• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : حديث صريح مع الأديبة التونسية ، زينب جويلي ، عن الادب بين الرواية والمقال وتجربتها الابداعية .
                          • الكاتب : صابر حجازى .

حديث صريح مع الأديبة التونسية ، زينب جويلي ، عن الادب بين الرواية والمقال وتجربتها الابداعية

 

           1 ) كيف تقدمين نفسك للقارئ العربي؟

            أنا زينب جويلي

            عربية الانتماء، تونسية الجنسيةديني الاسلام الذي اعتز به وقدوتي نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم.

            أحب الامن والسلام وحلمي ان اراه يسود أرجاء العالم العربي والعالم الكبير بأسره،حلمي أن ارى أطفال الصومال يعيشون في بحبوحة من العيش وأن ارى العالم العربي على حال غير حاله وراية الوحدة العربية ترفرف عاليا فوق المسجد الأقصى لتعلن بأننا بحق أمة نبينا محمد التي يفتخر بها والتي سيتباهى بها بين الأمم يوم العرض...

            عمري البيولوجي قد لايتعدى 32 سنة لكن عمري الابداعي لا اقيسه بزمن محدد هو رحلة في عالم ساحر من الخيال الذي يسعى للبحث عن لحظة ميلاد على ارض الواقع... منذ ان باتت ذاكرتي حبلى برؤى نقدية انطلقت رحلة بحثي وسط مخاض من الاسئلة اللامتناهيةوالتي ولدت لدي حيرة ورغبة ملحة للاستكشاف...

            أجمل ذكرى مع كتاباتي هي حنيني الى ماض بعيد في أواخر الثمانينات كنت تلميذة ابلغ من العمر انذاك تسع سنوات تحصلت على احسن علامة بالفصل في التعبير الانشائي فقابلني وجه ابي رحمه الله بابتسامة ساحرة طبعت بذاكرتي كانت تذكرة السفر الى عالم الادب الكبير ذاك الاب الذي احمله عنه ذكرى الاب المثالي صاحب الشخصية التي قل وندر وجودها...

            كنت مولعة بالمطالعة وبالانشطة الثقافية احب السباحة والرسم اجمل اللحظات الساحرة بالنسبة لي عندما امسك الريشة لتنطلق اناملي تترجم احساسا رقيقا عبر لغة الالوان ...أجل احب الرسم ومولعة به ولكن ليس أي رسم فانا اختار ان اطلق على نفسي رسامة الغروب أجل تاسرني الوان الغروب الذهبية الساحرة ففي كل مرة ارسم الغروب بمنظور مختلف...





            2)انتاجك الأدبي: نبذة منه؟

            تراوح انتاجي الادبي بين الرواية والمقال ولي كتاب بعنوان صراخ اليقين من المشرق الى المغرب يعالج قضية وحدة العالم العربي قيد المراجعة والنشر...



            • رواية رؤى:

            هي باكورة أعمالي وهي رواية فلسفية تغوص في بحر الوجودية من تقديم الدكتور محمد جويلي دكتور جامعي وباحث اجتماعي اديب وناقد اراد ان يقدمها فقال:



            قراءتي الخاصة او ربما تقديمي لرواية رؤى:

            وهي بحث في وجودية الانسان وكينونته عبر شخصية رؤى بطلة الرواية التي طرحت مسالة قيمة ومكانة المراة الفاعلة في المجتمع بمنظور مغاير وثمنت القيم النبيلة في نقد شبه خفي يساير كامل الرواية اي نقد للمجتمع الشرقي ومن خلاله نداء خفي للتماسك وللنزعة الاصلاحية ونبذ التفكك الاجتماعي

            تراوحت القصة بين عالم الواقع والخيال عبر ادراج عنصر الحلم الرمز الذي راود البطلة في كامل الرواية بشكل متكرر والذي دارت حوله احداث الرواية في قصر عتيق كانت فيه الاميرة رؤى حاكمة و قد كانت الرواية جد ثرية بالشخصيات الرئيسية والثانوية مما اضفى عليها بعضا من الغموض والتشويق ساهم في بناء قصصي متماسك يخفي وراءه قضايا ثرية جديرة بالدرس

            اما على المستوى اللغوي بدت التعابير جد ثرية تزخر بتناسق وحنكة في الاشتغال على المفردات لجعل النص اكثر رونقا وجمالا ولجعله اشبه بقطعة فنية تشد القارئ لاكتشاف الرموز المبهمة التي تدفع به لينهل المزيد والمزيد ويغوص في ابعاد الرواية ليستنبط العبر المستوحاة وهو يترشف لذة القراءة.

            افتتحت الرواية بشيء من العموض والصمت لتسير بنا نحو قلق وحيرة يصعدان في النسق القصصي شيئا فشيئا الى ان وصلنا الى هدوء في الاحداث واستقرار في النسق القصصي اي ان البنية كانت دائرية من الهدوء الى الاضطراب الى استعادة الهدوء

            مقتطفات:

            1- من انا؟

            قد يسعى الإنسان في هذا الكون باحثا عن شيء ما عن حقيقة ما، عن ما يمكن أن يحدث في ذاته ذاك التوازن النفسي وتلك النظرة الحالمة نحو مستقبل مبهم وقد ينور الأمل ظلمته وقد تكسوه الظلمة ليغدوا سوادا حالكا.

            عاشت رؤى ممزقة بين هذا وذاك. نشأت ميالة للوحدة،ترقب ما يحدث عن كثب،منزوية،معكرة الصفو،متقلبة حزينة دائمة السؤال من أنا ؟ و لماذا أحيا؟

            رؤى أميرة غنية فقيرة،سعيدة تعيسة صامتة صارخة،هي سر منطو على ذاته،جولة في عالم المجهول،تبني عالمها لذاتها تلج دواخل عالم شيدته بذاتها.

