• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : في ليلةِ كرامةِ الإِنساِنِ (ليلةِ اقرَأْ) .
                          • الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود .

في ليلةِ كرامةِ الإِنساِنِ (ليلةِ اقرَأْ)

إِنَّـها ليلةُ البِعثةِ النبويةِ المحمديةِ الليلةُ المُمَهِّدةُ للبشارةِ السماويةِ التعليميةِ البنائيةِ الثقافيةِ العالميةِ الشاملةِ (ليلةُ اقرَأْ) التي شرُف تاريخُ (السابعِ والعشرين) من رجبٍ بسموِّها ونعيمِها وفَتْحِها.

شكرًا لكَ إِلهي تباركتَ وتعاليتَ أَنْ تفضَّلتَ على العالَمينَ بالنبيِّ الأَحمدِ (صلَّى اللٰـهُ عليه وآلِه) ؛ فكان (الخاتِمَ لِما سبقَ) إِذ تحصَّلت عنده خلاصةُ الرسالاتِ السماويةِ كلِّها مذ آدمَ (عليهِ السلامُ) حتَّاهُ ؛ وكان (الفاتحَ لِما استُقبِل) إِذ تجلَّت منه مفاوزُ النجاةِ ، وتمامُ الأَخلاقِ ، وتكاملُ الحياةِ حتى يومِ القيامةِ.

شكرًا لكَ إِلهي أَنْ جعلتَ مفتاحَ حياةِ الفِكْرِ ، وسلاحَ العقلِ المسالمِ كلمةَ الحوارِ الدالِّ على هُوِيَّةِ الإِنسانِ الذي تُريدُ كما تُريدُ كلمةَ (اقرَأْ) التي أَتت مُدويةً على سمْعِ أُمَّةٍ هائمةٍ باللهوِ والمجونِ ، والصراعِ والغزْوِ ، والسلْبِ والنهْبِ ؛ ليعلمُوا أَنَّ اللٰهَ تعالى يُخاطبُهم بما يُعلي من شأنِهم ، ويأخذُ بيدِهمْ ، ويوقِّرُهم وهو الحوارُ التثقيفيُّ السامي (اسمعْ ، وتدبَّرْ ، وفكِّرْ ، واقرأْ) ؛ وليُدرِكوا أَنهم مؤهَّلون لهذا الخِطابِ ولهذه النهضةِ بيدِ قائدٍ هو لهمُ الرائدُ ، ولم يُخاطبْهم بما هم عليه من مجرياتِ الأَعرافِ الجاهليةِ.

شكرًا لكَ سيدي يا خيرَ الخلقِ ، وسيدَ الكَونِ ، وغايةِ الوجودِ يا رسولَ اللٰهِ يا مَنْ صِلتي ، وهُوِيَّـتي بأَنْ أُصلِّيَ عليكَ سيدي يا رسولَ اللٰـهِ ، وأُسَلِّمَ لكَ تسليمًا (اللهُـمَّ صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ كما صلَّيتَ على إِبراهيمَ وآلِ إِبراهيمَ في العالَمين إِنَّكَ حميدٌ مجيدٌ) ؛ فقد منحتني هُوِيَّتي (القرآنيةَ-العربيةَ) ، وأَرشدتني وخططتَ لي بسيرتِكَ وسُنَّتِكَ منهجًا أَنجحُ به في أَصعبِ اختباراتِ الحياةِ ، وآمَنُ به عند الوفاةِ ، وبعد المماتِ ، ويومَ الحسابِ وغيضِ الحسناتِ وفيضِ السيئاتِ.

إِلهي هذا ما تُسعفُني به قدرتي وأَنا الضعيفُ ؛ فصلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ ، وتقبَّلْه عهدًا ووثيقةً مني بين يدَيكَ ترحمني به وأَنتَ أَرحمُ الراحمين ، واحفظنا به من الزيغِ ، والذنبِ ، والوباءِ ، وكورونا وكلِّ داءٍ ، ومن أَيِّ عارضٍ من بلاءٍ وابتلاءٍ.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=143032
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 03 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28