• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : مسرحية انكح باسم ربك .
                          • الكاتب : عدي المختار .

مسرحية انكح باسم ربك

مسرحية بفصل ومشهد واحد

شخوص العمل :

  • امرأة في الثلاثين من عمرها
  • الزمان : لا زمن للبوح
  • المكان : لا مكان محدد للوجع

فكرة العمل :

 تموت الاوطان حينما يموت الانسان فينا ....

ملاحظة العرض :

لا جغرافيا محددة لمسرح العرض , البقع الضوئية الملونة وحدها تحدد مكان الممثلة وطبيعة بوحها .

 

الفصل الاول – المشهد الاول

المنظر العام :

 اظلام تام ... ومن ثم تفتح الستار على وقع موسيقى من بعيدة تقترب كلما فتحت الستار اكثر

بقعة بيضاء : الممثلة بثياب زفاف ترقص بجنون .

بقعة ضوء حمراء : الممثلة بلا برقع تبكي .

بقعة ضوء زرقاء : ( الممثلة بملابس عرس ممزقة كالقرفصاء وهي تئن بنشيج عالٍ ) لفظتي من بطنها كاي كرة تدحرجت في شباك لا ترحم ..ومضت دون وداع.. لم اراها ..لم اتقاسمها كل شيء ..لم تحفظ عيناي حتى ملامحها او تسمع اذاني صوتها ...لم اتلمس حتى وجودي لحظتها ...لم ارث عنها غير هذه الصور ( تضحك بحزن وانكسار) ..صور تتصنع الابتسامة بخذلان وفي عينيها الف سؤال  , ولدتني ومضت في تيه اسئلة لا قرار لها .. ( تصيح بهمس) امي ..يامن لم اعرف الا اسمك فقط هل تعين حجم الكارثة الان ؟ هل تتلمسين هول الفاجعة ؟ لم رميتني في دنيا لا يعرف اهلها طمأنينة غير القسوة والخراب؟, ( تضحك بانكسار ) هل كانت ولادتي لك نذير شؤم لهذه الدرجة !! , ولم سلمت نفسك له ( صمت بخوف) لم تتلمس ذلك الوحش النائم فيه وانت في فراشه ؟, كيف سلمتي نفسك لرغبة مجنونة احالتك الى تراب ومنحني من بعدك ثمنا لنزواته ؟!!(اظلام ) .

بقعة ضوء حمراء : ( الممثلة تؤدي دور امها وابيها رجل الدين لحظة اغتصاب امها )

الام: ( بحزن ) اعرف ان لا اب للعار

الاب : ( بتفاخر ) وتعرفين ان الرغبة قرار

الام : وهل كان هناك متسع للقرار؟

الاب: لم يكن هناك متسع للتراجع

الام : عنوة استباحتني فحولتك

الاب : بسم الله ابتدءناها فلا وقت للعزاء

الام : وان .....؟

الاب : ( مقاطعا ) حينها لا اب للعار ... ( اظلام )

بقعة ضوء زرقاء : ( الممثلة كالقرفصاء) فجئت انا لعنة من نطفة في لحظة لا لهاث فيها او انين غير فحولة غاصب وبروردة مغتصبة , ( تصيح ) لا اب للعار ..فكنت العار الذي جاء يحمل كفنه بيده والتهمة جاهزة ... عار .... عار... عار... هههههههههههههههههههه ( للجمهور ) نعم ..نعم ..اضحكوا ..اضحكوا بسخرية هههههههههههه فقطعة اللحم الصغيرة التي ولدت تحت شجرة عاقر لام تحتضر لا ناصر لها ولا معين غير عجوز خرساء , هههههههههههههههه لم تجد من يربيها الا هو ههههههههههههههههههههه نعم ..نعم نعم شيخ القرية الذي بكلمة مغلفة باسم الرب استباح عذرية امي  هههههههههههههههههه هو من رباني ههههههههههههههه لا ..لا .. ليس اعترافا منه بابوته بل لان فضيلة الذين يعرفون الرب ان يعملوا خيرا في الدنيا ويستروا عورة الضالين دون دراية بدروب السماء هههههههههههههههه

( صمت  وبحزن للجمهور ) العجوز الخرساء هي من تعرف كل شيء ولان الناس لا يصدقون الا الذين بكامل قيافة حواسهم فلا بوح جاء منها ولا دمع نزل .... سلمتني له واكتفت بمراقبتي كيف اكبر يوما بعد يوم هههههههههههههههه ليس في عينيها بل في رغبات الشيخ نفسه ههههههههههههه ...نعم نفسه هههههههههههه ( اظلام ).