            إن بحثت يوما عن عالمها، عن ترابه و سمائه، عن نسيمه وصحرائه و مائه، عن جباله و أشواكه، ستكل ستمل البحث لكنك لن تجد عالم "رؤى" ولن تجده! فجوادها ما هو بجوادك وٳسم عالمها ما هو شبيه بعالمك ثم معالم عالمها ليست هي ذاتها خاصتك، فهي سيدة لذاتها، لعالمها، لمملكتها، لعالم المثالية، هكذا ٳختارت أن تسميه " عالم المثل والمثالية. "

            جلست تسرح بصرها نحو الأفق البنفسجي على ربوة في سفح الجبل سكون قاتل، صمت كصمت القبور، كساء أخضر يغطي المكان، كانت وحيدة، هبات نسيم باردة تلفح الأغصان والأعشاب فتتساقط قطرات الندى من أعلاها في سمفونية حالمة محدثة صدى موقعا ينساب بين قمم الجبل كما تنساب الطقوس داخل معبد، "رؤى" تصغي دون حراك كأنما تستقي غذاء لروحها المتعطشة من تلك السمفونية المقدسة. كأنها تقوم بطقوسها في معبدها الصامت، استفاقت من سباتها وخطت خطوات، كانت تلتقط الحصى وتلقي به في جدول المياه، فتحدث هذه الأخيرة اهتزازات وتموجات كتلك الأفكار المتموجة برأسها.

            2_

            أين قيمنا و مبادؤنا؟ أين عروبتنا و أصالتنا؟ "

            - " غريبة أنت! تتحدثين عن العروبة وعن القيم و الأصالة وأنت أكثر الناس تمرّدا عليها، أنت الواسعة العلوم قديمها وحديثها، أنت التي ترنو ذاتك دوما ٳلى التمدن والحضارة فكيف تنادين بروح العروبة والأصالة، بزمن الخيام والجمال والصحراء؟ "

            - " ٳن كنت تحدثني عن العلم والاختراعات فالتفت ٳلى الحضارة الغربية حديثة العهد ثم حدثني عن الرازي وابن سينا وغيرهم، ٳنّ جذورنا ضاربة في التاريخ، حضارتنا مجيدة عريقة، فٳن تعلمت وأردت أن أكون كما يجب أن تكون المرأة الشرقية هذا لا يعني أنني أتمرّد على روح الأصالة والعروبة. أنا لا أعني الخيام والجمال و الصحراء، أنا أعني أخلاق العربيّ الشّرقيّ ذلك الرجل الذي

    *



            ينحر حمله ٳكراما للضيف، الذي لا يبخل برقبته للسيف مقابل أن يفي بوعده. ذاك الذي يفدي الناس بروحه حفاظا على قيمه وكرامته، أين غاب كلّ ذلك؟ لم أعد أرى سوى أشباح شرقيين. أين غاب كلّ ذلك؟ فما قيمة الذات ٳذن؟ "

            - " كلّ يوم أستغرب أكثر لما تبدين لي من أفكار، ربّما فات الأوان، ومرّت السنون، ولا أحد يعلم من المسؤول، ثم قد لا نجد الجرأة للتعبير. "

            - " تلك هي مشكلتنا لا أحد يجرؤ على الكلام لا أحد يعترف بالحقيقة،كلّ منّا يلقي عن كاهله حملا ليضعه على كاهل غيره، لقد غاب الضمير وغابت القيم وغاب الوعي يا ديفون فاندثرت قيم الشرقي فينا. "

            - " أي عالم خياليّ تؤسسين يا رؤى!، أرغب في الغوص في أفكارك، أيّ امرأة أنت؟ "

            - " أنا امرأة شرقية؟ امرأة شرقية حقّة. مدرسة للحب و الحنان و للوعي أيضا... تربّي أجيالا شرقية عظيمة، تبثّ فيهم الوعي والنضج ولا تعمي أعينهم عن الحقيقة، الحقيقة لحدها، تقضي على اليأس وتبثّ فيهم الأمل، تلك هي أنا يا ديفون.

            ودّعت رؤى ديفون وسارت تتعثّر بأطراف ثوبها ثم ارتمت على سريرها لقد كانت تشعر بصداع فضيع كأنّه صراخ الذاكرة يصرع النسيان ليفتك منه بقايا كلمات ونقوش رسمها الزمن بإزميله الذي قضمت الفئران أطرافه ونسج العنكبوت شباكا رثّة حوله...

            3_

            الحلم

            أغمضت " رؤى " عينيها فقادها ملك الموت الأصغر ٳلى عالم الذاكرة في رؤيا خاطفة، غامضة كغموض ليلة حجبت فيها الغيوم نور القمر وامتدّ فيها شبح الظلمة والوحشة الصامتة المرعبة.

            هاهي رؤى تتذكّر فتعود بها الذاكرة ويأخذ النسيان ماهو للنسيان فتصرعه الذاكرة وتأخذ ماهو للذاكرة وهي تنتصب بين هذا وذاك كمن ينتظر خطبا ما.

            تتذكر و تتذكر وتعود بها الذاكرة سيدة جميلة عظيمة تقتاد فتاة صغيرة تعبران جسرا رثّا حقيرا يعلو واديًا للأفاعي والذئاب تحدّق بهم من الأمام ثم يأتي وحش فيطير لينتشلهما ويلقي بالسيدة فتسقط لتلتهمها الأفاعي حينها يتحوّل الوحش ٳلى ٳنسيّ يحط بباحة قصر أسواره ذهب لكن التعاسة تحدّق به.

