في حديقة مشرقة بأشعّة الشمس

وعصافير تغرّد في سماء ربيعيّة صافية

جلست وكان الارتياح يغمر نفسي

فلا حزن أو تعب أو وساوس كئيبة مضنية

بل انتشاء بجمال الوجود وفرح غامر

كانت روحي مسرورة فكأنّها قد تخلّصت من كلّ قيودها

أو كأنّ هذه الدنيا أصبحت أمامها مرجا من السرور اللانهائيّ

كنت أعرف أنّ ذلك وقتيّ ،لكنّني فكّرت :

آه لو كان الوجود كلّه لحظة كهذه اللحظة

تمتدّ دهرا فلا يقطعها همّ غاشم أو كبد مضن

لا شكّ أنّ العيش في هذه الحالة سيكون رائعا وبديعا

والحياة ستغدو عسلا يذوب داخل الروح بلذّة وطيبة

وفجأة انتبهت من غفلتي فما أحلم به ليس مستحيلا

بل هناك الآن من يتنعّم بتلك اللذّة الصافية

إنّهم الأتقياء والصالحون الذين كانت أرواحهم خالصة للخالق

آهٍ ما أشدّ سعادتهم وما أجمل سرورهم الآن

لقد حطّوا الرحال ووصلوا إلى موطنهم الآمن الجميل

وأزيلت كلّ القيود التي كانت تكبّل أرواحهم

فانطلقت من أسرها نحو سعادة لا نهائيّة ليس لهم عنها بديل