• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : فلسفة الشر .
                          • الكاتب : رزاق عزيز مسلم الحسيني .

فلسفة الشر

تمهيدٌ لابدّ منهُ : قد يتبادرُ الى ذهن القاريء الكريم لقصيدتي أنّي لا اعني ما حدّثتُ به نفسي في قصيدتي فأقول له بلى انا اعني ما قلتُهُ لها وأوصيتُها بهِ للعيش في عالمنا الذي باتَ مرعباً في كلّ شَيْءٍ والشرُّ فيهِ قدِاستشرى كالنار في الهشيم وهو مُذْ وجد كانَ الأقوى وتسيّد على الخير في كلِّ زمان ومكان والاخلاقُ والمبادىء فيهِ لم تكن الا دروعاً للضعفاء تتقي بها سهام الأقوياء وقد تهرّتْ وبليتْ حتى لا تنفعُ مُتدرّعيها فهل تنفع الأخلاق في غابةٍ تعجُّ بالذئاب المسعورة الضارية فالأخلاقُ والقوةُ (السلطةُ والمال )خطان متوازيان لا يلتقيان ولكلِّ شرٍّ شرٌّ يساويه بالمقدار ويعاكسهُ في الاتجاه  هذا قانون الحياة الجديد أروني قويّاً (ذا سلطةٍ أو ذا مالٍ  ) قد تحلّى بالأخلاق والمباديء أُرِكُمْ سياسياً عراقياً وطنيّاً

 

 دعوة النفس الى الشرّ

 

 

ألا يا نفسُ سرّكِ لا تذيعي

دعيهِ مُخبّأً بينَ الضلوعِ

 

ولا تشكي جراحكِ أو تئنّي

فيشمتَ فيكِ ذو قدرٍ وضيعِ

 

ولا تتأمّلي في الضيقِ عوناً

يكنْ لكِ مِنْ خسيسٍ أو رقيعِ

 

ولا بهمومكِ الكبرى تبوحي 

فما لكِ من مُحبٍّ أو سميعِ !!!

 

كفى بالصبرِ ذُلّاً وامتهاناً

يقودكِ للهوانِ وللخنوعِ

 

يلوذُ العاجزونَ بهِ اعتذاراً

عنِ التقصيرِ والفشلِ الذريعِ

 

فثوري إنَّ طولَ الصبرِ جبنٌ

وحيلةُ كلِّ ذي قلبٍ هلوعِ

 

فإيّاكِ التحلّي بالسجايا

وما بينَ اللئامِ مِنَ الوقوعِ

 

فأنتِ الطودُ ما هزّتْكِ ريحٌ

ولا طامنتِ في الخطبِ الفظيعِ

 

ألا فاستبدلي بالخيرِ شرّاً

فليسَ بنافعٍ حسنُ الصنيعِ

 

فإنَّ الخير لا يحيا بنفسٍ

كمثلِ الشرِّ في وقتٍ سريعِ

 

كأنَّ النفسَ قد لفظَتْهُ غرساً

وفيها الشرُّ ينمو كالزروعِ

 

وما اكتسبتْهُ بالتعليمِ لكنْ

بجيناتٍ فمنشؤهُ طبيعي

 

فما للخيرِ والأخلاقِ شبرٌ

بعالمكِ المنوّعِ والوسيعِ

 

وليسَ بنافعٍ حسنُ النوايا

بعالمكِ المُضرَّجِ  بالنجيعِ

 

ولا تثقي بمخلوقٍ تباكى

عليكِ وَإِنْ تذرّعَ بالدموعِ

 

ستفشي سرَّهُ الايامُ خِبّاً

ومنطوياً على غدرٍ  شنيعِ

 

وإيّاكِ التحصَّنَ بالمبادي

فما حصنُ المباديءِ بالمنيعِ

 

وكيفَ تدافعينَ اليومَ عنها

وما لكِ من سلاحٍ أو دروعِ  ؟!!!

 

فتيهي واركبي ظهرَ الخطايا

وسيري واقتفي أثرَ الخليعِ

 

وسيري في حياتكِ باعوجاجٍ

على شرْعِ المُشاغبِ لا الوديعِ

 

فلمْ أرَ كالغشومِ بها مطاعاً

ولا مثلَ المسالمِ مِنْ مطيعِ !!!