بقعة ضوء حمراء : ( الممثلة في حوار مع الشيخ )

الشيخ : تبارك الذي خلق

الممثلة : حمدٌ ام ...؟

الشيخ : ( يقاطعها ) الله جميل يحب الجمال ..

الممثلة : وهل له زوج وولد ..؟

الشيخ : استغفر الله ..

الممثلة : هل عيونه تعشق ام تحب ؟

الشيخ : ومالفرق ؟

الممثلة : العشق رغبة تنتهي بالحرام ..

الشيخ : والحب ؟

الممثلة : نبض دون اقتراب ...

الشيخ : ( بهمس ) ومابيننا نحن ؟

الممثلة : لا حبٌ ولا عشق ههههههههه بل هو الحرام ههههههههههههههههه ( اظلام ).

بقعة ضوء بيضاء : ( الممثلة تمزق بثوب الزفاف وكانها تتحدث مع نسوة )في كل كلمة ونظرة كان يمزق احشاء المحرمات دون ان يشعر ( بهمس) وانا لا اريده ان يعرف ايضا هههههههههههههههه , هكذا اريده يمعن في خطاياه , ( بعصبية ) هذا الذي تلومنني فيه يتلذذ في فض بكارة العذراوات في القرية بشتى انواع الدهاء .. وباسم الرب طبعا دون ان يقف امام شهواته احد ( بسخرية ) فهو العارف بالله والمرتل لكلماته والمفسر لاياته لذا فابناء الرب دوما فوق كل الشبهات ,( اصوات انين يرتفع متعدد فتصيح ) من يسمعكن ... هااااا ...من يسمعكن يامن تصرخن باعلى اصواتكن خلسة وبوجع من اغتصاب .. اصرخن ... اصرخن ... باعلى اصواتكن المبحوحة , وابكيين بعيون غادرتها الدموع حرقة فلا احد يسمعكن غيري .. نعم لا احد يسمع الوجع الا من مزقه صداه ..( صمت وبهمس وحزن ) فمانحن الا سئلة مؤجلة ( تستدرك وتثور ) فلا اي الاسباب قدمتن بكارتكن هكذا بالمجان ؟ هل خدعتكن الكلمات التي يسبح بها ؟ ام غشيتكن ثمالة البخور الذي يوهمكن انه يصعد للرب كهداية مباركة من عطر اجسادكن ؟! ههههههههههههه انكن خطايا الذين اتخذوا من الرب سبيلا للهاث واللذة .. هههههههههه مزحة هي تلك الكلمات التي غشيتكن حد العار ههههههههه ( تكلم الجمهور ) اسمعوا ..

اظلام

بقعة حمراء : ( تمثل فيها الممثلة دور احداهن دور الشيخ )

الممثلة : اليأس يقتحم العمر

الشيخ : اطلقي العنان للرغبة

الممثلة : استغفر الله

الشيخ : النار ان تلاقي الموت وانت بكامل عذريتك

الممثلة : العار ....

الشيخ : لا عار فيما احله الرب سرا وعلانيه ..اظلام

الممثلة : ( في عمق المسرح وتتقدم ببطء نحو الجمهور )  ههههههههههههههه ( صمت وبوجع ) هل الرب يسمع ويرى الذين يتخذونه الهاً لا رب ؟!! ( صمت وبهمس ) الالهة وحدها فقط تاخذ ولا تعطي يارب ... ( تصيح ) ياررررب لم الصمت وقد احالوك رزق حلال واكلوك !! ( بصمت واستدراك ) قالوا انك تمهل ولا تهمل فعجل بسخطك عليهم قبل ان تُهمل وتتلاشى كلماتك في مهب خطايا هؤلاء واصوات مناجيك دون عقاب ( صمت وبهمس ) يارب ...فحولة النطفة الملعونة التي خلقتني منها تريد ان تفض بكارتي .... ( تصيح ) يارررب ان الذي رماني من ظهره كنطفة من نار في رحمٍ مستباح يريد ان يصلي بكارتي من نار ظهره عنوة مجددا او يدفع بي الى حفلة مجانية لفض البكارة الجماعية .. ( تصيح بصوت عالٍ) يارررب هل ثمة متسع للصمت ....

( اظلام ) .

  بقعة ضوء زرقاء : ( الممثلة مع احدهم )

الممثلة : ارجوك لا توغل في بكارتي حد اللعنة

احدهم : ذا هو جهادكن

الممثلة : باي شريعة ن ننكح عنوة

احدهم : باسم الرب (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء)

الممثلة : تقتطعون كلام الرب بما تشاؤون ..وماملكت ايمانكم؟! ..

