• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الرحمة عنوان النجاة .
                          • الكاتب : حسان زيد اللامي .

الرحمة عنوان النجاة

لعل العالم اليوم يمر بازمة شديدة ومضطربة وخصوصا العالم الاسلامي ولاسيما بلدنا العزيز العراق وهذه الازمة التي عصفت بالجميع دمرت اقتصاد الدول الكُبرى وخصوصا الدول التي مصدر اموالها هي الطاقة كالنفط والكهرباء وما شابه ذلك والعراق من هذه الدول الذي يعتبر من الدول الأساسية والمهمة المصدرة للنفط قرابة ٤مليون برميل ولذلك نظرا لهذه الازمة التي انهكت الاقتصاد ادى الى توقف الكثير من المعامل والشركات والبيع والشراء والتصنيع وغير ذلك أي بمعنى آخر هذه الازمة كما تبدوا اوقفت العالم باسرهِ وحولت الحياة الطبيعية الى اُناس سُجناء في بيوتهم وجمدت كل ما هو مُتحرك وقابل للإنتاج هذه الامور ادت الى انخفاض سعر النفط العالمي وبما أن العراق مصدر امواله وميزانية الدولة تعتمد على تصديره للنفط ومشتقاته لذلك وصل سعر البرميل الى ٢٠ وقد يصل الى ١٥ مع الديون وغيرها من الشروط المترتبة ولذلك اصبح هناك عجز كبير في ميزانية الدولة وعندما نتحدث عن هذا الموضوع بشكل تفصيلا سوف يأخذ منحى آخر .

لذلك لكي نبقى في فحوى الموضوع هو العراق اليوم ليس له أي اكتفاء ذاتي أي بمعنى آخر ليس له مصدر أموال سوى تصديره للنفط، عدم استغلال الزراعة عدم توفير معامل تصنيع عدم استغلال السياحة وكذلك الكثير من الامور للأسف هي من المفترض يجب أن تُفعل وتكون مصدر أموال للعراق وبالتالي عندما نمر بهكذا ازمة لدينا الكثير من البدائل وأيضا لانعتمد اعتماد كامل على مصادر الطاقة وهذا حال بقية الدول كتركيا حيث تعتبر أكبر بلد سياحي ومصدر امواله من السياحة وهو غير مصدر للنفط وأيضا كندا يعتبر بلد تصنيعي وسياحي وكذلك تعتبر كندا أكبر خزين نفطي ومصدر للنفط ولكن للأسف هذه مشاكل عقيمة هيمت على البلد منذ ٢٠٠٣ لحد عامنا هذا .

 

عندما نتحدث اليوم عن هذه الازمة ودور هذا الوباء الذي استشرى في البلاد وتوقف كل شيء والكثير من البلدان الاوربية وامريكا قد استسلموا الى هذا الوباء نظرا للوفيات اليومية والاصابات التي وصلت الى الآلاف رغم التطور الطبي والتكنلوجيا والعراق من البلدان الذي دخل ضمن هذا التصنيف ولكن أقل شدة وحدة في حالة اعداد الاصابات على الرغم من عدم وجود تطور طبي وتكنلوجي وعدم توفر الاجهزة لهذه الامراض كالتنفس الاصطناعي وكذلك عدم توفر المستشفيات المُختصة الكافية  لجذب المصابين وحجرهم ولو قارنا أنفسنا مع بقية الدول المتقدمة مبدئيا نعطي ارقام مخيفة وقد تصبح كارثة عُظمى لا مثيل لها في تاريخ العراق .

 

ولكن نحن نختلف عن هذا العالم في قضية مهمة وهي انه لدينا مرجع ولدينا أمام نلجأ له والمتمثلة بالسيد السيستاني ادام الله عمره ولدينا مجتمع انساني يحب الإنسانية وعليه عندما افتى السيد السيستاني في مساعدة الاخرين والتراحم فيما بيننا واقتسام لُقمة العيش لان سماحتهِ يعلم أن هناك الكثير من العوائل تعيش على يومها وتعيش على دخل بسيط ويعلم أن هناك عوائل مُتعففة وايتام وعوائل فقيرة ليس لها معين الا الله لذلك هَبّ المجتمع العراقي في مساعدة اخوتهم من يحتاج مساعدتهم ، لذلك نُلاحظ الكثير يتبرع ويوزع المواد الغذائية للعوائل المُتعففة وكذلك نرى الآخر يوزع الاموال وجميع المُستلزمات التي تحتاجها العوائل الفقيرة اصحاب الدخل المحدود . هذه النظرة الابوية من قبل المرجعية جعلت المجتمع أن يكون مُتآخي ومُتعاطف ومُتكاتف ومُساعد للاخرين.

 

لذلك المرجعية اسوةً برسول الله في قوله تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) صدق الله العلي العظيم وأيضا قوله تعالى (وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) صدق الله العلي العظيم.

 

هكذا كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عطوفا رحيما مُحبا لقومهِ من المؤمنين وحتى على غير المسلم كان رسول الله رحيما ونحن علينا أن نستمر في عطائنا وتراحمنا مع الاخرين ونعمل بالاحسان كقوله تعالى ( وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) صدق الله العلي العظيم وقوله تعالى ( ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) .

 

لذلك هذه الصفة التي جعلت من العراق بلدا مُتراحما فيما بينه ومجربا عند الازمات التي تمر بها البلاد رحماء في ما بينهم واشداء على اعداء الله واعداء العراق كقوله تعالى ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) صدق الله العلي العظيم

 

ولعل البعض يتسائل هل الجميع بهذهِ الصفة اكيدا لا فهناك من ينجرف وراء الاعمال الاستغلالية والأعمال التي قد تؤثر سلبا على المجتمع ولكن لا يؤثر ذلك حتى لو كانوا كُثُر وكم من فئةً قليلة غلبت فئةً كثيرة والله الناصر الرحيم .

 

لذلك من منطلق ارحموا ما في الارض يرحمكم ما في السماء وهذه الصفة التي سادت في العراق التي قللت من حدة إنتشار هذا الوباء القاتل .

 

سائلين المولى عزوجل أن يحفظ العراق واهله وعلى راسهِ مراجعنا العظام والمرجعية الرشيدة ونسال من الله عزوجل أن يُزيل هذه الغمة عن هذه الامة والعيش في حياة رغيدة هانئة ومستقرة .

 

٤ شعبان

٢٩/٣/٢٠٢٠




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=143033
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 03 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19