• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مملكة كندة .
                          • الكاتب : د . عبد الهادي الطهمازي .

مملكة كندة

قبيلة كندة، أحد قبائل كهلان القحطانية، أو ما يعبر عنهم بعرب الجنوب (اليمن)، وقد تميزت هذه القبيلة على سائر قبائل العرب بأن كان أبناؤها ملوكا للعرب العدنانيين في الجاهلية.
وكندة هو: ثور بن عُفير بن عدي بن الحارث بن مُرة بن أُدد بن زيد بن يشجُب بن عُريب بن كهلان بن سبأ. (نسب معد واليمن الكبير: هشام ابن الكلبي:136) وقيل: سمي كندة؛ لأنه كند أباه، أي كفر نعمته. (نهاية الأرب: القلقشندي:409).
وكانت قبيلة كندة تسكن حضرموت من أراضي اليمن، ثم نزح أغلبهم عنها الى الغمر، غمر ذي كندة -من أعمال اليمامة بين مكة والبصرة- في نجد منتصف القرن الثالث الميلادي (تاريخ العرب القديم:208)، بسبب الحروب الطاحنة التي نشبت بينهم وبين قبائل حضرموت. (تاريخ اليعقوبي:1/216).
وبقيت كندة في هذا الموضع أكثر من قرنين من الزمن حتى اعتقد بعض النسابين أن كندة من قبائل معد بن عدنان لسكناها أراضيهم. (معجم البلدان:4/212).
وقد تمكنت قبيلة كندة من تأسيس مملكة في نجد في تلك الفترة الزمنية، وتوحيد القبائل العربية تحت ظلها.
وقد اختلف المؤرخون في كيفية نشأت هذه المملكة، وفي أول من تملك منهم، فقال ابن الأثير في الكامل:1/511: ((كان سفهاء بكر (ابن وائل) قد غلبوا على عقلائها وغلبوهم على الأمر وأكل القوي الضعيف، فنظر العقلاء في أمرهم فرأوا أن يملكوا عليهم ملكا يأخذ للضعيف من القوي... فساروا إلى بعض تبابعة اليمن، وكانوا للعرب بمنزلة الخلفاء للمسلمين، وطلبوا منه أن يملك عليهم ملكا، فملك عليهم حجر بن عمرو آكل المُرَّار، فقدم عليهم ونزل ببطن عاقل))، أي اتخذها عاصمة له.
وقيل: ((ولاه حسان بن تُبَّع (ملك حمير) أخوه لأمه بعد أن دوخ العرب، وسار في الحجاز على معد وعدنان كلها، وفدانوا له، فسار فيهم أحسن سيرة)). (تاريخ العرب القديم:209)
ويرى اليعقوبي في تاريخه:1/216 أنهم هم من أسسوا هذه المملكة بمجرد انتقالهم من حضرموت الى نجد، قال: ((وصارت كندة إلى أرض معد، فجاورتهم، ثم ملكوا رجلا منهم، وكان أول ملوكهم يقال له: مرتع بن معاوية بن ثور، فملك عشرين سنة. ثم ملك ابنه ثور بن مرتع، فلم يقم إلا يسيرا حتى مات، فملك بعده معاوية بن ثور. ثم ملك الحارث بن معاوية، فكان ملكه أربعين سنة. ثم ملك وهب بن الحارث عشرين سنة. ثم ملك بعده حجر بن عمرو آكل المرار ثلاثا وعشرين سنة، وهو الذي حالف بين كندة وربيعة، وكان تحالفهم بالذنائب.
ثم ملك بعده عمرو بن حجر أربعين سنة، وغزا الشام، ومعه ربيعة، فلقيه الحارث بن أبي شمر -الغساني ملك الشام-، فقتله، فملك بعده الحارث بن عمرو... ونزل بالحيرة، وفرق ملكه على ولده)).
ولعل من أشهر ملوك كندة حجر بن عمرو، ((الذي تولى الملك على قبائل معد بحدود سنة 480م، وهو أول زعيم من كندة تمكن من توحيد صفوفها، وفرض سيطرتها على القبائل الأخرى، ووسع رقعة أرض مملكته حتى بلغت حدودها مملكة المناذرة اللخميين في الحيرة.
ثم ملك من بعده ابنه عمرو بن حجر الملقب بالمقصور، لأنه اقتصر على ملك أبيه، وكان له أخ اسمه الجون تولى حكم اليمامة، وكانت نهايته كما ذكر اليعقوبي على يد الحارث بن أبي شمر الغساني.
وبعد مقتله انتقل الملك الى ولده الحارث أقوى ملوك كندة، فمدَّ نفوذه على بكر بن وائل، ونجح في ضم الحيرة عاصمة المناذرة الى مملكته للفترة ما بين (524 - 528م).
ولما قوي أمره جعل أولاده ملوكا على العرب: فكان حجر أكبر أبنائه ملكا على أسد وكنانة وغطفان، وشرحبيل ملكا على بكر بن وائل وبني حنظلة من تميم، ومعد يكرب على قيس عيلان وقبائل أخرى، وسلمة أصغر أبنائه ملكا على تغلب والنمر بن قاسط وبني سعد من تميم، وابنه قيس كان يعرف بالسيارة، أي يصبح ملكا على كل قوم نزل بهم.
ولما عاد المنذر اللخمي الى الحيرة فرَّ الحارث الكندي الى أرض كلب من قضاعة في الشام فقتل هناك. واستقل أولاده كل في ملكه، ونشبت صراعات بينهم وبين المنذر اللخمي ملك الحيرة، فتمكن الأخير أن يوقع العداوة بين شرحبيل وسلمة، فتقاتل الطرفان بإتباعهما في يوم كلاب فقتل شرحبيل، وأخرجت تغلب والنمر سلمة عن الملك، فالتجأ الى بكر بن وائل فملكوه عليهم، فقاتلهم المنذر اللخمي، وقتل منهم خلقا كثيرا على جبل أُواره، فسمي ذلك اليوم بيوم أُوارة الأول.
أما معد يكرب بن الحارث فقد ظل ملكا على قيس عيلان حتى مات حزينا على أخويه شرحبيل وسلمة)). (تاريخ العرب القديم: ص110 وما بعدها مختصرا).
وقتلت بنو أسد ملكها حجر بن الحارث أبو امرئ القيس الشاعر، فدخل في معارك كثيرة مع بني أسد ثأرا لأبيه لكن دون نتيجة تذكر، وهكذا اندثرت مملكة كندة بعد موت هؤلاء الملوك الأربعة من بني آكل المُرَّار، ولم يبق من أعلام تلك الحقبة إلا امرئ القيس الشاعر صاحب المعلقة الذي جدَّ في استعادة ملك آبائه، فذهب الى ملك الروم يطلب منه النصرة، فعزم الملك أن يرسل معه جيشا لمحاربة أعدائه، لكن بني أسد تمكنوا من وغر صدر إمبراطور الروم عليه، بدعوى وجود علاقة مشبوهة بين امرئ القيس وشقيقة الإمبراطور، فبعث الإمبراطور بحلة مسمومة فلما لبسها امرئ القيس سقط لحمه، ومات في أرض الروم (تركيا) ودفن في أنقرة. (المصدر السابق:220 باختصار).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=138399
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 09 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28