اثنين ليس لا أمان لهما..العسكر والإخوان ... شعارات رددها شباب الثورة ضد منصة الإخوان ثم قاموا بعدها بطردهم من الميدان وإلقائهم بالزجاجات الفارغة وسط الصيحات الثائرة ضد الانتهازية السياسية .

فأعمال الإخوان كشفت عوراتهم أمام الشعب المصرى ,وشباب مصر الباسل الذي لم يتورع فى الاحتفال بذكرى الثورة.. التى لم تكتمل بعد فمازال الشهداء يتساقطون فى شوراع مصر ومجلس الشعب تحول إلى مجلس قندهار بعد الاتفاق بين العسكر وجماعات الإسلام السياسي مقابل الخروج الآمن... فى مسرحية مؤلمة حزينة ضاعت فيها آمال شباب الثورة فى دولة مدنية قدموا أرواحهم فداء مصر أملاً في مستقبل أفضل .

ثورة دمجت شعب مصر ثورة وحدت.. وأخيراً ثورة فضحت الانتهازية السياسية الفجة لينقسم المجتمع إلى ثوار وجماعات إسلام سياسي محبى لمصر وفصيل آخر محب للسلطة وكأن الثورة قامت لاستبدال ديكتاتورية بفاشية دينية وضاعت دماء الشهداء هباء ... بل للاسوأ وليس للأفضل .

جماعات الإخوان لم تتعلم من الثورة ولن تعمل لأجل مصر,فتصريحات مرشدهم السابق شاهدة على انعدام الوطنية وأعمال الحاضر مؤكدة أيضاً ... فقد نشرت جريدة التحرير خبراً عن الاخوان مفاده :أكد«الحلواني» أنه سيتم الاتفاق على عدد المدارس المتوقع انشائها عقب انتهاء انتخابات الشورى مباشرة، كاشفاً أن الثورة أتاحت للإخوان فرصة بناء المدارس، بعد أن كان جهاز أمن الدولة يضيق عليها في بنائها، وأضاف:«عندما كنا نتقدم بطلب لمنح ترخيص انشاء مدرسة، كانوا يقولون لنا انشأوا برج أو مصنع ، ولكن مدرسة لا»، ورغم ذلك التضييق كان أغلب أولاد ضباط أمن الدولة والمخابرات العامة والمستشارين والقضاة البارزين يتعلمون في مدارسنا، فرغم التضيقات التى كانت تلقاها الجماعة على يد ضباط أمن الدولة، الا أنهم كانوا يقولون أننا لن نستأمن أحد على أولادنا غير الأخوان " !!

الخبر ليس مثير للسخرية فقط بل مثير للغثيان فرجال أمن الدولة كانوا يثقون فى تعليم مدارس الإخوان بدليل أن قيادات جماعات الإخوان انفسهم يعلمون ابنائهم  فى دول الغرب" الكافر " ومصدر الغثيان ليس هذا الخبر بل استمرار الإخوان فى تكوين جيتو لهم بعد سطوتهم على رئة مصر وتصدرهم الأغلبية فبدلا من العمل لأجل جموع المصريين تصدم بأنهم مازالوا يعيشون فى جيتو خاص بهم. فاتهامهم بالتعليم ليس لأجل مستقبل مصر بل لمستقبل الجماعة وبقائها وتربية كوادر شبابية تشرب من فكرهم الاقصائى خاصة سيد قطب والمودودى ... وغيرهم من رموز جماعات الاخوان .

بالطبع إن هذا اتصريح دليل دامغ على أن بقاء الجماعة أهم وأبقى من وحدة شعب مصر وأن الجماعة فوق الوطن وجميع قيادات الإخوان تسير على نهج تصريحات المهدى عاكف الذى سب مصر والمصريين واللى فى مصر ...

إن جيتوا الإخوان يؤكد أنهم جماعة فوق الوطن وفوق الجميع علاوة على الانتهازية السياسية ربا لهذا السبب أدرك شباب الثورة أن بقائهم فى الميدان مرتبط باتمام ثورتهم لكى تعود الثورة لأصحابها ليس للمتسلقين مكان فيها وربما يسقط مجلس الشعب القندهارى الذى سيؤكد أن مصر تحولت لفاشية دينية بدليل جلسة حلف اليمين ..وبدليل أن كل صحف الإخوان تعمل على إنماء ونشر فكرهم فقط , وقد بدأت كل القوى الأخرى الانتباه إلى ممارسات الإخوان مما جعل حزب الوفد يجمد تحالفاته معهم .

رسالة للإخوان أفيقوا إن مصر فوق الجميع انتهى عصر الجيتو والآن وقت العمل لمصر ... بهذا نبرهن على صدق حبنا لبلادنا وليس بالاستيلاء على التعليم لتربية كودار خاصة لبقاء الجماعة فوق مصر .