احدهم : (ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف)

الممثلة : تغلفون خطاياكم بكلمات مبتورة ..

احدهم : ( وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ)

الممثلة : ولم  عنوة ؟

احدهم :  ( تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ : لمالِها ولحَسَبِها وجَمالِها ولدينها، فاظفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَداكَ)

الممثلة : وانا لاي لاربع انتمي .. ماتهمتي ..

احدهم : حفظتي بكارتك بما يكفي....

اظلام 

بقعة ضوء صفراء: ( الممثلة تمزق بثيابها مع موسيقى لتجسيد واقعة اغتصابها الجماعي )

الممثلة : هل من مزيد ...هل من مزيد ... هيا ..كلوا من لحمي ..واشربوا من بكارتي ولا تسرفوا بالوقت فان ربكم لا يحب المسرفين ... هيا .. هيا ..كلوا مني جسدي رطبا شهيا فربكم لايستوي عنده الذي يعملون والذين لا يعملون ..هيا ..هيا ...اشرب ماء روحي وعجل ..هيا ..( تسقط على ركبيتها وهي تلهث ) هكذا ترون ربكم وتفسروه ..الها لرغباتكم فقط , دينكم مقتطع لا بل مجتزء وفق ماتشاؤون وتشتهون , تمعنون فيهما انتم فيه ههههههههههه بحكمة منه ههههههههههههههه ... ( صمت ومن ثم تنظر يمين المسرح تفتح بقعة فيه منيكانة رجل دين فتترجل وجعا ) وانت قلت لك اريد ان اعيش كما تعيش الاخريات , كان كل حلمي زوج وحفلة عرس وجدران اتفيء بطمأنيتها , حياة اخرى دون عار يلاحقني او ماض يقظ مضجع حاضري , حياة انجب فيها واربيهم بتعالم اخرى , اطفال اعلمهم وجه الرب الذي تخفونه عنهم , كي اكبرهم وازوجهم واعيش ماتبقى من رحلة العار التي صيرتني بها دون ذنب , حلمت كثيرا بدفء فيئهم , لم حتى الاحلامنا تسرق او تحتضر ؟,  احلامي بسيطة , وامالي ابسط , كاي فتاة ولدت لتحيا بطمأنينة وحب ,كاي ام تعيش الامومة التي لم تعشها امها من قبل , ( تترجل بحلم وتمثل دورها مع طفل ) :

الطفل : امي لا تنامي بعيدا اريد ات تق لي حكاية

الممثلة : لن ابتعد عنك فاانا معك يابني

الطفل : امي احبك يا امي

الممثلة : وانا اعشق عينيك التي تراني جميلة ويديك اللواتي تتلمس خطوط الطول والعرض على جسدي المتهالك من... من .. سياط جدك

الطفل : ولماذا يضربك يا امي

الممثلة : ( بحيره ) هااااا .... يضربني جدك لاني لا اسمع كلامه

الطفل : الم تعلميني ان اسمع كلامك فلماذا لا تسمعين كلام ابيك يا امي

الممثلة : ( في حيرة اكبر ) ماذا ؟... نعم ساسمع كلامه يابني وانت نم ..نم ..(تهدهدة بترنيمه عراقية ) دللول ..دللول ..يالولد يبني دللول ...عدوك عليل وساكن الجول ....

( تخفت الاضاءة اكثر وهي تهدد وتبكي ومن ثم يتعالى نشيجها وتعود تلتفت له حيث تضاء تضاء بقعة ضوء عليه عليه بلا راس وبعصبية ووجع  وهي تمزق بثيابها)

