• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أدلّة مشروعيّة عذاب القبر في عالم البرزخ بأسلوبٍ مُيسّرٍ .
                          • الكاتب : مرتضى علي الحلي .

أدلّة مشروعيّة عذاب القبر في عالم البرزخ بأسلوبٍ مُيسّرٍ

 1- ينبغي اعتقاداً الإيمان والتصديق بوجود عالم البرزخ، والذي ينتظرنا بعد الممات ، وقد أخبرنا عنه القرآن الكريم، كتاب الله جلّ وعلا الصادق المُصَدّق فيجب الإذعان بذلك العالم الوجودي الحقيقي ،وهو الوجه الأول من وجوه الآخرة ، قال الله تعالى ( حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ رَبِّ ٱرۡجِعُونِ)[سورة المؤمنون- 99]
( لَعَلِّیۤ أَعۡمَلُ صَـٰلِحࣰا فِیمَا تَرَكۡتُۚ كَلَّاۤۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَاۤىِٕلُهَاۖ وَمِن وَرَاۤىِٕهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ یَوۡمِ یُبۡعَثُونَ)[سورة المؤمنون 100] .

- والبرزخ هو عالم ما بين الموت والحياة إلى يوم البعث والقيامة ، ومن يؤمن به يجب أن يؤمن بخصوصياته ومنها سؤال الملكين وضغطة القبر والتعذيب والتنعيم وغير ذلك. 

:2- لطالما كان عالم البرزخ عالماً حقاً ،وقد أخبر عنه القرآن الكريم فيكون وقوع العذاب فيه أمرا ممكنا وغير مستبعد عقلاً ونقلاً وتواترا وإجماعا بين المؤمنين خاصة والمسلمين عامةً.

:3: إنّ وجه إمكان وقوع عذاب القبر في عالم البرزخ لأنه لا استبعاد في أن يُعجّل الله تعالى العقاب لمستحقيه في الدار الدنيا، والتي هي دار التكليف والعمل، لا الحساب كما ورد ذلك في تشريعه تعالى بقطع يد السارق إذا سرق ، وهذا نوع عذاب وعقاب وجزاء دنيوي، فضلاً عن العذاب الآخروي إن لم يتب .
- وكذلك إهلاك الله لبعض الأمم والقرى بالطوفان ومختلف أنواع العذاب… فإذا كان الله يمكن له أن يوقع عقابه وعذابه في الدنيا
 فلا استحالة أو استبعاد في إيقاعه في عالم القبر والبرزخ وهو واقع من باب أولى قدرةً لله وإمكانا . 

:4- هناك روايات كثيرة وردت عن النبي الأكرم وآل بيته الأطهار وعامة المسلمين تخبر بوقوع العذاب في القبر وتحذر منه ، ومنها الحديث النبوي المشهور ( القبر إمّا روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران) ( من مات فقد قامت قيامته ) .
: بحار الأنوار ، المجلسي ،ج58، ص 7.
وهذه على كثرتها المتواترة والموثوقة الصدور تورث الاطمئنان بحقانية الاعتقاد بعذاب القبر وإمكان وقوعه .

:5- لقد وردت آيات عدة في القرآن الكريم وفسرت بعذاب البرزخ والقبر ومنها قوله تعالى: (قَالُوا۟ رَبَّنَاۤ أَمَتَّنَا ٱثۡنَتَیۡنِ وَأَحۡیَیۡتَنَا ٱثۡنَتَیۡنِ فَٱعۡتَرَفۡنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلۡ إِلَىٰ خُرُوجࣲ مِّن سَبِیلࣲ)[سورة غافر 11]
(ٱلنَّارُ یُعۡرَضُونَ عَلَیۡهَا غُدُوࣰّا وَعَشِیࣰّاۚ وَیَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدۡخِلُوۤا۟ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ أَشَدَّ ٱلۡعَذَابِ)[سورة غافر 46]

وفي هذه الآيات قطع إلهي بإمكان وقوعه وحقيقته فعلاً ، فقوم فرعون قد أهلكهم الله تعالى، وهم حاليّاً موتى ولم تقم الساعة حتى آلان فما ذكره من عرض النار عليهم غدواً وعشيّا، وهي أوقات غير موجودة في عالم الآخرة يقصد به عذاب القبر بحسب ماذكرته التفاسير ويقبله العقل والنقل .

-هذا وقد عطف القرآن الكريم في هذه الآية ما ينتظرهم من عذاب يوم القيامة على ما يعرض عليهم قبلها من النار ، والعطف في اللغة العربية دليل المغايرة والاختلاف بين المعطوف والمعطوف عليه فعذاب البرزخ والقبر غير عذاب يوم القيامة فيجب تدبر ذلك وتأمله. 

:6- مَن ينكر عذاب البرزخ والقبر فعليه أن يقدّم أدلةً عقليّةً وقرآنيةً وروائيةً تثبت دعواه - وإلا لا يجوز عقلا وشرعاً النفي والانكار لشيءٍ من دون حجة ودليل حقّ وصادق .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=137191
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 08 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29