيح واهم ما فيها أنَّ المسيح قام، وأنَّ من اهم اركان المسيحية أنَّ المسيح مات وقام من الاموات! ولكن رشيد لم يبين لماذا يرفض ان يكون لبولس انجيل يبشر به كما هو حال الاناجيل الاربعة، ان وجود مثل هذا الانجيل عند بولس لا ينتقص منه شيئاً ولا من دعوته - التي بدأت سرية لمدة 14 سنة ثم حولها للعلنية[15] بينما المسيح تكلم علانية وكذلك كان يفعل تلاميذه! - بل ان وجود انجيل لبولس لا ينتقص من فكرة رشيد بأن الانجيل هو البشارة بالمسيح كما ان وجود الاناجيل الاربعة لم ينتقص من فكرته بحسب ظنه! وان عدم وجود انجيل بولس من ضمن العهد الجديد يعني انه ضاع مع ما ضاع من اسفار الكتاب المقدس وهذا لا يطعن بشيء عند المسيحيين لأن علماء المسيحية يعترفون بضياع رسالتين لبولس نفسه! فلماذا يترك رشيد التفسير الواضح السهل بأن بولس كان لديه انجيل يبشر به ويذهب الى التفسير الاصعب والاعقد وغير المعقول لأنه لا يظهر من خلال ظاهر لفظ النصوص في العهد الجديد التي تحدثت عن انجيل بولس وغيره من الاناجيل.
وبناءاً على كلام رشيد فيجب ان تسمى رسائل بولس بإناجيل بولس ولكنهم لم يسموها هكذا لأنهم يعرفون ان الانجيل هو مصطلح لكتاب مخصوص يحمل تعاليم المسيح وليس مجرد سرد لبشارة الخلاص والقيامة من الاموات! وتمت ترجمة لفظ (انجيل) كمصطلح لكتاب عبر اللغات المتعددة وليس كلفظ يحمل معنى البشارة والبشرى.
 
هل تعرض الانجيل للتحريف؟
للاجابة عن هذا السؤال، يجب ان نحدد اي انجيل هو المقصود بالسؤال؟ هل المقصود الانجيل السماوي الذي انزله الله سبحانه على المسيح (عليه السلام) أم المقصود الاناجيل التي كتبها تلاميذ بولس واتباعه؟
فأولاً: المسلمون لا يقولون بتحريف الانجيل الكتاب السماوي، بل يقولون انه ضاع نتيجة اضطهاد جهات عديدة لأتباع المسيح (عليه السلام) في مقدمتهم اتباع بولس الذين قرروا بعد مجمع نيقية 325م حرق جميع الاسفار التي لم يعترفوا بها والتي تنص على إلوهية المسيح (عليه السلام)! وكذلك اليهود والرومان والوثنيون شاركوا في محاربة الانجيل وطمس معالم وجوده عبر القرون.
وثانياً. بخصوص الاناجيل وكتب العهد الجديد المعتمدة اليوم لدى المسيحيين اتباع بولس فبلا شك قد لحقها التلاعب والاخطاء والضياع وتشهد هي على نفسها بذلك. فإنكار حدوث ذلك فيها هو نوع من الغطرسة الثقافية والابتعاد عن الامانة العلمية. 
فأسفارالكتاب المقدس جميعها بعهديه القديم والجديد، ومنها الاناجيل واعمال الرسل والرسائل والرؤيا، قد تعرضت للتلاعب والتغيير المتعمد وغير المتعمد. وما يشغلنا هو التغيير المتعمد الذي نطلق عليه (التحريف). وعلماء المسيحية يعترفون بحصول تغييرات متعمدة في نصوص الكتاب المقدس ولأسباب عديدة. وهو ما سنتعرف عليه في الفقرة القادمة.
