• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حكم العراق بعد 2003 شيعي نظريا وسني كردي عمليا ! .
                          • الكاتب : محمد اللامي .

حكم العراق بعد 2003 شيعي نظريا وسني كردي عمليا !

تعمّد الاعلام الخليجي بالدرجة الاساس ومن معه من اطراف سياسية داخلية وحتى بقايا البعث الصدامي الارهابي ان يروج وينشر ان الحكم في العراق هو للشيعة ومن العجيب ان اعداد كبيرة من الناس حتى داخل العراق وحتى من الوسط والجنوب العراقي صدّقت بهذه الكذبة الاعلامية الكبيرة الخبيثة في نفس الوقت ! لكن اي شخص ينظر الى التركيبات السياسية للحكومات الشيعية المتعاقبة بعد سقوط الطاغية صدام الى اليوم سيجدها مكونة من جميع اطياف الشعب العراقي بل ان مناصب ومنافع السنة سواء كانوا اكراد او عرب هي اكثر من الشيعة بكثير وان رئيس الوزراء المحسوب على الشيعة لا يستطيع ان يفعل او يتخذ اي قرار الا بعدما يوافق عليه السنة والكرد ويكون في مصلحتهم ولو راجعنا جميع ما تم اتخاذه من قرارات طول هذه الفترة لوجدنا انها صدرت بالتوافق من الجميع بل كثير منها صدرت رغم ارادة كتل سياسية محسوبة على الشيعة وآخر امر حصل هو ارغام رئيس الوزراء الشيعي على الاستقالة وعدم قبول رئيس الجمهورية الكردي بتكليف مرشح الكتل الشيعية حتى انه خالف الدستور وفي نهاية المطاف اضطر الشيعة ان يقبلوا بشخص رشحه الكرد والسنة . الحقيقة ان الاصرار على القول ان الحكم في العراق شيعي هو امر مقصود من انظمة خليجية كالسعودية وقطر ومن معها وايضا من جهات سياسية سنية والهدف هو تحميل الشيعة اي خطأ او تقصير وتشويه صورتهم واسقاطهم في نظر الشارع والرأي العام تمهيدا لإبعادهم عن الحكم واعادة المعادلة السابقة في عهد الطاغية صدام وقبله حيث تتحكم الاقلية العربية السنية بمصير ومقدرات البلد وتمارس ابشع انواع القتل والاعدام والتدمير بحق الاغلبية وحتى بحق الاكراد , والحقيقة التي يجب ان يعيها الجميع هو ان الحكم في العراق هو توافقي يشترك فيه الكل على المستوى النظري ولكن عمليا الجهات المستفيدة اكثر هم السنة والكرد وبالرجوع الى امتيازاتهم المالية والميزانيات الهائلة التي تصرف لمحافظاتهم ونسبة التعيينات والتعويضات والقروض والجامعات وغيرها نجد بشكل واضح انهم يتمتعون ويأخذون اضعاف ما تأخذه المحافظات الشيعية رغم ان المحافظات الشيعية هي المنتجة بينما المحافظات الاخرى لا تنتج شيء عدا الارهاب والمؤامرات ! , حتى ان المستوى المعيشي للناس سواء موظفين او غيرهم في مناطق السنة حاليا افضل مئات المرات من اي زمن آخر يحكمه حاكم سني , نعم هناك اطراف داخل تلك المناطق تثير المشاكل وتحتضن الارهاب وتخرب الامن فيها ليس لأنها مهمشة كما يشاع بل لأنها لا تقبل ان تشارك الحكم مع بقية مكونات المجتمع بل تريد ان تستأثر به لوحدها وتقمع وتبيد المكونات الاخرى كما حصل في زمن الطاغية صدام وقبله , نعم اخي القارئ المستفيدون عمليا من النظام السياسي الحالي في العراق هم السنة والاكراد بمختلف المجالات ولكن في المقابل يلقون مسؤولية اي خطأ او تقصير على الشيعة , بل ان ازلام البعث الصدامي الارهابي يتقاضون رواتب ومخصصات لم يأخذوا او يحلموا بعشر معشارها في زمن الطاغية صدام , فكل اجهزة القمع الصدامية الآن وللأسف تتقاضى رواتب تقاعدية كل راتب شهر واحد منها يساوي رواتب اكثر من خمس سنوات في زمن الطاغية صدام ومع ذلك هم غير راضين على النظام الحالي ويريدون العودة لزمن المقبور ! , لماذا ؟ لأنهم لا يؤمنون بالشراكة مع باقي مكونات المجتمع العراقي ولو نظريا , بل يريدون التسلط على الآخرين وقمعهم وزج البلاد في الحروب والكوارث , فعندهم تخريب البلد وجلب الشيشاني والافغاني ليقتل ويعيث فسادا فيه افضل من ان يتشاركوا مع الاخرين ويعم الاستقرار ! , وطبعا هناك اطراف دولية خليجية وامريكية تدعمهم في هذا المجال كي يبقى العراق محكوم من جهة معينة وخاضع وتابع لمحور معين يدور في فلك المشروع الصهيوني الامريكي ويعمل لمصلحته بغض النظر عن مصلحة وتطلعات الشعب العراقي المظلوم ! كما هو الحال في انظمة الخليج ! .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=145151
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 06 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16