• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مع اقتراب موعد زيارة سامراء في ذكرى استشهاد الإمام العسكري عليه السلام .
                          • الكاتب : ايليا امامي .

مع اقتراب موعد زيارة سامراء في ذكرى استشهاد الإمام العسكري عليه السلام

أروي لكم هذا الموقف مع اقتراب موعد زيارة سامراء في ذكرى استشهاد الإمام العسكري عليه السلام . 
في عام 2015 .. كانت المعارك على أشدها في محيط سامراء .. وكان أبطال الحشد الشعبي قد حرروا قبل أيام طريق بغداد سامراء .. عندما حانت ذكرى استشهاد الأمام العسكري عليه السلام 

وكنت أنا ومجموعة من الأصدقاء ملتزمين ببرنامج للدعم اللوجستي في داخل مدننا ، ولكن لم نتقبل فكرة أن تمر الزيارة المباركة بدون أن نذهب ونسجل حضورنا .. لأننا تصورنا أن الحضور سيكون قليلا .. وكان لابد من فعل شيئ 

قلنا فيما بيننا ، هل من المعقول أن يجلس الامام الحجة في مأتم والده وينتظر حضور المعزين ولايأتيه إلا القليل ؟ هل يرضاها أحدنا في وفاة والده ؟ 

ركبنا السيارات وقطعنا شوطاً من الطريق .. فاتصل بي أحد الأقرباء وهو يخبرني ويبشرني بشهادة إبن عمي في منطقة المعتصم جنوب شرق سامراء .. التي كانت سداً منيعاً بين الدواعش المتمركزين في الضلوعية .. وبين الوصول لمدينة سامراء . 

ترددت قليلا .. وفكرت بالرجوع الى البيت لحضور التشييع .. ولكن فكرة ترك سامراء .. ومنظر الزوار القليلة الذي يحزن الإمام الحجة .. أخذني تماماً وسيطر على تفكيري . 

وكانت المفاجأة عندما وصلنا سامراء .. وشاهدنا ذلك التجمع المهيب رغم سقوط الصواريخ على رؤوس الزائرين .. فخجلت من نفسي .. وقلت : ياهذا لست الوحيد الغيور على الأئمة .. إن لهم شيعة مخلصين لاينسونهم مهما كانت الظروف . 
ولكن الذي جعلني أجلس عاجزاً عن الحركة .. وعيوني تحدق به ..  هو ذلك البطل من منتسبي الشرطة الإتحادية .. كان واقفاً وآثار الجراح المضمدة تبدو عليه .. وكأنه قد خرج للتو من المعركة وفقد أعز أخوته فيها .. وهو ينادي ودموعه على خديه : 
زوار .. حياكم الله 
هذا إمامكم الغريب 
إمامكم الي كان محاصر 
فكينه الحصار بدمنه 
فكينه الحصار بأخوتنا 
حتى تجون تزورون 
ويفرح بيكم الإمام الهادي 
والإمام العسكري 
وأم المهدي 
بروح الحسين لاتقصرون 
وبينما كان يردد كلماته .. ويبكي .. سقطت قذيفة هاون بالقرب منه .. والذي أذهلني أننا جميعاً إرتبكنا .. وهو على نفس وقفته وندائه لم يتحرك شعرة . 
لأجل هذه الزيارة .. ولأجل هذا البطل .. حررت هذه الذكرى . 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=139084
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 11 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28