• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الإنتفاضة الشعبية والواقعية السياسية العراقية .
                          • الكاتب : قاسم محمد الياسري .

الإنتفاضة الشعبية والواقعية السياسية العراقية

في دراسات العلوم النفسية واستنادا لتحليلات علم النفس الاجتماعي والسياسي ونظريات التداخل المتناقض .فكثيرا ما نلاحظ ونسمع اصوات القادة السياسيين تقول هذه الواقعية السياسية التي فرضتها مكونات المجتمع وكثيرا ما نلاحظ ونسمح اصوات وتذمر الطرف الاخر أي المجتمع وترتفع اصواتهم وتزداد نسبها يوما بعد اخر تمجد الدكتاتورية واصوات اخرى تستنجد بامريكا واخرون يستنجدون حتى باسرائيل والسبب هو السياسة الواقعية اللاعقلانية المحاصصاتية التي زرعت الاحباط في الاوساط الشعبية .. فحين تنفجر الشعوب بثوراتها عندما يبلغ الواقع السياسي والاجتماعي للمجتمع الى درجة لا تحتمل من التعارض والتقاطع مع الواقعية السياسية المفروضة عليه والعقلانية المفقودة بفقدان ادنى المتطلبات الحياتية الضرورية .فتنفجر الثورة الشعبية عندما يكتشف المجتمع ان الانظمة واحزابها تغرر بها وتخدعها وتهمل خدمات الوطن والمواطن باسم الواقعية السياسية المحاصصاتية او باسم الدين او باسم الوطنية المزيفة او باسم الديمقراطية عندها ينفجر المجتمع بثورة شعبية كواقعية سياسية بمواجهة الامر الواقع الذي فرضته الاحزاب ونظامها السياسي ..فلكل ثورة شعبية صواعقها المفجرة ومسبباتها ىكأن تكون قمعا اواستبدادا سياسيا او هيمنة ايديولوجية وعقائدية مزيفة او اسبابا اقتصادية سيئة او سوء السياسة الخارجية بالانحياز وخدمة دول اخرى اهم واكثر من خدمة الوطن وابنائه وقد تكون كل هذه المسببات والعوامل مجتمعة .. وللاسف تحول مجتمعنا العراقي لحقل تجارب لافكار ايديولوجية تجربتها في الحكم فاشلة .. فالواقعية السياسية لا تعني هيمنة القوي على الضعيف ولا خضوع الضعيف للامر الواقع الذي يفرضه القوي بل هي تفكير ونهج عقلاني في الممارسة السياسية يقوم على فهم البيئة وحاجة المجتمع وفهم واقع موازين القوى التي تحكم الداخل والخارج المؤثر ووجوب تجاوز التفكير الميتافيزيقي والاسطوري ..فالنظم السياسية الوطنية في الدول ترسم عقلانيتها السياسية لخدمة مصالح وطنها ومواطنيها ولا تفضل علاقاتها الخارجية على مصالح الوطن ويجب ان يكون بعدها يرتبط بمسار التطور السياسي لمجتمعها وبوجود قيادة سياسية وطنية ذات بصيرة وتعرف ماتريد ولها مشروع سياسي وطني يشكل الحاضنة لهذه السياسة وقياداتها ..فالساسة وقادة المجتمع العراقي اليوم يبررون عجزهم وفشلهم للامر الواقع بالقول انها الواقعية السياسية ونسوانهم هم من فرضوا هذه الواقعية السياسية المفروضة والمرفوضة من الطيف العراقي المتنوع فيتمادون في عدوانيتهم لمجتمعهم وهيمنتهم وتجردهم من الضوابط الاخلاقية والقانونية وتركوا السياسة الواقعية العقلانية التي تعني اعمالا للعقل الجمعي بما يتضمنه من ثقافة وتجسيد وفهم لمصالح ابناء الوطن الذي يموقع الواقعية اما استسلاما وخضوعا للامر الواقع ولتجاوز وتطويرهذا الواقع الذي فرضته الايديولوجيات فهذا لا يعني ان الواقعية بحد ذاتها امرا سلبيا .. من هنا علينا ان نفهم ان الواقعية العقلانية للمجتمع هي تحقيق الممكن لتحقيق الهدف الاستراتيجي الوطني ومصلحة الوطن اولا قبل الجار ان كان العقل الجمعي لابناء الوطن مؤمنا ومتمسكا بثوابت الوطن ومصالحة الاستراتيجية من هنا فالسياسة الواقعية العقلانية في جوهرها الفعل السياسي على مستوى القرارات والقوانين المصيرية لابناء الوطن يجب تاسيسها على العقلانية السياسية لخدمة الوطن والمواطن وليس للتهويمات الايديولوجيات واساطيرها فتتجاهل خدمة مواطنيها ومصلحة وطنها وعندما تؤسس السياسة على الايديولوجيات السياسية