• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لا .. مساومة في حب الوطن . .
                          • الكاتب : محمد علي مزهر شعبان .

لا .. مساومة في حب الوطن .

الحق يحتاج في تطبيقه الى إرادة، والصوت الخافت لا يسمع، والنداء لمن ركب غلواءه لا يستجاب. هذه تجربة الشعوب وسجلها التاريخي، إلًا أن تعلن النزوع الى الخلاص . المشروعية في ما إنفجر من غضب بات يتراكم في الصدور . مشروع ان تتوقف عجلة ركبها جنرالات الاغتنام، يدفعها من أنهكهم الاصطبار على أمل أن تشبع غريزة النهم . الغليان بات يفور كبركان، فأضحى الانفجار، والبوصلة تشير أن لا تتوقف إلَا بالتغيير، ولكن بأي خطو ومنهج تسير ؟

أليس من الضرورة أن تحتسب ما هو أسمى من حيث ما ألت إليه الامور ؟ ليست الفوضى هي الحل، بل الارقى سلوكا وممارسة حتى تجني الثمار . ليست الحرائق في ديارك، وما يتركها من رماد هو موطن السكن الامن الذي تريد، لمستقبل حياضك وسورها  فالارض أرضك وملكك . ليس قطع الجسور، هو المعبر الى المبتغى، بل الى قطيعة التواصل الى الضفة الاخرى.

ليس إغلاق الدوائر، هو الرهان الى النجاح، بل التعطيل لحياة انت جزء من ملفاتها اليومية . ليس إغلاق مدرسة، من يتوج إعتصامك، فأولاد الشعب، سيفقدون الاندفاع الى مواصلة المعرفة التي تشير الى تبيان انك شعب متعلم متنور .

لا شائبة بكل إندفاعك وتظاهرك، لكن الخراب الذي يوحي بالحطام، الذي يبرر ردة الفعل للحكومة في ان تقابله بذات القوة، حينما تضرب الفوضى أطنابها ببلدك، والدلالة مما أنتج لنا من شهداء وجرحى . أنت لست السبب فيما تؤول فيه التعاكسات والتصادمات، ولكن هناك من يديرها خفية ويدس السم بالعسل، ليقتل شهداء العسل في مذاقه المر .

إدركوا ايها الابطال أن الحلول لمثل مطالبكم لا تنجز على عجالة، بعد تراكم الازمات، بل لزوم التوقف في محطة التوثيق، والعهدة بالايفاء لكل ما أثرت الحكومة في أن تنجزه . الحكومة أيقنت أنكم شعب متحرك، وشكلت لهم الصدمة التي قد تأتي بموجات أثقل تاثيرا عليها، وهذا ما لم يدر في حسبانها مما مضى من سوابق الايام، فبادرت ترمم زمنها بقرارات في صيغ العجالة، والعجالة ليست بناءا محكما، إلا أنها اليوم على موقد التنفيذ .

إذن كيف السبيل لتحقيق المطالب ؟ دون شك أنتم لا ترضون بهذه الاحزاب، ولكن إعلموا كشعب، أن هذه الاحزاب لا تسلم غنائمها بسهولة، وأن بناها من صلب شعبكم، فكيف لكم ان تكونوا الاكثرية الغالبة، في تغيير المعادلة ؟ لابد أن ينهض من بين صفوفكم المتقدم دراية، وذوي الرؤى المدركة ليقود الجهة، قصاد الحكومة .

لابد ان نمهل حكومة السيد عادل عبد المهدي، لترتيب الاوراق، تحت مراقبتكم، وان تنجز كل المطالب التي تحتاج الى التطبيق، تحت رؤى ان التظاهرة لازالت تقلى على نار وفوران، منجزة للانفجار في أي لحظة . مطالبكم لا تنجز على العهود، بل على توثيقها كمشروع واجب التحقيق وليس كدية على الاوراق، وصكوك بدون رصيد . أديتم وأوفيتم رغم ما يؤلمنا من نتائج، ولكن المنطق يقول : أوفوا ما عهدتم أيها الحكومة المؤقته من عهود، للانتقال الى مرحلة جني الثمار في انتخابات نزيهة، ومفوضية غير متحاصصه، وصندوق مفتوح للاكثر صوتا، ولاناس نزعوا من رئاتهم حصاد المغنم . لست بصدد الوهن من إندفاعكم، ولكن لا يساومني أحد على وطنيتي، ولا أساوم احد، عبرتي هي التاريخ، والاهم هي قراءة النتائج .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=139148
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 11 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20