وثالثاً. قول رشيد حمامي بانه من غير المعقول ان يكون المخطط الالهي للانجيل لمدة اربع او خمس سنوات فقط ثم يسمح الرب بضياعه! فنقول له: اولاً: من قال ان الانجيل ضاع بعد اربع او خمس سنوات؟! لا يوجد شاهد تأريخي على هذا، بل هو ضاع بمرور الازمنة وبعد فترة طويلة بسبب اضطهاد اليهود (وبولس الفريسي كان في مقدمتهم) واضطهاد الرومان ثم بسبب قرارات مجمع نيقية سنة 325م وما تلاها من حرق ومحاربة جميع الكتب خارج كتب العهد الجديد التي تتبع بولس! فإذن الانجيل من الطبيعي ان يستمر وجوده لفترة طويلة لأكثر من قرنين قبل ان تُطمَس معالمه. وثانياً. بدورنا يمكن ان نقول بنفس العقلية التي تحدث بها رشيد حمامي: ولماذا سمح الرب بضياع بعض رسائل بولس كما وردت الاشارات الى هذا الضياع في العهد الجديد نفسه؟! ولماذا سمح بضياع اسفار عديدة من العهد القديم ايضاً؟ 
ان الله سبحانه وتعالى يرسل الانبياء (عليهم السلام) وينزل الكتب السماوية ويؤيد رسله بالمعجزات، فإن قَبِلَ الناس ذلك سلكوا طريقهم الى النعيم الاخروي، وإن رفضوا ذلك سلكوا طريق الشيطان الذي يقودهم الى الجحيم الاخروي. ولا يضر الله سبحانه شيئاً لو كفر من في الارض جميعاً.  قال تعالى في سورة ابراهيم (عليه السلام): ((وَقَالَ مُوسَـى إِن تَكْفُرُوا أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ)).
وعندما ارسل الله سبحانه موسى (عليه السلام) الى بني اسرائيل وأخرجهم من مصر الى ارض الميعاد، فما ان عبروا البحر وذهب موسى (عليه السلام) الى ميقات ربه حتى اتخذوا العجل وعبدوه، فهل نسأل لماذا فشلت خطة الإله سريعاً  لأن بني اسرائيل سرعان ما عبدوا العجل!! وكذلك النبي يحيى (عليه السلام) الذي يسميه المسيحيون يوحنا المعمدان سرعان ما قُتِل فهل نقول لماذا فشلت خطة الإله معه وسمح بقتله!! وحتى المسيح فحسب عقيدتهم انه صلب بعد ثلاثة سنوات من بدء ظهوره الناسوتي! هل هذه قيمة الناسوت ثلاث سنوات فقط؟! وهل هذه هي خطة اله الكتاب المقدس والبشارات التي بشّر بها في العهد القديم والتي قالوا انها تخص المسيح وان العديد من الانبياء قالوا بظهور المسيح بحسب عقيدتهم ، واطلقوا عليه تارة يهوشع (يسوع) أي المخلّص وتارة عمانوئيل اي الله معنا، وبشارة اشعياء بالعذراء التي تلد ولداً!! ومع ذلك فشلت خطة الإله بعد ثلاث سنوات فقط!! فهل هذه هي خطة الإله لمسيحه فقط ثلاث سنوات، وفقاً لمنطق رشيد نفسه! 
ثم من منظور آخر نجد ان الانجيل السماوي قد عمل به اتباع المسيح (عليه السلام) وتلاميذه (الحواريين) الذين يسميهم المسيحيون (الرسل)، وكان ابرز ركن من اركان العمل بالانجيل هو العمل بشريعة موسى (عليه السلام) وتعاليم المسيح (عليه السلام) معاً وما خففه لهم (نسخه) من تعاليم التوراة. قال تعالى في سورة آل عمران (عليهم السلام) على لسان المسيح (عليه السلام): ((وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ)). وفي انجيل متى (5: 17-19) قول منسوب للمسيح: (لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل. فإني الحق أقول لكم: إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل. فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا، يدعى أصغر في ملكوت السماوات. وأما من عمل وعلم، فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات). بينما كانت دعوة بولس مركزة على قبول الايمان ورفض العمل بالشريعة (الناموس- التوراة) والانبياء! ولذلك ظهر عند اتباع بولس تياران الاول يقول بوجوب العمل بالشريعة (التوراة) الى جانب العمل بتعاليم الانجيل (تعاليم المسيح) ويتمثل هذا التيار برسالة يعقوب ضمن رسائل العهد الجديد، وتيار آخر يقول بأن المسيح بدء عهداً جديداً لا مكان للعمل بالشريعة فيه بل الخلاص بالايمان فقط، ويتمثل هذا التيار ببولس الذي قال عبارته الشهيرة في رسالته الاولى الى اهل كورنثوس (6: 12): (كل الأشياء تحل لي، لكن ليس كل الأشياء توافق)! 
