• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الفرية المفضوحة ؛ قاديانية أحمد ديدات ! .
                          • الكاتب : مير ئاكره يي .

الفرية المفضوحة ؛ قاديانية أحمد ديدات !

لا شك ان من أسهل الأشياء القبيحة والمستهجنة هو إتهام أحد ما ورميه بإفتراء سواء كان على المستوى الديني ، أو المذهبي ، أو السياسي ، أو الأخلاقي . وذلك لتشويه صورته وحقيقته أمام الناس في داخل مجتمعه وخارجه . وان الانسان الملتزم بالقيم الانسانية الرفيعة كالعدل والصدق والكرامة تأبى نفسه الأبية والقويمة والكريمة الدخول في هذا المنزلق اللإنساني ، أو حتى مجرّد التفكير فيه  ، لأنه بالحقيقة إنحطاط ومسخ ودونية من جانب ، ومن جانب ثان هو تصادم مع جميع الأعراف والشرائع والقوانين الانسانية السوية والعادلة . ومن هنا جاء تركيز القرآن الكريم وإهتمامه البالغ بقيم العدل والصدق ومدى جدواها وأهميتها بالنسبة للفرد والاجتماع . لذلك ربط القرآن العدل بالايمان لدى الفرد المؤمن بأنه لا ينبغي له أن يكون غير عادل في أقواله وتصرفاته وحكمه حتى مع الذين هم في خلاف ، أو خصومة معه . يقول القرآن الكريم مخاطبا المؤمنين : { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط * ولا يجرمنّكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا إعدلوا هو أقرب للتقوى وآتقوا الله * إن الله خبير بما تعملون } (1) . وتفسير الآية هو : ان الله تعالى يأمر المؤمنين المبالغة في الاستقامة لأجل الشهادة وقول الحق والعدل والصدق لوجهه سبحانه ، وفي سبيله دون مراعاة لقريب ، أو صديق . ثم يجب أن لا يكون البغض والخلاف مع المخالفين لهم سبباعلى ترك العدل فيهم ، أو الشهادة والقول بغير الصدق والعدل عليهم ، حيث يكون ذلك عدوان عليهم ؛ فآعدلوا أيها المؤمنون مع الأولياء لكم والمخالفين لكم على حد سواء ، لأن العدل هو أقرب للتقوى عند الله تعالى ، وهو سبحانه المطلع والخبير على أعمالكم فيجازيكم عليها يوم الدين . ويقول القرآن أيضا فيأمر المؤمنين بقول العدل والحق والصدق ولو كان على أقربائهم : { واذا قلتم فآعدلوا ولو كان ذا قربى * وبعهد الله أوفوا }(2) . وفي آية أخرى يأمر القرآن المؤمنين بقول الحق والعدل والصدق ولو كان على أنفسهم ، أو على والديهم وأقربائهم : { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم * أو الوالدين والأقربين }(3) ! .   
أما الذي لا يبالى بما ذكر ولا يهتم ولا يعتقد به تراه يفعل ذلك بكل سهولة وبساطة كالذي يتخفّى وراء تسمية [ زردشت ] ، حيث انه إفترى على المفكر الكبير الأستاذ الشيخ أحمد ديدات وآتهمه ب[ القاديانية ] . وذلك بدون أن يقدم دليلا واحدا ، أو إثباتا واحدا ، أو على الأقل قرينة واحدة فقط تثبت صدق مدّعاه الافترائي الباطل من الأساس . وقبل أن ندحض هذا الإفتراء المفضوح ، وأن نفنّد هذا الاتهام والكذبة الصارخة الوضوح نود تقديم معلومات موجزة عن الشيخ أحمد ديدات وشخصيته ، وعن القاديانية أيضا لكي يكون القراء الأفاضل أكثر إطلاعا على الموضوع الذي نحن بصدد الحديث عنه : 
1-/ أحمد ديدات : هو عالم ومفكر وداعية اسلامي أفريقي من أصل هندي كبير ومعروف على مستوى العالم . ولد ديدات عام 1918 بالهند وتوفي عام 2005 بمدينة ديربون في جنوب أفريقيا . اهتم الشيخ أحمد ديدات منذ شبابه المبكر وحتى وفاته بالدعوة الاسلامية في أفريقيا وخارجها . إذ إنه جال الكثير من البلاد الافريقية والهندية والباكستانية والاوربية والأمريكية . وقد كان للشيخ أحمد ديدات حوارات ومناظرات مباشرة هامة مع كبار علماء المسيحية المعروفين في أفريقيا وأوربا وأمريكا  ، منهم المبشر الأمريكي البروفيسور [ فلويد كلارك ] والقس الأمريكي أيضا [ جيمي سويجارت ] والدكتور [ أنيس شروش ] المسيحي الفلسطيني السيء السمعة في أواخر حياته وغيرهم ! . 
وكانت تقام تلكم الحوارات والمناظرات المباشرة في أفريقيا وأوربا وأمريكا ، وبحضور ومشاهدة الآلاف من المسلمين والمسيحيين . وقد خرج الأستاذ الكبير أحمد ديدات في جميع المناظرات متفوقا ، بل منتصرا . وإن أشرطة الفيديو الموجودة حاليا هي خير دليل وبرهان على ما أقول . وكان أحمد ديدات عالما كبيرا ومفكرا رائعا ومحاظرا بارعا ومحاورا استدلاليا دقيقا . وكان يمتاز أيضا بقوة الذاكرة ، مع إطلاعه المدهش على الأديان السماوية وتواريخها وكتبها وأحوالها وتطوراتها . علاوة فقد ورّث الشيخ أحمد ديدات من بعده سلسلة من الكتب القيمة تربو على العشرين ، منها : 
من المعمدانية الى الاسلام . 
من دحرج الحجر !؟ 
خمسون ألف خطأ في الكتاب المقدس ! 
الرسول الأعظم محمد [ ص ] 
لماذا محمد [ ص  ] هو الأعظم !؟ 
محمد [ ص ] أعظم العظماء  
المسيح عليه السلام في الاسلام 
الحل الاسلامي للمشكلة العنصرية 
مفهوم العبادة في الاسلام 
هل مات المسيح على الصليب !؟  
 
