• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شهر رمضان والإمام المهدي علاقة تجذر ورسوخ .
                          • الكاتب : علاء تكليف العوادي .

شهر رمضان والإمام المهدي علاقة تجذر ورسوخ

  إن لشهر رمضان مكانة سامية في الدين الاسلامي حيث أن الله تعالى جعله افضل الشهور وجعل أيامه افضل الايام ولياليه افضل الليالي وهذا المعنى قد اشار إليه النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) في خطبته التي استقبل فيها هذا الشهر الفضيل إذ قال (صلى الله عليه وآله): "شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ أَفْضَلُ الشُّهُورِ، وَ أَيَّامُهُ أَفْضَلُ الْأَيَّامِ، وَ لَيَالِيهِ أَفْضَلُ اللَّيَالِي، وَ سَاعَاتُهُ أَفْضَلُ السَّاعَاتِ"1، ومع ما يحمله هذا الشهر من معاني سامية تحث الانسان على التقرب فيه الى الله عز وجل بالعمال والطاعات والقربات، وزرع الترابط بين المرء وبين كتاب الله عز وجل الذي هو النهج القويم الذي يستمد منه بناء الروح المعنوية، وبناء الشخصية الايمانية، إذ اشار الله عز وجل في كتابه المجيد ان شهر رمضان هو زمن مهبط الوحي ونزول القرآن إذ قال جل شأنه {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ}2، وقال ايضاً عز اسمه: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}2، ليبين جل اسمه هذا الترابط بين القرآن وبين الشهر المبارك، وحث النبي وأهل بيته (عليهم السلام) على التمسك بهذا الترابط وإحياء الشهر الفضل من خلال تلاوة القرآن الكريم، فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): " لكلّ شيء ربيع، وربيع القرآن شهر رمضان"4، ومع هذا الفضل لكل من القرآن الكريم، والشهر الفضيل كذلك، فلم يخلوا هذا الشهر الفضيل من ترابط أخر لم يقلعنه شأناً أن لم نقل أنه أعلى شأناً من الأول، حيث أن هناك ترابط  بين شهر رمضان والامام الحجة المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه)، فقد  ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في حديث طويل يتحدث فيه (عليه السلام) عن آداب شهر رمضان ومنها انتظار أيام ظهور الإمام المهدي وإعداد النفس لوعد الله بقيام دولته الحقة، حيث قال : "وكونوا مشرفين على الآخرة منتظرين لأيامكم من آل محمد، منتظرين لما وعدكم الله متزودين للقاء الله"5، كما ونجد ان الامام (عليه السلام) قد اشار الى مقامه في دعاء الافتتاح المروي عن الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) والذي يستحب قراءته في ليالي شهر رمضان الكريم إذ يقول (عجل الله تعالى فرجه) في الصلاة الخاصة به: " اللهم وصل على ولي أمرك القائم المؤمل والعدل المنتظر، وحفه بملائكتك المقربين وأيده بروح القدس يا رب العالمين"، ومن جانب اخر نلاحظ ان الامام السجاد  (عليه السلام) يوثق لهذا الترابط بين الامام المهدي والشهر الفضيل اذ يدعوا في دعائه الذي دع الناس الى المواظبة عليه في ايام شهر رمضان، إذ يتضمن الدعاء بالنصر للإمام والعناية من الله له حيث قال (عليه السلام): " اسألك ان تنصر وصي محمد وخليفة محمد والقائم بالقسط من أوصياء محمد صلواتك عليه وآله " وفي جانب اخر من ترسيخ العلاقة فقد ورد في أعمال شهر رمضان في الليلة الثالثة والعشرين ان تدعوا ساجداً وقائماً وقاعداً بدعاء " اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة..." وغيرها من الأدعية التي حث الائمة (عليهم السلام) المؤمنين على المداومة عليها بالتوسل لله بالإمام الحجة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) وذلك لتوثيق الترابط بينه وبين هذا الشهر الفضيل ولجعل شيعته على دوام الارتباط به طوال ايامه ولياليه المباركات من خلال هذا الأدعية المأثورة عنهم (عليهم السلام)، فمن هنا نستطيع ان نعرف ان هناك علاقة بين الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) والقرآن وهذه العلاقة واحدية المبدأ باعتباره (عجل الله تعالى فرجه) هو القرآن الناطق والعارف بمحكمه ومتشابهه وهو الذي يعلم تفسير وحقيقة بيانه، ومن أجل هذا المعنى اراد الائمة ترسيخ وتقوية العلاقة بين الامام وبين المؤمنين في اعظم شهر من أشهر السنة وهو شهر الله شهر رمضان المبارك، والتأكيد على هذا الترابط هو التهيؤ ليوم النداء الاكبر والصيحة، والتي هي من علامات الظهور الحتمية، فقد وردت الروايات عنهم (عليهم السلام) إنها إنما تكون في شهر رمضان، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (الصيحة التي في شهر رمضان تكون ليلة الجمعة لثلاث وعشرين مضين من شهر رمضان)6، وعن الامام أبى جعفر محمد بن علي (عليه السلام) انه قال: "الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان لأن شهر رمضان شهر الله وهي صيحة جبرائيل إلى هذا الخلق ، ثم قال (عليه السلام) ينادي مناد من السماء باسم القائم فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب لا يبقى راقدا إلا استيقظ ولا قائم إلا قعد ولا قاعدا إلا قام على رجليه فزعا من ذلك الصوت فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب فان الصوت صوت جبرائيل الروح الأمين" 7، وللصيحة تأثير كبير في النفوس البشرية لغرابتها إذ إنها توجب اضطراب النفوس وتسلب الناس صفائهم واستقرارهم حيث إنها توقظ النائم وتفزع اليقظ، وطبيعة الصيحة إن نسمع صوت يعم الكون كله، وكل يفهمه بلغته، في منتصف شهر رمضان أو آخره بان يسمع قول:

(ظهر الإمام محمد ابن الحسن المهدي عجل الله فرجه الشريف وان رايته راية حق)8. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. وسائل الشيعة10: 313.
2. القرآن الكريم، سورة البقرة، الآية: 185. 
3. القرآن الكريم، سورة القدر، الآية: 1.
4. ثواب الأعمال، الصدوق: 103.
5. بحار الأنوار93: 292.
6. نفس المصدر52:204، عن كمال الدين.
7. غيبة الشيخ الطوسي: 284.
8. في رحاب الامام الحجة المنتظر:1.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=144474
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 05 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16