فلا مجال للقول بإنتهاء تأثير الانجيل السماوي لضياعه بعد فترة قليلة لأن تعاليمه بقيت مستمرة حتى في التيارات المنحرفة عن المسيح (عليه السلام) كالمسيحيون أتباع بولس، والى يومنا هذا.
 
أدلة تحريف الكتاب المقدس:
موضوع تحريف الكتاب المقدس ينظر الى أدلته من خلال التالي:
1.     ورود نصوص في الكتاب المقدس تعترف بحدوث تحريف.
2.     ورود نصوص في الكتاب المقدس تعترف بضياع اسفار منه، في العهدين القديم والجديد. والضياع نوع من التحريف. فالتوراة السماوية الان ضائعة بمعنى أنها لا يمكن تشخيصها بدقة لأن الموجود منها قد تم تحريفه أو اعادة كتابته من قبل انسان او كلاهما.
3.     ورود نصوص في العهد القديم تستشهد بعبارات من العهد القديم وهي غير موجودة فيه حالياً.
4.     ورود تناقضات بين اسفار الكتاب المقدس وهذا يعني ان احد الموضعين تم تحريفه لأنه من غير المعقول ان يتناقض الوحي الالهي.
5.     اعترافات علماء المسيحية انفسهم.
6.     الاختلافات الموجودة بين المخطوطات القديمة للكتاب المقدس وهي بالآلاف. والاختلافات يعني ان هناك تحريف قد حصل وعدم امكانية تمييز المخطوطة المحرفة من غيرها يعني سقوط اعتبار جميع المخطوطات.
7.     قيام اليهود الماسوريين بإحداث تغييرات في نصوص التوراة واسفار الانبياء (ما يسمونه العهد القديم عند المسيحيين)، بذريعة ادخال التشكيل على حروفها لتقرأ بصورة سليمة! ولا توجد الآن في كل العالم مخطوطة كاملة للتوراة واسفار الانبياء الا وتاريخها يعود بعد القرن الثامن الميلادي أي بعد ظهور الاسلام. اما النسخ السابقة لظهور الاسلام فقد تم طمسها من اجل طمس صحة نبوة محمد (صلى الله عليه وآله) وورود اسمه المبارك في التوراة واسفار الانبياء في العهد القديم.
8.     ظهور تغييرات وتحريف في الطبعات الحديثة للكتاب المقدس. فكيف إذن بما حدث من تغيير وتحريف في المخطوطات القديمة التي نسخت في ظروف غير معروفة ومن قبل اشخاص مجهولين!
9.     اختلاف المذاهب المسيحية الحالية في عدد اسفار الكتاب المقدس، وكذلك اختلافهم في بعض اجزاء الاسفار المتفق عليها. وهذا يعني ان بعض الاسفار المختلف عليها هي دخيلة على الوحي الإلهي أو محذوفة منه! وعدم إمكانية تمييزها يعني عدم إمكانية اعتبارها كلها وذلك يقود لحتمية القول بتحريفها. وهذه الفقرة بالتحديد قد لا تلقى أهمية من قبل المسيحيين لأن كل مسيحي يظن ان مذهبه وكتابه المقدس هو الصواب وباقي المذاهب المسيحية على خطأ! ولكن بالنسبة لغير المسيحيين فبالتأكيد هي نقطة مهمة لأنها تثبت أن الوحي الإلهي الذي سبق ظهور الاسلام لا يمكن الاستدلال عليه.
