• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من أدوار الثقافة الدينية في المجتمعات .
                          • الكاتب : الشيخ مازن المطوري .

من أدوار الثقافة الدينية في المجتمعات

  ◾️تشترك الشعوب -من دون شكٍّ- في أمور كثيرة، وفي ظواهر اجتماعية ليست بالقليلة، فالصالح والسيّئ اجتماعياً موجودان في كلّ الشعوب.
ولكن في مجال مقارنة الشعوب بعضها ببعض، حتى تصح مثل هذه المقارنة لا بد من الأخذ بنظر الاعتبار مجمل الظروف والأوضاع النفسية والاجتماعية والضغوط الداخلية والخارجية التي تتعرّض لها الشعوب. بمعنى لا تصح مقارنة حالات الفساد في بلدٍ مستقر ويسود فيه القانون ببلد آخر يمارس لتوّه أولى خطوات الاستقرار، وسيادة القانون.
◾️نعم، شعب مرّ بحروب وظروف ضاغطة من عوز وفقر، وفساد مالي وإداري وسياسي، وإرهاب ومفخخات، فأُنهك نفسيّاً وذهنيّاً.. ولكنه مع كلّ ذلك يلتزم بالنظام والقيم الدينية والأخلاقية عند انفراط الأمور وغياب القانون وعند اجتياح الأوبئة والأزمات، هو بلا شك أفضل من شعب تظهر فيه مختلف البشائع والقبائح بمجرّد أن يغيب فيه القانون فترة استثنائية، في وقت يفتخر فيه بسيادة القانون والضبط الاجتماعي والاستقرار الأمني لعقود من الزمان.
◾️برغم ما قدّمته الأنظمة التي تفتخر بسيادة القانون من منجزات وتجارب في ميادين ليست بالقليلة، إلا أنها لم تفلح حتى الآن في بناء الإنسان وتكامله فبقي الإنسان هو هو رغم كلّ المنجزات العلمية والتكنولوجية، ورغم سيادة القانون، والاستقرار الاجتماعي والأمني، ولذلك تظهر وحشية ومعدن هذا الإنسان بمجرد أن يختل وضع القانون ورقابة أجهزة الضبط.
◾️نعم لم تبنِ هذه النظم الإنسانَ ولم تُسهم في تكامله الإنساني والأخلاقي، رغم ما قدّمته من بناء وتكامل في المجالات الصناعية والحياتية المختلفة، إن لم نقل إنها كرّست فيه الأنانية والذاتية والماديّة عبر مناهج التربية والتعليم ووسائل الإعلام وأدوات صناعة الرأي العام!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=145968
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 07 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28