• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مؤمنون بلا حدود.. يفسرون بلا قيود .
                          • الكاتب : سامي جواد كاظم .

مؤمنون بلا حدود.. يفسرون بلا قيود

كيف اختاروا هذا الاسم لا اعلم ( مؤمنون بلا حدود) كيف منحتم هذه الدرجة الايمانية لانفسكم { قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا }، لان الايمان درجة تتحقق بشروط ومن شروطها مجموعة من الصفات التي يجب ان يتصف بها العبد من تقوى وورع وعلم وزهد وشجاعة وايثار وعدم الغيبة والتهكم. هذه المنظمة او المركز اسسه د بسام الجمل التونسي، ودائما الدين مادة دسمة لان يخوض فيه من هب ودب عالم وجاهل متخصص وغير متخصص ، والمعرفة ليست حكرا على احد بل لها اصولها وضوابطها لمن يريد ان يقتحمها ، الا ان الدين بكل علومه وخصوصا الاسلام يتصدى له من ليس هو باختصاص، فالفسلفة لا علاقة لها بالتاريخ واللغة العربية لا علاقة لها بتفسير القران والفقه بل هي جزء بسيط من شروط اقتحام هذه العلوم، ومهندس يدعي انه مفسر للقران ، وهكذا وهلم وجرى .

حقيقة الثقافة الاسلامية في شمال افريقيا اخذت منحى خطير جدا والسبب هو الانغلاق في الاطلاع على ثقافة المذاهب وان اطلاعهم احادي حيث ياخذون فقه وتاريخ السيرة من ابن تيمية والبخاري وابن كثير ، ولان هذه الكتب فيها ما هو دخيل ومدسوس على الدين الاسلامي فيصبح مادة دسمة يعول عليها ممن يرى نفسه مثقف ومفكر وعلماني ، وهنا لا ندعي ان كتب الامامية تخلو من الدخيل ولكننا نخضعها جميعها للتدقيق ولا يوجد كتاب صحيح بكامله غير القران الكريم .

الدكتور بسام في بحوثه ينتقي الحديث الذي يريد ان يمرر افكاره من خلاله أي انه يحمل النتيجة ويبحث عن الاحاديث التي تدعم النتيجة ، وحقيقة كلما اطلع اكثر على كتب هكذا ثقافة اقف مستغربا بين العقول التي تقتنع بها وبين الضعف في الخطاب الاسلامي في استقطاب هذه العقول .

مجموع بحوث صدرت عن هذه المؤسس واطلعت على بعضها اطلاعة سريعة اذهلني تفكيرهم وتاويلهم الذي بلا قيود على سبيل المثال عندما يتحدث عن المتخيل في سيرة فاطمة الزهراء عليها السلام فانه يبني استنتاجاته على ككتب القوم وبشكل مبتور ، نعم لايحوز كذلك ان تعتمد كتب الامامية ولكن عندما تجد ما يدعيه الامامية في كتب الطرف الاخر يصبح حجة واذا اطلعت على ما ادعيت من روايات عن فاطمة في كتب الامامية تدعيها كتب السنة فهي حجة ولكن الاحادية ليست حجة .

يقول الدكتور بسام في بحثه عن سيرة فاطمة الصفحة السابعة " وكان لعليّ وفاطمة من الإناث أمّ كلثوم الكبرى، وزينب الكبرى. فالأولى تزوّجها عمر، ثمّ جعفر بن أبي طالب.." لاحظوا ثم جعفر بن ابي طالب وهنا ثلاثة ماخذ على الدكتور وهي : ان فرضنا جدلا ام كلثوم تزوجها الخليفة الثاني فهي قد ماتت وهي على عهدته ولم يطلقها ، والامر الاخر كيف يتزوج العم بنت اخيه ؟ فجعفر بن ابي طالب شقيق الامام علي عليه السلام ، وثالثا وهذا هو المهم ان ام كلثوم ولدت السنة الخامسة او السادسة للهجرة وجعفر الطيار استشهد السنة الثامنة للهجرة فكيف يتزوجها ؟

هذه شطحة من شطحات كثيرة ومنها مثلا احتجاجه بتواريخ عن سنة ولادة فاطمة وعمر خديجة ويدعي ادعاءات غريبة كما وانه يصر على ان النبي لديه اكثر من بنت من خديجة فمثل هذه الادعاءات كان يختزنها قبل ان يثبتها فبدا يبحث عن روايات تدعم مخزونه الفكري وهكذا افكار حقيقة تنطلي وتنطوي على افكار المجتمع في شمال افريقيا علما ان الرجل تونسي فوجد ضالته بالمصادر المتوفرة في شمال افريقيا واما المصادر الامامية فانه انتقى منها الضعيف او المبتور لتحقيق ماربه وهذا لا يقدح بعلمائنا الابرار المجلسي وغيرهم فهم جهدوا انفسهم لجمع الاحاديث على ان تدقق وتحقق من بعده قبل ضياعها .

عندما اجد معلومة غير دقيقة في أي كتاب او حتى موسوعة اضع الكتاب جانبا ولا اعتمده كمصدر لعدم دقة المؤلف




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=142738
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 03 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28