• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الراديكالية في العراق بين اليمين واليسار .
                          • الكاتب : محمد باسم .

الراديكالية في العراق بين اليمين واليسار

لم تعرف العملية السياسية في العراق منذ الاطاحة بالنظام السابق وعملية الاحتلال الامريكي الى اليوم اهم المصطلحات السياسية العالمية التي اذا ما تم العمل بها وفق القنوات الرسمية في هيكلية الحكومة لامكنها الارتقاء بمستوى الفكر السياسي في بلد يملك من المقومات ما لم يتوفر في العديد من بلدان العالم، حيث ان اغلب سياسيينا اليوم يفتقرون لمفهوم هذه المصطلحات وآليات العمل بها نظراً لحداثة عهدهم بأصول اللعبة السياسية.
فكثيراً ما نسمع مصطلح اليسار واليمين في عدد كبير من دول العالم لكن الى الان لم نرى اي منهم داخل العملية السياسية في العراق، ومصطلحا اليسار واليمين استخدما اول مرة في البرلمان البريطاني، حيث كان يجلس المؤيدون للسلطة في اليمين والمعارضون في اليسار، فأصبح يطلق على المعارضين للسلطة لقب اليسار، وتطور الاصطلاحان نظراً لتطور الأوضاع السياسية في دول العالم، حيث أصبح يطلق اليمين على الداعين للمحافظة على الأوضاع القائمة، ومصطلح اليسار على المطالبين بعمل تغييرات جذرية، ومن ثم تطور مفهوم المصطلحان إلى أن شاع استخدام مصطلح اليسار للدلالة على الاتجاهات الثورية، واليمين للدلالة على الاتجاهات المحافظة، وأحيانا الاتجاهات التي لها صبغة دينية، ورغم كل هذا لانستطيع الى اليوم ان نطلق هذان المصطلحان على اي من الكتل السياسية داخل البرلمان العراقي نظراً لاسلوب التوافق الذي انتهجه ساستنا والذي لم يولد الا عملية سياسية منقوصة النهايات، لاتستطيع بسببها اي جهة داخل قبة النواب التقدم بمشروع قرار يخدم مصالح الوطن والمواطن الا من خلال التوافقات والتي تبنى في الاساس على المصالح الحزبية الضيقة وبالتالي لاتستطيع كل المشاريع المتقدم بها في برلماننا تقديم ابسط الخدمات للمواطن، بسبب ابتعاد اغلب البرلمانيين عن المفهوم الراديكالي والذي بدروه يطالب بتغيير وتصحيح الاخطاء من جذورها والابتعاد عن ايجاد حلول مؤقتة تتناسب ومصالح الاحزاب فقط، فالجذريون او الراديكاليون هم الذين يرغبون بتغيير النظام الاجتماعي والسياسي من جذوره، ويطلق تعبير الراديكالية اليوم على المتطرفين نحو اليسار غالبا، ونحو اليمين أحيانا قليلة، وقد أصبحت كلمة (راديكالي) تعبر الآن عن أي إصلاح أساسي من الأعماق والجذور، وهو امس ما يحتاجه العراق اليوم للنهوض بالعملية السياسية من تحت ركام التوافقات التي لم نلمس منها على مدى تسع سنوات عجاف الا الاضرار بالمواطن ومصالح البلد العليا.
تشخيص مواطن الخلل والبحث عن حلول جذرية تتناسب وماهو مطروح من معطيات آنية يمكن عده ضمن نطاق العقل والمنطق، والابتعاد عن هذا الاسلوب لن يوصلنا الا الى نهايات سائبة ومبهمة تتيح لاعداء العراق فرص تمكنهم من النفاذ الى هذه المواطن والاستفادة منها لمصالحهم التي تسير بعكس اتجاه مصالح المفاهيم الوطنية للشارع العراقي.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=14599
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29