            من هو الوحش؟ ومن هو الرجل؟ من هي الفتاة؟ ومن هي السيّدة؟ ثم الجسر والأفاعي والذئاب، ما علاقتهم بها؟ لطالما راودها هذا الحلم مذ أصبحت ذاكرتها حبلى بأفكار سجينة تتلوّى من شدّة وطأة حيرة جبّارة تهدم جدران الذاكرة وتحلق في سماء المجهول.

            4_

            خيّم الصمت على الحجرة وكأنّ اللعنة حلّت بها... الألم يشتدّ بروئ والخزانة تتحرّك، الستائر ترتعد، كل الأشياء تسبح في دوامة رهيبة، ثقل جفناها، فشعرت بالنعاس، ولكنه نعاس كالدوّار، أغمضت عينيها وٳذا الحلم يراودها: جسر رثّ والسيدة تصارع الأفاعي.

            فجأة دخل الطبيب، كانت رؤى ملقاة على السرير جثّة هامدة ٳلاّ مِنْ رياح عاتية تطل من داخل نتوء بأنفها وبركان يدوّي وتنفجر بانتظام في صدرها : أنفاس متقطعة، وقلب يخفق ويصرخ صرخة البراري المدوّية يطلب الحقيقة ويثور على جهله.

            5_





            لي اهتمامات كبيرة بالمقال وهذا من بعض ما اخترت:



            • تألمت للجرح الكبير الذي أصاب اخواني بالقطر الليبي الشقيق فقلت

            القذافي: هتلر العرب...

            هتلر العرب...ضربت موعدا مع التاريخ ...وأي موعد كان ...إنه سبق في عالم الشهرة وعالم الأضواء المنيرة وعالم الترف والرفعة... ولكنه سبق لم يكن كغيره... انه غوص في عالم الظلم والقهر والاغتصاب لأحلام شعب مكلوم جعلتها تبدو وردية ... شعب أقل ما فعلته بهم أن تركتهم يغوصون في الجهل وينهلون من فنون التخلف والعدائية جعلت دماءهم تسيل وعقولهم تستخير ربا كريما أن يسارع في قبض تلك الروح الشريرة...

            هتلر العرب، هذه الشخصية المحيرة التي جعلت العالم يتساءل هل هو مجرد انسان معتوه أم انه قمة في الخبث والذكاء والدهاء؟ هذه الشخصية المتعددة الأبعاد جمعت بين أشياء لا يمكن ان تشكل لوحة متناسقة ان جمعناها لنرسم لوحة فنية... كنت تجمع بين رداءة الذوق وبلادة الفهم او ربما التبلد سعيا لرفع راية العفوية الخبيثة التي تسترت تحتها لسنوات خلت، جرائم عظيمة بحق الانسانية ... فوجدت نفسك كجرذ خبيث يتخفى بين المجاري حتى لا تكشفه الأضواء ليقف أمام العدالة وهو الشرف الذي لم تنله بقدرة قادر كريم. حرمت حتى من وقفة نزيهة أمام العدالة لانك لست أهلا لذلك وانت الذي لطخت يداك بدماء أرواح أبرياء... جعلت تاريخنا حافلا بالدماء وكنت وصمة عار على جبين الامة العربية فشتانا ما بين هتلر وهتلر العرب: فهتلر قد يكون مجرد ملحد ولكنك ترأست زعامة القادة الاسلاميين فهل اسلامك خدعة وهل رئاستك لهم مجرد فتح جديد ونصب تذكاري جامد تضيفه لبريق الصورة التي جمعت بين الالوان اللامتناسقة...

            كنت تقف على صدر خريطة العالم العربي فتخنق انفاسها ... نعم كانت ليبيا همزة وصل بين المشرق والمغرب مركز ثقل كان من شانه ان ينهض بعزة المغرب وان ينير باشعاعه المشرق ... سعداء نحن برحيل أمثالك ممن وقفوا حجر عثرة أمام رقينا وتقدمنا ... كل من اغتصب أحلامنا وجعلنا نسير الى الخلف بالرغم مما نبذله من جهد كمن يحرث البحر بمحراث صدئ هكذا جعلتمونا نبدو انت وأمثالك...

            فوداعا لخيبات الأمل التي سببتموها لنا ورجائي ان تدفن معك كل من يريد أن يتسلم شعار هتلر من بعدك لعل هذا يغفر لك خطاياك أمام الخالق الأعظم...





            • هذا مطلع لدراسة اعددتها من أجل معالجة قضية هوية الطفل العربي من منظور عملي:



