• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كان يتبعُ هدفهُ فقط! .
                          • الكاتب : حيدر حسين سويري .

كان يتبعُ هدفهُ فقط!

   لكل شخصٍ هدف، فما هو هدف الشهيد؟

يضحي بنفسهِ وبأغلى ما يملك، من أجل ماذا؟ فهو سيموت ويفارق الحياة! ولن يستمتع بشيءٍ من ملذاتها!

تدور هذه الأسئلة وغيرها في ذهني وذهنك أيها القارئ عن الشهيد...

   مه انتظر: ماذا عن ذلك الذي لا يؤمن باليوم الآخر (يوم القيامة والحساب) الذي يُحاسب فيهِ الله الناس فيثيب ويعاقب...، كيف سيفسر لنا هذا؟ لماذا استشهد جيفارا الملحد (كما يقال)؟ ماذا كان هدفه؟ كيف تأثر بالحسين المؤمن؟ لقد استلهم جيفارا من الحسين معنى التحرر والدفاع عن المظلوم ورفض الظلم ومحاربة الظالمين، نعم هذا ما فهمه جيفارا من الحسين، كان للحسين هدف فقضى نحبهُ وهو يسعى لهدفه هذا، وكذلك فعل جيفارا وكل الاحرار في العالم...

كذلك يلح عليَّ سؤالٌ ويؤرقني: لماذا نجح الحسين وفشل غيره؟ مثل عبد الله بن الزبير؟

" ان الحسين وابن الزبير قد امتنع كلاهما عن مبايعة يزيد وثارا عليه، اما الحسين فقد جاء الى العراق وقتل، واما ابن الزبير فقد خرج في مكة بعد مقتل الحسين بحجة المطالبة بثأره، وقاتل يزيداً سنتين، وكان جيش يزيد يرمي بالحجارة والنار من جبل ابي قبيس على المسجد الحرام الذي لجأ اليه ابن الزبير، فهدموا الكعبة، ولكن وقبل ان يلقى القبض عليه جاء خبر موت يزيد، لذا عاد جيشه الى الشام، وازدهر عمل ابن الزبير وسيطر على الحجاز والعراق بأكمله، الا انه قتل على يد الحجاج بن يوسف الثقفي في زمن خلافة عبد الملك بن مروان، اذن فقد ثارا كلاهما، وقتلا كلاهما، لكن ابن الزبير كان يدعو الى نفسه، بينما الحسين يدعو الى ربه.

لقد ثار ابن الزبير قائلا ان حكومة يزيد باطلة (وهي كلمة حق) لكنه قال: وانني أحق بالخلافة والحكومة (طلب الرياسة) ليرتفع هو وينزل قدر يزيد، اما الحسين فلم يكن طالب دنيا قط، طفوليون أولئك الذين يهتمون بالرياسة ومن يفكر بالتفاهات؟

عندما أراد الحسين الخروج من مكة متوجها الى العراق في اليوم الثامن من ذي الحجة خطب بصراحة قائلاً: خرجت لآمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، لم أخرج أشراً ولا بطراً؛ كان منهج الحسين كجدهِ وأبيه، وهو دعوة المسلمين للتقوى وان لا يطلبوا علواً في الأرض، لئلا تغرينهم مغريات حكومة يزيد ويصبحوا عباداً للبشر، بل يجب ان يكونوا عباداً لله (الحق) فالدنيا زائلة لا محالة، فلِمَ يكون الانسان حريصا عليها بهذا الشكل؟ كم يريد ان يبقى فيها؟!" مقتبس بتصرف من كتاب "سيد الشهداء (للسيد عبد الحسين دستغيب)"

بقي شيء...

عندما نكتب عن الثورات والشهداء، فهذا لأننا نعيش اجوائها ونخوض غمارها، ونشاهد بأم اعيننا ما يجري بساحاتها، ولذلك فنحن نلجأ للتاريخ لنستلهم منه العبر، ولنستنير منه الحق فنتبعه، ونترك الباطل ونهجره، فكم فينا من حسينٍ مجهول؟ وكم من ابن زبيرٍ متبع؟ هذا بالإضافة لمن يدافع عن يزيد ويحارب الثائرين!؟ رحم الله جميع شهدائنا الاحرار في كل زمان ومكان وجعلنا معهم في الدنيا والاخرة




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=141931
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 02 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29