• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المرجعية مستيقظة فيما كان الجميع نيام .
                          • الكاتب : زهراء حسام .

المرجعية مستيقظة فيما كان الجميع نيام

عندما كنت تخلد الى النوم مستبدلاً عبارة (تصبحون على خير) بعبارة (وين المرجعية)، عندما كنت تتفاعل ب(أضحكني) مع المنشورات التي تنقل خطبة الجمعة لأنها خطبة لم تتناول الأمر الذي في بالك بل تكلمت حول موضوعٍ ديني ترمي صلاحك فيه وأداءاً لوظيفتها، عندما كنت أنت وحزبك ومَن ورائكما عند كل مُلمّة تعصف بالبلد لا تستأخرون ولا تستقدمون، سوى كيل المسؤولية على المرجعية وتقريعها وكأنكم وجدتم للتفرج فقط ووجدت هي لصنع المعجزات، عندما كنت متناقضاً لدرجة تريد إبعاد الدين عن السياسة وفي نفس الوقت تطلب من المرجعية كلمة، عندما كنت جاهلاً لدرجة أن المرجعية التي ترفض إقحام رجل الدين نفسه في السياسة وتعلم أنها أغلقت بابها بوجه الساسة كنت تلعن عمامتها وتفرغ نقمتك على الأحزاب في حَرمِها..

كانت تعمل خلف عينيك وضجيجك يملأ آذانها، في عز الحراك الشعبي في 31 يوليو/تموز201‪5م الذي جرى في ساحة التحرير في بغداد المطالب بتحسين واقع الخدمات، ورغم أن لها خطبة في جمعتها تلك تعنف فيها الساسة وتحملهم مسؤولية ما يجري وتستصغر حلولهم الترقيعية وتضع أهدافاً وحلولاً بقولها:

«إنّ الشعب الذي تحمّل الصعاب وتحدّى المفخّخات وشارك في الانتخابات واختار من بيدهم السلطة من القوى السياسية يتوقّع منهم ــ وهو على حقّ من ذلك ــ أن يعملوا بجدٍّ في سبيل توفير حياة ٍ كريمة ٍ له ويبذلوا قصارى جهودهم لمكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية .
والمتوقع من السيد رئيس مجلس الوزراء الذي هو المسؤول التنفيذي الأول في البلد ــ وقد أبدى اهتماهه بمطالب الشعب وحرصه على تنفيذها ــ أن يكون أكثر جرأةً وشجاعةً في خطواته الإصلاحية ولا يكتفي ببعض الخطوات الثانوية التي أعلن عنها مؤخّراً ، بل يسعى إلى أن تتخذ الحكومة قرارات مهمّة وإجراءات صارمة في مجال مكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية فيضرب بيدٍ من حديد من يعبث بأموال الشعب ويعمل على إلغاء الامتيازات والمخصّصات غير المقبولة التي منحت لمسؤولين حاليين وسابقين في الدولة مما تكررّ الحديث بشأنها».

رغم ذلك لكنها لم تكتفِ به، فقامت بدون علمك بالتواصل مع السياسيين وطلبت منهم الآتي لأجلك:
«1- أن تُشكّل لجنة من عددٍ من الأسماء المعروفة في الإختصاصات ذات العلاقة من خارج قوى السلطة ممن يُحضون بالمصداقية ويُعرفون بالكفاءة العالية والنزاهة التامّة.

2- وتُكلّف هذه اللجنة بتحديدِ الخطوات المطلوب اتخاذها في سبيل مكافحة الفساد وتحقيق الإصلاح المنشود على أن يُسمح لأعضائها بالإطلاع على مجريات الأوضاع بصورة دقيقة.

3- ويجتمع مع الفعاليات المؤثرة في البلد وفي مقدمتهم ممثلوا المتظاهرين في مختلف المحافظات للاستماع الى مطالبهم ووجهات نظرهم.

4- فإذا  أكملت اللُجنةُ عملها وحدّدت الخطوات المطلوبة تشريعية كانت أو تنفيذية أو قضائية  يتم العمل على تفعليها من خلال مجاريه القانوينة ولو بالاستعانة بالدعم المرجعي والشعبي».

ولم يعرف أحدٌ عن هذا المقترح إلا عند إعادته عليهم في 4/10/201‪9م، منذ أربع سنوات هو يرنّ بأسماع سياسيينا دون أدنى استجابة، منذ أربع سنوات والمرجعية تعمل وأنت تشتكي من ألم في مفاصلك من الجلوس الطويل أمام شاشة الموبايل وأصابعك المسكينة ملّت وأنت تضغط على حروف (و ي ن ا ل م ر ج ع ي ة)، بل أنت أين؟

لن ننسى اتهام المرجعية بالهروب من أرض النجف إبان أحداث النجف في عام 200‪4ورغم بُعده ومرض قلبه ما كانت النجف لتصمد ويقف حريقها وماكان أبناء التيار الصدري وزعيمهم ينجون من البطش الأمريكي لولا مساعي سماحة السيد واتصالاته حتى قبيل الشروع بعملية القسطرة بقليل، عندما كان الجميع يتهمه بالسكوت وترك العراق، ومن يرغب بمعرفة المزيد على الأقل كي لا يدعى جاهلاً ليطالع كتاب الرحلة العلاجية لحامد الخفاف.
كما لا ننسى عندما نفذت السلطات السعودية حكم الإعدام على الشيخ نمر النمر، زعق بعضهم أن لماذا لم يصدر بيان تأبين بعد الإعدام، لأن البيان تأخر قليلاً، يظنون أن السيد شغله في الكلام وإصدار البيانات فكلٌّ يرى الناس بعين طبعه! حتى ظهرت تغريدة في تويتر على الحساب الرسمي لمحمد النمر، أخ الشيخ المغدور يشكر فيها رسالة ومساعي المرجع الأعلى مع القيادة السعودية لمنع تنفيذ الإعدام.
لكن المساعي لم تنفع وجرى القضاء.

وغيرها الكثير وستلحقها أكثر، لأن من يهمه العمل لله وللعراق لا يهمه سخط الساخطين ورضا الراضين، لكن يبقى السؤال:
لو لم تصنع المرجعية شيئاً، في تلك الآنات التي لام الجميع فيها المرجعية، أين كانت بدائع العلمانية وعجائب الجهات المناوئةُ الأخرى؟!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=138581
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 10 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28