            هوية الطفل العربية كيف نعيد ارساء مفهومها؟ انه موضوع يخيل للقارئ بانه معجزة وبانه اقرب الى الخيال من الواقع قد يختلف الأمر عندما نشخص المشكل وندقق النظر فنجد بان الحل اقرب ما يكون الينا فلسنوات ظل الطفل العربي مهمش بعيدا عن كل المخططات والبرامج المحكمة التي تخدمه من اجل اشعاع عربي على مستوى المجتمع الدولي بقي بعيدا عن كل خصوصية يفتخر بها بل تحول الى مجرد تابع للطفل الغربي ولثقافة الغرب الشيء الذي جعله يعيش صراعا بين امرين اثنين أولهما ما نقدمه له من نصح وارشاد وما ننهره من اجله اي العروبة والقيم والمبادئ ومن جهة اخرى بين ما يتلقاه من مادة اعلامية ومن مشروع حسي ملموس اي البرامج التي تبث عبر القنوات الفضائية والالعاب التي تنشر الطابع الغربي وتغتصب ثقافته وكيانه العربي الاسلامي حيث ان الطفل ليس ناضجا يفتقر بعد للفكر النقدي الذي يخول له التمييز ويجعله ينتهج سياسة انتقاء الحسن وترك القبيح من دوامة ما يقدم اليه فيعيش حيرة واضطراب بين تصديق الاهل او الغوص مع حلاوة التيار الذي اشبع به والذي أضحى يسيل لعابه تلك الوحوش الافتراضية والعنف الافتراضي وساحات القتال الوهمية التي لم يجد غيرها كمتنفس لكي يحقق فيه ذاته فيعتدي على ابن الجيران بالضرب او يقفز من فوق السطح فيتعرض لحادث اليم بدعوى انه يقلد سبيايدر مان ويجسد وحوش ساعة بان تان على ارض الواقع والتي تغريه باسلوبها المنمق فللاسف اضحت هذه هي اليوم ثقافة الطفل العربي بعيدا عن المصداقية والثراء الفكري اصبحنا نعيش قحطا وجفافا فكريا جد اليم وفي حاجة الى خطوات عملية اكيدة من اجل الاصلاح...



            من اين نبدأ الاصلاح ياترى ؟ وكيف يفهم الطفل مشروعنا الاصلاحي ويستسيغه؟

            من اهم الاشياء التي يجب ان يعرفها المصلح بانه يجب ان ينتهج سياسة غير مباشرة وان لا يلتجأ الى سياسة الامر والنهي والضغوطات المسلطة على الطفل لانها اكثر الاشياء التي تزيد الطفل عنادا وتبعده عن تقبل الامر وعملا بمقولة علمهم وهم يضحكون

            أجل ربما يكون المنطلق من ألعاب الطفل بماذا يلعب؟ وكيف يلعب؟ لانها ايسر وسيلة يتقبل بها الطفل كل شيء جديد يكون دخيلا عليه ان اعتمدنا اسلوب التلقين......



             عندما اجلس متاملة الكون باحثة في هذه الاسرار المنطوية على ذاتها اجد الحرف سجينا يتلوى طالبا اذنا بالسراح

 فوجدتني ادون بعض الكلمات على دفتري وليدة اللحظة:



            مناجاة

            بين الحاضر والماضي... بين اليوم والأمس ...بين غد ومستقبل بعيد... بين الإرادة والرفض... بين الإنسانية والقلوب المتحجرة التي تدمر كل أخضر ويابس... بين الرؤية الثاقبة والهامشية ... بين الوضوح والغموض... بين الخشوع والتمرد على المقدسات ... بين المقدس والمدنس ... هنا في هذا المفترق يجد الإنسان نفسه يعيش في معترك مع الحياة ، في صراع مع الذات،وفق أي مسار يسير وعلى أي معيار يقيس حتى يصل إلى بر الأمان، هل تقوده النفس وهواها؟ أم يسيره العقل والحكمة؟ وهنا تكمن قوة الشخصية وحسن التصرف القائم على الوعي بالذات وبما يدور حولها من مبهمات تحتم عليه تحكيم العقل من أجل كرامة الإنسان والحفاظ على جذوره وكيانه العربي الإسلامي ...



            • لعلي اؤمن بمعنى جميل افتقدته مجتمعاتنا العربية فباتت مصالحها الشخصية هي قدوتها لكنني اصرخ مذكرة ب:

            غياب القدوة...

            من أين المنطلق يا ترى؟ ووفق أي منهج نسير؟ وما الهدف الذي نصبو إليه لنكون في منحى بعيد عن العشوائية؟ كلها أسئلة تطرح نفسها في نطاق متغيرات الحياة وما صرنا نعيشه في أيامنا. في زمن غابت فيه القدوة وغابت فيه المعايير والقيم الأخلاقية ولم تعد تهيمن سوى النزعة الفردية وأنانية "الأنا" نفسي نفسي وليخب مسعى غيري.

            منذ أن غابت القدوة ومفهوم "المثل الأعلى" الذي كان لسنين خلت يلقى نصيبا على أرض الواقع انقلبت الموازين وغاب الوعي بحقيقة الأمور التي أصبحنا بحاجة ملحة إلى إنقاذ ما يمكن انقاذه والى ان نعيد بناء الواقع على أسس متينة، لسيما ونحن في بداية هذا الشهر الفضيل والذي من أكبر ميزاته العفو والمغفرة، فإن رضي رب العباد على العباد فلماذا لا يرضى العباد على العباد؟ لماذا لا نبادر كشباب واع بالسماح وبشد روابط الأخوة والصداقة ولملمة ما تبعثر من صلة الرحم وإكرام الجار وزيارة المريض ورضاء الوالدين... فلننفض عنا مسألة صراع الأجيال ولنعط الشيخ الكبير حقه ولنتغاظى على أمور عدة كانت سببا للفرقة والانقسام ولنعد تركيب الحلقات المفقودة التي زادت في اتساع الهوة بين مختلف أطراف المجتمع الشرقي الحديث

            قدوتنا في ذلك حلم وصبر وعفو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، النبي الأمي الذي كابد الجوع والحرمان، كابد الداء والأعداء، صبر وعفى وسامح، شحذ الأنفس ونشر الوعي لنصرة هذه الأمة وهو أمي. فكيف لمن فتح عينيه والقلم والقرطاس والمعلم قبالته والعلم مقبل نحوه فاتحا ذراعيه؟ كيف له أن لا يبذل الجهد وينير الدرب وينشر العلم والوعي وقد توفرت له كل السبل ؟ دعونا من المشاغل النمطية اليومية التي لا تضر ولا تنفع ولنشد الرحال ونشغل العقول بما يعيد تعمير وطننا العربي ويحفظ كرامتنا ويحقق وحدتنا وليبارك الله مسعانا وثقوا بأنه إن غابت قدوتنا خاب مسعانا…



            • مهما كان الإنسان متغافلا أنانيا لكنه لا ينسى فضلا لسيدة عظيمة ليجود عليها ببعض مما أغدقته علينا من حب وحنان:

            أمك ثم أمك ثم أمك...

