• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اعتنى بأناقة مظهره ونسى أناقة روحه .
                          • الكاتب : علاء تكليف العوادي .

اعتنى بأناقة مظهره ونسى أناقة روحه

إن ما يلاحظ اليوم وللأسف الشديد مما يمر به المجتمع العربي بل المجتمع العالمي سواء أكان اسلامي او غيره حتى تلك المجتمعات والبلدان التي تتغنى بالأخلاق وتعتبر حياتها نموذج يحتذى بها بل لعل ما ورد لمسامعنا حيث لا نرى ذلك بأم أعيننا والسمع فقط هو سبيل معرفة ذلك الادعاء بأن بلاد الغرب تحمل روح الإسلام من غير حقيقته وان بلاد الإسلام تحمل صورة الإسلام، لكن ما يتضح لنا شيئاً فشيء هو غير ما نسمع أن في كلا الطرفين ليس لروح الإسلام في بعض التصرفات التي تمارس من شيء، بل هي غريبة بل بعيدة عن روح الإسلام، فصرنا نرى ما يروج له بلاد الغرب بعين شباب الشرق المسلم، فبعد ان علمنا الإسلام أخلاقيات الحياة لتصبح مصدر نشر وتوعية، عكسنا الامر إذ أصبحنا اكتسابين نكتسب من الغير تقاليدهم وافكارهم التي يروجونها لمجتمعنا المسلم المحافظ من خلال أناقة الملبس وقصة الشعر والحذاء الفاخر التي جلها في بعض الأحيان تحمل إشارات ودلالات لتقاليد وعادات فيها البعد من نبل الأخلاق، فنرى المجتمع العالمي وخصوصا الإسلامي يتباها بلباسه وأناقة مظهره، ولكنه نسي ما خلق لإجله وهي أناقة الأخلاق ولزام التمسك بها، فالرجل جُل ما يشغل همه هو ماذا طرحت الموضة وما اشتهر من لباس وقصة شعر والنساء همها ماذا وكيف لها أن تحصل على لباس فاتن وقصة شعر جذابة ولبس موضة لبستها بعض نساء الغرب او مايسمى اليوم المودل الفلانية. 
مقتدية بأمثال تلك النساء المتبرجات تبرج الفحش، الذي كرست قوى عظمى لترسيخ معالم فسقها لينشر بأوساط شبابنا وفتياتنا لم أريد ان اقول اني أؤمن بفكرة المأمرة لكن لا استبعد ان يكون لتلك الأخلاقيات الفارغة ونشرها بين اوساط مجتمعاتنا من يد تدفع الأموال وتجيش الجيوش لنشهرها وتغلغلها بأفكار الشباب والفتيات، لإبعاد اهم شريحة يكون لها الشأن الأكبر في مستقبل المجتمعات عن اسس أخلاقيات مجتمعاتنا، وما يتطرق للأسماع من قيام بعض ما يسمى بمؤسسات المجتمع المدني من نشر افكار تذهب بأخلاقيات الشباب إلى منزلق خطير لم يكن ذلك سوى إشارة لخطر يحدق بأفاق مجتمعنا الشبابي، وقد نُشر قبل فترة تقرير رأيته يُبيّن إنموذج من تلكك التحركات المشبوهة لتغيير واقع الشباب بحجة أنشاء جيل قيادي فعال لإدارة المجتمعات، وهذا الأسلوب من استخدام الشباب هو ما يظهر لنا صورة مدعي الأخلاق على حقيقة أمرهم، ولكن اجدد قولي للأسف فإن الشباب انخرط تحت فكر الأناقة والجماليات الشكلية متناسياً بناء الروح بناءً يتمتع بروح الأخلاق التي توارثناها على نطاقنا الديني حيث أشار إليها دستورنا الاسلامي الخالد القرآن الكريم حيث قال مخاطباً النبي الأكرم (صلى الله علیه و آله): { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } القلم الآية٤، وقوله (صلى الله عليه وآله):  إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وقال (صلى الله عليه وآله):  أدبني ربي فأحسن تأديبي ، بحار الانوار ج٦٨ ص٣٨٢، وقال(صلى الله علیه و آله):  بُعثتُ بمكارمِ الأخلاقِ ومحاسِنه بحار الانوار ج٦٦ ص٤٠٥. 

<p>وهذه دلالات على إن اساس دين الإسلام مبتني على الأخلاق بل انه من مقومات رسالة السماء الخالدة التي جاء بها نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، وهكذا النطاق المجتمعي الذي تربينا في كنفه وما يحمل من مبادئ الأخلاق الصيلة والعريقة ولولا تلك الأخلاق لما بقى لمجتمعاتنا من قيم كما قال الشّاعر:</p>

 وإنما الاُمم الأخلاق ما بَقيتْ * فإن هُمُ ذهبت أخلاقهم ذَهبوا 

<p>وخلاصة ما اريد الإشارة إليه ان على شبابنا إلا يفتتن بزخارف الأناقة المظهرية التي تخرج جماله شكله الخارجي متناسياً بناء مظهره الداخلي الذي يتسم بجمال الأخلاق مع ماله من ضرورة ليكون أكثر جمالاً يمكن أن يكون هو القدوة التي يحتذى به لا أن يكون هو مجرد أداة لمن يبث سموم أفكاره المعادية للأخلاق النبيلة. 
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=139191
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 11 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29