 
وهناك نقطة جدير بالملاحظة، وهي ان المخطوطات الاصلية للكتاب المقدس كتبت بلغات شتى، منها العبرية والآرامية واليونانية وغيرها، وان الشعوب المسيحية بلغاتها الحيّة تحتاج الى ترجمة من تلك اللغات القديمة الى لغاتها الحية التي تتحدث بها، ولذلك بعد دخول عصر الطباعة وجدنا ان هناك حركة ترجمة مستمرة  للكتاب المقدس الى اللغات الحية. وقد واجهت ترجمة النصوص القديمة الى اللغات الحيّة المعاصرة مشاكل عديدة أدت في نهاية الامر الى حدوث بعض التغييرات في النصوص القديمة، شاء المترجم ذلك أم أبى، وهذه التغييرات تخدش في قدسية النص بلا شك وتنقله من طبيعته المقدسة الى طبيعة نص مُترجَم فيه مزاياه وعيوبه! فالمترجِم يراعي حين ترجمته اذهان المتلقين له ومستواهم الفكري والثقافي، ولذلك قالوا ان (الفولجاتا Vulgata) وهي الكتاب المقدس باللغة اللاتينية التي ترجمها جيروم في القرن الرابع قبل الميلاد، وكان قد استخدم لغة شعبية (عاميّة) في ترجمته كي يقدر أن يفهمه عامة الشعب، ولهذا السبب عرفت بالـ "فولجاتا" أي "الشعبي"! ومثال آخر معاصر، حيث نجد طبعة العهد الجديد التي اشرف عليها الاب بولس الفغالي وكتب مقدماتها وحواشيها، كتبوا مرقس (1:1) كالتالي: (بشارة يسوع المسيح ابن الله)! وكتب الفغالي في الهامش: (بشارة يسوع. حرفيّا: بدء إنجيل)[16]. أي انهم اعترفوا بتغيير النص ليكون اقرب الى فهم المتلقي! ويقول الدكتور محمد عصفور في كتابه (دراسات في الترجمة ونقدها): (يرى جِفري بُلُو "أن كل عصر من العصور يحتاج الى ترجمات جديدة للأعمال الكلاسيكية". ولئن صح ذلك على الاعمال الكلاسيكية التي تتناول شؤون الدنيا كتلك التي خلّفها لنا اليونان والرومان فإنه يصح أكثر على كتاب كالكتاب المقدس الذي هو وثيق الصلة بحياة الملايين من البشر في جميع انحاء العالم. وهناك ترجمات كثيرة جداً باللغة الإنگليزية، ويمكننا بإستمرار أن نتوقع ظهور المزيد منها في المستقبل. ما السبب يا ترى؟ إن السبب المعطى في حالة الاعمال الكلاسيكية هو جعلها تتكلم بلغة معاصرة لقرّائها وتخليصها مما قد يكون عالقاً بها من تعبيرات بالية أو كلمات حوشية من منظور الجيل الذي يقرأ الكتب. كذلك فإن "الترجمات الجديدة للاعمال الكلاسيكية ... تدعو القرّاء للرجوع الى تلك الاعمال للنظر اليها من زوايا جديدة". أما في حالة الكتاب المقدس فإن الاهتمام الاكبر ينصبّ على الدقة في الترجمة. ولكن مسألة زوايا النظر الجديدة وأساليب التعبير العصرية لا تقل عن ذلك من حيث الاهمية. ولعل هذه الناحية الثانية، ناحية أساليب التعبير العصرية، هي التي تكمن وراء عددٍ من الترجمات الحديثة للكتاب المقدس باللغة الإنگليزية. اما في العربية فإن اوسع الترجمات انتشاراً هي تلك التي انتجها الهولندي كورنيليُس ڤان دايك (1865). وقد كانت تلك الترجمة إنجازاً مدهشاً جرى على يد هذا الرجل الموهوب الذي استعان بنخبة متميزة من المسيحيين العرب. ولكن الحقيقة هي أن هذا العمل يقارب عمره قرناً ونصف القرن، وهو عمل يعاني من عدد من المشكلات التي ستتناولها هذه الدراسة. على أنني في قولي هذا لا أتكلم إلا بصفتي قارئاً يهتم بمشكلات الترجمة من الناحيتين النظرية والعملية. والنص الكتابي في نظر الكثيرين نص مقدّس، ولكن لا أظن أن احداً يمكنه أن ينسب صفة القداسة لأي ترجمة من ترجمات هذا النص لأن هذه الترجمات تتغيّر باستمرار من حيث الأسلوب وقوّة التعبير إن لم يكن من حيث الدقة حتى في اللغة الواحدة)[17].
فالكتاب المقدس لا يمكن إضفاء القداسة على نصوصه، وربما تكون المخطوطات الاصلية الضائعة وحدها هي المقدسة اذا كتبت الوحي باللغة التي نزل فيها. فعلى هذا فقد يكون اسم (الكتاب المقدس) كاذباً لأن القدسية ليست للترجمات بل للاصل فقط. 
فأي كتاب هذا عنوانه كاذب ومحتواه محرّف!!