            أمي العزيزة، يا أغلى مخلوق نور دربي وأعطاني شعلة الأمل...أنت التي تسهر وترعى وتبني وتكد لتراني شابا يافعا سقته بدموعها وصبرها وصحتها ووقتها... بذلت كل شيء لأجلي فكيف لي أن أتنكر لك، كيف لي أن أصرخ في وجهك بأعلى صوتي، كيف لي أن أشتمك وأرهقك، كيف لي أن أعصي أمرك وأكون جاحدا فضلك...

            سماحا يا أمي عن كل هفوة، سماحا يا أمي عن كل غفلة، فرضاك غايتي وسماحك مطمحي وفرحتك حلمي...

            • لا ألوم من يسرقنا بل ألوم من يفرط في كنز في تراب موطنه ليقدمه هدية على طبق من فضة لبلدان الغرب التي تستغل رحيق أزهارنا لتزرع الشوك في بلداننا كتبت فقلت:

            هجرة الأدمغة...

            نجح ابن وردة في البكالوريا تعالت الزغاريد...لحظة منزل الجيران أيضا اسمع فيه زغاريد... يا الله انه أحمد ذاك الولد النابغة مثله مثل مروان ابن وردة ورقية بنت الحاج محمود، يا الله كم أنا سعيدة بخبر النجاح...مر الأسبوع يلي الأسبوع ...خرجت أتجول في احدى الأمسيات وجدت وردة هائمة على وجهها تمسح دموعا خرساء صامتة تتسللت بعض عبراتها على خدها ... استحيت لكنني وجهت لها سؤالا عن سبب بكائها.

            ".فأجابتني بصوت مرتجف:" لا شيء يا زينب انها دموع، انها دموع الفرح، لقد ودعت ابني للتو صحبة رقية وأحمد

            "تساءلت في حيرة مجنونة وكأن صاعقة حلت بي : "الى أين ؟...الى أين يا وردة؟؟؟

            أجابت:لقد سافر ليواصل دراسته بالخارج رفقة أحمد ورقية، تمتعوا بمنحة و...ت:ا

            ما عدت أفقه ما كانت تسرده لي من أعقاب الكلمات التي صمت أذني وأدمت نفسي وأحبطت كياني

            سرت هائمة على وجهي... تبا لمن اختاروا السخرية من شعب بسيط، شعب لا حول له ولا قوة وقع في فخ نصبوه له، شعب حكمت فيه الظروف المادية وألقت به

 

            بين أنياب الفقر ،فسلبوا عقولهم وسرقوا منهم أغلى كنز ليبنوا به حضاراتهم ويستعملون عصارة أفكار أبنائنا كسلاح يبسطون به نفوذهم على أراضينا ويدمرون به

            أحلامنا اليست بلادنا أحق بهذه الأدمغة؟ لماذا لا نوقف هجرة الأدمغة ونفتح لهم باب الأمل في بلادنا حتى يبنوا لنا أمل الرفعة وحفظ الكرامة؟



            • ثقافتنا دفة النجاة...

            ان العالم العربي اليوم في حاجة الى تغيير جذري فما عدنا في زمن يمكن للقمع فيه وللعنف المسلط على الشعب أن يوصلنا الى نتيجة بل نحن في زمن ارساء ثقافة الحوار وارساء ثقافة انتقاء الحسن وترك القبيح وخاصة أقولها نشر الوعي الثقافي بالأخص نحن في حاجة الى محو أمية ثقافية لا محو أمية القراءة والكتابة فهذه السلسلة من الثورات التي هي أشبه بموجات ارتدادية للشرارة الأولى للثورة التونسية ما هي الا دليل على بداية يقظة الفكر النقدي للشاب العربي .والحدود الجغرافية التي خلفها الاستعمار والتي مزقت العالم العربي الى دويلات هي اشبه بأشلاء متناثرة لا يجب ان تزيد من اتساع هوة العلاقات الانسانية في العالم العربي وان تزيد من حدة الفرقة.

            أدى العربي الانسان البسيط العامل من أجل رغيف الخبز واجبه كمواطن صادق بقي على المفكر العربي أن يهتم بالقطيعة الثلاثية والمتمثلة في تضييق الهوة بين الشعوب العربية في درجة أولى وفي درجة ثانية بين الشعوب وحكامهم أما في مستواها الثالث بين المفكر والسلطة وهكذا تكون الثورة قد اكتملت واقعيا وايديولوجيا وحققت أهدافها السامية وسيلتها في ذلك ثقافتها التي هي تعتبر دفة النجاة وبذلك ينتشر الوعي ويصبح التعايش في ظل الاختلاف واقعا حقيقيا ويسود هدوء أرجاء العالم العربي ...



            • مقتطفات من كتابي:

            صراخ اليقين من المشرق الى المغرب...

