• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لحظة الحسم وعقول خارج الصندوق .
                          • الكاتب : نعمه العبادي .

لحظة الحسم وعقول خارج الصندوق

يقال ان رجلا سأل جنكيز خان او احد القادة المشهورين بكثرة انتصاراتهم العسكرية، ما هو سر غلبتك وعدم هزيمتك؟
فقال له سوف اجيبك اجابة عملية، تعال ندخل في رهان، كل منا يعض على اصبع الآخر، والذي يصرخ من الالم ويصيخ آخ هو المنهزم، وهكذا بدأت اللعبة واخذ كل منهم يعض بقوة ووجوهم تحمر اكثر لحظات وصرخ صاحبنا، فتوقف جنكيز عن العض وقال له، تعرف لولا انك صرخت لصرخت انا لان الالم شديد، ثم قال له هذا سر الانتصار، وهو تجاوز اللحظة المصيرية للالم من اجل الوصول النصر.
مع اختلاف طبيعة العلاقة بين المتظاهرين والاوضاع التي يستهدفونها، فإنهم مطالبون بالصبر والمطاولة والثبات لغرض تحقيق مطالبهم المحقة ولا شك ان الالم موجود لدى الطرفين..
مهمة الثبات في حلبة التظاهر والرفض تقع على عاتق الجمهور، لكن الحلول واستثمار النتائج ليست مسؤوليتهم.
الحكماء المخلصون الوطنيون الذين يؤمنون بهذه التظاهرات وزخمها العظيم ونتاجها الرائع، وينتمون الى الشعب وخياراته، عليهم ألا يتركوا اولادنا طويلا في حلبة العض، فالمشهد مؤلم ومؤذي، كما ان الوضع العام ليس في صالحه استمرار الامور بهذا المشهد لان الاوضاع لا يمكن ضمانها، لذا فمهمة هؤلاء البحث عن حلول خارج الصندوق، وهي الالية المستعملة في التحليل المميز، حيث يبحث المبدع عن افكار واستنتاجات خارج المألوف والمعروف والمتداول، وهنا تكمن العبقرية، وعلى هؤلاء ان يستعينوا بالدعاء لله مخلصين ليلهمهم البصيرة والرؤية الصحيحة التي تضمن نتيجتين هما (توظيف ايجابي للرفض الجماهيري ومطالبه الحقة) و (مخرج آمن يحفظ الامور من الانزلاق الى الهاوية).
لا بد ان يكون هذان المساران متوازيين من حيث العمل، ففي الوقت الذي تعبر فيه الجماهير عن حقها وتطالب بشكل سلمي عن حقوقها، لا بد لمجالس اهل الحجى ان تكون منعقدة باخلاص للبحث عن مخارج آمنة تجنب شبابنا وبناتنا الالم والمتاعب وتحمي وطننا من الخراب وتنجز اصلاح عميق حقيقي تظهر آثاره بشكل مطمأن...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=139019
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 11 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19