• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : (نحن دعوة أبينا إبراهيم).من وحي كربلاء.  .
                          • الكاتب : مصطفى الهادي .

(نحن دعوة أبينا إبراهيم).من وحي كربلاء. 

 عندما رفع إبراهيم قواعد البيت (1) عمد إلى التعظيم عن طريق الامتثال لإمر الله بذبح ولده فقدّم ولده إسماعيل ذبيحا من اجل الله تعالى ولكن الله فداه بذبحٍ عظيم يخرج من هذا البيت (مكة) ليُضحي من إجل دين إبراهيم، وهنا عندما علم إبراهيم بمدى عظمة هذا المضحّي القادم دعى ربه قائلا : (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ). فلم يقل إبراهيم (تهوي إليه) أي إلى بيته المحرم . بل قال (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم). أي إلى ذريته من صلب إسماعيل وهم محمد وآله. وقوله (من الناس) للتبعيض ولم يقل فاجعل افئدة (الناس) فحصر الولاء في فئة معينة ، وهم المؤمنون. 
إن إبراهيم علم أن هناك فئة مختارة (من الناس) ستكون مع ذريته المتحدرة من ذرية رسول الله (ص) فجعل هذه الذرية مهوى افئدة المؤمنين. والحسين (ع) من ذرية اسماعيل لا بل عبّر عن نفسه بأنه (الذبيح) كما اخبر الكتاب المقدس بذلك في قوله (إن لله ذبيحة عند شاطئ الفرات) . ومن هنا نعلم من هم (الناس) الذي طلب إبراهيم ان تكون افئدتهم مع ذريته.

فالحسين (ع) مهوى الأفئدة وربيع القلوب. ولذلك نرى أن الحسين عندما شدّ الرحال إلى مكة عازما على الحج عدّل عن رأيه ولم يحج .فالحسين لم يذهب إلى مكة للحج عندما رأى أن أميرها يزيد وواليها خادم ليزيد ، وإمام حرمها تابعا ليزيد.

الحج هو رفض للشرك والظلم وعبادة الاشخاص فإن لم يرفض الحاجّ الظلم والظالمين فهو لا يطوف إلا بأحجار، فرأى الحسين ان الحج تحول إلى (طواف بقصر يزيد) ،لا بل ان دنيا الاسلام كلها اصبحت تطوف بقصر يزيد فقال قولته الشهيرة : (فعلى الإسلام السّلام إذا ابتُليت الاُمّة براع مثل يزيد). فلم يذهب إلى الحج لأنه لا يُريد ان يطوف بقصر يزيد ولا أن يؤدي المناسك ليزيد ، وتوجه صوب مصرعه في كربلاء فحج إلى واد طوى فختم مناسكه بالشهادة فجعل الله تعالى افئدة من الناس تهوي إليه وتزور مصرعه وتطوف بقبره.
(إن في ذلك لعبرة).

1- عن الإمام الباقر عليه السلام قال : (خلق الله تبارك وتعالى أرض كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام. وقدسها وبارك عليها فمازالت قبل أن يخلق الله الخلق مقدسة مباركة ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنة وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أولياؤه في الجنة). انظر : البحار ج98 ص 107.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=137317
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 08 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28