            لو كان للمشرق والمغرب صوت لتردد صداه على أسماعنا بل لصمت آذاننا بصراخ اليقين من المشرق إلى المغرب ، بنداء ملح ، ورغبة لجوجة أن يا شعوب العالم العربي اتحدوا وهبوا يدا واحدة لمحاربة سياسات الالهاء التي سلطت عليكم حتى تحيدوا عن قيمكم وأخلاقكم، عن قضيتكم الأم، عن كل ما يمكن له أن يرفع من شأننا ويجعلنا في مصافي الأمم، أجل ابتكروا لنا قيودا خفية ألهتنا وسلبت إرادتنا ....كفانا غفوة ولننفض عنا الغبار ، نحن في حاجة إلى إعادة إعمار العقول لا البيوت، نحن في حاجة إلى عصور تنوير عربية جديدة.... نحن الآن نتخبط بين الغفوة والصحوة.... بين أن نتخطى العثرة أو نظل دائما قيد الأسر الذي مارسته علينا سياسة العولمة، نؤمن بالاختلاف ونرحب به ونقبل بتلاقح الثقافات ولكن ليس لدرجة أن تلغى معالم ثقافتنا بحبر خفي لطخته به السياسات الحاضرة ، ليس لدرجة أن تلغى ثقافاتنا....

            الإمضاء

            صراخ اليقين من المشرق إلى المغرب







            3) الأديبة زينب جويلي ما الهدف من وراء اعتناقك الأدب كرسالة..، ماهيتها ..، وخطوات التنفيذ؟.

            قد يختلف هدفي من اعتناق الادب نوعا ما باختلاف منظوري للأدب تلك النظرة التقليدية له التي ربما قد احيد عنها قليلا فأنا لم اولد شاعرة تتغنى بالعشق ولم اختر أن اقف على أطلال باتت يتيمة إلا من تاريخ يخطها ضمن مدونته...الأدب بالنسبة لي رحلة كفاح مريرة، هو اعتناق لقضية متشعبة :وحدة العالم العربي ومعالجة القضايا العربية ككل فالادب بالنسبة لي هو مستقبل أمة بأسرها وحاضرها الذي بات يشق طريقا تكسوه العتمة باحثا عن مخرج الى النور فهو مصباح الامة الذي تستدل به طريقها حتى تصل الى نحو بر الامان...أنا اكرس قلمي لمحو الجهل وفك الاسر واطعام الجائع واستعادة الحريات التي انصهرت في ظل المتغيرات التي خلفها المستعمر والتي ولدت صراعا من اجل البقاء والصمود... انه رحلة كفاح لاجل الآخر بعيدا عن النزعة الفردية وعن عالم الشهرة والاضواء التي يسعى اليها الكثيرون بركوبهم الحدث ...أهوى الادب المعقلن الذي يرسم مشروع بحث قائم الذات يسعى فيه الباحث ليجد ارضا معطاء تحتضن بذرة بحثه ، تدفنها بين حبات ترابها وتسقيها حتى تاتي اكلها... اجل الادب هو مشروع معطاء، بحث مرفوق بعمل ميداني لا كلمات واهية تذهب ادراج الريح هو نقد بناء ينظر الى الواقع بنظرة ثاقبة يترجم بها الواقع الى لغة تفيد الامة بشكل مباشر.

            اما عن خطة العمل كان اول بحث تناولته يخص هوية الطفل العربي اليوم والتاثير المباشر للاعلام عليها شخصت القضية درستها بينت الحلول والمشاكل وترجمتها ضمن مشروع عملي يطلب اذنا بمن يتبناه ويحتضنه لاستعادة اشعاع الطفل العربي المبدع ضمن المجتمع الدولي.



            4) ما هي اقتراحاتك لانشاء قاعدة تواصل عربية للكتابات؟

            الثقافة العربية تعاني من العديد من المشاكل التي تنعكس على المثقف وخاصة في ما يخص العلاقة بين الاثر الادبي والقارئ الذي يتعذر عليه ان يصل الى العديد من الكتب القيمة التي قد يجد فيها ضالته للبحث والنقد او حتى للذة المطالعة... ربما يكون حلم كل مثقف عربي ان يشعر بحظه داخل موطنه وداخل عالمه العربي الكبير فبالنسبة لي اؤمن كثيرا بالكتابات الورقية التي للاسف بدات تشهد انتكاسة كبيرة في العقود الأخيرة

                والتي سيطر عليها الاعلام الالكتروني الذي بات لغة العصر ...من الصعب ان نؤسس مكتبة عربية كبيرة تعتمد على الكتاب الورقي لكن من السهل ان نحدث مدونة عربية الكترونية للكتب الرقمية لا تستثني اي كتاب عربي يكون فيها التنسيق مباشرا مع وزارات الثقافة العربية التي بدورها تنسق مع دور النشر والمطابع التي تمدها بكل اثر ادبي وعلمي لحفظ كل موروث عربي من الضياع

.

            5) الأديبة زينب جويلي ما هي في رايك النظرة النقدية لكتابات المراة التونسية :

            المراة العربية والابداع انها قصة جميلة بدات بصعوبات لا تحصى ولاتعد وقد لا تنتهي لكنها تشق طريقا حاملة راية امل يورق فيزهر... فالمراة التونسية مثال للمراة الذكية التي تتقن فن الحياة بالرغم من كل العراقيل والتي تترجم واقعها عبر كتابات تتسم بنوع من النقل المباشر للوقائع الذي فيه الكثير من الحرفية فنجدها ملمة بالقضايا العربية لاسيما القضية الفلسطينية تغنت الكاتبة التونسية بالطفل فدونت له ما يشبع نهمه لعالم الحرف تغت بالموروث الثقافي فابدعت في القصص حول حكايا الجدة الشيقة التي تأخذنا في رحلة حنين الى الماضي البعيد والحومة باللهجة التونسية او ما يعبر عنه بالحي المت بالعديد من قضايا عصرها ومن موروثها الثقافي فابدعت...