الممثلة : وانت ... رميتني بكل بساطة في اتون الرذيلة باسم ربكم الذي رسمتموه للاخرين حسب مقاساتكم .... رميتني ببساطة ...كبساطة استباحتك للعذراوات اللواتي سقتموهن الى احضان النكاح بدعوة الصعمة من الرزيلة والتقرب الى الرب , ههههههههههههههههه كنت تجاهد في فض بكارة العذراوات بالسر  هههههههههههه والان هههههههههههههههه جهادك بالعلن ههههههههههه ( تستدرك ) هل تعرف اي شعور مر عليه ليلة التي اهديتني فيها لحلفة جهاد النكاح تلك ... ( تترجل بحزن ) كنت اذوي امامك كالشمعة التي استباحتها الظلمة وبقيت تقاوم بماتبقى فيها من خيط رفيع للعفة علها تقاوم ذلك الاجتياح , كانت ايديهم جمر على جسدي وهم يتقاذونني ككرة من حضن للاخر , وانا ...... اصرخ واتوسل بهم بان يحفظوا لي اخر قلاع روحي , كانت ضكاتهم تضج في راسي كانها طنين ذباب يتعالى كلما هاجوا باللهاث , كنت ارى سيل لعابهم وهم يمزقون اخر خرقة تسترني من العار , كانت نشوتهم تتصاعد كلما مرت ايديهم الخشنة على جسدي , كانت تلك الخربشة التي تحدثها ايديهم على جسدي هي جروح خفية تمتد الى بكارتي شيئا فشيئا... لحظات او قل ثوان حتى اخذ كل واحد منهم يضاجع شيء فيه وانا ...( يتعالى نشيجها ) وانا كنت قد استسلمت للخيبة وماعدت اشعر باي شي حولي ..جثة هامدة تضاجها بضع كلاب في مقبرة ( تنهار بالبكاء) ...

( صمت ومن ثم تترجل بمناجاة وبخشوع ) يامن كظمت غيض النبوة بدهليز لم يحجبك عن الله… يامن شهدتم وهم يسرقون نبوتك بافعالهم وراقبت من السماء كيف يدنسون الرب.. اتوسل اليك ياباب كل حاجة  بأن تغفر لي ماقترفوه بي من ظليمة… الجأ الى مغفرتك وانا محملة بنزواتهم رغما عني ..اشفع لي واقبل توبة من سيقت للمعاصي دون رضا.. اغتسل بدموعي علني أبرء من وصمة عارهم التي الصقوها ببكارتي ...لا ارجو توبة بل مغفرة علها تكون لي شفاعة في سموات سبع … اظلام

تظهر في عمق المسرح شاشة عرض للاخبار

المذيع: فجرت انتحارية نفسها على عصابات داعش بعد ان تعرضت هي وعائلتها لجهاد النكاح ويذكر ان حالات الحمل والانجاب على طريقة جهاد النكاح بلغت منذ 2014 حول المئات من الاطفال الذين باتوا قنابل موقوته يعتبرهم البعض "جيل إرهاب جديد"..

اظلام

يضاء المسرح وكله منيكانات رجال بلا رؤوس والممثلة ببطن حامل تجلس كالقرفصاء تئن

 الممثلة : (بحزن تكلم المنيكانات ) هل اشبعت رغباتك المريضة الان ؟ ..هل تلذذت وانت تقف كاي بائع هوى تشاهد دم بكارتي يملء المكان , لا لشيء الا لاني رفضت ان تفض انت بكارتي ببسملة وتراتيل سرقتموها من الرب عنوة ( بهمس ) اااااه لو تعرف لم رفضت اااااه , ( تصيح بثقة ) هل تعرف اي بكارة فضيت اليوم ههههههههههههههههه( تضحك بوجع ) هههههههههههههه نسيت انك اصبحت الان امير الجماعة هههههههههههههه ماذا تريد ان اقول لك ياشيخ ؟ ام  يا امير ؟ ههههههههههه لا . لا ..لا .. ساناديك امير تعرف لماذا ؟ ههههههههههه لان المشيخة كانت تحتاج منك الترغيب لضحاياك اما الان فلا تحتاج للترغيب بل انت امير عنوانك الرب وفعلك الترهيب فلا تحتاج للايات ولا للتفسير والترتيل فكلمتك هي القول والفصل فانت الابن الشرعي للرب الان ههههههههههههههه يامير  هل تعرف اي بكارة فضيت ههههههههههههههههه ( كلما تعيد الكلمة يسقط منيكانه من المنيكانات الموزعات على عموم جغرافيا المسرح وتدخل هي في هستيريا ضحك حتى تسقط كل المنيكانات على المسرح ) يامير  هل تعرف اي بكارة فضيت هههههههههههههه...... يامير  هل تعرف اي بكارة فضيت ههههههههههههه.... هل تعرف اي بكارة فضيت هههههههههههه... يامير  هل تعرف اي بكارة فضيت ههههههههههههه.... هل تعرف اي بكارة فضيت هههههههههههه... يامير  هل تعرف اي بكارة فضيت ههههههههههههه.

( صوت انفجارات متقطعة تختصر انفجارات الوطن  + اظلام )

انتهى

العراق / ميسان – اذار / مارس 2016




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=142912
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 03 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19