• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أبنةُ مِنْ؟! .
                          • الكاتب : زهراء خالد البغدادي .

أبنةُ مِنْ؟!

 

انحازت عن النساء متنكرة بزيها الذي يتلألأ نور النبوة من أطرافه المتدلية إلى تخوم الأرض بكل بهاء السماء وجلالها ، تسير ويسير معها الوقار والجلال أينما حلّت ، إمرأة ليست ككل النساء ، جبل يمشي على الأرض ،فهل رأيتم جبالا تمشي على الأرض ؟!! حين دخلت مجلس الطاغية استنكرها قوم، وحارت عقول آخرين في أمرها، وسئل هو عنها ، من هي ؟ !! :إنها ابنة الأمير يا أمير. استشاط غيضا : وهل يوجد أمير غيري ؟! قالها والغضب على وجهه يحاول تغطيته بسكون مصطنع .. وعندما عرفها جحظت عيناه ، ثم زم شفتيه وأراد أن يحرق قلبها فذكرها بقتل أخيها شامتا : " الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم". اتتها كلماته كسهام تريد أن تمزق قلبها الكبير لكنها ابنة الإباء جعلتها تمر كريح لم توقر فيه بقدر جناح بعوضة،ثم انتفضت من مكانها كلبوة مسها الضر فوقفت بذلك الشموخ الذي جعل كل طغاة الأرض يتصاغرون عنده . حين وقفت كان الكل يترقب ماذا ستفعل ، بدأوا يتهامسون ويتسائلون، ترى ماذا تحسن هذه السبية من القول ، وأخوتها صرعى مجزرين كالأضاحي وهاهي رؤوسهم أمامها ؟!! هنا انفلق الفجر عن صباح فريد ،وشمس قل أن تشرق في ضحى التأريخ مثلها ، وغار الليل مندحرا في جوف قاتله .. : " أمِن العدلِ، يا ابنَ الطُّلَقاء، تخديرُك حَرائرَكَ وإماءَك وسَوقُك بناتِ رسول الله سبايا قد هُتِكت سُتورُهنّ، وأُبدِيت وجوهُهنّ ؟! تَحْدُو بهنّ الأعداء من بلدٍ إلى بلد، ويستشرفهنّ أهلُ المناهل والمناقل" يا للسماء .. من هذه التي تقول إنها ابنة رسول الله .. إليس هؤلاء من الخوارج ، كما هي الدعاية الرسمية التي انتشرت ..إنها فضيحة وكذبة لم تمكث كثيرا كما أراد لها الطاغية حين أطلقها فكان ما سمعه أشبه بالصاعقة التي نزلت على رأسه ، ثم اردفتها ابنة علي بصاعقة أخرى : " الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد وطهرنا من الرجس تطهيرا إنَّما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا" تزلزل الجمع وماجت بهم الأرض حتى تمنوا أن تنشق بهم ولا يسمعون كلمات ابنة الزهراء : "حَسْبُك بالله حاكماً، وبمحمّدٍ خَصيماً، وبجبرئيل ظَهيراً، وسيعلم مَن سوّى لك ومكّنك من رقاب المسلمين ، بئس للظالمين بدلاً! وأيُّكم شرٌّ مكاناً وأضعَفُ جُنْداً! ولئن جَرَّت علَيّ الدواهي مُخاطبتَك، إنّي لأستصغرُ قَدْرَك، وأستَعظمُ تَقريعك، واستكبر توبيخك!!" هنا صاح الطاغية : اسكتوها . ولكن فات الأوان فلم يعد لكلامك وأوامرك أيها الطاغية أي معنى ، فقد حكمت عليك ابنة علي ومضى حكمها على كر الدهور ومر العصور : : " وهل رأيُك إلاّ فَنَد، وأيّامك إلاّ عَدَد، وجمعك إلاّ بَدَد، يوم ينادي المنادي: ألاَ لَعنةُ اللهِ علَى الظالمين !" فسلام على بنت الأمير




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=138232
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 09 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19