            ولعل من ابرز الاديبات التي اضرب بها مثلا والتي اكن لها كل ادب واحترام استاذتي الفاضلة الشاعرة والاديبة فضيلة الشابي التي تم تكريمها مؤخرا من قبل وزارة الثقافة اثر قيام الثورة التونسية بطباعة كاملة لاعمالها في مدونة جمعت مختلف آثارها انها المراة المنفردة الشخصية تحمل من السمات الرائعة ما يجعلك تسبح في بحر من الخيال وانت تستمع الى حديثها الراقي الذي يحمل اليك مع كل ذكرى تسردها لك تجربة تخوضها وانت بصدد الاستماع اليها انها بالفعل مثال للادب الناضج البعيد عن كل مستويات التكلف والتصنع وهي المثال الحي لكل اديبة تونسية تنسج على منوالها

.

            6) العهد البائد: كيف حكم على الابداع النسائي التونسي ؟

            العهد البائد ذاك الكابوس الذي بالامس كنا نعيشه فكان اشبه بالهم الجاثم على القلوب واليوم ونحن نرقب الماضي نراه يتسلل متباعدا الفينة تلو الاخرى نراه ذكرى نتجرع مرارتها ونؤمن بان المستقبل كفيل بجعل الجروح تندمل شيئا فشيئا... العهد البائد كان كالنار التي اتت على كل اخضر ويابس حتى الاعمال الادبية لم تسلم الكتاب كان سجين وزارة الداخلية لا يمكن ان يرى النور حتى يمر على نقطة القراءة بوزارة الداخلية ويخضع لتدقيق وتمحيص في قراءة ما بين الاسطر حتى ان تم ضبط بعضهن تدافع عن جريمة اسمها الحرية هكذا اختار ان يراها النظام البائد يتم مصادرة الكتاب انها ماساة الادب النسائي في ظل الانظمة العربية المستبدة التي استباحت الحريات بانواعها وخاصة حرية التعبير التي هي حامية الحريات الفطرية والمكتسبة التي استهدفت من اجل ان يبقى الحرف سجين اللسان والاسنان قضبانا يطل من خلالها متربصا بفرصة ذهبية يطلق يحصل فيها على اذن بالسراح



            7) سمعنا عن مشروع لملتقى عربي من اجل الاعلام العربي ودور المثقف وانتم من تقومون بالاشراف عليه؟

            الاعلام العربي؟ نقطة استفهام كبيرة نطرحها نعم الملتقى الاعلامي العربي انها فكرة ولدت حلما مع رفيقة دربي ملاك فتاة فلسطينية تعرفت عليها عبر النات هذا العالم الافتراضي الذي يسافر بنا من بلد الى بلد فنتزاور ونتبادل افكار ونتجاذب اطراف الحديث الذي قد يثمر بافكار نيرة كفكرة احداث ملتقى عربي نثمن فيه دور المثقف العربي وحاجته الملحة الى تحرير الاعلام

            ان العالم العربي اليوم يتخبط في واقع أليم في حاجة الى اعادة نظر شاملة لكل المجالات ثقافة الطفل العربي باتت محصورة داخل ساحات قتال وهمية وصراع وحوش رقمية كاسرة غرسه فيها الاعلام الممنهج الناقل لسياسات تستهدف الجانب الخلاق المبتكر لدى الطفل العربي والتي تحرمه كل غذاء روحي بان استثنى الاعلام تلك الروايات الجميلة التي تحمل قيما انسانية نبيلة وتستخلص عبرا جميلة استبدلها اعلام اليوم بصراع مرير وخبث ومكائد لاتنتهي يتطبع بها الطفل العربي لينمو ضحية باتم ما للكلمة من معنى.

            ناهيك عن الشاب العربي وكيان الاسرة الواحدة الذي بات مفككا وبسبب شتى فنون الاعلام المطبقة عليه والتي تستهدف تماسكها مما جعل الامر ملحا لاحداث نوع من التغيير الجذري الذي يخدم تماسك المجتمع العربي ويعالج الصراع الداخلي الذي يهددها بعد ما كانت الاسرة العربية في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته واتباعه كانت تعيش في في شكل مغاير لما نشهده اليوم من متغيرات طرات عليها والذي ساهم الاعلام في خلقه بشكل مباشر.

            ربما في مستوى اشمل العالم العربي يعاني من انواع تعتيم اعلامي للحقائق ونوع من الضبابية التي تخيم على المشهد السياسي الذي يخدمه الاعلام ويغطي على العديد من الحقائق التي شهدت نوعا من كشف الغطاء على المستتر منها اثر سلسلة الثورات التي تؤسس لربيع عربي ادى فيه الشعب دوره وبقي على المثقف ان يهيكل مسيرتها حتى يسهم بدوره في بزوغ الربيع العربي بعد ان تقزم دوره وظل لفترة يعيش قمعا وقهرا حد من حرية التعبير التي ساهمت في خلق هوة بين الشعوب العربية





            8) ?هل الحياة الزوجية تؤثر بالسلب على الابداع الانثوي:



