• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يسمونه يوم التتويج .
                          • الكاتب : الشيخ عطشان الماجدي .

يسمونه يوم التتويج

 تتداخل عدة قوى وروابط وتجاذبات ورؤى فيما بينها لتفرز عنوانا كثر انتشاره وتداوله بين الأوساط ، بدا وكأنه من المشهورات المسلّم بها رغم عدم صحته ،  بل لا جذور أولية له . وكأن مخيلة البعض تنسج ما تريد بلا حدود أو ترو  على الأقل ليصاحب تلك المخيلة الجهنمية عناوين براقة تثمر في شحن عاطفة جياشة في النفوس البريئة والتي هدفها التقرب أكثر وأكثر  للمعصوم عليه السلام ،  لتأخذ دورها فى الإنضمام لمجاميع دست السم بالعسل وهدفها خلط الأوراق ليكون التشويش والتضليل على أهم القضايا العقائدية حينها تنتج التشكيك ولا سيما بين ابناء النفوس التواقة لخدمته (عج) . 
وأصبحت قضية مسلم بها وإن هي دبرت بليل منقولة من كابر لصاغر  لتشيع كثقافة ومنهج . 
لإتصافها باخطاء جسام غابت عن الذهن تارة و تلقاها بعض المحبين ببراءة تامة فأخذت مسارها  . وقرأنا بعض  المقالات التي يظهر جليا من قلم أصحابها ذكر مسألة التتويج وقد وقعوا بخطأ فظيع . ولكنها القوى العاملة التي تم ذكرها فإما عاطفية بحتة ناتجة من التعلق الشديد بأهل البيت عليهم السلام ،
او عدم الالتفات والتمحيص ،  وهذا واضح عندنا نحن غير المعصومين (ع) ، أو ظنا منهم ان هذا العنوان يرفع من شأن الامام (عج) او لنقل يليق به(ع)  وبمقامه الشريف ، او هو العنوان الوحيد الذي مكنهم من وصف هذا الأمر . وليكن أي واحد منها فإن القصة في يوم التاسع من ربيع الأول بعيدة كل البعد عما دار ويدور في مخيلة هؤلاء . ولكنها الحكمة الإلهية التي اقتضت ان تكون كذلك لحفظ دماء الشيعة وما يعتقدون من مكائد ودسائس الأعداء . وصدقوني نحسن الظن بهؤلاء ولانقول  بأن هناك من يحاول إطفاء الحقيقة التي عليها المذهب من مسألة فرحة الزهراء (عليها السلام) وتغيير مسار الحقيقة نحو موضوع جديد تحت مسمى جذاب  للسامعين ويسلب اللب واللباب ، ليترك الشيعة يتخبطون في معرفة عقائدهم وتأريخهم  .
 ان لنا على موضوع التتويج عدة ملاحظات لأعتبارات عدة منها : ما معنى التتويج ؟ فإن قالوا يعني التنصيب ، فنسأل من نصب الإمام المهدي (عج) ؟ وان كان ( المنصب) وضع عمامة او شارة او علامة او تاجا او ما شاكل ذلك على رأس الامام (عليه السلام) فمن هو ذا ؟ ، ليعد أعظم منه وأرفع  شأنا وأسمى مقاما في ذلك اليوم ليستحق هذا الفخر والمقام ؟ اجيبونا رحمكم الله تعالى .
التتويج هو الفعل من المتوِّج للمتوَّج ، وقال ابن منظور في لسان العرب جزء 2 صفحة 249 
توج : التاج معروف والجمع اتواج و تيجان والفعل التتويج . وقد توجه اذا عممه ويكون توجه : سوده ، والمتوج : المسود ، وكذلك المعمم ويقال توجه فتتوج اي البسه التاج فلبسه . (انتهى ).  ثم ان قلتم ان الامام (ع) تقلد منصب الإمامة في 9ربيع 1 وقام بمهامها التي كانت مناطة بأبيه الامام العسكري (ع) والذي استشهد في 8 ربيع 1 فهذا مشكل جدا ولا يقول به أحد وإن كانت له أدنى معرفة  بموضوع الإمامة ، إذ كيف الحال بدون إمام والشيعة يعتقدون أن الأرض لا تخلو من إمام ؟ وعلى قولهم هذا  نسأل : كيف الأمر بعد شهادة الامام الكاظم عليه السلام في بغداد والإمام الرضا عليه السلام كان حاضرا في المدينة المنورة ؟ وسؤالا آخر بنفس السياق والمؤدى ما تقولون بعد شهادة الامام الرضا عليه السلام في خراسان وولده الإمام الجواد عليه السلام كان مقيما  في المدينة المنورة ؟ فمن كان حاضرا قريبا تقلدها بعد يوم من شهادة أبيه الامام العسكري عليه السلام . فكيف بالأبعد مسافة وفي بلد يبعد كثيرا أياما وليالي .؟ 
اما كيف تنتقل الإمامة رغم بعد المسافة فليس موضعه هنا . ومنها ايضا ان هذا الأمر ( التتويج ) ينصرف به الذهن إلى عملية ملك او خلافة او وراثة او رئاسة دنيوية وما شاكل ذلك ،  وهو غريب إذ أن المسألة مسألة منصب إلهي رباني لادخل للبشر فيها لامن بعيد ولا من قريب . وأن الإمام منصوص عليه من الإمام السابق وهكذا إلى رسول آلله صلى الله عليه واله وسلم المبلغ من قبل الله تعالى (( وما ينطق عن الهوى ان هو الاّ وحي يوحى )) النجم /3.4/   وفي ذلك وردت عدة نصوص شريفة .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=139265
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 11 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18