 

فدوسي في ثباتٍ لا تُراعي

على كلِّ الضعافِ لكي تُريعي

 

ودوسي لا ترقّي أو تهابي

على الشيخِ الكبيرِ أوِ الرضيعِ

 

ودوسي كالحياةِ على فقيرٍ

تفاخرَ حينَ سُمّيَ بالقنوعِ

 

على قلمِ الاديبِ إذا تصدّى

يكافحُ كلَّ طاغيةٍ مريعِ

 

يؤولُ مصيرُهُ نفياً وسجناً

وصلباً كالمسيحِ على جذوعِ

 

على حُرِّ الضميرِ وقد تفانى

وذابَ كشمعةٍ وسطَ الجموعِ

 

على القلبِ العطوفِ يفيضُ حُبّاً

لكلِّ النَّاسِ في ألمٍ فظيعِ

 

على الأخلاقِ ما نفعتْكِ يوماً

فأنتِ بها كذي خدٍّ ضريعِ 

 

دعيها حيلةَ الضعفاءِ كانتْ

وعنوانَ الضراعةِ والخضوعِ

 

على أنفِ الحياءِ إذا تأبّى

ولم يرضخْ لذي عهرٍ شنيعِ

 

على النبلِ المُحيلِ الى ازدراءٍ

كطاغيةٍ يدوسُ على صريعِ

 

ودوسي كالطغاةِ على الضَّحايا

وكوني في برودكِ كالصقيعِ

 

وعيبي واسخري من كلِّ عفٍّ

يعاني العمرَ مِنْ عَوَزٍ وجوعِ

 

أبيني اليومَ أنياباً وكوني

 كذئبِ الدَّوِّ ما بينَ بالقطيعِ  !!! (1)

 

وكوني كالصواعقِ لا تبالي

على كلِّ الرؤوسِ مِنَ الوقوعِ

 

على مَنْ قد سقاكِ الصابَ جودي

جزاءً منكِ بالسمٍّ النقيعِ

 

وجوري في حياتكِ واستبدّي

وضرّي إِنْ لنفعٍ  تستطيعي

 

وديني بالنفاقِ لكي تنالي

حقوقكِ في الحياةِ من الجميعِ

 

وغشّي والبسي وجهاً مُعاراً

وكوني ثعلباً بينَ الجموعِ

 

فحيناً بينَ أحضانِ البغايا

وحيناً في العبادةِ والخشوعِ !!!

 

فما كالدينِ جسرٌ للأماني

وتحقيقِ المآربِ من شفيعِ !!!

 

فإنَّ الغشَّ عندَ النَّاسِ  دِينٌ 

وَإِنْ لم تخدعي ، فيهم تضيعي 

 

وهلْ أجدى عَلَيْكِ الخيرُ نفعاً ؟

فإِنْ لم تغرسي شرّاً تجوعي

 

وَإِنْ أغراكِ بالإحسانِ قلبي

ستجنينَ الإساءةَ إنْ تطيعي

 

ولا تصغي لصرخةِ مستغيثٍ

مِنَ الدنيا غريقٍ بالدموعِ

 

وكوني كالشتاءِ الجهمِ طبعاً

 يفيضُ قساوةً لا كالربيعِ

 

إذا ما سرتِ في نهجٍ قويمٍ

فلنْ تصلي الى مجدٍ رفيعِ 

 

ولا تأسي على وطنٍ  وتبكي

كما باعَ السياسييونَ بيعي

فهل يجدي البكاءُ على بلادٍ

بها انتصرَ الظلامُ على الشموعِ ؟!!!

ولا تتأمّلي فجراً جديداً

سيمنعهُ الطغامُ مِنَ الطلوعِ

 ولا تصغي الى نزغاتِ قلبي

إذا أغراكِ يوماً بالرجوعِ

سأرمي في الجحيمِ بهِ عقاباً

إذا ما حنَّ يوماً للربوعِ




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=138360
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 09 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18