 
وفيما يلي شرح نورد بعض الادلة على كل فقرة من الفقرات الثمان آنفاً.
1.       نصوص في الكتاب المقدس تعترف بحدوث التحريف:
فقد ورد في العهد القديم نفسه مواضع عديدة فيها اشارات الى حدوث التحريف، منها:
        في المزمور(56: 4): (الْيَوْمَ كُلَّهُ يُحَرِّفُونَ كَلاَمِي. عَلَيَّ كُلُّ أَفْكَارِهِمْ بِالشَّرِّ).
        في سفر اشعياء (29: 15و16): (وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَتَعَمَّقُونَ لِيَكْتُمُوا رَأْيَهُمْ عَنِ الرَّبِّ، فَتَصِيرُ أَعْمَالُهُمْ فِي الظُّلْمَةِ، وَيَقُولُونَ: «مَنْ يُبْصِرُنَا وَمَنْ يَعْرِفُنَا؟». 16 يَا لَتَحْرِيفِكُمْ! هَلْ يُحْسَبُ الْجَابِلُ كَالطِّينِ، حَتَّى يَقُولُ الْمَصْنُوعُ عَنْ صَانِعِهِ: «لَمْ يَصْنَعْنِي». أَوْ تَقُولُ الْجُبْلَةُ عَنْ جَابِلِهَا: «لَمْ يَفْهَمْ»؟).
        في سفر ارميا (23: 11-16): («لأَنَّ الأَنْبِيَاءَ وَالْكَهَنَةَ تَنَجَّسُوا جَمِيعًا، بَلْ فِي بَيْتِي وَجَدْتُ شَرَّهُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. لِذلِكَ يَكُونُ طَرِيقُهُمْ لَهُمْ كَمَزَالِقَ فِي ظَلاَمٍ دَامِسٍ، فَيُطْرَدُونَ وَيَسْقُطُونَ فِيهَا، لأَنِّي أَجْلِبُ عَلَيْهِمْ شَرًّا سَنَةَ عِقَابِهِمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. وَقَدْ رَأَيْتُ فِي أَنْبِيَاءِ السَّامِرَةِ حَمَاقَةً. تَنَبَّأُوا بِالْبَعْلِ وَأَضَلُّوا شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. وَفِي أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ رَأَيْتُ مَا يُقْشَعَرُّ مِنْهُ. يَفْسِقُونَ وَيَسْلُكُونَ بِالْكَذِبِ، وَيُشَدِّدُونَ أَيَادِيَ فَاعِلِي الشَّرِّ حَتَّى لاَ يَرْجِعُوا الْوَاحِدُ عَنْ شَرِّهِ. صَارُوا لِي كُلُّهُمْ كَسَدُومَ، وَسُكَّانُهَا كَعَمُورَةَ. لِذلِكَ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ عَنِ الأَنْبِيَاءِ: هأَنَذَا أُطْعِمُهُمْ أَفْسَنْتِينًا وَأَسْقِيهِمْ مَاءَ الْعَلْقَمِ، لأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ أَنْبِيَاءِ أُورُشَلِيمَ خَرَجَ نِفَاقٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ. 16 هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ، فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلًا. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ).
        في سفر ارميا (23: 36): (أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ، لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ، إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِنَا).
        في رسالة بطرس الثانية (3: 15و16): (واحسبوا أناة ربنا خلاصا، كما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس أيضا بحسب الحكمة المعطاة له، كما في الرسائل كلها أيضا، متكلما فيها عن هذه الأمور، التي فيها أشياء عسرة الفهم، يحرفها غير العلماء وغير الثابتين، كباقي الكتب أيضا، لهلاك أنفسهم).
 
2.       نصوص في الكتاب المقدس تعترف بضياع اسفار منه:
والأسفار المفقودة من الكتاب المقدس والتي وردت الاشارة اليها في اسفار الكتاب المقدس هي :
•     سفر حروب الرب : ورد ذكره في سفر العدد (14:21).
•     سفر سنن الملك : ورد ذكره في سفر صموئيل الأول (25:10).
•     سفر ياشر : ورد ذكره في سفر يشوع ( 13:10) وسفر صموئيل الثاني (17:1).
•     سفر أخبار أيام ملوك إسرائيل: ورد ذكره في سفر الملوك الأول (19:14) و (5:16) و(14:16).
