من عقائد اهل الخلاف الاساسية الايمان بعدالة الصحابة كلهم جميعا , وقد اجمعوا على ذلك واليك الادلة على ذلك من كلامهم :
.......

السبيل في اصول الفقه لعبد الرحمن العقبي ج1 ص207
( الاجماع السابع والثلاثون : الصحابة كلهم عدول , ابن عبد البر في الاستيعاب , الصحابة قد كفينا البحث عن احوالهم لإجماع اهل الحق من المسلمين وهم اهل السنة والجماعة على انهم كلهم عدول . )
مباحث المفاضلة في العقيدة لمحمد يوسف الشنظيفي ص228 – 229
( واما الاجماع فان الامة مجمعة على عدالتهم ... ولقد تكاثر نقل الاجماع في العلماء فقد نقله جمع كبير منهم كابن عبد البر والخطيب البغدادي وابن الصلاح والنووي وابن كثير وابن حجر وغيرهم ... وانهم ليسوا بحاجة الى تعديل ... فهم عدول قطعا وجزما ... )
.....
ولكن من جانب آخر رووا بأحد أصح مصادرهم وهو صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وآله أكد ان هناك عدد من الصحابة منافقون اي ليسوا عدول وعددهم اثنا عشر ولا يدخلون الجنة ابدا لأن المنافقين في الدرك الاسفل من النار كما اخبر الله تعالى في كتابه العزيز وآخبر انهم كذابون كما في سورة المنافقين وهذا واضح :
واليك حديث مسلم في صحيحه :
....
صحيح مسلم ج4 ص2143 – كتاب صفات المنافقين
9 - ( 2779 ) ... قال النبي (ص) : في أصحابي اثنا عشر منافقا فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ... ) .
....
اذن يوجد اخبار من النبي صلى الله عليه وآله بأن ليس كل الصحابة عدول اي بعض الصحابة ليسوا عدول ويوجد اخبار و عقيدة لأهل الخلاف تقول ان الصحابة كلهم عدول , والخبران متناقضان لان عقيدتهم ( كل الصحابة عدول ) تسمى في المنطق موجبة كلية و نقيضها السالبة الجزئية وهي قول النبي بمعنى ( بعض الصحابة ليسوا عدول ) فلا يمكن ان يجتمع الامران لاستحالة اجتماع النقيضين . وبالتالي فإما ان نصدق النبي او نصدّق اهل الخلاف , ونحن نصدّق النبي صلى الله عليه وآله لأنه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى . اما اهل الخلاف فأمرهم كما ترى فقد اجمعوا على تكذيب النبي وجعلوا هذا التكذيب من عقائدهم الاساسية نعوذ بالله تعالى . !
---
نعم ربما يحاول بعضهم رد او رفض حديث مسلم الصحيح الصريح المتقدم ذكره , ولكنه سيصطدم بإجماعهم على صحة جميع ما في كتاب مسلم ووجوب العمل بكل احاديثه من دون نظر ومنه هذا الحديث محل الكلام , واليك ايراد اجماعهم على ذلك :

تهذيب الاسماء للنووي ج1 ص77
( أجمعت الأمة على صحة هذين الكتابين ووجوب العمل بأحاديثهما )
شرح النووي على صحيح مسلم ج1 ص26
( وتلقي الامة بالقبول انما افادنا وجوب العمل بما فيهما وهو متفق عليه ... وانما يفترق الصحيحان وغيرهما من الكتب في كون ما فيهما صحيحا لا يحتاج الى النظر فيه بل يجب العمل به مطلقا ... )
...
اذن لا يمكنهم التملص من هذا الاشكال وهو انهم قد اجمعوا على تكذيب النبي صلى الله عليه وآله والعياذ بالله تعالى ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .