• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أكثروا من قرع الطناجر ! .
                          • الكاتب : علي محمود الكاتب .

أكثروا من قرع الطناجر !

ثبت وبالدليل القاطع ومن خلال بحوث علمية آجراها بعض العلماء أن قرع الطبول له اثر فعال في الحالة النفسية للإنسان فهو يساعد على العلاج النفسي بمنظومة سميت الإيحاء الذاتي, كما أنه يخفف من التوتر والشعور بالألم, وله عدة فوائد عاطفية تعود بالفائدة على صحة الإنسان وتحسين نظام المناعة لديه !!
هذا على المستوى الشخصي ولكن حين يتعلق الأمر بحالة الانقسام الفلسطيني والتوتر العام القائم ببلادنا فقد توصل أبناء شعبنا من المبدعين وبفطرتهم الطيبة الى أداة تفوق الأثر الذي يحدثه قرع الطبول ،لأنها و من منظورهم وحسب نتائج هذا البحث العلمي لن يكون له أثر يذكر في عقول أو حتى أفئدة قادتنا ولن تقودهم بالتالي إلى إتمام فصول المصالحة ، ولحل هذه المعضلة الطبلية ،لجئوا إلى قرع ما هو أكثر ضجيجاً من الطبول ،، أنها  "الطناجر" بمختلف أنواعها وأحجامها والمواد الصلبة الداخلة في تصنيعها ، لضمان الجودة والتخصص ،كما هي الحال في تعدد هذه اللجان التصالحية و التي لم نرى لها انجاز يذكر !

خطوة ابداعية ،اشاد بها جميع عقلاء هذا الوطن من الحريصين على المصالحة الوطنية واعتبرت غاية في الروعة والقوة التعبيرية ، وفي الاتجاه الصحيح بل ومنبر متنقل لقول كلمة حق وبصوت جهوري ، لا للانقسام ونعم لوحدة الوطن ، خطوة مثلت تعبير حضاري عن حالة الرفض الشعبي لتجزئة الوطن ولإجبار طرفي الخلاف على إنهاء هذا الملف المعيب بحق شعبنا الصامد والمرابط من سنين طوال فوق أرضه متحدياً الاحتلال البغيض ……

ورغم جمال هذه الخطوة الا انه يعيبها كونها فعل مؤقت وعلى نطاق محدود ولم تكن على مستوى كل محافظات الوطن !

فلعل السبب كما قالوا غزارة الأمطار التي رزقنا بها المولى أو لأسباب أخرى لا يجهلها احد ولن أخوض فيها حتى لا أعطل سماء المصالحة الملبدة أصلاً بالغيوم الكثيرة !

فالمطلوب ان نقرع الطناجر كل لحظه وفي كل أرجاء وميادين الوطن ، لنذكر القائمين على الملفات التصالحية واللجان قليلة الأفعال ، أننا قد مللنا رؤيتهم على شاشات التلفزة وهم يبتسمون ويتعانقون ومللنا كذلك سماعنا لعبارات من قبيل ان الاجتماعات ايجابية !

نعم لقد مللنا تصريحاتهم كلها ووعودهم بالحلول وظهورهم بمظهر الوفاق وكأن لا شئ مختلف عليه ، بينما الحقيقة ان نقاط الاتفاق لا تتعدى أصابع اليد الواحدة !

أننا نلم جيداً أن ملفات المصالحة بتعدد زواياها بها من العقد والمشكلات الكثير ، ولكننا ندرك أيضاً أننا نستحق وبعد هذه المعاناة الانفصالية وتعدد أشكالها ان يسارعوا وبجدية أكثر نحو الوحدة الفعلية على الأرض ، وليعلموا أننا لسنا أقل شأناً من شعوب العالم  ولا اقل فهماً أو أحساساً بالربيع العربي ، وقد عرفت فلسطين بأرضها وشعبها بأنها مفجرة الثورات ،ولم يدم فيها ظالم ، وها هو المطر الغزير أشارة من رب العالمين ، ليخبرنا ان ربيعاً قادم ومبشراً بالخير ، ولم يتبقى الا شد العزيمة لفلاحة الأرض وهي موحدة وحصد خير الوفاق الوطني ……

فلنقرع الطناجر والحيطان اذا لزم الأمر، لنقول للمختلفين ، آن لكم ان تنهوا ملف الانقسام فوطننا يجب ان يتوحد الان قبل اللحظة القادمة فنحن شعب له قضية لا تحتمل التجزئة ولا أقامة أمارات ودويلات وتشكيل عشرون حكومة !

من حقنا ان نقرع كل طناجرنا وبشكل جماعي وسلمي منظم ، فإذا كان قرع الطبول في حشود له مدلولات علمية من قبيل تغيير الموجات الدماغية وإعادة  التواصل مع الأعماق, وتحفيز التعبير الإبداعي الذي يقود إلى الانسجام والتناغم بين العقل والروح والجسد، فكيف هو مفعول الطناجر الوطنية الفلسطينية اذا ما قرعت بسواعد أبناء شعب مناضل ؟!

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=13777
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16