•     سفر تاريخ إسرائيل ويهوذا: ورد ذكره في سفر أخبار الأيام الثاني (7:27).
•     سفر تاريخ ملوك إسرائيل ويهوذا: ورد ذكره في سفر أخبار الأيام الثاني (8:36).
•     سفر أخبار أيام ملوك يهوذا: ورد ذكره في سفر الملوك الثاني (5:24) و (25:21).
•     سفر أخبار جاد النبي: ورد ذكره في سفر أخبار الأيام الأول (29:29).
•     سفر رؤيا النبي يعدو: ورد ذكره في سفر أخبار الأيام الثاني (29:9).
•     سفر نبؤة اخيا الشيلوني: ورد ذكره في سفر أخبار الأيام الثاني (29:9).
•     سفر تاريخ عدو النبي: ورد ذكره في سفر أخبار الأيام الثاني (15:12) و (22:13).
•     سفر تاريخ شمعيا النبي: ورد ذكره في سفر أخبار الأيام الثاني (15:12).
•     سفر تاريخ ناثان النبي: ورد ذكره في سفر أخبار الأيام الثاني (29:9).
•     سفر تاريخ ياهو بن حناني: ورد ذكره في سفر أخبار الأيام الثاني ( 34:20).
•     سفر تاريخ الملوك: ورد ذكره في سفر أخبار الأيام الثاني (27:24).
•     سفر أخبار الأنبياء: ورد ذكره في سفر أخبار الأيام الثاني ( 19:33).
•     سفر أخبار سليمان: ورد ذكره في سفر الملوك الأول (41:11).
•     سفر الرب : ورد ذكره في سفر اشعياء (16:34)
•     رسالة بولس إلى أهل اللاذقية: ورد ذكرها في رسالة بولس إلى أهل كولسي (16:4) .
•     رسالة بولس الأولى إلى أهل فيلبي: ورد ذكرها في رسالة بولس إلى أهل فيلبي (1:3) الموجودة في العهد الجديد ..( انظر العهد الجديد (بولس باسيم) هامش صفحة 771 ).
•     رسالة لبولس إلى أهل كورنثوس: ورد ذكرها في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس (9:5).
•     رسالة لبولس إلى أهل كورنثوس: ورد ذكرها في رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس (8:7).
 
فهي أسفار مفقودة لا يعرف عنها شيء سوى اسمها، فهذه الاسفار تشهد على الكتاب المقدس بضياع اجزاء منه!
وليست هذه الاسفار فقط هي المفقودة بل ان المخطوطات الاصلية ايضاً فقدت. يقول يوسف رياض: (أن الكتاب المقدس هو صاحب أكبر عدد للمخطوطات القديمة. وقد يندهـش البعض إذا عرفوا أن هذه المخطوطات جميعها لا تشتمل على النسخ الأصلية والمكتوبة بخط كتبة الوحي أو بخط من تولوا كتابتها عنهم. فهذه النسخ الأصلية جميعها فقدت ولا يعرف أحد مصيرها)[18]! وعلماء المسيحية يعرفون انه لو تم الاحتفاظ بتلك المخطوطات التي فُقِدَت لتلافوا الخلافات الموجودة اليوم بين اسفار الكتاب المقدس، فلماذا سمح الرب بفقدانها وحدوث الاختلافات في الكتاب الذي يمثل وحيه بحسب عقيدتهم!؟ هل يصح ان نقول لماذا فشل الرب في حفظ مخطوطات كلامه وأسفار وحيه يا رشيد حمامي؟!! الرب لا يفشل، وحاشاه، بل لديه خطة للبشر تتمثل بظهور آخر الانبياء ونزول آخر الكتب السماوية التي تعهد بحفظها وهو القرآن الكريم.
 
3.       نصوص في العهد القديم تستشهد بعبارات من العهد القديم وهي غير موجودة فيه حالياً: 
فالعهد الجديد نفسه يشهد على ضياع كلام مهم من العهد القديم، والا فيكون العهد الجديد كاذباً! منها:
     في إنجيل متى (23:2) : (وجاء إلى مدينة اسمها الناصرة فسكن فيها ليتم ما قال الأنبياء: "يدعى ناصريا"). ولم يرد في العهد القديم على الإطلاق إن المسيح أو النبي الموعود يدعى ناصرياً.
