وردت في عدة وسائل إعلام أرقام تتحدث عن نسبة الموتى إلى المصابين بمرض كورونا (COVID-19) وأنّ العراق يتصدّر الدول في هذه الأرقام. فما هي حقيقة هذه الأرقام ؟

بدايةً، لا بد من توضيح أن كل فايروس يظهر للبشرية يخضع للعديد من المعادلات التي يجريها علماء الڤايروسات لاكتشاف خصائصه. ومن هذه المعادلات هي معادلة لحساب مقدار فتك المرض بالإنسان إذا أصابه الڤايروس وتسمى بـ (fatality rate). 
كل ڤايروس يمتلك أدوات وأسلحة محددة تساهم بشكل أو بآخر بتولّد المرض عند الإنسان إذا أصابه الڤايروس وقد تؤدي إلى وفاته أو لا تؤدي. وبما أنّ الإنسان غير قادر على معرفة أسلحة الڤايروس بالدقة وهل هو قاتل أم غير قاتل، فقد لجأ العلماء إلى قياس ذلك بصورة غير مباشرة من خلال حساب عدد الذين ماتوا بالمرض من مجموع الذين أصابهم المرض. أي أنّ أطراف المعادلة هم :

أ- مجموع الذين أصيبوا بالمرض. ب- عدد الذين ماتوا بالمرض. ج- والناتج هو مقدار فتك المرض بالإنسان.

Fatality rate = number of deaths / total number of diseased persons * 100%

النسبة المنشورة رسمياً عن العراق هي ١١.٢٪؜؜ وهي نسبة عالية إذا ما قيست ببقية البلدان بالنسبة لنفس المرض (COVID-19) والتي وصلت إلى ٢.٦٪؜ في عدد من البلدان. وهناك إذن ٣ احتمالات :-

١- أن تكون هذه النسبة دقيقة، وهذا يعطي شكاً بأن الڤايروس الذي في العراق غير الڤايروس في تلك البلدان وهو أشد فتكاً وهذا لا دليل عليه.
٢- أن تكون هذه النسبة غير دقيقة بسبب عدم ضبط أحد أركان المعادلة وهو مجموع المصابين -وهذا وارد إذا لاحظنا محدودية امكانات دوائرنا الصحية في اكتشاف العدد الكلي- مما يعطي ناتجاً أكبر من الواقع. وهذا يسمى عامل انحياز في المعادلة (ascertainment bias).
٣- أن تكون قلة جودة الخدمة الصحية المقدمة للمرضى هي السبب مما يؤدي إلى وفاة أكثر المصابين بالمرض، وهذا عامل دخيل على المعادلة ولا يمكن الاعتماد على الناتج إذا أثّر في المعادلة لأنه لا يقيس واقعاً أسلحة وأدوات فتك الڤايروس.

الرسالة من المنشور:-

١- أن نبتعد عن الهلع والخوف غير المبرر.
٢- أن نلتزم بشكل جدي بتوصيات وزارة الصحة لأنّ وجود عدد من المصابين غير مشخص من قبل الجهات المعنية يعني إمكانية أكبر لانتقاله بين فئات المجتمع.
٣- لا يمكن إعطاء رقم دقيق عن مقدار فتك المرض إلا بعد انتهاء الوباء.