2-/ القاديانية : هي فرقة دينية تأسست ونشأت عام1889 في الهند . وقد تم إيجاد هذه الفرقة الدينية بإيحاء وتوجيه ودعم وتخطيط مباشر من الانجليز ، لأجل إبعاد المسلمين الهنود من المقاومة الجهادية ضدهم في الهند ، حيث كان يومها يحتلون الهند برمّتها . وأسس هذه الفرقة المارقة عن الاسلام رجل هندي مسلم يدعى [ ميرزا غلام أحمد ] . وقد ولد ميرزا غلام أحمد في قرية [ قاديان ] التابعة لولاية [ بنجاب ] الهندية عام 1839 وتوفي عام 1908 . ومن عقائد القاديانية انهم يزعمون ان ميرزا غلام أحمد كان يوحى إليه .بل إن ميرزا نفسه إدّعى ذلك كذبا وزورا . ومن عقائدهم كما قال مؤسس الفرقة القاديانية نفسها ؛ إنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود ، كما ان ميرزا رفع حكم الجهاد ، أي المقاومة ضد العدوان والاحتلال تماشيا مع سياسة الاستعمار البريطاني آنذاك في الهند ! .وأخيرا إدّعاء ميرزا غلام أحمد النبوة ، وإن الوحي ينزل عليه من الله سبحانه وتعالى !!! . لهذه الأسباب أعلن علماء المسلمين في العالم الاسلامي بتكفير فرقة القاديانية ، وبالمروق عن الاسلام وأصوله وتعاليمه  . ويكفي واحدة من مزاعم ميرزا غلام أحمد الكاذبة وهي الإدّعاء بنزول الوحي إليه للحكم عليه بالإنحراف والمروق عن الاسلام بالكامل . وهذا الزعم الباطل والكاذب هو في الاسلام من أكثر الأعمال الفاجرة والجائرة فجورا وجورا وإجراما ، لأنه ربما يؤدي بالنهاية الى إستغفال أناس كثيرين عن جادة الصواب والحق والحقيقة . ولهذا يقول الله تعالى في محكم تنزيله العظيم : { ومن أظلم ممن آفترى على الله كذبا * أو قال : أوحي إليّ * ولم يوح إليه شيء  * ومن قال : سأنزل مثل ما أنزل الله }(4) . هنا الإستفهام الإنكاري معناه النفي والتفسير هو : لا أحد أكثر جرما ولا أفجر ولا أظلم ممن كذب على الله تعالى زاعما نزول الوحي إليه ! . 
 
الشيخ ديدات نفسه يفند الفرية ويدحضها : 
_________________________ 
في أواسط الثمانينيات لما تناهت الى أسماع الأستاذ الشيخ أحمد ديدات الكذب والافتراء عليه بأنه ينتمي الى الفرقة القاديانية الضالة والمارقة عن الاسلام ذهل من ذلك فأسرع الى تكذيب الفرية المصطنعة وإبطالها . إذ انه رحمه الله تعالى كتب ونشر بيانا عاما وفيما يلي نصه : 
[ مركز الدعوة الاسلامي العالمي /  أنا أحمد حسين ديدات ، رئيس مجلس الدعوة الاسلامية ، أشهد هنا أمام الله ، وأنا في كامل الأهلية التامة للشهادة أن لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله . إنني أومن أن محمدا صلى الله عليه وسلم ، هو النبي والرسول الخاتم وأنه لا نبي ولا رسول بعده . إنني أومن أن ميرزا غلام أحمد القادياني ما هو إلاّ دجال كافر . إنني أومن أن أولئك الذين يقبلونه كنبي أو رسول أو مجدد أو حتى أنه رجل عظيم ، إنهم كافرون وخارجون عن حظيرة الاسلام . إن كتابي crucifixion  or  crucifiction  يحوي كلمة أخيرة ( الخاتمة ) توضح موقفي فيما أعتقده من عودة المسيح مرة ثانية . إن مركز الدعوة الاسلامية لم ينشر مطلقا ، أو لم يوزع ولم يبع ، أو يشجع على بيع ترجمة محمد أسد لمعاني القرآن الكريم . أسأل الله أن يحمينا من مروجي الإشاعات المتاجرين ومن يعُضّون من الخلف ومروجي الفساد .  أحمد ديدات ] (5) . وهكذا فقد أبطل الشيخ أحمد ديدات فرية قاديانيته من الأسس والجذور ، لأنه كيف لعالم وداعية كبير بمستوى أحمد ديدات أن ينتمي لفرقة رجل إدّعى النبوة ونزول الوحي الإلهي إليه ، حيث إن المسلم العادي ، فضلا عن العالم يعلم أن من زعم ما ذكر من الأكاذيب والأباطيل فهو يخرج من دين الاسلام ولا يقبل الله تعالى منه شيئا ! ؟
ثبت الهوامش  :  
_________  
1-/ القرآن الكريم / المائدة / 08 
2-/القرآن الكريم / الأنعام / 152 
3-/ القرآن الكريم / النساء / 135 
4-/ القرآن الكريم / الأنعام / 93 
5-/ ينظر الموقع الإلكتروني للشيخ أحمد ديدات www.ahmed-deedat.net 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=1414
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 11 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18