• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كيف يصيب حظر التجوال  الصحي الجزئي كورونا في الصميم   .
                          • الكاتب : د . طريف فاضل .

كيف يصيب حظر التجوال  الصحي الجزئي كورونا في الصميم  

 يقال عن تاريخ  الحظرغير الصحي أول من فرضه  في التاريخ الإسلامي  زياد بن أبيه وتحديداً  في البصرة حيث أعلن حالة الطوارئ فيها  عندما  قال في خطبته البتراء لدى توليه مقاليد السلطة: ( لا أوتي بمدلج إلا سفكت دمه) والمدلج هو الذي يسير في الليل وكانت عقوبة الإعدام  قد طالت أعرابيا وجدوه سائرا في الطريق  وكان  من البدو وأعتذر أنه لم يسمع  عن الحظر شيئا وأن عنزته شردت منه فجرى وراءها يبحث عنها فقال له زياد بن أبيه أصدقك في ذلك، ولكنه أمر بضرب عنقه ليكون عبرة لغيره حسب ما تذكره الروايات من إجراءات تعسفية طالت حرية الناس وتنقلاتهم  ومن التاريخ  أيضاً فرض التجوال في العراق الذي  فرضه  (الحجاج بن يوسف الثقفي) إثناء الحكم الأموي للعراق أيضاً.
إن  حظر التجوال الصحي يختلف عن الحظر غير الصحي بعدة جوانب  كونه  من الإجراءات الوقائية المهمة التي يلجأ اليها لغرض السيطرة على انتشار الوباء  وليس وسيلة لتقييد الحريات العامة كونه اثبت فعاليته في العديد من البلدان اثناء مواجهتها للجائحة , وتختلف درجة تحديد الحركة حسب البلد أو حسب الزمان ومن تاريخ وباء الانفلونزا الإسبانية  1917- 1918 عندما تم إغلاق  الأماكن العامة  مثل المطاعم و النوادي و المدارس والأماكن غير المهمة  تمت السيطرة على انتشار الوباء في العديد من المدن الأمريكية التي طبقت هذا الأسلوب في السيطرة  ومن الوسائل الوقائية الأخرى هو الحضر الصحي الشامل    والذي طبقته  الصين في السيطرة على وباء  الكورونا المستجدة عندما تم فرضه  في كانون الثاني 2020 تبعتها العديد من   الدول فيما بعد ولكن بدرجات مختلفة من شدة فرض الحظر . أما  حظر التجوال الجزئي أثناء ساعات معينة في اليوم أو أيام محددة في الإسبوع فيتم الجوء اليه كمرحلة انتقالية للتخفيف من الحظر الشامل أو كإجراء بديل عن الحظر الشامل للحد من شدة الاصابات وكثافتها . و لكوننا من البلدان التي تطبق الحظر الصحي الجزئي   ولكي يكون حظر التجوال الجزئي ناجحاً وفعالاً يتوجب  صحياً ووبائياً- كما أراه - الإلتزام بما يلي :
-عدم تجمع السيارات أمام نقاط السيطرة في ساعات الغلق كون وجود الركاب وتبادلهم الحديث اثناء فترة الانتظار سيزيد من فرصة العدوى وخصوصاً اذا كانت نوافذ السيارة مغلقة وتزداد الخطورة كلما زادت أعدد الركاب الموجودين .
-ينصح بتجنب التزاحم على المحلات خصوصاً مع اقتراب ساعات الغلق وعندما يكون المواطن وأصحاب المحلات على عجل مما يزيد فرصة التجمع و التزاحم في هذه الساعات الحرجة.
-تفحص الأوراق الثبوتية و المستمسكات يمكن أن يكون وسيلة لإنتقال المرض إذا لم يقم الفاحص بتعقيم أو غسل اليدين في كل مرة يتفحص بها أوراقاً أو هوية .
-ضرورة  لبس الكمامات من قبل السواق و أفراد نقاط السيطرة علماً  أن لبس الماسك من قبل شخص واحد فقط ممكن أن يعطي حماية 30% فقط و إذا كان عدم لبس الماسك من قبل الطرفين ستكون فرصة الإصابة عالية جداً كون إصابة أحدهما بالمرض ممكنة جداً حتى بدون وجود أعراض وربما تظهر أعراض المرض لاحقاً.
-الحديث المتبادل بين السائق و أفراد النقطة يمكن أن يؤدي إلى نقل المرض  وخصوصاً إذا ما لم يتم الإلتزام بأقل تباعد ممكن وعدم لبس الكمامات للطرفين إذ وجد أن الفايروس  ممكن أن ينتقل ليس فقط عن طريق العطس أو السعال ، بل أيضاً عن طريق الكلام أو حتى بمجرد التنفس. أما إذا طال الحديث بين الإثنين لأي سبب  فقد يؤدي ذلك إلى زيادة فرصة   انتقال المرض بينهما سواء تم عبور السيارة من النقطة أم لا. 
-تجمع الأفراد قرب نقاط السيطرة يزيد من فرصة  انتقال الفايروس ولا سيما إذا لم يتم مراعاة شروط الوقاية المعروفة.
-تأخير  سير العربات قد يؤخر المريض المصاب من الوصول الى المستشفى في ظل ازدياد حالات الاصابة و المضاعفات الناتجة عن كورونا  وبما يهدد سلامة المرضى عند تأخرهم  و سلامة الناقلين و المسعفين الذين يتوجب بقائهم مع المريض لفترة أطول بانتظار دورهم بالعبور. 
إن حظر التجوال الجزئي ينجح بوعي المواطن وحسن تطبيق الإجراءات الصحية وفي حالة فشل  تطبيق الإجراءات الصحية  ربما سيكون تفشي المرض  أكثر عند فرض الحظر الجزئي مما هو في حالة عدم فرض الحظر  فالحظر  الجزئي إذا لم يحسن استعماله وتم التغاضي عن التباعد أو لبس الكمامات وتقليل التجمعات  سيكون  مجرد قطع للطرقات و تعطيل مصالح الناس و تأخير أعمالهم  فهو  سلاح ذو حدين لما تقدم ذكره .
الدكتور طريف فاضل 
طبيب استشاري أطفال




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=146234
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 07 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20