     في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس (9:2) : (ورد في الكتاب : اعد الله للذين يحبونه كل ما لم تره عين ولا سمعت به أذن ولا خطر على قلب بشر).
     في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس (6:4) : (لتتعلموا بنا ما قيل : لا تزد شيئا على ما كتب).
     في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس (54:15) : (تم قول الكتاب: قد ابتلع الظفر الموت).
 
فأما يكون ما ورد في العهد الجديد كاذباً أو تكون هناك نصوص محذوفة ومحرفة من العهد القديم. وفي الحالتين يكون التحريف قائماً.
 
 
4.       تناقضات بين اسفار الكتاب المقدس:
واليكم بعض الاختلافات الموجودة بين أسفار الكتاب المقدس نفسه :
     في إنجيل متى (6:26) وانجيل مرقس (3:14) إن يسوع تناول العشاء في بيت سمعان الأبرص وفي إنجيل يوحنا (2:12) انه في بيت لعازر .
     في إنجيل متى (4:8) وانجيل لوقا (38:4) إن بيت سمعان بطرس في كفر ناحوم وفي إنجيل يوحنا (45:1) إن بيته في صيدا .
     في إنجيل لوقا ( 3 : 35 و 36 ) : شالح ابن قينان بن ارفكشاد وفي سفر التكوين (12:11) شالح بن ارفكشاد بدون ذكر قينان .
     في سفر أخبار الأيام الأول (16:3) :يكنيا بن يهوياقيم ، وفي سفر أخبار الأيام الثاني (8:36) يهوياكين بن يهوياقيم ، وفي سفر ارميا (1:37) كنياهو بن يهوياقيم ، ثلاثة أسماء لشخص واحد!  
     في إنجيل مرقس عند الكاثوليك (2:1) : (كتب في سفر النبي اشعياء : ها أنا ذا أرسل رسولي قدامك ليعد طريقك ، صوت مناد في البرية اعدوا طريق الرب واجعلوا سبله قويمة ) ، والصحيح إن عبارة ( ها أنا ذا أرسل رسولي قدامك ليعد طريقك ) موجودة في سفر ملاخي (1:3) وليس في سفر اشعياء وبإبدال كلمة رسولي بملاكي . ومن الجدير بالذكر إن أصحاب المذهـب البروتستانتي الذي ظهر في القرون المتأخـرة يكتبـون هذه العبارة في إنجيل مرقس (2:1) كالآتي: ( كما هو مكتوب في الأنبياء ) بإسقاط كلمة اشعياء للخروج من هذا المأزق.
     في سفر صموئيل الثاني (9:24) إن عدد إسرائيل هو 800 ألف ورجال يهوذا 500 ألف بينما يذكر سفر أخبار الأيام الأول ( 5:21) إن عدد إسرائيل مليون (ألف ألف ) ومائة ألف ورجال يهوذا 470 ألف .
     في سفر الملوك الأول (15 :1و2 ) إن اسم أم الملك ابيام هو معكة بنت ابشالوم ، وفي   سفر أخبار الأيام الثاني (13 :1و2 ) إن اسمها هو ميخايا بنت اوريئيل .
     في سفر الملوك الثاني (17:24) إن صدقيا هو عم الملك السابق له وفي سفر أخبار الأيام الثاني (10:36) إن صدقيا هو أخ للملك السابق له .
     في سفر الخروج ( 18:2) إن اسم حمو موسى هو رعوئيل وفي السفر نفسه (1:3) و(1:18) إن اسمه هو يثرون ، وهذا تناقض في نفس السفر ، وفي سفر العدد (29:10) إن اسمه حوباب بن رعوئيل المدياني .
     في سفر الملوك الثاني (21:129 ان الذين اغتالا الملك يواش هما يوزاكار بن شمعة ويهوزاباد بن شومير بينما في سفر أخبار الأيام الثاني (26:24) انهما زاباد بن شمعة العمونية ويهوزاباد بن شمريت الموابية .
     في إنجيل متى ( 1 :8و9 ) يوتام بن عزيا بن يورام بينما في أخبار الأيام الأول (10:3) نجده يوتام بن عزريا بن امصيا بن يواش بن اخزيا بن يورام ، مما يعني سقوط ثلاثة آباء من نسب يوسف النجار .