            الحياة الزوجية هي المشاعر الدافئة، الاستقرار، التعاون، التشاور، الاحترام، هي رحلة كفاح لمن يعطي لها قيمة فعلية وينهر في بوطقتها... أحيانا قد تجد المراة المبدعة بعض الصعوبات التي تعترض طريقها كان تسافر لحفل زواج أقارب زوجها وتقوم بالغاء موعد مهم مع دور نشر او موعد مع شخص مهم بالحياة الثقافية الذي قد يضيف الكثير لابداعها بس بالمقابل الزوج الذكي هو الذي يقف بجانب الزوجة ويعطيها نوع من الدعم الذي يزيد من عطائها الابداعي... لأكون بعيدة كل البعد عن اي زيف للحقائق معظم النساء العربيات المبدعات يعشن ازمة وفاق بين الزوج الاول وهو الادب والزوج الثاني وهو رب البيت رغم كل محاولاتها للتوفيق بين ان تكون ربة بيت ممتازة وزوجة مثالية وبين ابداعها وهنا اقول بان الادب هو الزوج الاول لان الادب يولد معنا يتربى ويترعرع مع كل خطوة نخطوها بالحياة فهو سابق ان تكلمنا بلغة السيرورة الزمنية أما الزوج الثاني اي رب البيت يبقى غيورا على المراة من اي شيء يمكن ان يصرف نظرها عنه فيولد نوع من الصراع الصامت احيانا والمتكلم في بعض الاحيان ليترجم في غالب الاحيان الى نوع من الاضطراب في العلاقة الزوجية التي ان بقيت على حالها انعكست الصورة على الابداع الذي يشهد نوعا من التردي مع ان الاستثناءات تبقى دوما واردة



            9) ماهي معوقات انتشار الربيع العربي في بلدان دول الشرق الاوسط؟

            الربيع العربي قد يغدو حقيقة ملموسة وقد يبدو حلما لذيذا نشعر بالاسى عندما نستفيق منه لكننا نحن من يقرر اي اتجاه نسلك ...قد نختار ان تزهر اوراق الربيع وتكسو المكان خضرة لكن هذا ليس بالامر الهين اذ اننا يجب ان نعقد وفاقا مع الذات ومع الآخر ومع الساسة لكي نشكل عقدا فريدا لا انفصام لحلقاته.

            المواطن العربي يجب ان يشد الرحال وينصهر مع النشاط الجمعياتي الذي يسهم بدور كبير في بناء المنظومة الاجتماعية والتنموية وبالتالي الاقتصادية فغياب دور الجمعيات والمنظمات الدولية العربية يعتبر عائق يتسبب في تاخر الديناميكية داخل المجتمع العربي من اجل اسهامه في اعادة البناء. الربيع العربي قد تختلف اسباب معوقاته من بلد الى آخر ففي بعض البلدان يبقى العائق الانقسامات الطائفية وفي بلد آخر ضعف مردودية العقل النقدي وانصراف الاهتمامات العامة عن كل ما هو ثقافة جادة والانغماس في اللهو وهدر الوقت دون طائل أما النوعية الثالثة قد يكون العائق ضعف الامكانيات المادية هذا ان تحدثنا بمنظور زوايا القيس التي تميز كل قطر أما على صعيد شامل العالم العربي لايعوقه الا غياب التنسيق بين البلدان العربية وضعف اطار التعامل الذي يعتبر العامل المكمل لوحدة عربية فعلية ولربيع عربي مزهر فحتى التدخلات الخارجية من قبل السياسات الأجنبية تبقى اقل حدة امام غياب لحمة داخلية تصهر كياننا وتوحد قوانا لاننا رضخنا ايديولوجيا لفكرة الانقسام وزدنا في تعميقها من منطلق فردي اكثر مما كان للسياسات الخارجية من تاثير على انقسامنا الداخلي فالازمة هنا ربما باتت تتحول الى هاجس ايديولوجي



         10) كيف تخدم الكتابات الأدبية فكرة حرية المواطن العربي؟

            الكتابات الأدبية هي الطريقة الراقية المهذبة للتعبير عن ما يخالجنا من رؤى نقدية من سخط على الواقع او رضا عن السائد لذلك فان المبدع العربي من شاعر وناقد وباحث واديب يجب ان يطوع قلمه لخدمة القضية العربية التي تصب في مبحث الحريات الفردية للمواطن العربي.القلم يجب ان ينطلق من مشاغل الشارع العربي أولا ومن آلام الشعوب المكلومة يجب ان يسلط الضوء على دائرة المسكوت عنه لينطق بحقائق خفية تكشف الستار عن القمع المسلط ضد المواطن العربي باعتباره عاملا مقهورا او مراة مستغلة او طفلا مشردا او مراهقة مغتصبة او ... فان شخص قلم الكاتب الحالات وعاينها وربط الاسباب بالمسببات يكون اشبه بالدكتور الذي يعالج مريضه من دا خبيث تربص به.

  

    











***





كنوز ادبية ..لمواهب حقيقية



  ان غالبية المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافية، والتي من شانها ان تساهم في فرصة ايصال رسالتهم واعمالهم وافكارهم مع القارئ الذى له اهتمام بانتاجهم الفكري والتواصل معهم ليس فقط من خلال ابداعاتهم وكتاباتهم ، في حين هناك من هم علي الساحة يطنطنون بشكل مغالي فية  ،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم  من اجل  اتاحة الفرص امامهم للتعبيرعن ذواتهم ومشوارهم الشخصي في مجال الابداع  والكتابة.

لهذا السبب كانت هذة السلسة التي تحمل عنوان ( كنوز ادبية لمواهب حقيقة ) والتي ان شاء الله اكتبها عن ومع بعض هذا الاسماء :-





صابر حجازى ..اديب وكاتب وشاعر مصرى**

 


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : الاديب المصرى صابر حجازى ، في 2012/02/11 .

كنت اتمني :-
1- تلوين الاسئلة باللون الاحمر ..لتميزها عن الاجابات
2- وضع صورة الاديبة التونسية زينب جويلي والتي ارفقتها مع الحوار
ولكن
الشكر كل الشكر لاادارة (كتابات في الميزان ) لااتاحة الفرصة امام نشر الحوار ليتثني لااكبر عدد من القراء الاطلاع علية
تحياتي



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=13924
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16