الانقسامية ذات الافكار بعيدة عن المواطن وعابرة متقلبة فتصبح السياسة اسيرة لها وتابعة للغير فيصبح المصير مرتبطا بمصيرايديولوجيات غريبة على وطننا وفق ملذات الذين صاغوها من احزاب وزعامات بعيدة عن واقع مجتمعنا .. ونتيجة هذا التفكير اللاعقلاني وفق الواقعية السياسية القاصرة المحاصصاتية مكوناتية وفئوي ايديولوجي فنفي الوطن وتشرذم المواطن بسبب الايديولوجيات المريضة التي جاء بها المحتل بعد غزو الوطن واحتلاله وهذه الايديولوجيات المريضة ماهي الا وجوه شكلية للحكم فقط وغطاء لديمومة واستمرارالمحتلين بتبادل الادوار الذي لازال قائما .. فالعلوم النفسية المتعددة تتداخل في تحليلاتها بين السيكولوجيا السياسية والسيكولوجيا العكسية استنادا للنظريات والبحوث الشاملة ففي علم النفس السياسي ومن خلال استخدام نظرية التدخل المتناقض اوعلم النفس العكسي والتي تم تطبيقها على المتمردين والنرجسيين من الذين يحبون ان تكون الامور تحت سيطرتهم …نرى ان هناك مؤشرات وميولاً أكثر للعمل بفعالية مع العاطفيين الذين يتخذون قراراتهم بتحسب وتأن وتقييم الامور بهدوء ودراسة وفق عقلانية الواقعية السياسية ..مثال على ذالك..جوليانا أسانج رئيس موقع ويكيلكس.ومطاردة السي اي اي الامريكية له . كلما طلبت منه المخابرات المركزية الامريكية وزادت تهديداتها له .. ازداد عنادا وتمسكا بكشف الاسرار متحديا من اجل قضيته .. ونرى انه يستمر وباصراره متصديا للتدخل المتناقض من قبل المخابرات الامريكية ..ولربما هو لم يكن ينوي الاستمرارلكن الضغوط والتهديد الامريكي استفزته وجعلت منه يعمل العكس وفق نظرية التدخل المتناقض.. فجعلوا منه بطلا مقاوم او سيجعلوه شهيدا .. من هنا نرى ما يتعرض له مجتمعنا العراقي هو نفس الذي يتعرض له جوليانا اسنج فالضغوط والقوانين القمعية والترهيب والملاحقات التي تدعو لها وتلوح بها الاحزاب وكتلها البرلمانية وسلطاتها تاتي بنتائج عكسيه ولاحظو ماذا جنى الذين نصبهم المحتل حكام لمجتمعنا فحقدهم وعقدهم النفسية اوصلتهم الى ان يوصموا نصف المجتمع بالبعث والنصف الاخر بالارهاب ونسبة كبيرة من المجتمع تعرضوا للاغتيالات والتصفيات والسجون والقناصين للمتظاهرين المحتجين هو دليل على فشل السلطات ومحاصصاتها وتشكيلات ادارية ومؤسسات دوله كوسيلة لهدر وسرقة المال العام لاعوانهم ومحاصصاتهم في دوائر الدولة والرواتب المبالغ فيها للسياسيين وقادة الاحزاب والكتل ومؤسسات التشريع فافرزت نتائج عكسية بالادانات وعدم الثقة بالاحزاب ومرجعياتها الدينية واصبح المجتمع على حافة التمرد والعصيان المدني ..فالتخبط السياسي اللاعقلاني وفق ايديولوجيات متناحره في ولائها مقسمة تابعة لخارج الوطن وليس للوطن وابنائه تخلق انزلاق نحو حالة الحرب الاهلية او اقليمية لم تكتمل فصولها ولم تظهر بعد كل تداعياتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ومن هنا نلاحظ مايحدث من توتر اجتماعي وسياسي وانتفاضة شعبية نتيجة الفشل السياسي والاداري للدولة التي تتحمل مسؤليتها جميع القوى الفاعلة في مشهد الواقع العراقي سواء اماكن دينياً او احزاباً سياسية ربطت مصيرها بدول اجنبية ومجاورة وكما يحدث من حالة عدم الاستقرار في عراقنا الحبيب وقد تطول حالة عدم الاستقرار والانتفاضة وقد تتحول لثورة كبرى شاملة وها هي ظهرت اليوم بوادر مفاعيل ثورة مجتمعية من خلال مظاهرات الانتفاضة الشعبية التي قد لا تحمد عقباها بعد ما سقط فيها ضحايا شهداء وجرحى كثيرون ومعتقلون فالقادم هي الثورة الكبرى ان لم يكن هناك حساب عسير للقتلة والمجرمين والفاسدين..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=140034
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 12 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19