     في سفر أعمال الرسل (14:7) إن عدد آل يعقوب الذين دخلوا مصر كان 75 نفس بينما في سفري التكوين (27:46) والتثنية(22:10) إن عددهم هو 70 نفس .
     في إنجيل مرقس (26:2) إن داود دخل بيت الله في أيام ابيأثار رئيس الكهنة بينما نجد في سفر صموئيل (1:21) إن اسم رئيس الكهنة هو أخيمالك وليس ابيأثار .
     في إنجيل مرقس (25:15) انهم صلبوا من توهموا انه المسيح في الساعة الثالثة ، بينما في إنجيل يوحنا (14:19) انهم حتى الساعة السادسة لم يكونوا قد قرروا مصير من توهموا انه المسيح .
     في إنجيل مرقس (32:15) إن اللصين المصلوبين كانا يعيران من توهموا انه المسيح ، بينما في إنجيل لوقا (40:23) إن واحداً منهما فقط كان يفعل ذلك .
     في إنجيل متى (11:1) نجد يكنيا بن يوشيا  بينما في سفر أخبار الأيام الأول (3: 15-17) انه يكنيا بن يهوياقيم بن يوشيا .
هذه بعض التناقضات والا فعددها كبير جداً بالعشرات بل قد يصل الى المئات بدون مبالغة. بل ان هناك من يقول ان الاخطاء فيه تصل الى (20) ألف خطأ وآخرون قالوا (50) ألف خطأ[19]!
وللمزيد من الاطلاع على التناقضات يمكن مراجعة كتاب (تناقض العهدين) للسيد محمد كاظم القزويني[20].

 
________________________________________
الهوامش:

[1] مدارك التنزيل وحقائق التأويل / عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي - ج 1 ص 141
[2] الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل / الزمخشري - ج 1 شرح ص 411
[3] فتح القدير /الشوكاني - ج 1 ص 312
[4] تفسير جوامع الجامع / الشيخ الطبرسي - ج 1 ص 263
[5] العهد الجديد، قراءة رعائية/ صادر عن جمعية الكتاب المقدس، الاصدار الاول 2004م – هامش ص129.
[6] المقصود بها المذاهب المسيحية: الكاثوليكية والآرثوذكسية البيزنطية (الخلقيدونية) أي كنيسة بيزنطة وروسيا حالياً، والآرثوذكسية الشرقية (غير الخلقيدونية) وابرزها الكنيسة القبطية، والبروتستانت وشهود يهوه.
[7] لا اعرف من اين جاؤا بلفظ (يكرز) غير الموجود في اللغة العربية، بدلاً من ترجمته الى (يبشِّر)! 
[8] تفسير القديس يوحنا فم الذهب على اتجيل مار متى البشير / مطبعة الوطن، 1884م – ج2 ص463 و464 و466.
[9] المصدر السابق – ج2 ص407.
[10] المصدر السابق – ج1 ص193.
[11] مقاطعة رومانية على الشاطئ الشرقي للبحر الأدرياتيكي.
[12] يشير بولس الى ان دعوته كانت في بدايتها سرّية!! فما هو وجه السرّية لولا ان ما كان يدعوا اليه يختلف عن دعوة بقية تلاميذ المسيح الاثني عشر (الحواريون)؟!
[13] مجمع البيان في تفسير القرآن / الشيخ ابو علي الفضل بن الحسن الطبرسي / مؤسسة الاعلمي للمطبوعات في بيروت / الطبعة الاولى، 1995م – ج1 ص41.
[14] علوم القرآن / السيد محمد باقر الحكيم / محمع الفكر الاسلامي/ الطبعة الثالثة، 1417هـ - ص18.
[15] راجع كتابنا (حقائق إنجيلية) طبعة الكترونية.
[16] العهد الجديد، قراءة رعائية / جمعية الكتاب المقدس في بيروت / الطبعة الاولى، 2004م – هامش ص129.
[17] دراسات في الترجمة ونقدها / د. محمد عصفور / المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، 2009م - ص377 و378.
[18] وحي الكتاب المقدس / يوسف رياض / مكتبة الاخوة – ص63.
[19] خمسون الف خطأ في الكتاب المقدس / أحمد ديدارت / ترجمة رمضان الصفناوي – ص7.
[20] عبر الرابط: http://mktba.net/library.php?id=12656




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=146292
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 07 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29